بسم الله الرحمن الرحيم
وبعبارة أخرى: إن الثورة الانفجارية في نموذجها الصغير تشبه انفجار عقدة الشخصية الغاضبة النفسية التي تفرغ ما بداخلها لا شعورياً عندما تضيق ذرعاً مع إنها قد تندم بعد ذلك.
وبالرجوع الى خطب ورسائل الإمام الحسين عليه السلام يتضح جلياً إن ثورة هذا الإمام العظيم لا تنطبق عليها تلك القاعدة، بل إن ثورته ثورة منطلقة من الوعي والشعور بالمسؤولية مع الالتفات الى كل المخاطر والعواقب.
لم يرد الحسين عليه السلام أن يختار الشهادة عن وعي ورغبة وحده فقط. بل أراد لأصحابه أن يكونوا كذلك ايضاً.
لذلك ترك الخيار لهم ليلة عاشوراء وقال: من شاء فليذهب ، وأعلن إن من مكث معه الى الغد فإنه مقتول لا محالة ، غير إنهم رغم كل ذلك اختاروا البقاء والشهادة، مضافاً الى كل ذلك فإنه لا دور للقادة والشخصيات في الثورات الكبيرة على رأي الماديين بل إنهم يلعبون دور القابلة في توليد الأطفال، ونظراً الى ان حدوث ظهور هذا النوع من الثورات خارج عن إرادة ابطال الثورة فهي لا تتمتع بأي قيمة أخلاقية بينما نجد أن دور قيادة الإمام الحسين عليه السلام في ثورة عاشوراء دور بارز وأشهر من نار على علم.