إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لجهاد الكفائي والانتماء الوطني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لجهاد الكفائي والانتماء الوطني

    ا
    أي انجاز مدرك قادر على أن يمنح الانسان الثقة هو قادر على أن يمتلك العزيمة التي لها امكانية استنهاض الأمة، وليس من الغريب أن يضع البعض التفسيرات الشائكة لمثل هذا المنجز العظيم؛ كونه أُعدّ كباب من ابواب التحدي المثابر، ويشكل لهم تهديدا مباشرا، ولهذا كان الجهاد الكفائي منجزاً يعتبر من تلك المنجزات الطموحة الوثابة، اذ استطاع ان يواجه الكثير من التفسيرات الاعلامية التي حاولت أن تحد من فاعليته بتصويرها على انه طائفي ذو رؤى محدودة، وقد أثبت للعالم انه ولد ليحارب الطائفية، وليوحد الشعب بهوية وطنية تنتمي الى موقف انتمائي يؤدي الى التفاعل الانساني الخير فوق أرض الحضارات.
    واستطاع الجهاد الكفائي أن يواجه ضجيج التعصب لبعض الجهات القبلية والطائفية، وان يتضاد مع كل عناوين التمزق المشوهة لمعنى الانتماء العربي الى عروبي، وحرفت معنى الاسلام الحقيقي بالتمسك بالإرث السلفي الذي انحرف عن مسار الاسلام أصلاً، وشكل لوحده خطابا يحدد افاق الانتماء، ويحارب الحرية الفكرية بل يتهمها بالردة والكفر..!
    وقد شكل الجهاد الكفائي انتقالة واضحة في المجتمع العراقي من التشتت الى الانتماء الوطني المؤمن، ليستوعب الوجود المسالم. فالانتماء ظاهرة اجتماعية مؤثرة وخاصة حين يصب للصالح العام. وسعي الجهاد اساسا كان لتحويل الانتماء النسبي الى انتماء وطني مشرف، وليبقى العراق نقطة ارتكاز فيه والانتماء اليه يعزز التكوين النفسي المشترك بما يشعر الامة بالتمايز القويم، انتماء يقوي جميع الانتماءات السابقة وبشكل يقوى هذه الانتماءات بالأصل المشترك والمتفاعل ضمن الهوية العامة، وخاصة ان هذا الجهاد أقرن بعمل ازاح كل ما يعوق الحياة، ولهذا واجهوه بضراوة؛ كونه اجهض مؤامرات كثيرة كانت في اطوار التكامل، وخلق ظروفا تحتم تضافر الجهود وتوجيه الافكار وخلق الشعور المشترك بالانتماء.
    ونلاحظ ان الفضيلة الاسمى لهذا الجهاد هو تحويل هذا الانتماء من الدور الخطابي الشعاري الانساني الى وجود سلوكي تضحوي وضع الملايين من الشباب في احضان السواتر للدفاع عن (الوطن، الدين، الانسان) وهذا بطبيعته يتطلب مناورة واعية مدركة قادرة على تفعيل المضمون الانتمائي لمحاربة التجزئة بجميع صورها.
    هنا تكمن المعادلة الصعبة التي لابد من التأمل في ثناياها، وهي ان هذا الجهاد كان دعوة لتقوية عضد الوطن.
    ويبقى في النتيجة هناك حرب، وقد حاول بعض الكتاب التركيز على هذه السمة الحربية، وكأنها نقطة ضعف في جسد النداء الانساني الكبير، كأنه - لا سمح الله - قد شكل خللاً انتمائياً، في حال ان هذا الجهاد الكفائي تصدى لمحاربة اي عائق يقف امام ارادة الصيرورة الفاعلة (الوحدة، الوطن، الانسان)، لتكون هذه الحرب خطوة سلام تركز ولاءها للوطن.
    وبرز الجهاد الكفائي في وقت تعطلت به الارادات، وأصاب الولاء الوطني شلل؛ بسبب شراسة المجابهة، فنهض بأعباء الامة الناهضة نحو غدها البهي.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X