إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة انطباعية في كتاب (الانسانية المثالية) للدكتور رحيم كريم علي الشريفي قراءة: علي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة انطباعية في كتاب (الانسانية المثالية) للدكتور رحيم كريم علي الشريفي قراءة: علي




    خاض الكتاب الشيعة دفاعهم المميز عن الإرث المعصوم لأئمة اهل البيت (عليهم السلام)، هذا الإرث الذي قاد العملية النهضوية، وساهم في تقوية البناء الاجتماعي، محاولين ابراز القيم الانسانية التربوية.
    والكتاب الذي أصدره قسم الشؤون الفكرية ولثقافية التابع للعتبة العباسية المقدسة بعنوان (الانسانية المثالية عند الحسن بن علي عليهما السلام) للدكتور رحيم كريم علي الشريفي هو قوة ساعية لترسيخ حقيقة الانسانية المثالية عند الامام الحسن (عليه السلام)، رداً على ما تعرض له من حملات تشويه كبيرة، طالت السيرة والسلوك.
    قدم البحث رؤاه عبر قراءة تراث الامام الحسن (عليه السلام) والذي يمثل منظومة مثالية زاخرة بالمعاني، والدلالات الانسانية عبر تجربة حياتية امتلكت مقومات مبدئية عبارة عن مواقف يقينية تدخل حومة الصراع، بما تمتلك من جوهر مسالم، وكمثال على ذلك رجل مصاب بالسم يوصي أخاه الحسين (عليهما السلام): (لا تهرق بسببي محجمة دم).
    ويرى الباحث الدكتور (رحيم الشريفي) لابد لمثل هذه الانسانية المثالية ان يكون لها جذور راسخة وثابتة كأثر القرآن الكريم في رسوخ هذه السمات الانسانية التي لها دلالات متنوعة منها: المصالح الاجتماعية المؤثرة سلوكيا، والعمل بأحكام القرآن الكريم، اذ تمسك الحسن بن علي (عليه السلام) بهذه التعاليم وبالقيم الفاعلة لاكتساب ارقى درجات التحضر الانساني، لمحاولته التأثير الشمولي على المحيط العام، وهذا المؤثر العام هو الذي يهدد رؤوس السلطة خشية الوعي.
    فلو تأملنا في الاسلوب التدويني لكتابة صلح الحسن، لوجدنا الشرط المهم من هذه الشروط هو العمل بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، والمساحة المتاحة له مع القرآن الكريم تربية وتناميا جعلت لديه مساحة مفتوحة للحوار الفكري الثقافي، حتى اسس اسلوبية قرآنية وظفت بخبرة امام معصوم.
    ولا اعتقد ان ثمة غرابة في تآلف نمط حياتي تربوي خاص ولد في احضان الرسول (ص)، وفي بيت الامام علي (عليه السلام)، وبيت الطهر فاطمة (عليها السلام) خاصة مع الوقائع المحيطة اجتماعيا، وأحد المؤثرات المهمة بعد القرآن الكريم هو اثر التكامل الانساني عند المصطفى (ص) هو جده النبي (ص) الذي لم يقتص من وحشي قاتل عمه، ودخل مكة فاتحا من دون اراقة قطرة دم، فلا غرابة من وجد ترابطاً نفسياً قائماً بين الثقافة المكتسبة عائليا والبناء الاجتماعي، وهذا المعنى هو الذي غير اسمه من (حرب) الى (الحسن) (عليه السلام).
    والغريب المدهش على تناقض المدون السلطوي الذي كتب عن الحسن (عليه السلام)، فهو تارة يصفه بأشبه الناس خلقا وخلقا بجده المختار (ص)، وتارة اخرى راح يطعن بمثاليته وانسانيته، وهو الذي كان دائما يفخر بالنسب الهاشمي دائما كان يقول: انا ابن الداعي الى الله والسراج المنير.
    والبحث عن المؤثرات الانسانية في حياة الامام الحسن (عليه السلام) اثر انسانية امير المؤمنين (عليه السلام)، وتظهر انسانية الوعي في وصية ابيه الامام علي (عليه السلام): انظر يا حسن إن انا مت من ضربتي هذه، فاضربه ضربة بضربة، لا تمثلن بالرجل.
    اكثر من منفذ يستطيع الكاتب ان يدركه ليعطي معالم شخصية الحسن بن علي (عليه السلام)، فهو السبط الاول وسيد شباب اهل الجنة وهو الأمين، الحجة، التقي ولقب بألقاب كثيرة شكلت مآثر تمتلك المودة والقداسة والتبجيل... لكن الاعلام المغرض حاول تشويه معالم حياته، فأسدل الستار على توليته لخلافة المسلمين لمدة سبعة أشهر ويزيد، والإمام الحسن كان يدرك مفاهيم النواصب، وسعى بوسائل معرفية لتقديم مفهومه الاصلاحي المواجه لمواقفهم العبثية، مبتدئا بالوجود التعريفي لشخصيته ومن ثم دعوته الى الوحدة، والصلح...
    تلك القضية المهمة التي اعتمدت على منطق ووضوح عقلي لمدرك بصير، يقول (عليه السلام): (سالمت معاوية)، نجد ان الكثير من البحوث التاريخية تحاول نقل التاريخ نقلا استنساخياً، إلا اللهم من تمرس الابداع في قراءة التاريخ، وليس تدوينيه، وقراءة الباحث الدكتور رحيم الشريفي قدمت لنا الكثير من المحاور الفكرية المهمة، فمسألة الوقوف عند مفردة (سالمت) تعني ان هذه المسألة تدلنا على امكانية الحسن (عليه السلام) وتكشف ما يحتفظ به من قدرات قادرة على المواجهة، وهذا العهد يتضمن فكرة ابقاء قوة الامام الحسن (عليه السلام).
    لقد امتلك الإمام الحسن (عليه السلام) بصيرة واعية لنصوص قرآنية، دعت الى الألفة والمحبة، والصفح والعفو، والسلم والصلح، وأحاديث جده المصطفى الداعية الى التعايش والتسامح وارث أبيه أقوالاً وأفعالاً، فكان هذا القرآن معيناً نابضاً، فلذلك أن الشروط التي وصفها الحسن (عليه السلام) للصلح حفلت بنماذج انسانية مثالية في التعايش السلمي؛ كون الحسن (عليه السلام) قبل بالهدنة والسلم حقناً لدماء المسلمين، والحفاظ على أرواحهم.
    ويرى الباحث (الدكتور رحيم الشريفي) أن نظر الإمام الحسن (عليه السلام) في قبول السلم والهدنة دون أن يكون غالباً أو مغلوباً، بل أراد أن يفضح خبيثة العدوان، وكذلك استثمار العهد بسلامة الناس، وبقاء سطوة الدين قائمة.
    لا نريد أن نقف عند تخرصات ومنها أهل الزلل في تزييف بعض التفاصيل من اجل أن يرسخوا في الاذهان أن الامام كان همه المال، والجانب المهم الذي لابد أن نقف عنده هو ذكاء الباحث في التجلي العالي الذي سعى من خلاله الى الوقوف امام ظاهرة التمادي في الكرم، باعتباره صناعة تظهر قيمة البذخ عند الإمام – وحاشاه - قدم السيد الباحث الدكتور الشريفي كتاباً فكرياً، وضع بصمته الفكرية في أحداث حاول الكثير منهم أن يعاملها معاملة متخفية، تشيد بناءه الفكري عبر قراءة الحدث قراءة حداثية مدركة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X