الزهراء... بين إخفاء القبر واشتياق المحب
اعتدت ان التصق بشبابيك الأنبياء والائمة والاولياء.. واحكي همومي وابث شكواي واخاطبهم من بين شبابيك اضرحتهم المربعة الفتحات. اعتدت ان أقبل قبورهم، لا عبادة، ولكن شغف الحب والولاء يطفو فيدفعني الى فعل ذلك.
اعتدت ان اخاطب زخارف ابنيتهم ونقوش اروقتهم، وفن وابداع مساجدهم واخاطبهم من خلالها، فامدحهم وامجدهم، فالعظمة التي هم فيها.. تجعلني اشعر بصغري وقلة حيلتي اكثر.. وتزيد من يقيني بعلو شأنهم ومكانتهم التي وصلوا اليها بالتضحية. فقد اثبتوا للملأ اجمع، ان من يخلد في هذه الدنيا يخلد بسيرته الحسنة وعمله الصالح.
اعتدت ان أرى الرايات فوق قببهم المباركة، حمراء في حين الفرح وسوداء في حين اخر، ليخبرني لونها بأن الحزن قد جاء. اعتدت عندما اريد زيارة مراقدهم ان اخبر من حولي الى من اقصد واتوجه.
وها انا اخبر من حولي بأني اقصد زيارة بيت الله الحرام، وقبر الرسول، وفاطمة الزهراء، وائمة البقيع، فيأتي رد جميع من حولي قلدناك الدعاء في بيت الله، والزيارة والدعاء عند قبر الرسول.
فتأملت كلام الجميع.. وخنقتني عبرة تخللتها كلمات أتمتم بها دائما "يا وجيهة عند الله اشفعي لنا عند الله".
حملت هذه الكلمات بين شفاهي طوال رحلتي وانا أفكر كيف سأصل الى مدينة الرسول ولا اجد لك قبرا، فلا اقبل ضريحا، ولا أرى لك حضرة، وكيف لا اصلي صلاة الزيارة هدية لمن هي سيد نساء العالمين من الاولين والاخرين، وابنة رسول رب العالمين، وزوجها يعسوب الدين.
أيعقل ان لا اجد لوحة يكتب عليها "السلام عليك يا ام الائمة الاطهار "او يكتب فيها" السلام عليك يا ايتها الحوراء الانسية" فيا لمظلوميتك يازهراء..
اغمضت عيني اطلب المدد من رب العرش العظيم.. واتوسل بها كعادتي واطلب الرشد لقبرها فمن يقصد المسافات حبا يتمنى لقاء من يحب وان كان الحبيب لا يرد جوابه.
لم استطع التفكير فالحيرة تغمرني، نكست رأسي للأرض معتذرة من حبيب القلوب رسول الله، فكيف اصل لمدينته ولا ازور ابنته، وهي التي ترفدنا بالكرامات والمعجزات في كل حين، في صباحي ومسائي اردد اشفعي لي، وها انا زائرة حائرة، ابحث عن من فطم محبيها من النار..
واذا بأصوات تتخلل اذني فاسمع.. احدهم يتكلم فيقول:
اختلفت الروايات في مكان قبر السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فمنهم من قال: انها دفنت بالبقيع.
ومنهم من قال: انها دفنت بالروضة أي بين القبر والمنبر فقد روي ان الرسول (ص) قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة".
ومنهم من قال: انها دفنت في بيتها فلما زاد بنو امية لعنهم الله المسجد صارت قبرها من ضمن المسجد.
اما القول الرابع فيقال انها دفنت عند باب المسجد.
اما في القول الأول الذي يذكر فيه انها دفنت في البقيع وبالتحديد ان فاطمة مدفونة مع ابنها الامام الحسن عليهما السلام، فاغلب روايته ساقطة السند، لان القبر الموجود في البقيع هو قبر فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين عليه السلام.
اما عن دفنها في الروضة بين القبر والمنبر للنبي صلى الله عليه واله وسلم، فهذا الرأي للشيخ الصدوق في كتابه معاني الاخبار عن محمد بن موسى بن المتوكل عن السعد ابادي عن البرقي عن ابيه عن عمير عن بعض اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى اله عليه واله وسلم ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة "لان قبر فاطمة عليها السلام بين قبره ومنبره وقبرها روضة من رياض الجنة واليه ترعه من ترع الجنة.
كما ذهب المحقق الحلي الى هذا الرأي بقوله في كتاب شرائع الإسلام (يستحب ان تزار فاطمة عليها السلام عند الروضة)، والى ذلك ذهب الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان.
اما القول الثالث بأنها دفنت في منزله، وهذا القول رجحه الكثير من علماء الطائفة، انها دفنت في منزلها، فلما زادت بنو امية المسجد صارت في المسجد، وتواترت على صحته ودلالته العديد ممن الروايات، وهو المعتمد عليه من قبل اعلامنا المحققين.
