يحيى غالي ياسين
في مقابل الانتظار الصحيح والذي من أهمّ آثاره تعجيل الفرج، وأنّه المنفذ الوحيد للخروج من الغيبة, في مقابله توجد ممارسات انتظار خاطئة يمارسها بعض الذين يعتقدون بالقضية المهدوية , هذه الممارسات أيضاً يكون من أسوأ آثارها تعطيل أو تأخير الفرج وتكون هي سبباً لإطالة عصر الغيبة.
إنّ الانتظار الخاطىء لا ينتج لنا تأخير عصور الغيبة فقط، وإنْ كان ذلك من أسوأ نتائجه , وإنّما يعمل على زيادة صعوبة أيامها ووعورة السير فيها ..!.
الانتظار الخاطئ يؤثّر على عدد أيام الغيبة ونوعيتها. فيه تكثر الفتن وتلتبس الأمور وتختلط الأوراق.
فالأمر في غاية الأهمية، والقضية في غاية الخطورة , وقبل أنْ نشرع بذكر بعض أشكال وأفراد تلك الممارسات الخاصة بالانتظار الخاطئ, لابدّ لنا أن نبيّن بعض أسباب نشوئها ووقوعها من قبل بعض المنتظرين. وعندها نستطيع أنْ نتجنّبها كعلاجٍ ونتجنّبها وقاية. ومن بين أهم أسباب حصول تلك الممارسات أو أسباب انحراف المنتظر عن الجادّة الصحيحة الى ما يقابلها :
• الجهل: وخاصة الجهل بأساليب وصور وأشكال الانتظار الصحيح . وللجهل مراتب عدّة، منها عدم المعرفة، ومنها اتباع الأوهام والانجرار وراء الظنون,ومنها العجب بالنفس والوثوق الأعمى بها ..إلى غيرها من الأمراض العقلية والنفسيّة التي تصيب المكلف.
• التيارات المنحرفة: عدم التصدّي لها أو عدم جدواه يؤدي إلى تمادي تلك الحركات بالإضافة إلى فتح الباب لتيارات أخرى مغايرة لها بالشكل ومشابهة لها في المضمون.
• خطط الأعداء:أي تلك الخطط التي يشنها أعداء الإسلام عامة،وأعداء اتباع مدرسة أهل البيت خاصة, ومن أهم ثمرات نجاحهم هو اقتطاف تلك التيارات المنحرفة والمسالك الضالّة لصالح التشكيك بالعقيدة المهدوية.
إلى غيرها من الأسباب التي تتعدد وتتشعب في كل زمان ومكان .
ومن أشكال التعجيل الخاطئ:
١. توقيت الظهور:
إنّ معرفة وقت ظهور الإمام المهدي عليه السلام من أكثر الأشياء رغبة عند المنتظِر، وأكثرها إلحاحاً من قبل نفسه وكوامنه, هذا من جانب, وجانب آخر فإنّها من بين أكثر الأشياء التي نهى عنها الأئمة عليهم السلام في مجمل القضية المهدوية وحذّروا منها , لذا نراها تتكرر على مر الأيام, وقد عالج الأئمة عليهم السلام هذا الأسلوب وكذّبوا الموقتين:
- عن أبي بصير, عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (سألته عن القائم عليه السلام فقال: كذب الوقّاتون, إنّاأهل بيت لا نوقّت, وفيها: أبى الله إلاّأنْ يخالف وقت الموقّتين).
وعدم التوقيت هو ثقافة إسلامية عامة لا تختص بالقضية المهدوية فقط، وإنّما تعم العديد من القضايا والأمور التكوينية خاصة, ولعدم التوقيت مدارك فلسفية وعقائدية وأخلاقية كلّها تؤكّد على ضرورة وحاجة عدم التوقيت لبعض القضايا . فبعضها يفسدها التوقيت, والبعض الآخر يكون التوقيت لها سبباً لمفاسد أخرى كثيرة. فمثلاً لو عرف الإنسان متى يموت لاختلّ عمله, أو عرف المجتمع او البشرية متى تقوم الساعة لما كان هنالك ابتلاء وامتحان حقيقي.
