إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    «مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ»..

    رائعة أخرى من روائع سيد الموحدين وأمير المؤمنين (عليه السلام) التي لا تنفد بدائعه وروائعه، لأنّها بالتأكيد مستوحاة من فيض الساحة القدسية..
    نقف على شاطئ ذلك البحر المتلاطم الذي يزخر علماً ومعرفة للنهل من بعضه وعلى قدرنا وبحسبنا، وإلا فالأمر جليل وغوره عميق لا يسبر إلا من ترسّخ فيه قلبه العلوم المحمدية العلوية..

    كلامه (عليه السلام) تحذير يتخلّله تحذير.. فهو في نفسه تحذير لنا ويحمل في طياته بشارة، لمن وسع له قلبه واستنار به، فهو (عليه السلام) يوجّه لنا النصح بأن الذي يحذّرنا فهو واقعاً يريد لنا الخير ولا يريدنا أن نقع في الشر، فالمحذّر هنا بمثابة المنقذ (كمن يسير في طريق وأمامه حفرة لم ينتبه لها، ويأتي أحد فيصيح به ويدفعه عنها لكي لا يسقط فيها)؛ هكذا هو حال الذي ينصحنا ويوجهنا لطريق الحق، فهو يحذّرنا من مكائد الدنيا وزينتها والغفلة عن عبادة الرحمن..

    اذن حقيقة التحذير هنا هو للنجاة من الوقوع في المكاره والشرور، وعليه فمن حذّرك من الشر فقد بشّرك بالخير إذا كنت سميعاً مطيعاً، واذاكان كذلك فكيف لا يكون بشارة من المحذّر..


    فالمحذّر هو الناصح الأمين الذي يريد لك الخير ويدفع عنك الشر،وقد جاء في الخبر عن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): «الدين النصيحة»، وجاء عنه (صلّى الله عليه وآله): «من يضمن لي خمسا أضمن له الجنة، قيل: وما هي؟ يا رسول الله قال: النصيحة لله عزّ وجلّ،والنصيحة لرسوله، والنصيحة لكتاب الله، والنصيحة لدين الله، والنصيحة لجماعة المسلمين» (الخصال: ص295)، فالنصيحة للمسلمين هو ارشادهم وهدايتهم الى ما فيه الخير والصلاح في دنياهم وأخراهم.

    على انّ النصيحة من الوقوع في المضرة والخطر المحدق لابد أن تكون هناك استجابة ايجابية تجاه هذه النصيحة، باتخاذ الحيطة والتهيؤ للنجاة من ذلك الخطر؛ فاذا سلم من ذلك أدرك البشارة.

    ومما تجدرالاشارة اليه هو انّ خير تحذير هو ذلك الذي يأتي من النفس، لأن الناصح قبل أن يوجّه النصح لغيره يكون هو أولى به، فقد قال تعالى: ((أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)) (البقرة: 44)، وقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ)) (النساء: 135)..


    هذا في حال إذا كان المنذر هو انسان بسيط، فكيف إذا كان المنذر من قبل الله تعالى وعلى يد أوليائه الصادقين، فبالتأكيد سيكون في الإنذار كل الخير والصلاح وهو البشارة بعينها، فهم (عليهم السلام) الأئمة الدعاة والقادة الهداة والسادة الولاة والذادة الحماة وأهل الذكر وأولي الأمر وبقية الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه وحجته وصراطه ونوره وبرهانه.. فهم (عليهم السلام) يريدون أن يصلوا بنا الى شواطئ الرحمن شواطئ الجنة والرضوان، حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «اِحْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اَللَّـهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ وَيَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ فَتَكُونَ مِنَ اَلْخَاسِرِينَ وَإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اَللَّـهِ وَإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اَللَّـهِ» (نهج البلاغة: ج4/ص96).
    التعديل الأخير تم بواسطة المفيد; الساعة 05-03-2016, 08:30 AM.


  • #2
    احسنتم مولانا الكريم وسدد الله تعالى خطاكم وبلغكم ما تأملون عاجلا بحق مولاتنا الزهراء عليها السلام

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X