▪أبكيا من في السماء▪
عن أمير المؤمنين عليه السلام :
والله لقد أخذت في أمرها وغسلت في قميصها ولم أكشفه عنها، فو الله كانت ميمونة طاهرة مطهرة.
ثم حنطتها من فضلة حنوط رسول الله صلى الله عليه وآله وكفنتها وأدرجتها في أكفانها، فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت:
يا أم كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا فضة،
يا حسن، يا حسين
هلموا تزودوا من أمكم، فهذا الفراق، واللقاء في الجنة .
فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام وهما يناديان:
واحسرتا لا تنطفئ أبدا من فقد جدنا محمد المصطفى، وأمنا فاطمة الزهراء؛ يا أم الحسن، يا أم الحسين، إذا لقيت جدنا محمداً المصطفى فأقرئيه منا السلام، وقولي له: إنا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا.
فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
إني أشهد الله أنها قد حنت وأنّت ومدت يديها وضمتهما إلى صدرها مليا، وإذا بهاتف من السماء ينادي:
يا أبا الحسن ارفعهما عنها فلقد أبكيا- والله- ملائكة السماوات، فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب. قال:
فرفعتهما عن صدرها وجعلت أعقد الرداء وأنا أنشد بهذه الأبيات:
فراقك أعظم الأشياء عندي
وفقدك فــــاطم أدهــــى الثكول
سأبكي حسرة وأنوح شجواً
على خــــلّ مضى أسنى سبيل
ألا يا عين جودي وأسعديني
فحزني دائم وابكي خليلي