بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
التبشير بولادتها بالرؤيا
اختار الله « تعالى » لأمّ البنين سلام الله عليها أنْ تنشأ في منبت طاهر، في بيت شجاعةٍ وكرم. وقد كان أبوها حزام مسافراً يوماً ما فرأى في نومه كأنّه جالسٌ في أرض خصبة، منعزلاً عن جماعته وبيده درّة يقلّبها متعجّباً من رونقها، فإذا برجل أقبل إليه من صدر البريّة على فرس له، سلّم عليه، فردّ حزامٌ السلام عليه، ثمّ قال الرجل: بكم تبيع هذه الدرّة، قال: لا أعرف قيمتَها، ولكنْ بكم تشتريها أنت ؟ فقال الرجل: لا أعرف قيمتها لكن اهدِها إلى أحد الأمراء وأنا الضامنُ لك بشيءٍ هو أغلى من الدراهم والدنانير، قال: ما هو ؟ قال: أضمنُ لك بالحظوة عنده والزلفى والشرف والسؤدد أبد الآبدين. قال له حزام: وتكون أنت الواسطة ؟ قال: نعم، أعطني إيّاها. فأعطاها، فلمّا انتبه حزام من نومه قصّ رؤياه على جماعته وطلب تأويلها، فقال له أحدهم: إنْ صدقتْ رؤياك فإنك تُرزق بنتاً يخطبها منك أحد العظماء، وتنال عنده بسببه القُربى والشرفَ والسؤدد. فلمّا عاد من سفره بُشّر حزام بأنّ زوجته ثمامة بنت سهيل قد وضعتْ بنتاً، فتهلّل وجهه وسُرّ بها، فقيل له: ما نُسمّيها، فقال: سمّوها فاطمة، وكنّوها بـ (أمّ البنين). فنشأتْ بين أبوينِ شريفين عُرِفا بالأدب والعقل، وقد حباها الله « سبحانه » بجميل ألطافه، إذْ وهبها نفساً حرّةً عفيفةً طاهرة، وقلباً زكيّاً سليماً، ورزقها الفطنة والعقل الرشيد، فلمّا كبرتْ كانتْ مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد، فجمعت إلى النسب الرفيع حسباً منيفاً، لذا وقع اختيار عقيل عليها لأنْ تكون قرينةَ أمير المؤمنين «عليّ» عليه السّلام.
زوّجها بالإمام علي (ع) بالرؤيا :
أراد الإمام عليّ سلام الله عليه أن يتزوّج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام، يضربون في عروق النجابة والإباء، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية، لهذا طلب أميرُ المؤمنين عليه السّلام من أخيه عقيل ـ وكان نسّابة عارفاً بأخبار العرب ـ أنْ يختار له امرأةً من ذوي البيوت والشجاعة، فأجابه عقيل قائلاً: ـ أخي، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابيّة، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها .ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً على فراش كرامته، وكان خارج المدينة المنوّرة، فأكرمه حزام ذلك الإكرام، حتّى إذا مضت ثلاثة أيّام مدّة الضيافة سأل حزام عن حاجة عقيل، فأخبره أنّه قادمٌ عليه بالشرف الشامخ، والمجد الباذخ، يخطبُ ابنتَه الحرّة إلى سيّد الأوصياء « عليّ » عليه السّلام. فلمّا سمع حزام ذلك هشّ وبشّ، وشعر بأنّ الشرف ألقى كلاكله عليه إذْ يصاهر ابنَ عمّ المصطفى صلّى الله عليه وآله، ومَنْ يُنكر علياً وفضائله، وهو الذي طبّق الآفاق بالمناقب الفريدة. وكأنّ حزاماً تمهّل قليلاً وهو لا يرى امرأةً تليقُ بأمير المؤمنين عليه السّلام، فذهب إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة، فرأى ابنته بين يديها وهي تقصّ عليها رؤياها.. فاستمع إليها دونَ أن تراه وهي تقول: كأنّي جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة، وأنهار جارية، وكانت السماء صاحية والقمرُ مشرقاً والنجوم طالعة، وأنا أفكّر في عظمة الله من سماءٍ مرفوعةٍ بغير عمد، وقمرٍ منير وكواكب زاهرة، وإذا بي أرى كأنّ القمر قد انقضّ من كبد السماء ووقع في حِجري وهو يتلالأ نوراً يَغشى الأبصار، فعجبتُ من ذلك، وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعن في حجري، وقد أغشى نورُهنّ بصري، فتحيّرتُ في أمري ممّا رأيت، وإذا بهاتفٍ قد هتف بي، أسمعُ منه الصوت ولا أرى شخصه، وهو يقول:
بـُشراكِ فـاطمـة بـالسادةِ الغُررِ
ثلاثةٍ أنـجمٍ والـزاهـرِ الـقمـرِ
أبـوهـمُ سيّدٌ في الخلْق قـاطبـةً
بعد الرسول كذا قد جاء في الخبرِ
فعاد حزام يبشّر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفّت به البشارة، وكان الزواج المبارك على مهرٍ سَنّه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في زوجاته وابنته فاطمة عليها السّلام، وهو خمس مئة درهم.
