تويت
الأستعداد لشهر رمضان
يبدأ المسلمون بالفرح الروحي ، والتهليل والتكبير والتسبيح ، والشكر لله تعالى على قدوم هذا الشهر المبارك . لما يحمله من نفحات روحية ونسائم ربانية ، وظلال رحمانية .. ...
فهو مناسبة دينية كريمة ، وشهر مبارك فُضّلَّ على بقية الشهور . ففي هذا الشهر المبارك فرضت فريضة الصوم على المسلمين .
ولا ريب في أن الصوم من أفضل الطاعات وأشرف العبادات إذا وقع على الوجه المأمور به ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ... أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر وعلى الذين يُطيقونه فديةٌ طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كُنْتُمْ تعلمون .. شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصُمْهُ ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر يريد الله بكم اليُسرَ ولا يُريدُ بكم العسر .... البقرة 183- 185) .. وفي هذا الشهر المبارك أنزل القرآن الكريم على قلب الحبيب المصطفى محمد ( ص ) ، وفيه ليلة القدر التي هي خير من الف شهر .
حيث تفتح المساجد والحسينيات ابوابها مرحبة ومستقبلةً للصائمين والراكعين والساجدين الذين يبتغون فضلاً من الله تعالى ورضواناً .. لأقامة الصلاة وترتيل القرآن الكريم وقراءة الأدعية الواردة عن النبي ( ص ) واهل بيته المعصومين ...
فهناك الأفطار الجماعي في كل ليلة ، من هذا الشهر الفضيل بالأضافة الى أقامة الصلاة جماعة ، وتلاوة جزء من القرآن الكريم . ثم قراءة دعاء الافتتاح في كل ليلة بالاضافة الى المحاضرات التي تهدف الى بث الوعي الاسلامي بين الأجيال التي نشأت وترعرعت في هذه القارة الجديدة ...
وكذلك أحياء ليالي القدر العظيمة التي وردت الروايات الكثيرة على أهميتها وعظمتها وان الأجر فيها يضاعف حيث ينظر الله تعالى الى عباده بالرحمة والمغفرة ...
وكذلك أحياء المناسبات الأسلامية وسرد قصص وبطولات المسلمين الأوائل الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل هذا الدين القويم .
ففي العاشر من شهر رمضان يستلهم المؤمنون من سيرة السيدة العظيمة أم المؤمنين خديجة الكبرى ( عليها السلام ) الدروس والعبر ، في الاستيعاب عن ابن عباس قال : ( قال رسول الله ( ص ) سيدة نساء أهل الجنة مريم ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون ...
وفي النصف من شهر رمضان ولادة السبط الإول لرسول الله ( ص ) الأمام الحسن بن علي ( المجتبى ) عليه السلام
يا ليلة النصف بشهر الصيام - أنعشت بالبشرى جميع الآنام
بمولد السبط الزكي. الإمام - ربّ العطايا والندى. والمنن
الكون قد. سرّ. بميلاده - والسعدُ يختال. بايراده
ميلاده. أشرف. أعياده - اليمن. والإقبال فيه اقترن ...
وفي السابع عشر منه ذكرى معركة بدر الكبرى ، التي هي أول معركة خاضها المعسكر الإسلامي مع المعسكر الوثني . المعركة الحاسمة الفاصلة الشاملة في التأريخ الإسلامي خاضها المسلمون بعد نفاذ كل محاولات التفاهم والتعايش السلمي مع قريش وبعد أن فتحت أمامهم أبواب الجهاد لإسترداد حقوقهم السليبة التي اغتصبها المشركون من المسلمين قبل الهجرة وللدفاع عن النفس والعقيدة فقد أجاز الإسلام العمل العسكري واستخدام القوة المسلحة إذا حاول الأعداء الوقوف بوجه الدين ومنع حرية الدعوة إلى الله ...
وفي ليالي القدر المباركة سنة 40 هج فُجع المسلمون بأستشهاد بطل الأنسانية الخالد الصديق الأكبر علي بن ابي طالب ( ع ) ..
على يد الأرهابي المجرم ابن ملجم ..
فقد ترك أمير المؤمنين ( ع ) دروساً خالدة ما بعدها دروس : دروساً فيها عز الدنيا وسعادة الآخرة ، فيها راحة الفرد وراحة المجتمع ، فيها طمأنينة النفس وراحة الضمير ، فيها الوصول الى الحق والزلفى الى الله تعالى ، فيها غني الفقير وفلاح الغني ، فيها العدل الاجتماعي المطلق وكل ما يؤدي بالفرد والمجتمع الى ذروة الكمال .
( اللهم صل على محمد وآل محمد .. اللهم ربَّ شهر رمضان ، الذي أنزلت فيه القرآن ، وافترضت على عبادك فيه الصّيام ، آرزقني حجَّ بيتك الحرام في عامي هذا وفي كُلِّ عام ، وآغفر لي تلك الذُّنُوبَ العظام ، فإنَّه لا يغفرها غيرك يا علاّم يا رحمن ..) .