إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قول الإمام الرضا (عليه السلام ) في الإمامة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قول الإمام الرضا (عليه السلام ) في الإمامة



    قول الإمام الرضا (عليه السلام ) في الإمامة


    عن الكليني رحمه الله عن أبي محمد القاسم بن العلاء - رحمه الله - رفعه، عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيدي عليهم السلام فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسم عليه السلام ثم قال:



    يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم، ان الله عز وجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شئ، بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا، فقال عز وجل: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره صلى الله عليه وآله وسلم: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) .


    وأمر الامامة من تمام الدين، ولم يمض صلى الله عليه وآله وسلم حتى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق وأقام لهم عليا عليه السلام علما وإماما. وما ترك [لهم] شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه،فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله، ومن رد كتاب الله فهو كافر به. هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم، إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلا مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماما باختيارهم، إن الإمامة خص الله عز و جل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها و أشاد بها ذكره، فقال: (إني جاعلك للناس إماما) فقيل الخليل عليه السلام سرورا بها: (ومن ذريتي) قال الله تبارك وتعالى: (لا ينال عهدي الظالمين) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة، ثم أكرمها الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة و إيتاه الزكاة وكانوا لنا عابدين). فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال جل وتعالى: (إن اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين . فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام بامر الله تعالى على رسم ما فرض الله، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله تعالى: (وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث . فهى في ولد على عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبى بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فمن أين يختار هؤلاء الجهال.

    ان الامامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، ان الامامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومقام امير المؤمنين عليه السلام وميراث الحسن والحسين عليهما السلام، ان الامامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، ان الامامة اس الاسلام النامي، وفرعه السامي، بالامام تمام الصلاة والزكوة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفئ والصدقات، وامضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والاطراف. الإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة، الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهى في الأفق بحيث لا تنالها الأيدى والأبصار، الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار، ولجج البحار، الامام الماء العذب على الظماء، والدال على الهدى والمنجي من الردى، الامام النار على اليفاع، الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك من فارقة فهالك، الامام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس والمضيئة، والسماء الظليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة. الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والام البرة بالولد الصغير، ومفزع العباد في الداهية النآد الإمام أمين الله في خلقه وحجته على عباده و خليفته في بلاده، والداعى الى الله، والذاب عن حرم الله. الامام المطهر من الذنوب، والمبرأ عن العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين. الامام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب. فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام، أو يمكنه اختياره، هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شئ من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه ويغنى غناه، لا كيف وأنى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟. أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم كذبتهم والله أنفسهم، ومنتهم الأباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا، تزل عنه الى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الامام بعقول حائرة بائرة ناقصة، وآراء مظلة، فلم يزدادوا منه إلا بعدا، قاتلهم الله أنى يؤفكون، ولقد راموا صعبا، وقالوا إفكا، وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة، إذ تركوا الامام عن بصيرة، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين. رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله تعالى عما يشركون) * وقال عز وجل: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) الآية وقال (مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم ان كانوا صادقين) وقال عز وجل: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) أم (طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون) أم (قالوا سمعنا وهم لا يسمعون إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وعم معرضون) أم (قالوا سمعنا وعصينا) بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فكيف لهم باختيار الامام ؟ والامام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونسل المطهرة البتول، لامغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذو حسب، في البيت من قريش والذروة من هاشم، والعترة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والرضا من الله عز وجل، شرف الأشراف، والفرع من عبد مناف، نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالامامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله عز وجل، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله. إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يؤفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون) وقوله تبارك وتعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وقوله في طالوت (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم) وقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) وقال في الأئمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه، وكفى بجهنم سعيرا) .
    وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه تعدوا - وبيت الله - الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم، لا يعلمون وفي كتاب الله الهدى والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهوائهم، فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين) وقال: فتعسا لهم وأضل أعمالهم وقال: (كبر مقتا عند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسليما كثيرا .



    المصدر:
    مسند الإمام الرضا (عليه السلام ) ص290


  • #2
    صلوات الله عليك ياشمس الشموس

    أحسنتم وبارك الله بك اخ ابو طالب

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X