إنّ المستقبل هو من الغيب , والغيب لا يعلمه إلاّ الله ومن علّمه الله. فوضع الوقت لحادثة معينة هو ضرب من ضروب الخداع،إنْ لم يكن الخداع نفسه.
٢. الانجرار وراء كل ثورة لم تأخذ شرعيتها من الإمام عليه السلام:
إنّ الأئمة عليهم السلام ينعتون هؤلاء بـ(المحاضير) وهو اسم ابتكره أهل البيت عليهم السلام للمستعجلين من شيعتهم الذين كانت تدفعهم ظلاماتهم وحبهم للقتال إلى أي داع يدعو إلى الثورة.
عن أبي المرهف عن الإمام الباقر عليه السلامأنه قال: (الغبرة على من أثارها. هلك المحاضير, قلت: جعلت فداك وما المحاضير قال عليه السلام: المستعجلون أما إنهم لن يريدوا إلا من يعرض لهم, ثم قال عليه السلام: يا أبا المرهف أما إنهم لم يريدوكم بمجحفة إلا عرض الله عز وجل له بشاغل , ثم نكت أبو جعفر عليه السلام في الأرض ثم قال عليه السلام: يا أبا المرهف, قلت: لبيك قال عليه السلام: أترى قوماً حبسوا أنفسهم على الله عز ذكره لا يجعل الله لهم فرجاً؟ بلى والله ليجعلن الله لهم فرجا)،وهذا الأسلوب متكرر الحصول منذ زمن الأئمة عليهم السلام وحتى أيامنا هذه، ومن مساوئه تعريض المؤمنين إلى القتل والهلاك، وبالتالي إلى تقليل القاعدة الموالية لمذهب الحق والأئمة عليهم السلام حريصون على قواعدهم ومواليهم، وقد استطاعوا من خلال سياساتهم الربانية وعلى الرغم من توالي العواصف والإبادات التي تعرض لها أتباع أهل البيت عليهم السلامأن يحافظوا على ما أمكن الحفاظ عليه، حتى أصبح أتباع أهل البيت مجتمعات ودولاً يشار لها بالبنان.
٣. الإذاعة:
أي الإعلان عن وقت الظهور , ويختلف عن التوقيت في مسألة معينة، وهي ان الشخص الذي يقوم بالإذاعة ما إن يستلم خبر وقت الظهور أو يحصل العلم به بأية طريقة كانت، يقوم بدوره بنشر ذلك الخبر والإبلاغ عنه قبل حصوله, وهذا أمر منهي عنه، لانّ بعض الكرامات التي يوفق إليها الإنسان،أو بعض الكمالات تحتاج إلى كتمان أسرارها والحفاظ عليها، ما دام صاحبها غير مخول بالإباحة والإعلان عنها, وذلك كون البوح يسبب مفاسداً وآثاراً غير محمودة. ومن هذه الأمور التي يفسدها البوح والإعلان والإذاعة هو خبر توقيت الظهور, فقد وردت روايات تنهى عن ذلك وتشير إلى النتائج السلبية الناتجة عنها. فتوقيت ظهور الإمام المهدي عليه السلام حتى لو كان صادقاً فإن مجرد إذاعته سيؤدي إلى تغيير موعده وتأخيره، ولعلّ من ذلك نفهم ما جاء (كذب الموقّتون) باعتبار انّهم يكذّبون أنفسهم بأنفسهم من خلال إشاعة وإذاعة خبر التوقيت.
٤. تطبيق بعض علامات وشخصيات الظهور على ظواهر وشخصيات معاصرة:
من الأخطاء المتكررة الحدوث بالأخص في أيامنا هذه, وخاصة عند بعض الخطباء والمؤلفين, وللأسف،أنّ بعضهم يجزم بانّ الحادثة المعينة هي تلك العلامة الواردة أو تلك الشخصية الظاهرة هي عينها الواردة بالروايات ....!
