علي الخباز
تمثل السير الذاتية تاريخاً مهماً من تواريخ الابداع الانساني والوطني، بما يمتلك من ابداعات يجمعها الطابع التوثيقي التأريخي، مقترناً بالطابع التعبيري الشخصي، جميع الشعوب المقدسة اشتغلت على تدوين سير إعلامها، وما عمله الرادود المرحوم محمد حمزة عمل ينتمي ابداعياً الى ما يسمى بالسير الغيرية أي انه يتحدث عن تجربة إنسان آخر، وحياة انسان آخر، وحمل هذا الكتاب تجربتين مهمتين في عالم المنبر الحسيني هما تجربتا الحاج الشاعر الحسيني كاظم المنظور (رحمه الله)، والحاج الرادود حمزة الزغير (رحمه الله)، وإعطائهما سمة تمثيل التراث المنبري الحسيني باعتبار أنهما شكلا ذروة التوثيق.
رأي معتبر مغزاه في قيمة الاهداء، فقد دوّن الحاج بكلمات اهداء ارتكزت على مفردات مهمة: كالتشريف والتفاني والخدمة مع الاعتراف بمقام الأستاذين المرحومين، والغيرية تعني الحديث عن الغير، ضمن تجربة معاشة تحمل أشكالاً من حضور هذه الرموز في جمل سردية قادرة على جذب المتلقي بقوة.
في مقدمة الكتاب، اعتبر الشيخ المرحوم فاضل الفرات بأن هذا المنجز يصب في باب من أبواب الترجمة الحياتية، واعتبر المنجز برمته سعي وفاء كرد جميل، وركز السيد جعفر الموسوي في المقدمة على مفهوم الريادة في نشر الثقافة الحسينية، ومنح الدكتور عبود جود الحلي منزلة القمة إلى المبدعين كاظم المنظور وحمزة الزغير؛ كونهما عملا على الوعي الشمولي، واجتازا معاني النخبوية واشتغلا بمفردات مألوفة.
وتسعى الغيرية إلى تسليط الضوء على الوجود الحياتي والاجتماعي للرمز، وتم دراسة العمق الوجداني في المنجز، حيث ذكر المؤلف مفاصل مهمة من الميلاد والنشأة، وأصل تسمية المنظور منحه الرادود المرحوم حسين الفروخي إثر هاتف غيبي أخبره انه المنظور عند الأئمة (عليهم السلام)، ثم تطرق بالمهن التي عمل بها ومن ثم مكانته الاجتماعية ومواقف مهمة قدمها للسيرة الحسينية تمتاز بالعقلية الشجاعة، ويذكر مشهد وداعه الأخير.
ويبدأ فصل الكتابة النقدية لتنهض الغيرية على شبكة من القيم الفنية الباحثة عن البؤر الثقافية المنتمية الى هوية راسخة بالإيمان في أدبيات الشاعر، ويشتغل المؤلف على محورين مهمين وهما: الوعي والابتكارية، إذ يقول: إنه كان ملماً في مجالات تضم ابواب الشعر المختلفة: (اجتماعياً، وجدانياً، أدبياً)، مع وجود ثقافة في الأحكام الشرعية والنمط المؤثر في قصائد المصيبة.
ويعكس هذا التشخيص عبر دراسة تطبيقية، وعبر مسارين أيضاً: (الاضافة، الابتكار) فهو اضاف اضافات واسعة في العديد من القصائد، حيث اضاف التذييل على التجليبة المذيلة: (يا محله الوداع بهلمسية)، والحسيني المذيل (كلي يلميمون)، والميمر المذيل: (شيعتك تدرينه)، والنصاري المذيل، والفائزي المذيل، والمجرشة المذيلة، وله أربعة اوزان مبتكرة كانت غير موجودة ضمن الاوزان الاساسية السابقة.
وتعد السير الغيرية عمليات بحث في جوانب النبوغ في الشخصية والدوافع التي كانت وراء هذا التميز ونبوغه؛ لأن الكشف عن اسرار النبوغ هو مكون مهم من مكونات السيرة: (الروحية، الالهام، الابداع)، واختار المؤلف المرحوم محطات مهمة من حياته، كشعره السياسي الفصيح، وفن المستهلات (الردات)، وأسماء من كتبوا دراسات نقدية عنه، بعض المحطات المهمة اهمها حياته الادبية خلال ثورة العشرين، ومجموعة مهمة من قصائده.
والسير الغيرية تشكل نبضاً مهماً في الكتابة الادبية التوثيقية، وضمن هذا المضمار اصبحنا نشكو من وجود المتخصصين في بحث السير، فكان يسد ثغرة مهمة لتوثيق موروث الحسين والقسم الثاني من الكتاب والذي هو كتاب وحده عن المرحوم الحاج حمزة الزغير.
امتثلت المقدمة التي كتبها الناقد والأديب الاستاذ علي الفتال، بأنها ترجمة وتوثيق وهذا التوثيق قرب سمات الاسم والنسب والولادة والشأن الحياتي والاجتماعي والنشأة المنبرية وسرد عوالم فنية مثل: كيفية اختياره للقصائد التي يقرؤها واسماء الشعراء الذين قرأ لهم قصائدهم، ومن ثم مقتطفات من حياته الضاجة بالإبداع الى وفاته والادباء والمفكرين في بعض مقاطع الرثائيات التي شكلت عوالم ابداعية وأسماء طلابه وتلامذته من خدمة المنبر الحسيني.. الكتاب قدم ابرز واهم المحطات الحياتية عند رمزين مهمين من رمزي الابداع الحسيني (رحمهم الله جميعهم).
