إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أجوبة الامام الصادق (ع) وعمره ثلاث سنين مع يزيد بن عبد الملك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أجوبة الامام الصادق (ع) وعمره ثلاث سنين مع يزيد بن عبد الملك


    كان الإمام الصادق عليه‌السلام في سنّه المبكّر آية من آيات الذكاء ، فلم يجاريه أحد بمثل سنّه على امتداد التأريخ بهذه الظاهرة التي تدعو إلى الإعجاب والإكبار ، والتي كان منها أنّه كان يحضر دروس أبيه وهو صبي يافع لم يتجاوز عمره الثلاث سنين ، وقد فاق بتلقيه لدروس أبيه جميع تلاميذه من كبار العلماء والرواة ومن الجدير بالذكر أنّ دروس أبيه وبحوثه لم تقتصر لاعلى الفقه والحديث ، وتفسير القرآن الكريم ، وإنّما شملت جميع أنواع العلوم ، وقد ألمَّ بها الإمام الصادق عليه‌السلام أحسن إلمام .

    ويدل على ذلك ما نقله الرواة من أنّ الوليد بن عبد الملك أمر عامله على يثرب عمر بن عبد العزيز بتوسعة المسجد النبوي ، فأنجز عمر قسماً كبيراً منه ، وأعلمه بذلك ، وسافر الوليد إلى يثرب ليطّلع بنفسه على ما أنجزه عمر من أعمال التعمير والتوسيع ، وقد استقبله عمر من مسافة خمسين فرسخاً ، وأعدَّ له استقبالاً رسمياً ، وخرجت أهالي يثرب بجميع طبقاتها لاستقباله والترحيب به ، وبعدما انتهى إلى يثرب دخل إلى الجامع النبوي ليشاهد ما أنجر من أعمال التعمير ، وقد رأى الإمام الباقرعليه‌السلام على المنبر ، وهو يلقي محاضرة على تلاميذه فسلّم عليه ، فردّ الإمام السلام عليه ، وتوقّف عن التدريس تكريماً له ، فأصرّ عليه الوليد أن يستمر في تدريسه ، فأجابه إلى ذلك ، وكان موضوع الدرس ( الجغرافيا ) فاستمع الوليد ، وبهر من ذلك ، فسأل الإمام : ( ما هذا العلم ؟ ) .
    فأجابه الإمام : إنّه علم يتحدث عن الأرض والسماء ، والشمس والنجوم .
    ووقع نظر الوليد على الإمام الصادق ، فسأل عمر بن عبد العزيز : مَن يكون هذا الصبي بين الرجال ؟ .
    فبادر عمر قائلاً : إنّه جعفر بن محمّد الباقر ...
    وأسرع الوليد قائل : هل هو قادر على فهم الدرس واستيعابه؟ .
    فعرفه عمر بما يملكه الصبي من قدرات علمية ، قائلاً : إنّه أذكى مَن يحضر درس الإمام وأكثرهم سؤالاً ونقاشاً .
    وبهر الوليد ، فاستدعاه ، فلمّا مثل أمامه بادر قائلاً : ( ما اسمك ؟ ) .
    وأجابه الصبي بطلاقة قائلاً اسمي جعفر ) .
    وأراد الوليد امتحانه ، فقال له : ( أتعلم مَن كان صاحب المنطق ـ أي مؤسّسه ـ ؟ ) .
    فأجابه الصبي كان أرسطو ملقباً بصاحب المنطق ، لقّبه إيّاه تلامذته ، وأتباعه ) .
    ووجه الوليد إليه سؤالاً ثانياً قائلاً : ( من صاحب المعز ؟ ) .
    فأنكر عليه الإمام وقال ليس هذا اسماً لأحد ، ولكنه اسم لمجموعة من النجوم ، وتسمى ذو الأعنة )
    واستولت الحيرة والذهول على الوليد ، فلم يدر ما يقول ، وتأمّل كثيراً ليستحضر مسألة أخرى يسأل بها سليل النبوّة ، وحضر في ذهنه السؤال الآتي
    فقال له : ( هل تعلم مَن صاحب السواك ؟ ) .
    فأجابه الإمام فور هو لقب عبد الله بن مسعود صاحب جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) .
    ولم يستحضر الوليد مسألة يسأل بها الإمام ، ووجد نفسه عاجزاً أمام هذا العملاق العظيم ، فراح يبدي إكباره وإعجابه بالإمام ، ويرحّب به ، وأمسك بيده ، ودنا من الإمام الباقرعليه‌السلام ، يهنئه بولده قائلاً : إنّ ولدك هذا سيكون علاّمة عصره
    .

    نقلا عن كتاب اعلام الهداية جزء الامام الصادق (عليه السلام )
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X