وهذا الشيء حسب ما اعتقد غير صحيح، ويؤدي إلى نتائج اجتماعية عكسية، وبالتالي تهتز ثقة المجتمع بقادته، ويصبح مهملاً لكل خبر يرده حتى لو كان صحيحاً. نعم المنهج الصحيح هو استقصاء الروايات والأحاديث الواردة في هذا الخصوص وانتقاء ما كان صحيحاً منها، ومن ثم تحليلها والوقوف على احتمالات مداليلها.
٥. التمهيد السلبي:
انّ بعض المنتظرين عندما يطّلع على قسم من متطلبات الظهور والحالات التي سيكون عندها في بعض الأمور, يعمد إلى تهيأة أو محاولة تحقيق قسم منها من دون الرجوع إلى ما كان ممكن التحقق من قبله أو لا،أو جواز ذلك ومشروعيته أو غير ذلك.
ولتقريب المعنى: اعتقد بعضهم أنّ الإمام لا يظهر إلاّ بعد أنْ تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً، مستنداً إلى الحديث الوارد في هذا المعنى والنص, لذلك اعتقدوا أن من واجبهم، ولتعجيل الفرج, عليهم أنْ يقوموا هم بملأ الأرض بالظلم والجور والفساد والانحراف وانتهاك الحرمات لكي يحققوا شرط الظهور.
هذا النوع من الاعتقاد هو من المضحك المبكي. ويعتبر وصمة عار على جبين الفهم البشري عموماً, لا أعلم أي نوع من أنواع التفكير هذا, وأيعقل مملوء بهكذا استنباطات واهية, وهل يصحح الخطأ بالخطأ أو يعبد الله من حيث يعصى, وكيف تكون النتائج حقّة وهي ذات مقدمات باطلة ...!؟ هذا التفكير الميكافيلّي والذي يعتمد على مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) لا ينسجم والفكر السليم والإنسان القويم فضلاً عن المبادئ الإسلامية والاعتقادات التي يتكون منها الإيمان الصحيح.
هذا الأسلوب معاصر أيضاً, تبنّته فئة ضالة ومضلة, سرعان ما انفجرت فقاعتهم وأصيبوا بمكرهم.
في مقابل الانتظار الصحيح والذي من أهمّ آثاره تعجيل الفرج، وأنّه المنفذ الوحيد للخروج من الغيبة, في مقابله توجد ممارسات انتظار خاطئة يمارسها بعض الذين يعتقدون بالقضية المهدوية , هذه الممارسات أيضاً يكون من أسوأ آثارها تعطيل أو تأخير الفرج وتكون هي سبباً لإطالة عصر الغيبة.
إنّ الانتظار الخاطىء لا ينتج لنا تأخير عصور الغيبة فقط، وإنْ كان ذلك من أسوأ نتائجه , وإنّما يعمل على زيادة صعوبة أيامها ووعورة السير فيها ..!.
الانتظار الخاطئ يؤثّر على عدد أيام الغيبة ونوعيتها. فيه تكثر الفتن وتلتبس الأمور وتختلط الأوراق.
فالأمر في غاية الأهمية، والقضية في غاية الخطورة , وقبل أنْ نشرع بذكر بعض أشكال وأفراد تلك الممارسات الخاصة بالانتظار الخاطئ, لابدّ لنا أن نبيّن بعض أسباب نشوئها ووقوعها من قبل بعض المنتظرين. وعندها نستطيع أنْ نتجنّبها كعلاجٍ ونتجنّبها وقاية. ومن بين أهم أسباب حصول تلك الممارسات أو أسباب انحراف المنتظر عن الجادّة الصحيحة الى ما يقابلها :
• الجهل: وخاصة الجهل بأساليب وصور وأشكال الانتظار الصحيح . وللجهل مراتب عدّة، منها عدم المعرفة، ومنها اتباع الأوهام والانجرار وراء الظنون,ومنها العجب بالنفس والوثوق الأعمى بها ..إلى غيرها من الأمراض العقلية والنفسيّة التي تصيب المكلف.
• التيارات المنحرفة: عدم التصدّي لها أو عدم جدواه يؤدي إلى تمادي تلك الحركات بالإضافة إلى فتح الباب لتيارات أخرى مغايرة لها بالشكل ومشابهة لها في المضمون.
