بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عالية الشأن عظيمة المقام ، ولا ريب في ذلك بإجماع المسلمين ، لكن أمرا ما في قضية ولادتها عليها السلام
نقل عند الفريقين كما سيأتيك بأنها عليها السلام حوراء إنسية ، وليس السؤال هنا عن ظاهر المصطلح كما قد يتبادر إليه الذهن عادة في هذه القضية، بل هو أعمق من ذلك إذ يبحث عن العلة التي من أجلها خص الله تعالى السيدة الزهراء ( ع ) بأن تكون نطفتها ناشئة من أكل والدها ( ص ) لطعام من الجنة ، فقد نقل عن الامالي عن الإمام الرضا ( ع) قال: ( قال النبي ( ص ) : لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت واقعت خديجة، فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة).
وعن الصواعق وإسعاف الراغبين قال النبي (ص): ( ابنتي فاطمة حوراء آدمية ) والروايات في ذلك كثيرة عند الشيعة وأيضاً عند بعض كتب العامة.
ومن هنا نعيد صياغة السؤال مرة أخرى : لماذا خُصت الزهراء (ع) بأن أصبحت حوراء إنسية ؟
أولاً:
لا شك ولا ريب بان النبي (ص) هو خاتم الأنبياء وقد شاء الله تعالى ان لا يرزقه بالأبناء ولعل السر في ذلك هو قطع الطريق على أي محاولة أو توهم باستمرار النبوة في نسله (ص) ومن هنا لم يرزق بأحد منهم ليعيش من بعده ، نعم رزقه الله ببعضهم لكنهم توفوا رضوان الله عليهم قبل أبيهم(ص)، فعوض الله على نبيه بابنته فاطمة (ع) وهي ليست مجرد ابنة عادية وانما هي سيدة نساء العالمين ، وهي حوراء إنسية عوضه الله تعالى وقر عينه بها .
ولعل روايات سبب نزول سورة الكوثر تؤيد هذا التوجيه، فعن تفسير القمي قال: دخل رسول الله (ص) المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص فقال عمرو: يا أبا الأبتر وكان الرجل في الجاهلية اذا لم يكن له ولد سمي أبتر ، ثم قال عمرو : إني لأشنأ محمداً أي أبغضه ، فأنزل الله على رسوله (ص) : (( إنا أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر* إن شانئك )) أي مبغضك عمرو بن العاص ( هو الأبتر ) يعني لا دين له ولا نسب .
ثانيا:
كونها (ع) زوجة ولي الله علي ابن أبي طالب (ع) فبعدما تعيش تحت شعاع النبوة ستكون قرينة الإمامة والوصاية المتمثلة في علي (ع) ، وعلي (ع) صاحب الولاية المطلقة وهو خير البشر بعد النبي ( ص) حيث قال فيه(ص): ( علي خير البشر فمن أبى فقد كفر) وهذا حديث مروي كذلك عند العامة ككتاب تااريخ بغداد وكنز العمال ج6.
وعن مسند أحمد ج5 : قال ( ص): (علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي !). وبعد: فإن امرأة ستقترن بمثل هذا الرجل العظيم يجب ان لا تكون عادية بل تكون سيدة كاملة دينيا وتكوينا، فكانت منذ ولدت حوراء إنسية وسيدة دينية عالمية.
ثالثاً:
ان منصب الإمامة منصب رباني منصوص عليه من قبل الله تعالى ، وهو الامتداد الوحيد للرسالة السماوية بعد النبوة ، وقد عين الله علياً(ع) لهذا المنصب، والائمة من بعده هم أبناءه بعد قرانه(ع) بفاطمة(ع) ، وهذا هو محط الكلام في حديثنا ، وأبرز محور للجواب عن سؤالنا فهي عليها السلام ستكون المنبع النوراني للإمامة بعد الرسول (ص) فلابد ان يكون هذا النبع صافيا وطاهراً وزاكياً ، فكرمها الله مضافا لكونها ابنة رسوله، وكرم أبنائها (ع) بان جعلها حوراء إنسية فخصها دون غيرها بهذا الشرف العظيم دون غيرها. وتأييدا لهذا المعنى نذكر هذا الحديث اللطيف المروي عن كتب العامة ومحدثيهم ، أنه روى الدهلوي في ( تجهيز الجيش ) عن كتاب ( مدح الخلفاء الراشدين ): ( أنه لما حملت خديجة بفاطمة كانت تكلمها مافي بطنها ، وكانت تكتمها عن النبي ( ص ) فدخل عليها يوماً ووجدها تتكلم وليس معها غيرها ، فسألها عمن كانت تخاطبه فقالت: مافي بطني فانه يتكلم معي. فقال النبي ( ص ) : أبشري ياخديجة هذه بنت جعلها الله أم أحد عشر من خلفائي يخرجون بعدي وبعد أبيهم ! ).
