تويت
أستاذتي أيتها الحمامة التي ترفرف في حنايا القلوب، تطرق بأجنحتها البيضاء أبواب مؤصدة، تخبّئ لنا أسراراً مكبّلة مخفية في دهاليز العتمة، تنتظر متى يؤذن لها؛ لكي تبسط لنا يديها المكنوزة بما امتلكت من علوم ومعارف، فتتحفنا بلغتها السامية، بفلسفة مثيرة لملكة الإبداع والابتداع، فتثري لدينا الحماس للتلقي والاكتساب.. بينما تشير بأناملها الذهبية، وقلبها الكبير الذي لا يحمل سوى السعة والرحابة إلى حيث نتقن فنّ اللغة والعلوم كما يجب وكما يكون، تحتوينا بصدق ومحبّة، فنغرّد معها بأصوات رخيمة تختطف القلوب بنغمتها، وتتلقفنا بما يثير في أنفسنا المحبة والإعجاب بحسّها الرقيق اللطيف.
تضيء عتمة دواخلنا المظلمة بعيون ساهرة مع دروس توجيهية وعلمية، فتجذبنا إليها حيث تقف وتشرح بابتسامتها الساحرة وذوقها الرفيع وتواضعها المتميّز، تجذب إليها الأنظار من كلّ صوب وحدب، توصل إلينا ما اكتسبته، بهدوئها الفائق الذي نستسيغه دوماً، التغلغل في تلك الشبكة المعلوماتية المقدسة التي تقطر لؤلؤاً لن نحصل عليه سوى في هذه السماء.
تشعّ أنوار ساطعة على محيّاها بمشاعر فيّاضة تجعلها نجمة تتلألأ عند الجميع.. ترتفع مكانتها في نفوسهم حتى تصير كلمتها الأولى، ودروسها مرغوبة ومحببة.
تتساقط دموعنا فرحة لذلك القلب الأبيض الشفاف، وتلك السمات المتوّجة بأخلاق الطيبين الطاهرين، وألفاظها المدعومة بنور كلمات الله التامات التي أنارت الأذهان المظلمة، وما تزال تشعّ بنورها في أرواحنا.
ذات القلب النقي يا مَن خبأك الدهر في لفافة من نور، وحماك الربّ لكي تُسلّمين لنا الرسالة بكلمات مفصلة تختزل داخلها كنوزاً من معارف ربانية، تتسلّل إلى أرواحنا، فتنير جوانبنا بنور متفرّد يداخلنا عبر السنين.
أيتها الدرّة المصطفاة، يا مَن خصّك الخالق لتنتشلينا من عالم الدرك الأسفل إلى عالم الملكوت المقدّس بأعمق أثرٍ وأكبره يميّزنا عن غيرنا، حيث اختارنا لتعاليم القرآن، وطاعة الرحمان على نهج القادة الكرام في أمان وسلام، فهنيئاً لك هذا الطريق الجلل، وهنيئاً لنا بك.
مريم حسين الحسن/ السعودية
تم نشره في رياض الزهراء العدد96