أَكَّدَتْ المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفَةُ العُليَا في النَجَفِ الأشرَفِ ,
اليَومَ , الجُمْعَةَ , السَابعَ مِنْ ِ ذي الحجةِ الحَرَامِ
,1437 هجري, المُوافقَ , ل, التَاسع مِنْ , أيلول ,2016م .
وعلى لِسَانِ , وكيلِها الشَرعي , الشيخ عبد المَهْدي الكَربَلاَئِي
, خَطيبُ وإمامُ الجُمعَةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ.
عَلَى الأمرِ التَالِي المُهِمِّ ,جِدّاً :
إنَّ اللهَ تَعَالى كَمَا أختَارَ صفوَةً لرسالته وخَصّهم حُجَجَاً عَلَى عبادِهِ
, اختَارَ مِنْ الأيامِ صفوَةً جَعَلها أقرَبُ إليه مِنْ غيرها .
مِنْ نزولِ رحمته وإجابةِ دُعَائه , وسَيَحِلُ بسَاحتِكم يومٌ مِنْ الأيامِ
شَرّفَه اللهُ , وهو يومُ دُعَاءٍ وتَوسلٍ ,حتى بَلغَ مِنْ فِضِلِ الدُعَاءِ فيه
أنْ يُكرَه الصومُ فيه لِمِنْ يُضعفَه عَنْ الدُعَاءِ :
وفي الروايةِ الشريفةِ (قال : سألته عن صَومِ يومِ عرفة , فقُلتُ جُعلتُ فِداك إنهم يزعمون أنه يعدلُ صومَ سنةٍ ؟
قال : كان أبي لا يصومه قُلتُ :
ولِمَ ذاك ؟ قال إنَّ يومَ عرفة يومُ دُعَاءٍ ومَسَألةٍ وأتخوّفُ أنْ يضعفني عن الدُعَاءِ وأكره أنْ أصومه ,
وأتخوفُ أنْ يكون يومُ عرفة يومَ أضحى ،فليس بيوم صوم)
:الاستبصَارُ , الطوسي ,ج2,ص134.
ومِنْ الأعَمَالِ المُستحَبةِ فيه , زيارةُ الإمامِ الحُسَين , عليه السَلامُ ,
فَوَرَدَ : ( مَنْ أتى قبرَ الحُسَين , عليه السلامُ , بعرفة ، أقلَبَه اللهُ ثَلِجَ الفؤادِ )
: قُربُ الأسنادِ :الحميري , ص 394 , ح 1384 .
وفي هذا اليومِ تُرفعُ أصواتُ المَلايين مِنْ الحِجَاجِ المُسلمين بعرفَات :
(قال أبو جعفر , الباقرُ , عليه السَلامُ , : ما يَقفُ على تلك الجبالِ
بَرٌ ولا فاجرٌ إلا استجَابَ اللهُ له ، فأمّا البَرُ فيُستجابُ له في آخرته ودنياه ، وأمّا الفاجرُ فيُستجابُ له في دنياه )
: وسائلُ الشيعةِ , الحُرُّ العاملي ,ج13,ص564.
و إنَنّا كمسلمين بحاجةٍ إلى الرجوعِ والإنابةِ الحقيقيةِ والصَادِقةِ إلى اللهِ تعالى ,
وشَرعِه القويمِ ومَنهجِه المُحَمّدي الأصيلِ ,
وذلك باتّباعِ شرعته بالرحمةِ والأخوةِ ونبذِ التعصبِ , وتجنبِ الصراعاتِ غيرِ المُبررةِ لا شَرعاً ولا عَقلاً ولا أخلاقاً .
وقبول الآخرِ والعمَل معه سَويّاً في الخيراتِ حيث المُشتركاتِ كثيرةٌ
وما يَجمعُنا أكثرُ مِمّا يُفرقُنَا ,
و أنّ الهَوى والتعصبَ صَارَ هو الغالبَ والَسائدَ حتى باتَ العَالَمُ الإسلامي مَوطنَ الصراعاتِ الدَمَويّةِ .
