إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رِثَاءُ نَفسِي وَأُمّي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رِثَاءُ نَفسِي وَأُمّي


    جرّدني خريفها من طيفها العابر الذي يحتويني، تناثرت لحظاتنا كأوراق خريفية جافة تساقطت عبر الأيام،

    حينما تقاطر دم قلبها القاني كحباتِ التوت التي تدعسها خطوات العابرين، أمّاه يا شهقتي التي تمدّني بأوكسجين حياتي،

    وتلك الزفرات التي تنفثها سموم أوهامي، تركتني أنتفض في العراء خالية من سربال حنانك، وهمسك، وحضنك الدافئ،

    تساقطت صروحك على شفا سنيني وأيامي الخاوية من وهجك الوضّاء، آه.. كم أتعبني الانتظار يا ملكة الروح،

    كم أفتقد همسَك وحنينك الذي يدفِّئني، ويسكن رياحي العاصفة، التي تعزف مقطوعة الحرمان على أوتار قطعها الحزن

    وبلّلتها دموع الفراغ، وتحلّلت خيوطُها في حرارة الشوق والأنين، لم يعد يملكني منك سوى ذلك الصمتِ الرهيب،

    وصدى صوتك يردّد معزوفة الشجون، وطيفك يرفرف بأجنحة اللهفة والدهشة، والوجع والحنين، ما زلت أتلبّس ذكراك،

    والألم يضجّ بعدك، جراح تتفتق كلّما نعى الناعي فقد أبٍ، أو عيد أمٍ، أو إشراقةَ مولود جديد، طعنات تنغرس في قلبِ طفلة تشدو،

    يداهِمها غدر المنايا، يندثر طيفك يا ملكة الروح، ويفتتني الهجران وقطع السبيل، كطير جريح تركتني، أسرج أمنياتي

    الممزقةَ بقضاءٍ وقدر، وأنسج الشوق فوق جبيني بخيوط واهية، وأطرّز الرغبات رغبة بعد رغبة بتماثُل وتناسق متطابقات

    في حجم الألم والوجع والأنين، وظمأ يحرق الأحشاء، على أمل أن تلامس أناملك جرحي الغائرَ وتداويه، لكن هيهات،

    ليس سوى كفن، وقبر، وحفرة تواري جسداً بالياً، وروحٍ تهيم في فضاءِ الاحتياج.

    مريم حسين الحسن/ السعوديّة

    تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد95

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X