السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العناد والتعصّب:
وتستعرض الآیة اللاحقة(یُؤْفَ?ُ عَنْهُ مَنْ أُفِ?َ) ظاهرتین سلبیتین ورذیلتین أخلاقیتین عند البشر فی واقع الحیاة والسلو? العملی، أی صفة العناد والتعصب، فالأشخاص الذین یتحر?ون فی سیرتهم العملیة من موقع العناد والتعصب فإنّهم یبتعدون عن طریق الحق وینحرفون عن الصراط المستقیم ولا یجدون فی أنفسهم میلاً لسماع ?لمة الحق أو قبول الحق، فلو أنّ 124 ألف نبی بأجمعهم جاءوا إلى قوم مبتلون بالعناد والتعصب و?ان مع ?ل نبی معجزة إلهیّة، لما قَبِل هؤلاء القوم دعوتهم بل اتهموهم بالسحر والجنون، ول?ن إذا ?انوا من أهل المنطق ولم ی?ونوا ملوثین بهاتین الرذیلتین، فإنّهم سیذعنون للحق فی أول خطوة ویستسلمون للحقیقة فی أول دعوة.
ویشیر الله تعالى فی الآیات 90 إلى 93 من سورة الاسراء إلى جماعة من المعاندین فی عصر رسول الله(صلى الله علیه وآله) والذین اشترطوا على النبی الأ?رم(صلى الله علیه وآله)أن یأتیهم بمعاجز غیر معقولة حتى یؤمنوا به، وطبقاً لهذه الآیات فإنّ هؤلاء طلبوا منه سبعة أنواع من المعجزة وهی:
1. أننا لا نؤمن ل? إلاّ أن تفجر لنا فی هذه الصحراء القاحلة عیناً فوارة من الماء الزلال: (وَقَالُوا لَنْ نُّؤْمِنَ لَ?َ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الاَْرْضِ یَنْبُوعاً).
2. وقال بعضهم: نحن لا نؤمن ل? إلاّ بأن ی?ون ل? بستان زاخر بأشجار العنب والنخیل وتجری فیه أنهار الماء: (أَوْ تَ?ُونَ لَ?َ جَنَّةٌ مِنْ نَّخِیل وَعِنَب فَتُفَجِّرَ الاَْنهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِیراً).
3. وقالت طائفة ثالثة: نحن لا نؤمن ل? إلاّ بأن تنزل علینا من السماء أحجاراً على رؤوسنا: (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ ?َمَا زَعَمْتَ عَلَیْنَا ?ِسَفاً أَوْ تَأْتِىَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِ?َةِ قَبِیلا).
الحقیقة أنّ الإنسان قد یصل به الجهل إلى درجة أنّه یطلب مثل هذه المعجزة، لأنّه فی صورة تحقق هذه المعجزة فسوف لا ی?ونوا أحیاء حتى یؤمنوا بها بعد ذل?، ول?ن حجاب العناد وحالة التمرد أسدلت الستار على عقولهم ومنعتهم عن فهم هذه الأمور الساذجة والبسیطة.
4. وقال آخرون: نحن لا نؤمن ل? حتى نرى الله والملائ?ة أمام أعیننا!: (أَوْ تَأْتِىَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِ?َةِ قَبِیلا).
5. المطلب الخامس لهؤلاء أنّهم قالوا إنّ النبی(صلى الله علیه وآله) یجب أن یمل? بیتاً مجللاً ومزخرفاً بالذهب!: (أَوْ یَ?ُونَ لَ?َ بَیْتٌ مِّنْ زُخْرُف).
6. المعجزة الأخرى التی طلبوها من النبی(صلى الله علیه وآله) أنّ النبی یجب أن یرقى فی السماء ویحلق فی آفاقها!: (أَوْ تَرْقَى فِی السَّمَاءِ).
7. وأخیراً وصلوا إلى ذروة العناد واللجاجة وقالوا حتى لو حلقت فی أجواء السماء فنحن لا نؤمن ل? إلاّ بأن تأتینا ب?تاب من الله: (وَلَنْ نُّؤْمِنَ لِرُقِیِّ?َ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَیْنَا ?ِتَاباً نَّقْرَؤُه).
فمثل هؤلاء المعاندین لا یحتمل فی حقّهم الإیمان والاذعان للحق حتى لو تحققت جمیع مطالبهم وجاءهم النبی بالمعجزات التی طلبوها منه، لأنّهم لم یطلبوا الحق ولم ینهجوا فی طلب الحقیقة، ولو أنّهم ?انوا واقعاً یریدون معرفة الحقیقة، فإنّ وجود القرآن الذی لم یستطع أی إنسان الإتیان بمثله ولا بسورة من سوره، ?اف فی المقام.
نسأل الله تعالى أن یبعد عنّا حالات العناد والتعصّب واللجاجة، ولا یجعل ذرة من التعصّب فی قلوبنا وأذهاننا واعتقاداتنا، وبعد أن یخرج الإنسان من أجواء العناد والتعصب، فإنّه ینفتح على أجواء الحق والرسالة ویجد فی قلبه وروحه میلاً للسیر والحر?ة فی خط الفضیلة والإیمان والمسؤولیة.