أم البنين … واست آل محمد (ع) بأربع أبناء:
كان لها أربع أبناء واست بهم آل محمد (ع) وهم عبد الله بن علي (ع) وجعفر بن علي (ع) وعثمان بن علي (ع)، وقد سماه على اسم عثمان بن مضعون كما ورد في بعض الروايات، وقمر بني هاشم الإمام العباس بن علي (ع) وهو أفضلهم وحامل لواء الحسين (ع). ونذكر مقاطع من المقتل حين بروز هؤلاء الشجعان الطاهرين الفادين لقضية الله : حاكمية الله.
فلما برز عبد الله بن علي(عليه السلام) أخذ يقول:
انا بن ذي النجدة والأفضال
ذاك علي الخير ذو الفعال
سيف رسول الله ذو النكال
في كل يوم ظاهر الأهوال
ثم برز بعده أخوه جعفر بن علي (عليه السلام) وهو يقول:
اني أنا جعفر ذو المعالي
ابن علي الخير ذي النوال
حسبي بعمي شرفا وخالي
ثم برز بعده أخوه عثمان بن علي (عليه السلام) وهو يقول:
اني انا عثمان ذو المفاخر
شيخي علي ذو الفعال الطاهر
هذا حسين خيرة الأخيار
وسيد الكبار والأصاغر
بعد الرسول والوصي الناصر
ولما برز العباس (عليه السلام) اخذ يقول:
انا الذي أعرف عند الزمجرة
بابن علي المسمى حيدرة
ولما دخل المشرعة واغترف من الماء غرفة ليشرب تذكر عطش الحسين (عليه السلام) وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين شارب المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني
ولا فعال صادق اليقين
ولما ملأ القربة وتوجه الى المخيم اخذ يقول:
لا ارهب الموت اذا الموت رقا
حتى أوارى في المصاليت لقا
اني انا العباس اغدوا بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقا
ولما قطعت يمينه قال:
والله ان قطعتم يميني
اني أحامي أبداً عن ديني
وعن امام صادق اليقين
نجل النبي الطاهر الأمين
ولما قطعوا شماله قال:
يا نفس لا تخشي من الكفار
وأبشري برحمة الجبار
مـــع النبي الـــسيد المختار
قد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلهم يا رب حر النار
والحمد لله وحده
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
التبشير بولادتها بالرؤيا
اختار الله « تعالى » لأمّ البنين سلام الله عليها أنْ تنشأ في منبت طاهر، في بيت شجاعةٍ وكرم. وقد كان أبوها حزام مسافراً يوماً ما فرأى في نومه كأنّه جالسٌ في أرض خصبة، منعزلاً عن جماعته وبيده درّة يقلّبها متعجّباً من رونقها، فإذا برجل أقبل إليه من صدر البريّة على فرس له، سلّم عليه، فردّ حزامٌ السلام عليه، ثمّ قال الرجل: بكم تبيع هذه الدرّة، قال: لا أعرف قيمتَها، ولكنْ بكم تشتريها أنت ؟ فقال الرجل: لا أعرف قيمتها لكن اهدِها إلى أحد الأمراء وأنا الضامنُ لك بشيءٍ هو أغلى من الدراهم والدنانير، قال: ما هو ؟ قال: أضمنُ لك بالحظوة عنده والزلفى والشرف والسؤدد أبد الآبدين. قال له حزام: وتكون أنت الواسطة ؟ قال: نعم، أعطني إيّاها. فأعطاها، فلمّا انتبه حزام من نومه قصّ رؤياه على جماعته وطلب تأويلها، فقال له أحدهم: إنْ صدقتْ رؤياك فإنك تُرزق بنتاً يخطبها منك أحد العظماء، وتنال عنده بسببه القُربى والشرفَ والسؤدد. فلمّا عاد من سفره بُشّر حزام بأنّ زوجته ثمامة بنت سهيل قد وضعتْ بنتاً، فتهلّل وجهه وسُرّ بها، فقيل له: ما نُسمّيها، فقال: سمّوها فاطمة، وكنّوها بـ (أمّ البنين). فنشأتْ بين أبوينِ شريفين عُرِفا بالأدب والعقل، وقد حباها الله « سبحانه » بجميل ألطافه، إذْ وهبها نفساً حرّةً عفيفةً طاهرة، وقلباً زكيّاً سليماً، ورزقها الفطنة والعقل الرشيد، فلمّا كبرتْ كانتْ مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد، فجمعت إلى النسب الرفيع حسباً منيفاً، لذا وقع اختيار عقيل عليها لأنْ تكون قرينةَ أمير المؤمنين «عليّ» عليه السّلام.