• خطط الأعداء:أي تلك الخطط التي يشنها أعداء الإسلام عامة،وأعداء اتباع مدرسة أهل البيت خاصة, ومن أهم ثمرات نجاحهم هو اقتطاف تلك التيارات المنحرفة والمسالك الضالّة لصالح التشكيك بالعقيدة المهدوية.
إلى غيرها من الأسباب التي تتعدد وتتشعب في كل زمان ومكان .
ومن أشكال التعجيل الخاطئ:
١. توقيت الظهور:
إنّ معرفة وقت ظهور الإمام المهدي عليه السلام من أكثر الأشياء رغبة عند المنتظِر، وأكثرها إلحاحاً من قبل نفسه وكوامنه, هذا من جانب, وجانب آخر فإنّها من بين أكثر الأشياء التي نهى عنها الأئمة عليهم السلام في مجمل القضية المهدوية وحذّروا منها , لذا نراها تتكرر على مر الأيام, وقد عالج الأئمة عليهم السلام هذا الأسلوب وكذّبوا الموقتين:
- عن أبي بصير, عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (سألته عن القائم عليه السلام فقال: كذب الوقّاتون, إنّاأهل بيت لا نوقّت, وفيها: أبى الله إلاّأنْ يخالف وقت الموقّتين).
وعدم التوقيت هو ثقافة إسلامية عامة لا تختص بالقضية المهدوية فقط، وإنّما تعم العديد من القضايا والأمور التكوينية خاصة, ولعدم التوقيت مدارك فلسفية وعقائدية وأخلاقية كلّها تؤكّد على ضرورة وحاجة عدم التوقيت لبعض القضايا . فبعضها يفسدها التوقيت, والبعض الآخر يكون التوقيت لها سبباً لمفاسد أخرى كثيرة. فمثلاً لو عرف الإنسان متى يموت لاختلّ عمله, أو عرف المجتمع او البشرية متى تقوم الساعة لما كان هنالك ابتلاء وامتحان حقيقي.
إنّ المستقبل هو من الغيب , والغيب لا يعلمه إلاّ الله ومن علّمه الله. فوضع الوقت لحادثة معينة هو ضرب من ضروب الخداع،إنْ لم يكن الخداع نفسه.
٢. الانجرار وراء كل ثورة لم تأخذ شرعيتها من الإمام عليه السلام:
إنّ الأئمة عليهم السلام ينعتون هؤلاء بـ(المحاضير) وهو اسم ابتكره أهل البيت عليهم السلام للمستعجلين من شيعتهم الذين كانت تدفعهم ظلاماتهم وحبهم للقتال إلى أي داع يدعو إلى الثورة.
عن أبي المرهف عن الإمام الباقر عليه السلامأنه قال: (الغبرة على من أثارها. هلك المحاضير, قلت: جعلت فداك وما المحاضير قال عليه السلام: المستعجلون أما إنهم لن يريدوا إلا من يعرض لهم, ثم قال عليه السلام: يا أبا المرهف أما إنهم لم يريدوكم بمجحفة إلا عرض الله عز وجل له بشاغل , ثم نكت أبو جعفر عليه السلام في الأرض ثم قال عليه السلام: يا أبا المرهف, قلت: لبيك قال عليه السلام: أترى قوماً حبسوا أنفسهم على الله عز ذكره لا يجعل الله لهم فرجاً؟ بلى والله ليجعلن الله لهم فرجا)،وهذا الأسلوب متكرر الحصول منذ زمن الأئمة عليهم السلام وحتى أيامنا هذه، ومن مساوئه تعريض المؤمنين إلى القتل والهلاك، وبالتالي إلى تقليل القاعدة الموالية لمذهب الحق والأئمة عليهم السلام حريصون على قواعدهم ومواليهم، وقد استطاعوا من خلال سياساتهم الربانية وعلى الرغم من توالي العواصف والإبادات التي تعرض لها أتباع أهل البيت عليهم السلامأن يحافظوا على ما أمكن الحفاظ عليه، حتى أصبح أتباع أهل البيت مجتمعات ودولاً يشار لها بالبنان.