ومن جملة الروايات التي اعتمدوا عليها، ما رواه الشيخ الطوسي في كتاب (التهذيب)، بإسناده الصحيح عن محمد بن احمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قبر فاطمة عليها السلام فقال: دفنت في بيتها فلما زادت بنو امية في المسجد صارت في المسجد.
وذكر أيضا السيد ابن طاووس في كتابه (اقبال الاعمال) قوله: والظاهر ان ضريحها المقدس في بيتها المكمل بالآيات والمعجزات، لأنها اوصت ان تدفن ليلا ولا يصلي عليها من كانت هاجرة لهم حين الممات.. ولو كان أخرجت جنازتها الطاهرة الى بقيع الغرقد او بين الروضة والمنبر في المسجد، ما كان يخفى اثار الحفر والعمارة عمن كان قد أراد كشف ذلك بأدنى إشارة، فاستمرار ستر حال ضريحها الكريم.. يدل على انها ما أخرجت من بيتها او حجرت والدها الرؤوف الرحيم.
كما استدل بترجيح هذا الرأي بالرواية، وبما سئل عنه الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام قال: أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني: (كتبت اليه ان رأيت ان تخبرني عن بيت امك فاطمة عليها السلام، أهي في طيبة او كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب الامام: هي مع جدي صلى الله عليه واله).
إلا ان بعض الاعلام رد هذا القول، وقالو بان تلك الاخبار المحمولة معتمدة على التقية.
اما في القول الرابع... بأنها دفنت عند باب المسجد فهذا القول شاذ لم يذكره علماؤنا الاعلام وانما ذهبوا اليه علماء السنة. وان سبب إخفاء امير المؤمنين لقبرها عليه السلام، لأجل فضح من ظلمها، وعدم تعرض قبرها الشريف للنبش، وان عدم تصريح الائمة لمكان قبرها لتبقى قضيتها حيه الى يوم القيامة.
عند ذلك رفعت رأسي ونظرت الى هذا الشخص الذي وكان الله ارسله امامي موضحا بكلماته الارشادية والتوضيحية ما كان خافيا عليه.
فسرت باتجاه القبر الشريف وصليت ركعتين بين القبر والمنبر وقبلت الأرض، ثم اتجهت الى مكان بيت الزهراء وصليت ودعوت واستشفعت بها عند الله لتشفع لي عنده تعالى.
المصدر
شبكة النبا المعلوماتية
اعتدت ان التصق بشبابيك الأنبياء والائمة والاولياء.. واحكي همومي وابث شكواي واخاطبهم من بين شبابيك اضرحتهم المربعة الفتحات. اعتدت ان أقبل قبورهم، لا عبادة، ولكن شغف الحب والولاء يطفو فيدفعني الى فعل ذلك.
اعتدت ان اخاطب زخارف ابنيتهم ونقوش اروقتهم، وفن وابداع مساجدهم واخاطبهم من خلالها، فامدحهم وامجدهم، فالعظمة التي هم فيها.. تجعلني اشعر بصغري وقلة حيلتي اكثر.. وتزيد من يقيني بعلو شأنهم ومكانتهم التي وصلوا اليها بالتضحية. فقد اثبتوا للملأ اجمع، ان من يخلد في هذه الدنيا يخلد بسيرته الحسنة وعمله الصالح.
اعتدت ان أرى الرايات فوق قببهم المباركة، حمراء في حين الفرح وسوداء في حين اخر، ليخبرني لونها بأن الحزن قد جاء. اعتدت عندما اريد زيارة مراقدهم ان اخبر من حولي الى من اقصد واتوجه.
وها انا اخبر من حولي بأني اقصد زيارة بيت الله الحرام، وقبر الرسول، وفاطمة الزهراء، وائمة البقيع، فيأتي رد جميع من حولي قلدناك الدعاء في بيت الله، والزيارة والدعاء عند قبر الرسول.
فتأملت كلام الجميع.. وخنقتني عبرة تخللتها كلمات أتمتم بها دائما "يا وجيهة عند الله اشفعي لنا عند الله".
حملت هذه الكلمات بين شفاهي طوال رحلتي وانا أفكر كيف سأصل الى مدينة الرسول ولا اجد لك قبرا، فلا اقبل ضريحا، ولا أرى لك حضرة، وكيف لا اصلي صلاة الزيارة هدية لمن هي سيد نساء العالمين من الاولين والاخرين، وابنة رسول رب العالمين، وزوجها يعسوب الدين.
أيعقل ان لا اجد لوحة يكتب عليها "السلام عليك يا ام الائمة الاطهار "او يكتب فيها" السلام عليك يا ايتها الحوراء الانسية" فيا لمظلوميتك يازهراء..
