إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحجّ الأكبر..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحجّ الأكبر..



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    الحج هو ركن من أركان الإسلام، ويحوي على أهداف تربوية وأخلاقية عظيمة، إضافة الى الانقياد والاستسلام لأمر الباري تعالى، وما الأعمال التي يفعلها الحجاج إلا مظهر من مظاهر الانقياد والاذعان التام لما أمرهم الله تعالى، ففيه الصلة الحقيقية بين العبد وخالقة..
    ومن المشاهد المعلومة في أيام الحج هو التروية وعرفة والنحر.. ولكل منها علّة، لعلنا نقف عليها من خلال ما ذكره القمي(ره) في تفسيره، عند تعرضه لتفسير قوله تعالى:{يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (الصافات: 102).



    قال: فانه حدثني أبي عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله(عه)، إن ابراهيم(عه) أتاه جبرئيل عند زوال الشمس من يوم التروية فقال: يا ابراهيم ارتو من الماء لك ولأهلك، ولم يكن بين مكة وعرفات ماء فسميت التروية بذلك، فذهب به حتى انتهى به إلى منى، فصلّى به الظهر والعصر والعشائين والفجر، حتى إذا بزغت الشمس خرج إلى عرفات فنزل بنمرة، وهي بطن عرفة، فلما زالت الشمس خرج وقد اغتسل، فصلّى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين، وصلّى في موضع المسجد الذي بعرفات، وقد كانت ثمة أحجار بيض فأدخلت في المسجد الذي بني، ثم مضى به إلى الموقف فقال: يا ابراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك؛ فلذلك سميت عرفة، فأقام به حتى غربت الشمس، ثم افاض به فقال: يا ابراهيم ازدلف (أي: اقترب) إلى المشعر الحرام، فسميت المزدلفة، واتى به المشعر الحرام فصلّى به المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد واقامتين، ثم بات بها حتى إذا صلّى بها صلاة الصبح أراه الموقف، ثم أفاض إلى منى، فأمره فرمى جمرة العقبة عندها ظهر له ابليس لعنه الله.


    ثم أمره الله بالذبح.. فان ابراهيم(عه) حين أفاض من عرفات بات على المشعر الحرام وهو فزع! فرأى في النوم أنه يذبح ابنه.. فلما انتهى إلى منى رمى الجمرة هو وأهله، وأمر أهله فسارت إلى البيت واحتبس الغلام؛ فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى، فاستشار ابنه، وقال كما حكى الله: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}، فقال الغلام كما حكى الله أمض كما أمرك الله به: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} وسلما لأمر الله. وأقبل شيخ فقال: يا ابراهيم ما تريد من هذا الغلام؟ قال أريد أن أذبحه! فقال سبحان الله! تذبح غلاماً لم يعص الله طرفة عين! فقال إبراهيم: إن الله أمرني بذلك. فقال: ربك ينهاك عن ذلك، وإنما أمرك بهذا الشيطان، فقال له إبراهيم: ويلك.. إن الذي بلغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به، والكلام الذي وقع في أذني. فقال: لا والله، ما أمرك بهذا إلا الشيطان. فقال إبراهيم: لا والله لا أكلمك. ثم عزم ابراهيم على الذبح، فقال: يا إبراهيم، إنك إمام يقتدى بك، وإنك إن ذبحته ذبح الناس أولادهم! فلم يكلمه. وأقبل إلى الغلام فاستشاره في الذبح؛ فلما أسلما جميعا لأمر الله قال الغلام: يا أبت خمر وجهي وشد وثاقي. فقال إبراهيم: يا بني الوثاق مع الذبح! لا والله لا اجمعهما عليك اليوم، فرمى له بقرطان الحمار؛ ثم أضجعه عليه، وأخذ المدية فوضعها على حلقه ورفع رأسه إلى السماء ثم انتحى (أي: أقبل) عليه المدية، فقلب جبرئيل المدية على قفاها واجتر الكبش من قبل ثبير (جبل بمكة)، وأثار الغلام من تحته، ووضع الكبش مكان الغلام. ونودي من مسيرة مسجد الخيف: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ}.


    قال: ولحق إبليس بأم الغلام! حين نظرت إلى الكعبة في وسط الوادي بحذاء البيت. فقال لها: شيخ رأيته، قالت: إن ذلك بعلي، قال: فوصيف رأيته معه، فقالت: ذاك ابني، قال: فاني رأيته وقد أضجعه وأخذ المدية ليذبحه! فقالت: كذبت إن ابراهيم أرحم الناس؛ كيف يذبح ابنه. قال: فورب السماء والأرض ورب هذا البيت لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية، فقالت: ولم؟ قال: زعم إن ربه أمره بذلك، قالت: فحق له أن يطيع ربه. فوقع في نفسها أنه قد أمر في ابنها بأمر، فلما قضت مناسكها أسرعت في الوادي راجعة إلى منى وهي واضعة يدها على رأسها؛ تقول: يا رب لا تؤاخذني بما عملت.. قلت: فأين أراد أن يذبحه؟ قال: عند الجمرة الوسطى، قال: ونزل الكبش على الجبل الذي عن يمين مسجد منى، نزل من السماء. وكان يأكل في سواد ويمشي في سواد أقرن، قلت: ما كان لونه؟ قال كان أملح أغبر.

    ـــــــــــــــــــــــ
    تفسير القمي: ج2/ص225



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X