. الخلاصة : انها عليها السلام ابنة رسول الله (ص) وهدية الله إليه فهي شريفة وزكية من هذه الجهة ، وهي (ع) زوجة وصي رسول الله (ص) وقد نالت شرفاً بسبب ذلك من هذه الجهة أيضاً ، ومن جهة ثالثة هي أم الأئمة الأطهار (ع) وهم ورثة العلم وخلفاء النبوة ، فخصها الله تعالى بأن جعلها سيدة نساء العالمين من الأولين والاخرين ، وأطهرهن ، وأعلمهن ، وأزكاهن ، وقبل كل ذلك ولدت عليها السلام من ثمار الجنة فكانت حوراء إنسية .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عالية الشأن عظيمة المقام ، ولا ريب في ذلك بإجماع المسلمين ، لكن أمرا ما في قضية ولادتها عليها السلام
نقل عند الفريقين كما سيأتيك بأنها عليها السلام حوراء إنسية ، وليس السؤال هنا عن ظاهر المصطلح كما قد يتبادر إليه الذهن عادة في هذه القضية، بل هو أعمق من ذلك إذ يبحث عن العلة التي من أجلها خص الله تعالى السيدة الزهراء ( ع ) بأن تكون نطفتها ناشئة من أكل والدها ( ص ) لطعام من الجنة ، فقد نقل عن الامالي عن الإمام الرضا ( ع) قال: ( قال النبي ( ص ) : لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت واقعت خديجة، فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة).
وعن الصواعق وإسعاف الراغبين قال النبي (ص): ( ابنتي فاطمة حوراء آدمية ) والروايات في ذلك كثيرة عند الشيعة وأيضاً عند بعض كتب العامة.
ومن هنا نعيد صياغة السؤال مرة أخرى : لماذا خُصت الزهراء (ع) بأن أصبحت حوراء إنسية ؟
أولاً:
لا شك ولا ريب بان النبي (ص) هو خاتم الأنبياء وقد شاء الله تعالى ان لا يرزقه بالأبناء ولعل السر في ذلك هو قطع الطريق على أي محاولة أو توهم باستمرار النبوة في نسله (ص) ومن هنا لم يرزق بأحد منهم ليعيش من بعده ، نعم رزقه الله ببعضهم لكنهم توفوا رضوان الله عليهم قبل أبيهم(ص)، فعوض الله على نبيه بابنته فاطمة (ع) وهي ليست مجرد ابنة عادية وانما هي سيدة نساء العالمين ، وهي حوراء إنسية عوضه الله تعالى وقر عينه بها .
ولعل روايات سبب نزول سورة الكوثر تؤيد هذا التوجيه، فعن تفسير القمي قال: دخل رسول الله (ص) المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص فقال عمرو: يا أبا الأبتر وكان الرجل في الجاهلية اذا لم يكن له ولد سمي أبتر ، ثم قال عمرو : إني لأشنأ محمداً أي أبغضه ، فأنزل الله على رسوله (ص) : (( إنا أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر* إن شانئك )) أي مبغضك عمرو بن العاص ( هو الأبتر ) يعني لا دين له ولا نسب .
ثانيا:
كونها (ع) زوجة ولي الله علي ابن أبي طالب (ع) فبعدما تعيش تحت شعاع النبوة ستكون قرينة الإمامة والوصاية المتمثلة في علي (ع) ، وعلي (ع) صاحب الولاية المطلقة وهو خير البشر بعد النبي ( ص) حيث قال فيه(ص): ( علي خير البشر فمن أبى فقد كفر) وهذا حديث مروي كذلك عند العامة ككتاب تااريخ بغداد وكنز العمال ج6.
وعن مسند أحمد ج5 : قال ( ص): (علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي !). وبعد: فإن امرأة ستقترن بمثل هذا الرجل العظيم يجب ان لا تكون عادية بل تكون سيدة كاملة دينيا وتكوينا، فكانت منذ ولدت حوراء إنسية وسيدة دينية عالمية.
ثالثاً:
ان منصب الإمامة منصب رباني منصوص عليه من قبل الله تعالى ، وهو الامتداد الوحيد للرسالة السماوية بعد النبوة ، وقد عين الله علياً(ع) لهذا المنصب، والائمة من بعده هم أبناءه بعد قرانه(ع) بفاطمة(ع) ، وهذا هو محط الكلام في حديثنا ، وأبرز محور للجواب عن سؤالنا فهي عليها السلام ستكون المنبع النوراني للإمامة بعد الرسول (ص) فلابد ان يكون هذا النبع صافيا وطاهراً وزاكياً ، فكرمها الله مضافا لكونها ابنة رسوله، وكرم أبنائها (ع) بان جعلها حوراء إنسية فخصها دون غيرها بهذا الشرف العظيم دون غيرها. وتأييدا لهذا المعنى نذكر هذا الحديث اللطيف المروي عن كتب العامة ومحدثيهم ، أنه روى الدهلوي في ( تجهيز الجيش ) عن كتاب ( مدح الخلفاء الراشدين ): ( أنه لما حملت خديجة بفاطمة كانت تكلمها مافي بطنها ، وكانت تكتمها عن النبي ( ص ) فدخل عليها يوماً ووجدها تتكلم وليس معها غيرها ، فسألها عمن كانت تخاطبه فقالت: مافي بطني فانه يتكلم معي. فقال النبي ( ص ) : أبشري ياخديجة هذه بنت جعلها الله أم أحد عشر من خلفائي يخرجون بعدي وبعد أبيهم ! ).
. الخلاصة : انها عليها السلام ابنة رسول الله (ص) وهدية الله إليه فهي شريفة وزكية من هذه الجهة ، وهي (ع) زوجة وصي رسول الله (ص) وقد نالت شرفاً بسبب ذلك من هذه الجهة أيضاً ، ومن جهة ثالثة هي أم الأئمة الأطهار (ع) وهم ورثة العلم وخلفاء النبوة ، فخصها الله تعالى بأن جعلها سيدة نساء العالمين من الأولين والاخرين ، وأطهرهن ، وأعلمهن ، وأزكاهن ، وقبل كل ذلك ولدت عليها السلام من ثمار الجنة فكانت حوراء إنسية .