إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام المهدي (عج) بين الانتظار والوحدة الاسلامية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام المهدي (عج) بين الانتظار والوحدة الاسلامية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    قال الله تعالى: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون.
    في هذه الآية المباركة التصور القرآني لنهاية التاريخ. كيف تكون نهاية التاريخ وفق النظرية القرآنية. فالقرآن تحدث عن نهاية التاريخ، وكيف تنتهي البشرية في نهاية التاريخ، وكيف ستكون حسب المفهوم القرآني.

    القرآن يتحدث بصراحة ان نهاية التاريخ ستكون القيادة للبشرية على يدي القائد المصلح والعباد الصالحين. انها ارادة ربانية ان الارض يرثها عبادي الصالحون. انه نص قرآني ووعد ألهي. والكتابة الربانية واجبة التحقق. هذا التصريح القرآني حول نهاية التاريخ تسبق كل النظريات التي تعالج واقع البشرية على مستوى نهاية الارض، كيف تنتهي الارض وكيف ينتهي التاريخ مع الارض. ولذلك تجدون ان هناك تصورات كثيرة اطلقت في ازمنة متآخرة. منها ان الارض سوف تصلح، وسوف يظهر المصلح في الارض، كل حسب نظرته الفكرية والعقائدية. فاليهود والنصارى بشرت بالنهاية السعيدة للارض. الا ان للقرآن الاسبقية في هذا الموضوع وتحققه الفعلي.

    اولا الوعد الالهي الغيبي المثبت قرآنيا. نهاية التاريخ قرآنيا ستكون للفئة الصالحة والقيادة الصالحة التي هي خليط من البشرية. لم يتحدث القرآن عن هؤلاء العباد الصالحين. من اية فئة؟ من اية توجه؟ من اي دين؟ لم يبين القرآن الفئة الصالحة ولكن معلوم ان من ضمن التوجهات القرآنية هي الفئة المؤمنة التي يتفاعل ايمانها مع الموقف الصالح والعمل الصالح. وهو العمل الذي يتمارشي مع رضا الله سبحانه. المفروض ان هناك فئة صالحة هي الجهة الداعمة لظهور الامام القائد عج.

    هذه الفئة الصالحة هي التي ترث الارض ضمن سن ثابتة لا تغيير فيها ابدا. تفصيلات القضية ليست ملحة علينا الآن. اننا نؤمن بنظرية ىاهل البيت، وهو الامام الثاني عشر من بين الائمة الذين يريدهم الله مصلحين للارض.
    لا بد من تحقيق الوعد الالهي، ولا بد ان تختزل مهمة الائمة الاثني عشر بالامام الثاني عشر ليقوم بالدور الذ يفترض ان يقوم به هذه المهمة. من هنا نفهم الرؤية المؤسسة على ما جاء في الزيارات: اني مؤمن بكم وبايابكم موقن.
    اذن اولى منطلقات الانتظار هو الوعد الالهي الحتمي، فتحقق وعد الله حتمي. من الناحية الغيبية علينا ان نتفاعل معها لاننا لا نستطيع تحديد عناصرها التاريخية. اذا كان بهذه الحالة يكون منتظرا فاحشا. يكون مهدويا حقيقيا، فهو لا يعلم متى ستكون نهاية التاريخ. انه منطلق عقائدي غيبي لا بد منه. فهو عملية غيبية قائمة لا تقبل التغيير او التبديل ابدا.

    هذا الانتظار المؤسس على مسحة غيبية عقائدية يتطلب ان يكون المرء وارث الارض والعباد الصالحين. فكيف يكون ذلك؟

    اليس من الضرورة ان يلتقي بالمصلح، وان يكون من الجيل الذي يرث الارض. انها منزلة رفيعة تحتاج رزقا كبيرا لها. المهم ان من هؤلاء القادة اموات، فيخرج مع الامام فلان وفلان. مضمون الرواية هو هذا، وان هذا الذي مات وهو بانتظار الامام، مات من اصحابه. يقول الامام محمد باقر الصدر: ان الارض عندما تصبح عدلا وقسطا، فكلها فيض وعطاء، حيث يقترب عالم الغيب مع عالم الشهادة. فاذا تشابه العالمان يكون الانتظار لهما امرا مفعولا. الانتقال من عالم الغيب وعالم الشهادة امر ممكن. الرجعة اذا اولت قبلت. عالم الغيب وعالم الشهداء يصبحان منفصلين، ينتقل المرء منهما واليهما كما يشاء. الكل يلبي حاجاته. وهناك احاديث كثيرة في هذا الجانب. المرأة تسير من الشام الى العراق بدون ان يصيبها اذى.

    دولة الامام مترامية بالسعادة والالفة والايمان. وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا. تتعالى الدنيا بالايمان، فلا داعي للكفر او الانحراف. بعض العلماء يطلق عليها ان مجتمع الامام الحجة هو المجتمع المعصوم. ليس العصمة بالنوع الاصطلاحي. فهناك توازن كامل، قيادته عالمية بامام معصوم بمنهجية اهل البيت: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج من ولدي رجل يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. انها من الامور الاساسية التي نضعها نصب اعيننا. كيف سيكون سلوك من يرى ذلك العالم؟ هناك شريحة فخمة من اصحاب الامام تمارس دورها في هذا الواقع "ونريد ان نمن عل الذين استضعفوا في الارض....
    الاستضعاف هنا هو ضمن عملية الظلم. حين يعيش الانسان في ظروف لا تنسجم مع رؤاه يصبح مستضعفا. نحن المعنيون بهذا الامر، وان الانسان عندما يتفاعل مع ظاهرة الانتظار لا بد ان تكون له مقدمات.

    ايها الاحبة: عندما نتحدث عن الامام المهدي لا بد ان نتحدث عن المهمة التي يقوم بها الامام المهدي. انه سيحق الحق كجده محمد. هنالك اجماع على مجيء الامام المهدي عند كل المسلمين. ولا يمكن لاحد ان ينكر هذا المجيء برغم الاختلاف على موضوع الولادة. المهم انه سيملأ الارض قسطا وعدلا، وانه سيوحد هذه الامة بعد شرذمتها، وعاث فيها الآخرون ببث الفتنة بين المسلمين. تعلمنا من الروايات الشيعية انه يجب علينا ان نمهد الساحة لهذا المجيء، لا ان نجلس ونحتفل مع انها ضرورية. فلا يكفي ان ننتهي من الاحتفالات والكلمات وكل من يذهب الى داره وينسى من يطالبه الامام المهدي. علينا ان لا نرضخ. فمع الاحتفالات والفرحة والسرو علينا ان نقوم بتكليفنا. عندما القى النمرود سيدنا ابراهيم بالمنجنيق في النار. تقول الرواية ان الحرباء جاءت تحمل قشة في فمها لتطفي النيران والضفدع في فمه ماء ليطفء النار. كل منهما عمل بتكليفه ويجب علينا ان ينعمل بتكليفنا.

    الله هو الذي قال وامر: واعتصموا بحبل الله جميعا وهو القائل: وان هذه امتكم امة واحدة.
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الولايه; الساعة 19-05-2016, 03:30 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X