تمثل السير الذاتية تاريخاً مهماً من تواريخ الابداع الانساني والوطني، بما يمتلك من ابداعات يجمعها الطابع التوثيقي التأريخي، مقترناً بالطابع التعبيري الشخصي، جميع الشعوب المقدسة اشتغلت على تدوين سير إعلامها، وما عمله الرادود المرحوم محمد حمزة عمل ينتمي ابداعياً الى ما يسمى بالسير الغيرية أي انه يتحدث عن تجربة إنسان آخر، وحياة انسان آخر، وحمل هذا الكتاب تجربتين مهمتين في عالم المنبر الحسيني هما تجربتا الحاج الشاعر الحسيني كاظم المنظور (رحمه الله)، والحاج الرادود حمزة الزغير (رحمه الله)، وإعطائهما سمة تمثيل التراث المنبري الحسيني باعتبار أنهما شكلا ذروة التوثيق.
رأي معتبر مغزاه في قيمة الاهداء، فقد دوّن الحاج بكلمات اهداء ارتكزت على مفردات مهمة: كالتشريف والتفاني والخدمة مع الاعتراف بمقام الأستاذين المرحومين، والغيرية تعني الحديث عن الغير، ضمن تجربة معاشة تحمل أشكالاً من حضور هذه الرموز في جمل سردية قادرة على جذب المتلقي بقوة.
في مقدمة الكتاب، اعتبر الشيخ المرحوم فاضل الفرات بأن هذا المنجز يصب في باب من أبواب الترجمة الحياتية، واعتبر المنجز برمته سعي وفاء كرد جميل، وركز السيد جعفر الموسوي في المقدمة على مفهوم الريادة في نشر الثقافة الحسينية، ومنح الدكتور عبود جود الحلي منزلة القمة إلى المبدعين كاظم المنظور وحمزة الزغير؛ كونهما عملا على الوعي الشمولي، واجتازا معاني النخبوية واشتغلا بمفردات مألوفة.
وتسعى الغيرية إلى تسليط الضوء على الوجود الحياتي والاجتماعي للرمز، وتم دراسة العمق الوجداني في المنجز، حيث ذكر المؤلف مفاصل مهمة من الميلاد والنشأة، وأصل تسمية المنظور منحه الرادود المرحوم حسين الفروخي إثر هاتف غيبي أخبره انه المنظور عند الأئمة (عليهم السلام)، ثم تطرق بالمهن التي عمل بها ومن ثم مكانته الاجتماعية ومواقف مهمة قدمها للسيرة الحسينية تمتاز بالعقلية الشجاعة، ويذكر مشهد وداعه الأخير.
ويبدأ فصل الكتابة النقدية لتنهض الغيرية على شبكة من القيم الفنية الباحثة عن البؤر الثقافية المنتمية الى هوية راسخة بالإيمان في أدبيات الشاعر، ويشتغل المؤلف على محورين مهمين وهما: الوعي والابتكارية، إذ يقول: إنه كان ملماً في مجالات تضم ابواب الشعر المختلفة: (اجتماعياً، وجدانياً، أدبياً)، مع وجود ثقافة في الأحكام الشرعية والنمط المؤثر في قصائد المصيبة.
ويعكس هذا التشخيص عبر دراسة تطبيقية، وعبر مسارين أيضاً: (الاضافة، الابتكار) فهو اضاف اضافات واسعة في العديد من القصائد، حيث اضاف التذييل على التجليبة المذيلة: (يا محله الوداع بهلمسية)، والحسيني المذيل (كلي يلميمون)، والميمر المذيل: (شيعتك تدرينه)، والنصاري المذيل، والفائزي المذيل، والمجرشة المذيلة، وله أربعة اوزان مبتكرة كانت غير موجودة ضمن الاوزان الاساسية السابقة.
وتعد السير الغيرية عمليات بحث في جوانب النبوغ في الشخصية والدوافع التي كانت وراء هذا التميز ونبوغه؛ لأن الكشف عن اسرار النبوغ هو مكون مهم من مكونات السيرة: (الروحية، الالهام، الابداع)، واختار المؤلف المرحوم محطات مهمة من حياته، كشعره السياسي الفصيح، وفن المستهلات (الردات)، وأسماء من كتبوا دراسات نقدية عنه، بعض المحطات المهمة اهمها حياته الادبية خلال ثورة العشرين، ومجموعة مهمة من قصائده.
والسير الغيرية تشكل نبضاً مهماً في الكتابة الادبية التوثيقية، وضمن هذا المضمار اصبحنا نشكو من وجود المتخصصين في بحث السير، فكان يسد ثغرة مهمة لتوثيق موروث الحسين والقسم الثاني من الكتاب والذي هو كتاب وحده عن المرحوم الحاج حمزة الزغير.
امتثلت المقدمة التي كتبها الناقد والأديب الاستاذ علي الفتال، بأنها ترجمة وتوثيق وهذا التوثيق قرب سمات الاسم والنسب والولادة والشأن الحياتي والاجتماعي والنشأة المنبرية وسرد عوالم فنية مثل: كيفية اختياره للقصائد التي يقرؤها واسماء الشعراء الذين قرأ لهم قصائدهم، ومن ثم مقتطفات من حياته الضاجة بالإبداع الى وفاته والادباء والمفكرين في بعض مقاطع الرثائيات التي شكلت عوالم ابداعية وأسماء طلابه وتلامذته من خدمة المنبر الحسيني.. الكتاب قدم ابرز واهم المحطات الحياتية عند رمزين مهمين من رمزي الابداع الحسيني (رحمهم الله جميعهم).