وعليكمُ أيُّها الأحبةُ المؤمنون بتعاهدِ دُعَاءِ الإمَامِ الحُسَين , عليه السَلامُ , يوم عرفة .
ففيه مِنْ المَعَارفِ الدينيّةِ الساميّةِ والتعاليمِ العقائديةِ و مَكارمَ ومَحاسن الأخلاقِ ,
ما ينبغي بالداعي أنْ يتوجَه بها إلى اللهِ تعالى .
ويَطلبَ قضاءَ الحوائجِ للمُؤمنين والمُؤمناتِ والمُسلمين والمُسلماتِ.
واجتهدوا في هذا اليومِ العظيمِ بالدُعَاءِ لإخوانكم المُقاتلين المُجَاهدين بالنصرِ والظفرِ
وخلاصِ الأمةِ مِنْ شّرِّ الإرهابيين .
والفَرَجِ للمظلومين , وبالهدايةِ للحُكّامِ والمَسؤولين مِمَنْ يكونُ قابلاً للهدايةٍ وبالخلاصٍ مِمَنْ لم يكن قابلاً للهدايةِ .
وفي الرواية الشريفة :
(رأيتُ عبدَ الله بن جندب في المَوقفِ فَلَمَ أرَ مَوقفاً كان أحسنَ مِن موقفه ,ما زالَ مَادّاً يديه إلى السمَاءِ ودموعه تَسيلُ على خديه حتى تبلغَ الأرضَ فلما صَدرَ الناسُ قُلتُ له :
يا أبا مُحمّد ما رأيتُ مَوقفاً قط أحسنَ من مَوقفكَ قال : واللهِ ما دَعَوتُ إلاّ لإخواني وذلك أنّ أبا الحَسن موسى , عليه السلام , أخبرني أنَّ مَنْ دَعَا لأخيه بظهرِ الغيبِ نُودَيّ مِنْ العرشِ ولك مائة ألفِ ضِعفٍ )
:الكافي , الكليني ,ج2 ,ص508.
... عِبَاد اللهِ , مَا أنْ يُودّعَكم يومُ عرفة حتى يَحِلَّ بساحتكم يومُ عيدِ الأضحى المُبارك ,
وجعله اللهُ أعيادكم مِنْ شعائرِ دينكم , وفتحَ اللهُ عليكم أبوابَ العودةِ إليه,
فاعملوا فيها بما يُرضي ربكم ويُقربكم بالطاعاتِ .
وألَقوا إخوانَكم بقلوبٍ طاهرةٍ مِنْ الغِلِ ونقيةٍ مِنْ الحِقدِ .
وتذكروا عَوَائلَ الشُهَداء حيثُ غابَ الآباءُ عَنْ فلذاتِ أكبادهم
فعودوا عليهم بالزيارةِ وتحننوا واعطفوا على الأيتامِ .
وتذكروا أنّهم فارقوا الدينا ولذاتها وفارقوا الأهلَ والأحبةَ لأجلكم وليحفظوا الوطنَ والمُقدّسَاتِ والأعراضَ
, فلهم الفَضلُ والمِنَةُ علينا.
وما حُفِظَ هذا البلدُ والمُقدّساتُ والأعراضُ إلاّ بلطفِ اللهِ تعالى وفتوى المَرجعيةِ الدينيةِ المُباركةِ
ودِمَاءِ الشُهدَاءِ.
فلولاهم لكانَتْ نسائنا سَبيّةً عند داعش و لهُتكَتْ مُقدّسَاتُنا .
فَكَمْ هو فضلُهم ومِنتُهم علينا و هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ
______________________________________________
حَفَظَ اللهُ ونَصَرَ قواتَنَا المُجَاهِدَةَ وحَشْدَنَا المُقَاوِمَ .
والرَحمَةُ والرضوانُ على شُهدائِنَا الأبرَارِ
______________________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
______________________________________________
الجُمعَةُ - السَابعُ مِنْ ذي الحجةِ الحَرَامِ - 1437, هجري .
