إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناظرة هشام بن الحكم مع عمرو بن عبيد في مسجد البصرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة هشام بن الحكم مع عمرو بن عبيد في مسجد البصرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    عن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبد الله "الصادق"ـ عليه السلام ـ‍ جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين ، ومؤمن الطاق ، وهشام بن سالم ، والطيار ، وجماعة من أصحابه ، فيهم هشام بن الحكم ، وهو شاب .
    فقال أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ : يا هشام !
    قال : لبيك يا بن رسول الله !
    قال : ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته ؟
    قال هشام : جعلت فداك يابن رسول الله ، اني أجلك وأستحييك ، ولا يعمل لساني بين يديك .
    فقال أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ : إذا أمرتكم بشيء فافعلوه !
    قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد ، وجلوسه في مسجد البصرة ، وعَظُم ذلك عليَّ ، فخرجت إليه ، ودخلت البصرة يوم الجمعة ، وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتز بها من صوف وشملة مرتد بها ، والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتيّ ، ثم قلت : أيها العالم أنا رجل غريب ، أتأذن لي فأسألك عن مسألة ؟
    قال : أسأل !
    قلت له : ألك عين ؟
    قال يا بني أي شيء هذا من السؤال ، إذاً كيف تسأل عنه ؟
    فقلت : هذه مسألتي .
    فقال : يا بني ! سل وإن كانت مسألتك حمقى .
    قلت : أجبني فيها .
    قال : فقال لي : سل !
    فقلت : ألك عين ؟
    قال : نعم .
    قلت : قال : فما تصنع بها ؟
    قال : أرى بها الالوان والاشخاص .
    قال : قلت : ألك أنف ؟
    قال : نعم .
    قال : قلت : فما تصنع به ؟
    قال : أشم به الرائحة .
    قال : قلت : ألك لسان ؟
    قال : نعم .
    قال : قلت : فما تصنع به ؟
    قال : أتكلم به .
    قال : قلت : ألك أذن ؟
    قال : نعم .
    قلت : فما تصنع بها ؟
    قال : أسمع بها الاصوات .
    قال : قلت : ألك يدان ؟
    قال : نعم .
    قلت : فما تصنع بهما ؟
    قال : أبطش بهما ، وأعرف بهما اللّيّن من الخشن .
    قال : قلت : ألك رجلان ؟
    قال : نعم .
    قال : قلت : فما تصنع بهما ؟
    قال : أنتقل بهما من مكان إلى مكان .
    قال : قلت : ألك فم ؟
    قال : نعم .
    قال : قلت : فما تصنع به ؟
    قال : أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها .
    قال : قلت : ألك قلب ؟
    قال : نعم .
    قال : قلت : فما تصنع به ؟
    قال : أميّز به كلما ورد على هذه الجوارح .
    قال : قلت : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟
    قال : لا .
    قلت : وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة ؟
    قال : يا بني إنّ الجوارح إذا شكّت في شيء شمته أو رأته أو ذاقته ، ردّته إلى القلب ، فتيقن بها اليقين ، وأبطل الشك .
    قال : فقلت : فإنما أقام الله عز وجل القلب لشك الجوارح ؟
    قال : نعم .
    قلت : لابد من القلب وإلاّ لم يستيقن الجوارح .
    قال : نعم .
    قلت : يا أبا مروان ، إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماماً ، يصحح لها الصحيح ، وينفي ما شكّت فيه ، ويترك هذا الخلق كلّه في حيرتهم ، وشكهم ، واختلافهم ، لا يقيم لهم إماماً يردّون إليه شكّهم وحيرتهم ، ويقيم لك إماماً لجوارحك ، تردّ اليه حيرتك وشكك ؟ ! .
    قال : فسكت ولم يقل لي شيئاً .
    قال : ثم التفت إليّ فقال لي : أنت هشام ؟
    قال : قلت : لا .
    فقال لي : أجالسته ؟
    فقلت : لا .
    قال : فمن أين أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة .
    قال : فأنت إذاً هو . ثم ضمني إليه ، وأقعدني في مجلسه ، وما نطق حتى قمت ، فضحك أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ ، ثم قال : يا هشام ، من علّمك هذا ؟ قلت : يابن رسول الله جرى على لساني .
    قال : يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى .
    الاحتجاج للطبرسي ج2 ص367 ،
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X