إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفاوت المؤمنين في محبة الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفاوت المؤمنين في محبة الله


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    اعلم ان المؤمنين جميعاً مشتركون في اصل محبة الله لاشتراكهم في أصل الإيمان، ولكنهم متفاوتون في قدرها، وسبب تفاوتهم امران:
    أحدهما ـ اختلافهم في المعرفة وحب الدنيا، فان اكثر الناس ليس لهم من معرفة الله إلا ما قرع اسماعهم من كونه متصفاً بصفات كذا وكذا، من دون وصول إلى حقيقة معناها، وإلى اعتقادهم بأن الموجودات المشاهدة صادرة عنه، من غير تدبر في عجائب القدرة وغرائب الحكمة المودعة فيها واما العارفون، فلهم الخوض في بحر التفكر والتدبر في أنواع المخلوقات، واستخراج ما فيها من الحكم الخفية، والمصالح العجيبة، التي كل واحد منها كمشعلة في إزالة ظلمة الجهل، والهداية إلى كمال عظمة الله، ونهاية جلاله وكبريائه، فمثل الأكثرين كمثل عامي أحب عالماً بمجرد استماعه انه حسن التصنيف، من دون علم ودراية بما في تصانيفه، فتكون له معرفة مجملة، ويكون له بحسنه ميل مجمل، ومثل العارفين كمثل عالم فتش عن تصانيفه، واطلع على ما فيها من دقائق المعاني وبلاغة العبارات. ولا ريب في أن العالم بجملته صنع الله وتصنيفه، فمن عرف ذلك مجملاً تكون له بحسبه محبة مجملة، ومن وقف على ما فيه من عجائب القدرة ودقائق الحكمة تكون له غاية الحب، وكلما ازدادت معرفته بوجوه الحكم والمصالح المودعة في كل مخلوق ازدادا حبه، فمن اعتقد أن ما تبنيه النحل من البيوت المسدسة إنما هو بالهام الله ـ تعالى ـ اياها، من غير استعداد لفهم الحكمة في اختيار الشكل المسدس على سائر الاشكال، لا يكون في معرفة الله وادراك عظمته وحكمته كمن يفهم ذلك ويتيقنه. ثم كما أن دقائق الحكم وعجائب القدرة غير متناهية، ولا يمكن لاحد ان يحيط بها، وانما ينتهي كل إلى ما يستعد له، فينبغي أن تكون مراتب الحب أيضاً غير متناهية، وكل عبد ينتهي إلى مرتبة تقتضيها معرفته.
    وثانيهما ـ اختلافهم في الأسباب المذكورة للحب، فان من يحب الله لكونه منعماً عليه ومحسناً إليه، ضعفت محبته لتغيرها بتغير الانعام والإحسان ولا يكون حبه في حالة البلاء كحبه في حالة الرجاء والنعماء. وأما من يحبه لذاته، أو بسبب كماله وجماله ومجده وعظمته، فانه لا يتفاوت حبه بتفاوت الاحسان إليه

  • #2

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X