اغمضت عيني اطلب المدد من رب العرش العظيم.. واتوسل بها كعادتي واطلب الرشد لقبرها فمن يقصد المسافات حبا يتمنى لقاء من يحب وان كان الحبيب لا يرد جوابه.
لم استطع التفكير فالحيرة تغمرني، نكست رأسي للأرض معتذرة من حبيب القلوب رسول الله، فكيف اصل لمدينته ولا ازور ابنته، وهي التي ترفدنا بالكرامات والمعجزات في كل حين، في صباحي ومسائي اردد اشفعي لي، وها انا زائرة حائرة، ابحث عن من فطم محبيها من النار..
واذا بأصوات تتخلل اذني فاسمع.. احدهم يتكلم فيقول:
اختلفت الروايات في مكان قبر السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فمنهم من قال: انها دفنت بالبقيع.
ومنهم من قال: انها دفنت بالروضة أي بين القبر والمنبر فقد روي ان الرسول (ص) قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة".
ومنهم من قال: انها دفنت في بيتها فلما زاد بنو امية لعنهم الله المسجد صارت قبرها من ضمن المسجد.
اما القول الرابع فيقال انها دفنت عند باب المسجد.
اما في القول الأول الذي يذكر فيه انها دفنت في البقيع وبالتحديد ان فاطمة مدفونة مع ابنها الامام الحسن عليهما السلام، فاغلب روايته ساقطة السند، لان القبر الموجود في البقيع هو قبر فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين عليه السلام.
اما عن دفنها في الروضة بين القبر والمنبر للنبي صلى الله عليه واله وسلم، فهذا الرأي للشيخ الصدوق في كتابه معاني الاخبار عن محمد بن موسى بن المتوكل عن السعد ابادي عن البرقي عن ابيه عن عمير عن بعض اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى اله عليه واله وسلم ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة "لان قبر فاطمة عليها السلام بين قبره ومنبره وقبرها روضة من رياض الجنة واليه ترعه من ترع الجنة.
كما ذهب المحقق الحلي الى هذا الرأي بقوله في كتاب شرائع الإسلام (يستحب ان تزار فاطمة عليها السلام عند الروضة)، والى ذلك ذهب الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان.
اما القول الثالث بأنها دفنت في منزله، وهذا القول رجحه الكثير من علماء الطائفة، انها دفنت في منزلها، فلما زادت بنو امية المسجد صارت في المسجد، وتواترت على صحته ودلالته العديد ممن الروايات، وهو المعتمد عليه من قبل اعلامنا المحققين.
ومن جملة الروايات التي اعتمدوا عليها، ما رواه الشيخ الطوسي في كتاب (التهذيب)، بإسناده الصحيح عن محمد بن احمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قبر فاطمة عليها السلام فقال: دفنت في بيتها فلما زادت بنو امية في المسجد صارت في المسجد.
وذكر أيضا السيد ابن طاووس في كتابه (اقبال الاعمال) قوله: والظاهر ان ضريحها المقدس في بيتها المكمل بالآيات والمعجزات، لأنها اوصت ان تدفن ليلا ولا يصلي عليها من كانت هاجرة لهم حين الممات.. ولو كان أخرجت جنازتها الطاهرة الى بقيع الغرقد او بين الروضة والمنبر في المسجد، ما كان يخفى اثار الحفر والعمارة عمن كان قد أراد كشف ذلك بأدنى إشارة، فاستمرار ستر حال ضريحها الكريم.. يدل على انها ما أخرجت من بيتها او حجرت والدها الرؤوف الرحيم.
كما استدل بترجيح هذا الرأي بالرواية، وبما سئل عنه الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام قال: أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني: (كتبت اليه ان رأيت ان تخبرني عن بيت امك فاطمة عليها السلام، أهي في طيبة او كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب الامام: هي مع جدي صلى الله عليه واله).
إلا ان بعض الاعلام رد هذا القول، وقالو بان تلك الاخبار المحمولة معتمدة على التقية.
اما في القول الرابع... بأنها دفنت عند باب المسجد فهذا القول شاذ لم يذكره علماؤنا الاعلام وانما ذهبوا اليه علماء السنة. وان سبب إخفاء امير المؤمنين لقبرها عليه السلام، لأجل فضح من ظلمها، وعدم تعرض قبرها الشريف للنبش، وان عدم تصريح الائمة لمكان قبرها لتبقى قضيتها حيه الى يوم القيامة.
عند ذلك رفعت رأسي ونظرت الى هذا الشخص الذي وكان الله ارسله امامي موضحا بكلماته الارشادية والتوضيحية ما كان خافيا عليه.
فسرت باتجاه القبر الشريف وصليت ركعتين بين القبر والمنبر وقبلت الأرض، ثم اتجهت الى مكان بيت الزهراء وصليت ودعوت واستشفعت بها عند الله لتشفع لي عنده تعالى.
المصدر
شبكة النبا المعلوماتية
تعليق