إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عرض للرؤية التكفيرية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عرض للرؤية التكفيرية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    عرض للرؤية التكفيرية
    تقوم الرؤية التكفيرية التي نتحدث عنها على أساس التفريق بين نوعين من التوحيد هما توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية ومن ثم يقابلهما نوعان من الشرك هما شرك الربوبية وشرك الإلوهية ( ويُعبر عنه أحيانا بشرك العبادة ) ، وتتقوم رؤيتهم لآيات التوحيد والشرك في القرآن بهذا التنويع .
    ما المقصود بتوحيد الربوبية ؟
    توحيد الربوبية هو إفراد الله عز وجل بالخلق والملك والتدبير ، وينطلق هذا الاصطلاح من المعنى اللغوي لكلمة الرب ، قال ابن فارس : " الراء والباء يدل على أصول ، فالأول : إصلاح الشيء والقيام عليه ، فالرب : المالك والخالق والصاحب ، والرب : المصلح للشيء ... والله جل ثناؤه الرب لأنه مصلح أحوال خلقه ... " (1) .
    (1) معجم مقاييس اللغة ص 378 .



    ما المقصود بتوحيد الألوهية ؟
    توحيد الإلوهية ( ويعبر عنه أحيانا بتوحيد العبادة ) هو إفراد الله عز وجل بالعبادة (1) ، فسجودك وصلاتك يجب أن يكونا لله وليس لأي موجود آخر ، وهذا أيضا ينطلق من المعنى اللغوي لكلمة الإله ، قال ابن فارس : " إله الهمزة واللام والهاء أصل واحد وهو التعبد فالإله الله تعالى وسمي بذلك لأنه معبود ويقال : تأله الرجل إذا تعبد … " (2) ، وبناء على هذا الفارق اللغوي سيتضح الفرق بين كلمتي رب وإله في سورة الناس ، قال تعالى ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلهِ النَّاسِ ) (3) .
    تعليق على هذا التمييز
    إن هذا التمييز بين المفردتين غير مرفوض من الناحية النظرية ، ولكن من الناحية العملية يرى المتتبع أن الأديان قامت على التلازم بين هذين الأمرين ، فهو الأصل عند جميع الديانات حتى المنحرفة منها والمشركة .
    ونقصد بهذا التلازم أن أتباع الديانات المختلفة إذا اعتقدوا بربوبية موجود ما - بمعنى أن له قدرته الذاتية والمستقلة في النفع
    (1) القول المفيد على كتاب التوحيد ج1 ص 14 .
    (2) معجم مقاييس اللغة ص 69 . (3) الناس : 1- 3
    .


    والضر- عبدوه ، كما أنهم إذا عبدوا موجودا ما - بمعنى قصدوه في طقوسهم وعباداتهم - فهذا يعني أنهم يرون أن له شأنا في الربوبية .
    لكن هذا لا يمنع ولا ينفي فرضية وجود بعض من خالف هذا الأصل فعبد من لا يعتقد بربوبيته أي تأثيره المستقل في شئون الكون أو بعضها ، فتقوم عقيدته على التفكيك بين الأمرين خلافا للأَصل القائم على الملازمة عند جل البشر .
    كيف حكم التكفيريون على جل الأمة بالشرك ؟
    وبعد التمييز السابق ادعى أصحاب هذه الرؤية الخاصة دعويين رئيسيين حكموا من خلالهما بشرك جمع كبير من المسلمين ، هما :
    الدعوى الأولى : إن المشركين لم يشركوا في الربوبية : يركز أصحاب هذه الرؤية على أن مشركي البشر ومنهم مشركو قريش لم يشركوا بالله في الربوبية بل كانوا يوحدونه في هذا الجانب ، وكان شركهم يقتصر على شرك الألوهية ، وقد استدلوا بآيات عدة يرونها صريحة في الدلالة على دعواهم هذه .

    الدعوى الثانية : إن المسلمين اليوم يشركون بالله في الألوهية : وفي هذه الدعوى يعتبر هؤلاء أن بعض الأعمال التي يقوم بها المسلمون اليوم هي من الشرك في الألوهية ، فيرون أن النذر

    والذبح والدعاء من جملة العبادات التي صرفها بعض المسلمين لغير الله ، وقصد غير الله بهذه العبادات موجب للوقوع في شرك الألوهية .
    نتيجة الدعويين المدمرة :
    وينتج من الدعويين أن المسلمين الذين يقومون بتلك الأعمال المنافية - وفق وجهة نظر تلك الفئة - لتوحيد الألوهية أشركوا بالله كما أشرك من كان قبلهم ، وعليه تستباح دماء أولئك المسلمين وأموالهم كما استبيحت دماء وأموال المشركين من قبل لأنه لا فرق بينهم فكلهم مشرك في الألوهية وإن وحد الله في ربوبيته !!!

    فلا ينبغي أن نستغرب إذن من مشاعر الحماس لدى بعض الشباب المضلل الناتجة من هذه الرؤية الخاطئة والهدامة تجاه المسلمين المقرين بالشهادتين ، تلك المشاعر التي أصبحت نفس المشاعر تجاه مشركي قريش في جزيرة العرب ، وهذا يكشف لك جزءا من الحقد الأسود الذي يقف خلف المفخخات ويفسر لك حقيقة ما يجري في العراق الدامي حيث تمزق أجساد الأبرياء .




    تنبيه
    ولا بد في المقام من التنبيه على أن لب مشكلتهم ، فالدعوى الأولى أي مجرد قصر شرك المشركين على شرك الألوهية لا يوجب تهمة المسلمين بشيء من الشرك .
    وبعبارة أخرى نقول حتى لو سلمنا بصحة دعواهم الأولى ، وأن المشركين وحدوا الله في الربوبية وأشركوا في الألوهية فقط ، فذلك لا يعني أنهم استطاعوا أن يثبتوا بذلك وقوع المسلمين في الشرك ، بل جوهر خللهم ينصب في أنهم وضعوا معايير خاطئة لشرك الألوهية وطبقوها على المسلمين .
    وتبقى الفائدة المرجوة عندهم من الحديث عن عدم وقوع المشركين في شرك الربوبية تتلخص في تحضير نفس المستمع كي تتكون عنده - تجاه المسلمين المتهمين - نفس المشاعر التي تكونت تجاه المشركين زمن النبي (ص) .


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X