الأقسام القرآنیة
المؤلفات : سماحة آیة الله العظمی م?ارم شیرازی
العناد والتعصّب:
وتستعرض الآیة اللاحقة(یُؤْفَ?ُ عَنْهُ مَنْ أُفِ?َ) ظاهرتین سلبیتین ورذیلتین أخلاقیتین عند البشر فی واقع الحیاة والسلو? العملی، أی صفة العناد والتعصب، فالأشخاص الذین یتحر?ون فی سیرتهم العملیة من موقع العناد والتعصب فإنّهم یبتعدون عن طریق الحق وینحرفون عن الصراط المستقیم ولا یجدون فی أنفسهم میلاً لسماع ?لمة الحق أو قبول الحق، فلو أنّ 124 ألف نبی بأجمعهم جاءوا إلى قوم مبتلون بالعناد والتعصب و?ان مع ?ل نبی معجزة إلهیّة، لما قَبِل هؤلاء القوم دعوتهم بل اتهموهم بالسحر والجنون، ول?ن إذا ?انوا من أهل المنطق ولم ی?ونوا ملوثین بهاتین الرذیلتین، فإنّهم سیذعنون للحق فی أول خطوة ویستسلمون للحقیقة فی أول دعوة.
ویشیر الله تعالى فی الآیات 90 إلى 93 من سورة الاسراء إلى جماعة من المعاندین فی عصر رسول الله(صلى الله علیه وآله) والذین اشترطوا على النبی الأ?رم(صلى الله علیه وآله)أن یأتیهم بمعاجز غیر معقولة حتى یؤمنوا به، وطبقاً لهذه الآیات فإنّ هؤلاء طلبوا منه سبعة أنواع من المعجزة وهی:
1. أننا لا نؤمن ل? إلاّ أن تفجر لنا فی هذه الصحراء القاحلة عیناً فوارة من الماء الزلال: (وَقَالُوا لَنْ نُّؤْمِنَ لَ?َ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الاَْرْضِ یَنْبُوعاً).
2. وقال بعضهم: نحن لا نؤمن ل? إلاّ بأن ی?ون ل? بستان زاخر بأشجار العنب والنخیل وتجری فیه أنهار الماء: (أَوْ تَ?ُونَ لَ?َ جَنَّةٌ مِنْ نَّخِیل وَعِنَب فَتُفَجِّرَ الاَْنهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِیراً).
3. وقالت طائفة ثالثة: نحن لا نؤمن ل? إلاّ بأن تنزل علینا من السماء أحجاراً على رؤوسنا: (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ ?َمَا زَعَمْتَ عَلَیْنَا ?ِسَفاً أَوْ تَأْتِىَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِ?َةِ قَبِیلا).
الحقیقة أنّ الإنسان قد یصل به الجهل إلى درجة أنّه یطلب مثل هذه المعجزة، لأنّه فی صورة تحقق هذه المعجزة فسوف لا ی?ونوا أحیاء حتى یؤمنوا بها بعد ذل?، ول?ن حجاب العناد وحالة التمرد أسدلت الستار على عقولهم ومنعتهم عن فهم هذه الأمور الساذجة والبسیطة.
4. وقال آخرون: نحن لا نؤمن ل? حتى نرى الله والملائ?ة أمام أعیننا!: (أَوْ تَأْتِىَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِ?َةِ قَبِیلا).
5. المطلب الخامس لهؤلاء أنّهم قالوا إنّ النبی(صلى الله علیه وآله) یجب أن یمل? بیتاً مجللاً ومزخرفاً بالذهب!: (أَوْ یَ?ُونَ لَ?َ بَیْتٌ مِّنْ زُخْرُف).
6. المعجزة الأخرى التی طلبوها من النبی(صلى الله علیه وآله) أنّ النبی یجب أن یرقى فی السماء ویحلق فی آفاقها!: (أَوْ تَرْقَى فِی السَّمَاءِ).
7. وأخیراً وصلوا إلى ذروة العناد واللجاجة وقالوا حتى لو حلقت فی أجواء السماء فنحن لا نؤمن ل? إلاّ بأن تأتینا ب?تاب من الله: (وَلَنْ نُّؤْمِنَ لِرُقِیِّ?َ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَیْنَا ?ِتَاباً نَّقْرَؤُه).
فمثل هؤلاء المعاندین لا یحتمل فی حقّهم الإیمان والاذعان للحق حتى لو تحققت جمیع مطالبهم وجاءهم النبی بالمعجزات التی طلبوها منه، لأنّهم لم یطلبوا الحق ولم ینهجوا فی طلب الحقیقة، ولو أنّهم ?انوا واقعاً یریدون معرفة الحقیقة، فإنّ وجود القرآن الذی لم یستطع أی إنسان الإتیان بمثله ولا بسورة من سوره، ?اف فی المقام.
نسأل الله تعالى أن یبعد عنّا حالات العناد والتعصّب واللجاجة، ولا یجعل ذرة من التعصّب فی قلوبنا وأذهاننا واعتقاداتنا، وبعد أن یخرج الإنسان من أجواء العناد والتعصب، فإنّه ینفتح على أجواء الحق والرسالة ویجد فی قلبه وروحه میلاً للسیر والحر?ة فی خط الفضیلة والإیمان والمسؤولیة.
الأقسام القرآنیة
المؤلفات : سماحة آیة الله العظمی م?ارم شیرازی