زوّجها بالإمام علي (ع) بالرؤيا :
أراد الإمام عليّ سلام الله عليه أن يتزوّج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام، يضربون في عروق النجابة والإباء، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية، لهذا طلب أميرُ المؤمنين عليه السّلام من أخيه عقيل ـ وكان نسّابة عارفاً بأخبار العرب ـ أنْ يختار له امرأةً من ذوي البيوت والشجاعة، فأجابه عقيل قائلاً: ـ أخي، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابيّة، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها .ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً على فراش كرامته، وكان خارج المدينة المنوّرة، فأكرمه حزام ذلك الإكرام، حتّى إذا مضت ثلاثة أيّام مدّة الضيافة سأل حزام عن حاجة عقيل، فأخبره أنّه قادمٌ عليه بالشرف الشامخ، والمجد الباذخ، يخطبُ ابنتَه الحرّة إلى سيّد الأوصياء « عليّ » عليه السّلام. فلمّا سمع حزام ذلك هشّ وبشّ، وشعر بأنّ الشرف ألقى كلاكله عليه إذْ يصاهر ابنَ عمّ المصطفى صلّى الله عليه وآله، ومَنْ يُنكر علياً وفضائله، وهو الذي طبّق الآفاق بالمناقب الفريدة. وكأنّ حزاماً تمهّل قليلاً وهو لا يرى امرأةً تليقُ بأمير المؤمنين عليه السّلام، فذهب إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة، فرأى ابنته بين يديها وهي تقصّ عليها رؤياها.. فاستمع إليها دونَ أن تراه وهي تقول: كأنّي جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة، وأنهار جارية، وكانت السماء صاحية والقمرُ مشرقاً والنجوم طالعة، وأنا أفكّر في عظمة الله من سماءٍ مرفوعةٍ بغير عمد، وقمرٍ منير وكواكب زاهرة، وإذا بي أرى كأنّ القمر قد انقضّ من كبد السماء ووقع في حِجري وهو يتلالأ نوراً يَغشى الأبصار، فعجبتُ من ذلك، وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعن في حجري، وقد أغشى نورُهنّ بصري، فتحيّرتُ في أمري ممّا رأيت، وإذا بهاتفٍ قد هتف بي، أسمعُ منه الصوت ولا أرى شخصه، وهو يقول:
بـُشراكِ فـاطمـة بـالسادةِ الغُررِ
ثلاثةٍ أنـجمٍ والـزاهـرِ الـقمـرِ
أبـوهـمُ سيّدٌ في الخلْق قـاطبـةً
بعد الرسول كذا قد جاء في الخبرِ
فعاد حزام يبشّر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفّت به البشارة، وكان الزواج المبارك على مهرٍ سَنّه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في زوجاته وابنته فاطمة عليها السّلام، وهو خمس مئة درهم.
أم البنين … واست آل محمد (ع) بأربع أبناء:
كان لها أربع أبناء واست بهم آل محمد (ع) وهم عبد الله بن علي (ع) وجعفر بن علي (ع) وعثمان بن علي (ع)، وقد سماه على اسم عثمان بن مضعون كما ورد في بعض الروايات، وقمر بني هاشم الإمام العباس بن علي (ع) وهو أفضلهم وحامل لواء الحسين (ع). ونذكر مقاطع من المقتل حين بروز هؤلاء الشجعان الطاهرين الفادين لقضية الله : حاكمية الله.
فلما برز عبد الله بن علي(عليه السلام) أخذ يقول:
انا بن ذي النجدة والأفضال
ذاك علي الخير ذو الفعال
سيف رسول الله ذو النكال
في كل يوم ظاهر الأهوال
ثم برز بعده أخوه جعفر بن علي (عليه السلام) وهو يقول:
اني أنا جعفر ذو المعالي
ابن علي الخير ذي النوال
حسبي بعمي شرفا وخالي
ثم برز بعده أخوه عثمان بن علي (عليه السلام) وهو يقول:
اني انا عثمان ذو المفاخر
شيخي علي ذو الفعال الطاهر
هذا حسين خيرة الأخيار
وسيد الكبار والأصاغر
بعد الرسول والوصي الناصر
ولما برز العباس (عليه السلام) اخذ يقول:
انا الذي أعرف عند الزمجرة
بابن علي المسمى حيدرة
ولما دخل المشرعة واغترف من الماء غرفة ليشرب تذكر عطش الحسين (عليه السلام) وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين شارب المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني
ولا فعال صادق اليقين
ولما ملأ القربة وتوجه الى المخيم اخذ يقول:
لا ارهب الموت اذا الموت رقا
حتى أوارى في المصاليت لقا
اني انا العباس اغدوا بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقا
ولما قطعت يمينه قال:
والله ان قطعتم يميني
اني أحامي أبداً عن ديني
وعن امام صادق اليقين
نجل النبي الطاهر الأمين
ولما قطعوا شماله قال:
يا نفس لا تخشي من الكفار
وأبشري برحمة الجبار
مـــع النبي الـــسيد المختار
قد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلهم يا رب حر النار
والحمد لله وحده