إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زهد أمير المؤمنين علي(ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زهد أمير المؤمنين علي(ع)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ---------------------------
    أمّا زهده في الدنيا، فكان سيّد الزهاد، وبدل الابدال، وإليه تشدّ الرحال، وعنده تنفض الاحلاس، ما شبع من طعام قط، وكان أخشن الناس مأكلاً وملبساً قال (عليه السلام): لقد رقعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من رُقعها أو: من راقعها. قال الامام الباقر (عليه السلام) في زهد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه ولّي - أيام خلافته - خمس سنين، وما وضع آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا قطع قطيعاً، ولا ورّث بيضاء ولا صفراء.
    وترصّد غذاءه عمرو بن حريث، فأتت فضَّة بجراب مختوم، فأخرج منه خبزاً متغيّراً خشناً، فقال عمرو: يا فضّة، لو نخلت هذا الدقيق وطيبتيه.
    قالت: كنت أفعل فنهاني، وكنت أصنع في جرابه طعاماً طيباً فختم جرابه.
    ثمَّ إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فتَّهُ في قصعة، وصبَّ عليه الماء، ثمَّ ذرَّ عليه الملح، وحسر عن ذراعه، فلمّا فرغ (عليه السلام)قال: يا عمرو، لقد حانت هذه - ومدّ يده إلى محاسنه - وخسرت هذه واشار الى بطنه أن أُدخلها النار من أجل الطعام، وهذا يجزيني.
    ورآه عدي بن حاتم وبين يديه شنة فيها قراح ماء وكسرات من خبز شعير وملح، فقال: إنّي لا أرى لك يا أمير المؤمنين لتظل نهارك طاوياً مجاهداً، وبالليل ساهراً مكابداً، ثمَّ يكون هذا فطورك! فقال (عليه السلام):
    علل النفس بالقنوع وإلاّ * * * طلبت منك فوق ما يكفيها
    وقال الامام الباقر (عليه السلام): إنَّ عليّاً أتى البَزازين فقال لرجل: بعني ثوبين، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، عندي حاجتك: فلمّا عرفه مضى عنه، فوقف على غلام، فأخذ منه ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم، والاخر بدرهمين، فقال: يا قنبر، خذ الذي بثلاث دراهم.
    فقال: أنت أولى به، تصعد المنبر، وتخطب الناس.
    فقال: أنت شاب، ولك شره الشباب، وأنا أستحي من ربّي أن أتفضّل عليك ; سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ألبسوهم ممّا تلبسون، وأطعموهم ممّا تأكلون.
    فلمّا لبس عليٌّ القميص مدّكُم القميص، فأمر بقطعه واتخاذه قلانس للفقراء، فقال الغلام: هلم أكفه. قال: دعه كما هو، فإنّ الامر أسرع من ذلك.
    فجاء أبو الغلام - أي صاحب الدكان - وقال: إنَّ ابني لم يعرفك، وهذان درهمان ربحهما.
    فقال (عليه السلام): ما كنت لافعل، قد ماكست وماكسني، واتفقنا على رضا.
    وروى ابن عبد البر المالكي في الاستيعاب بسنده وغيره أنَّ معاوية قال لضرار بن ضمرة: صف لي علياً.
    قال: اعفني. قال: لتصفنَّه.
    قال: أمّا إذا كان لابد من وصفه فإنّه كان (والله) بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته.
    كان غزير الدمعة طويل الفكرة يقلّب كفّه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقريبه إيّانا وقربه منّا لا نكاد نكلّمه هيبة له، يعظّم أهل الدين، ويقرّب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله.
    وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه، قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، يبكي بكاء الحزين، وهو يقول:
    يا دنيا، غرّي غيري، أبي تعرّضتِ؟ أم إليَّ تشوّقتِ هيهات هيهات، قد بنتك ثلاثاً، لا رجعة لي فيها، فعمرك قصير، وخطرك كبير، وعيشك حقير، آه آه من قلّة الزاد، وبُعد السفر، ووحشة الطريق.
    فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك ; فكيف حزنك عليه يا ضرار؟
    قال: حزن من ذُبِحَ وُلدها بحجرها، فهي لا ترقأ عبرتها، ولا يسكن حزنها.
    وفي المناقب: ثمَّ قام وخرج باكياً فقال معاوية: أما إنّكم لو فقدتموني لما كان فيكم مَن يثني عليَّ هذا الثناء. فقال بعض مَن حضر: الصاحب على قدر صاحبه.
    واما كتابه الى عثمان ابن حنيف الانصاري عامله على البصرة اذكر منها محل الحاجة.
    ألا وان لكل مأمون اماماً يقتدى به ويستضيىء بنور علمه، ألا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمِه بقرصيه، ألا وانكم لا تقدرون على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد، وعفة وسَداد، فو الله ما كنزت من دنياكم تبراً، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي طمرا.
    هذا غيض مِن فيض زهده وخلاصة ماذكره رواة أعلام القوم من حفّاظ ومحدثين في كتبهم ومسانيدهم. راجع كتاب إحقاق الحق ج 4 ص 425 و ج 8 ص 272 - 274 و 598 - 600 وج 15 ص 638 إلى 644. فقد أحصى فيها أحاديث كثيرة عن مصادر معتبرة وغزيرة، وفي كتاب علي من المهد إلى اللحد للسيد القزويني ص 240.

  • #2
    الأخت الكريمة
    ( خادمة الحوراء زينب 1)
    شكراً لكم على هذا الموضوع القيم
    اختيار موفق جعله الله في ميزان حسناتكم

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X