التَاسعُ مِنْ أيلول - 2016 م .
___________________________________________
اليَومَ , الجُمْعَةَ , السَابعَ مِنْ ِ ذي الحجةِ الحَرَامِ
,1437 هجري, المُوافقَ , ل, التَاسع مِنْ , أيلول ,2016م .
وعلى لِسَانِ , وكيلِها الشَرعي , الشيخ عبد المَهْدي الكَربَلاَئِي
, خَطيبُ وإمامُ الجُمعَةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ.
عَلَى الأمرِ التَالِي المُهِمِّ ,جِدّاً :
إنَّ اللهَ تَعَالى كَمَا أختَارَ صفوَةً لرسالته وخَصّهم حُجَجَاً عَلَى عبادِهِ
, اختَارَ مِنْ الأيامِ صفوَةً جَعَلها أقرَبُ إليه مِنْ غيرها .
مِنْ نزولِ رحمته وإجابةِ دُعَائه , وسَيَحِلُ بسَاحتِكم يومٌ مِنْ الأيامِ
شَرّفَه اللهُ , وهو يومُ دُعَاءٍ وتَوسلٍ ,حتى بَلغَ مِنْ فِضِلِ الدُعَاءِ فيه
أنْ يُكرَه الصومُ فيه لِمِنْ يُضعفَه عَنْ الدُعَاءِ :
وفي الروايةِ الشريفةِ (قال : سألته عن صَومِ يومِ عرفة , فقُلتُ جُعلتُ فِداك إنهم يزعمون أنه يعدلُ صومَ سنةٍ ؟
قال : كان أبي لا يصومه قُلتُ :
ولِمَ ذاك ؟ قال إنَّ يومَ عرفة يومُ دُعَاءٍ ومَسَألةٍ وأتخوّفُ أنْ يضعفني عن الدُعَاءِ وأكره أنْ أصومه ,
وأتخوفُ أنْ يكون يومُ عرفة يومَ أضحى ،فليس بيوم صوم)
:الاستبصَارُ , الطوسي ,ج2,ص134.
ومِنْ الأعَمَالِ المُستحَبةِ فيه , زيارةُ الإمامِ الحُسَين , عليه السَلامُ ,
فَوَرَدَ : ( مَنْ أتى قبرَ الحُسَين , عليه السلامُ , بعرفة ، أقلَبَه اللهُ ثَلِجَ الفؤادِ )
: قُربُ الأسنادِ :الحميري , ص 394 , ح 1384 .
وفي هذا اليومِ تُرفعُ أصواتُ المَلايين مِنْ الحِجَاجِ المُسلمين بعرفَات :
(قال أبو جعفر , الباقرُ , عليه السَلامُ , : ما يَقفُ على تلك الجبالِ
بَرٌ ولا فاجرٌ إلا استجَابَ اللهُ له ، فأمّا البَرُ فيُستجابُ له في آخرته ودنياه ، وأمّا الفاجرُ فيُستجابُ له في دنياه )
: وسائلُ الشيعةِ , الحُرُّ العاملي ,ج13,ص564.
و إنَنّا كمسلمين بحاجةٍ إلى الرجوعِ والإنابةِ الحقيقيةِ والصَادِقةِ إلى اللهِ تعالى ,
وشَرعِه القويمِ ومَنهجِه المُحَمّدي الأصيلِ ,
وذلك باتّباعِ شرعته بالرحمةِ والأخوةِ ونبذِ التعصبِ , وتجنبِ الصراعاتِ غيرِ المُبررةِ لا شَرعاً ولا عَقلاً ولا أخلاقاً .
وقبول الآخرِ والعمَل معه سَويّاً في الخيراتِ حيث المُشتركاتِ كثيرةٌ
وما يَجمعُنا أكثرُ مِمّا يُفرقُنَا ,
و أنّ الهَوى والتعصبَ صَارَ هو الغالبَ والَسائدَ حتى باتَ العَالَمُ الإسلامي مَوطنَ الصراعاتِ الدَمَويّةِ .
