تويت
اصول عقيدة الانسان المسلم (14)
الاصل الاول : التوحيد
المطلب الرابع: استحالة رؤية الله بالعين
الدليل العقلي على نفي الرؤية :
اولا : اذا قلنا ان العين تحيط بجميع الذات ،هذا يستلزم تحديد وجود الله وحصره في جهة معينه ،لان عين الانسان محدودة ولا تستطيع الاحاطة بجميع الجهات .
ثانيا : واذا قلنا ان العين تحيط بجزء من الذات ،فهذا يستلزم القول بالتركيب والتجزئة بالذات الالهية
وكل من الاول والثاني محال بالنسبة إلى الله، لأنه تعالى شأنه ليس محدودا بحد ولا متحيزا في مكان، وليس له أجزاء ومركبات حتى يكون في مكان دون مكان.
الدليل النقلي .
إن موسى عليه السلام لما سأل الرؤية أجيب بـ ﴿لَن تَرَانِي﴾
كما في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}([1]) .
ولن تفيد التأبيد ، وإذا لم يره موسى عليه السلام لم يره غيره بطريقه أولى.
نعم لا مانع من الرؤية القلبية ولكن ليس بمعنى رؤية الذات الالهية وانما بمعنى تجلي الاسماء والصفات على قلب الانسان الكامل من الانبياء والاولياء عليهم السلام .
يقول الامام علي عليه السلام وقد سأله ذعلب اليماني فقال: «هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام : أفأعبد ما لا أرى؟! قال: وكيف تراه؟ قال عليه السلام : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان» ([2]) .
([1]) سورة الاعراف : الاية 143 .
([2]) نهج البلاغة ، الامام علي عليه السلام ، ج2 ، ص99 .