٣. الإذاعة:
أي الإعلان عن وقت الظهور , ويختلف عن التوقيت في مسألة معينة، وهي ان الشخص الذي يقوم بالإذاعة ما إن يستلم خبر وقت الظهور أو يحصل العلم به بأية طريقة كانت، يقوم بدوره بنشر ذلك الخبر والإبلاغ عنه قبل حصوله, وهذا أمر منهي عنه، لانّ بعض الكرامات التي يوفق إليها الإنسان،أو بعض الكمالات تحتاج إلى كتمان أسرارها والحفاظ عليها، ما دام صاحبها غير مخول بالإباحة والإعلان عنها, وذلك كون البوح يسبب مفاسداً وآثاراً غير محمودة. ومن هذه الأمور التي يفسدها البوح والإعلان والإذاعة هو خبر توقيت الظهور, فقد وردت روايات تنهى عن ذلك وتشير إلى النتائج السلبية الناتجة عنها. فتوقيت ظهور الإمام المهدي عليه السلام حتى لو كان صادقاً فإن مجرد إذاعته سيؤدي إلى تغيير موعده وتأخيره، ولعلّ من ذلك نفهم ما جاء (كذب الموقّتون) باعتبار انّهم يكذّبون أنفسهم بأنفسهم من خلال إشاعة وإذاعة خبر التوقيت.
٤. تطبيق بعض علامات وشخصيات الظهور على ظواهر وشخصيات معاصرة:
من الأخطاء المتكررة الحدوث بالأخص في أيامنا هذه, وخاصة عند بعض الخطباء والمؤلفين, وللأسف،أنّ بعضهم يجزم بانّ الحادثة المعينة هي تلك العلامة الواردة أو تلك الشخصية الظاهرة هي عينها الواردة بالروايات ....!
وهذا الشيء حسب ما اعتقد غير صحيح، ويؤدي إلى نتائج اجتماعية عكسية، وبالتالي تهتز ثقة المجتمع بقادته، ويصبح مهملاً لكل خبر يرده حتى لو كان صحيحاً. نعم المنهج الصحيح هو استقصاء الروايات والأحاديث الواردة في هذا الخصوص وانتقاء ما كان صحيحاً منها، ومن ثم تحليلها والوقوف على احتمالات مداليلها.
٥. التمهيد السلبي:
انّ بعض المنتظرين عندما يطّلع على قسم من متطلبات الظهور والحالات التي سيكون عندها في بعض الأمور, يعمد إلى تهيأة أو محاولة تحقيق قسم منها من دون الرجوع إلى ما كان ممكن التحقق من قبله أو لا،أو جواز ذلك ومشروعيته أو غير ذلك.
ولتقريب المعنى: اعتقد بعضهم أنّ الإمام لا يظهر إلاّ بعد أنْ تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً، مستنداً إلى الحديث الوارد في هذا المعنى والنص, لذلك اعتقدوا أن من واجبهم، ولتعجيل الفرج, عليهم أنْ يقوموا هم بملأ الأرض بالظلم والجور والفساد والانحراف وانتهاك الحرمات لكي يحققوا شرط الظهور.
هذا النوع من الاعتقاد هو من المضحك المبكي. ويعتبر وصمة عار على جبين الفهم البشري عموماً, لا أعلم أي نوع من أنواع التفكير هذا, وأيعقل مملوء بهكذا استنباطات واهية, وهل يصحح الخطأ بالخطأ أو يعبد الله من حيث يعصى, وكيف تكون النتائج حقّة وهي ذات مقدمات باطلة ...!؟ هذا التفكير الميكافيلّي والذي يعتمد على مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) لا ينسجم والفكر السليم والإنسان القويم فضلاً عن المبادئ الإسلامية والاعتقادات التي يتكون منها الإيمان الصحيح.
هذا الأسلوب معاصر أيضاً, تبنّته فئة ضالة ومضلة, سرعان ما انفجرت فقاعتهم وأصيبوا بمكرهم.