وعليكمُ أيُّها الأحبةُ المؤمنون بتعاهدِ دُعَاءِ الإمَامِ الحُسَين , عليه السَلامُ , يوم عرفة .
ففيه مِنْ المَعَارفِ الدينيّةِ الساميّةِ والتعاليمِ العقائديةِ و مَكارمَ ومَحاسن الأخلاقِ ,
ما ينبغي بالداعي أنْ يتوجَه بها إلى اللهِ تعالى .
ويَطلبَ قضاءَ الحوائجِ للمُؤمنين والمُؤمناتِ والمُسلمين والمُسلماتِ.
واجتهدوا في هذا اليومِ العظيمِ بالدُعَاءِ لإخوانكم المُقاتلين المُجَاهدين بالنصرِ والظفرِ
وخلاصِ الأمةِ مِنْ شّرِّ الإرهابيين .
والفَرَجِ للمظلومين , وبالهدايةِ للحُكّامِ والمَسؤولين مِمَنْ يكونُ قابلاً للهدايةٍ وبالخلاصٍ مِمَنْ لم يكن قابلاً للهدايةِ .
وفي الرواية الشريفة :
(رأيتُ عبدَ الله بن جندب في المَوقفِ فَلَمَ أرَ مَوقفاً كان أحسنَ مِن موقفه ,ما زالَ مَادّاً يديه إلى السمَاءِ ودموعه تَسيلُ على خديه حتى تبلغَ الأرضَ فلما صَدرَ الناسُ قُلتُ له :
يا أبا مُحمّد ما رأيتُ مَوقفاً قط أحسنَ من مَوقفكَ قال : واللهِ ما دَعَوتُ إلاّ لإخواني وذلك أنّ أبا الحَسن موسى , عليه السلام , أخبرني أنَّ مَنْ دَعَا لأخيه بظهرِ الغيبِ نُودَيّ مِنْ العرشِ ولك مائة ألفِ ضِعفٍ )
:الكافي , الكليني ,ج2 ,ص508.
... عِبَاد اللهِ , مَا أنْ يُودّعَكم يومُ عرفة حتى يَحِلَّ بساحتكم يومُ عيدِ الأضحى المُبارك ,
وجعله اللهُ أعيادكم مِنْ شعائرِ دينكم , وفتحَ اللهُ عليكم أبوابَ العودةِ إليه,
فاعملوا فيها بما يُرضي ربكم ويُقربكم بالطاعاتِ .
وألَقوا إخوانَكم بقلوبٍ طاهرةٍ مِنْ الغِلِ ونقيةٍ مِنْ الحِقدِ .
وتذكروا عَوَائلَ الشُهَداء حيثُ غابَ الآباءُ عَنْ فلذاتِ أكبادهم
فعودوا عليهم بالزيارةِ وتحننوا واعطفوا على الأيتامِ .
وتذكروا أنّهم فارقوا الدينا ولذاتها وفارقوا الأهلَ والأحبةَ لأجلكم وليحفظوا الوطنَ والمُقدّسَاتِ والأعراضَ
, فلهم الفَضلُ والمِنَةُ علينا.
وما حُفِظَ هذا البلدُ والمُقدّساتُ والأعراضُ إلاّ بلطفِ اللهِ تعالى وفتوى المَرجعيةِ الدينيةِ المُباركةِ
ودِمَاءِ الشُهدَاءِ.
فلولاهم لكانَتْ نسائنا سَبيّةً عند داعش و لهُتكَتْ مُقدّسَاتُنا .
فَكَمْ هو فضلُهم ومِنتُهم علينا و هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ
______________________________________________
حَفَظَ اللهُ ونَصَرَ قواتَنَا المُجَاهِدَةَ وحَشْدَنَا المُقَاوِمَ .
والرَحمَةُ والرضوانُ على شُهدائِنَا الأبرَارِ
______________________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
______________________________________________
الجُمعَةُ - السَابعُ مِنْ ذي الحجةِ الحَرَامِ - 1437, هجري .
التَاسعُ مِنْ أيلول - 2016 م .
___________________________________________