إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنا يتيم! من يرعاني؟!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنا يتيم! من يرعاني؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ (التحريم: 6). قال اللَّه تعالى مخاطباً نبيه اليتيم صلى الله عليه وآله ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ...﴾ (الضحى: 6 - 9). كل من مات أبوه ولم يبلغ سن الرشد فهو يتيم، ولكن في الجانب التربوي، على قاعدة (صاحبْه سبْع) وهي المرحلة الأخيرة من الطفولة، تبقى الحاجة إلى الأب بل قد تزداد في بعض الجوانب المصاحبة.
    فقد نرى أيتاماً في المجتمع أو المدرسة وقد نربيهم داخل الأسرة؛ نعرف أنهم أطفال كغيرهم نمسح على رؤوسهم، نحسن إليهم... ولكن لا يمكن أن نعيش إحساسهم ومعاناتهم، ولا يمكن أن ندرك حجم الفراغ الذي تركه غياب الأب الذي لن يعود. لمعرفة هذه المعاناة والوقوف على حاجاتهم، ثم أخذها إلى المختص للوصول إلى السبل الكفيلة بتعويض بعضاً من هذا الفراغ كانت لنا هذه الاستطلاعات مع أطفال فقدوا آباءهم.
    * (ش.م) العمر 14 سنة. قضيت مرحلة التأديب (7 سنوات) مع أخي وجزء منها مع عمي (زوج أمي). الذي كان يسايرني ولا يزجرني، فمن يرشدني بحزم، ومن يسمعني الصوت الهادر بحنان ورفق، ومن يكون مثلي الذي به اقتدي، من يشاركني فرحي، وحزني، وهمومي ومشاكلي، إلى من ألجأ فأسأله كل ذلك أحتاجه ولا أجده.
    * (ع.ش 11 سنة) لا أحب أن يدرّسني أحد سوى أبي، أشتاق إليه، حتى وأنا في الصف، هل تعرفون أنني أحياناً، أخاطب صورته وأرجوه أن يلعب معي ويضمني إلى صدره؟|
    * (ز.س 8 سنوات) قد تقولون إن الفتاة تلجأ إلى أمها ويمكنها أن تنسى أباها! ولكن من يستطيع أن يحملني ويحمل لي الهدايا ويرافقني في نزهة، أو ربما يحدثني مثل أب عطوف يحنو عليّ؟ أنا أتمنى لو حدّثني فقط ربما اكتفيت بذلك.
    * (ب.ز 9 سنوات) آه يا أبي لو أنني أراك كل يوم ولو مرة واحدة. بل حتى في المنام تأتي ولألعب معك قليلاً فأنا الفتاة التي لم تعرفك أبداً، ولن تعرفك!
    * (ح.ز 17 سنة) لو تعلمون معاناتي قد لا تتوقعون حجم مأساتي وحاجتي إليه، خاصة عندما يأتيني خاطب فيتدخل القريب والبعيد، من كان له عهد بالاهتمام بي ومن لا يعرفني إلا عندما يريد فرض سلطته عليّ. آه كم أفتقد لصداقتك وحمايتك معاً.
    * (ف.ي 16 سنة) لو كان أبي موجوداً ما كنت خطبت ثم انفصلت، ربما نصحني أو حماني أو ساعدني، الآن لم يعد يهمني الدرس أو العلم، فقط أزور ضريحه، لو أستطيع النوم بجانبك! وأنا فعلاً أنام لساعة ربما أشعر بالارتياح والاطمئنان لأشعر أنك معي وأني برفقتك.
    * (ر.ي 7 سنوات) الأب للغنج والدلال وها أمي تدللني ولكن مع من أخرج للنزهات وإن كنت صبياً؟ ثم إن أمي لا تعرف، وربما لا تستطيع أن تلعب معي كما لو كان أبي. فهل يمكنني أن أعيش بدون لعب، ونزهات وحضن أب؟ لا أتصور ذلك أبداً.

    * (ع.ي 14 سنة) لا أشعر بالارتياح مع أحد، أصلاً لا أحد يفهمني ويشعر بمسؤوليته تجاهي. ثم إنه لا وصاية لأحد عليّ، وأنا مسؤول عن نفسي. هناك دافع مجهول ... ولا أهتدي طريقاً توصلني، فأين أنت يا أبي؟ ربما أخذت بيدي وهديتني إلى مستقبلي و(هدفي)؟
    أولادي الأحبّة إجابة لرغبتكم الصادقة كان لمجلتكم لقاءً خاصاً مع إحدى العاملات في حقل التربية والتعليم المجازة في علم النفس والتي تحمل دبلوم في التربية وهي تعمل في الإشراف اللغوي (لغة إنكليزية) على الروضات في مدارس المصطفى صلى الله عليه وآله الغدير الحاجة عليا خضرا:
    ما هو الأثر الذي يحدثه نبأ وفاة الأب؟ وكيف يمكن التخفيف من مضاعفاته؟
    الإنسان المؤمن المسلم مهيّأ ومستعد للموت وهذه هي القاعدة الإسلامية لتلقي نبأ الوفاة، فالأسس الإسلامية تقوم على التسليم للقضاء والقدر، وأن الإنسان لا يعطى الحياة الخلد، عندئذ من الطبيعي أن يكون الخبر مقبولاً بحيث لا يشكل فاجعة بخلاف العقائد الأخرى. والتربية التي تكون مبنية على هذه الأسس لا تواجه تعقيدات في هذا الجانب، نعم يوجد مشكلة فقدان الأب والحاجة لمن يعوّض هذا الفراغ ولكنها ليست فاجعة تؤدي إلى مرض نفسي. فالنظر إليها على أنها عقاب وعذاب وما إلى هنالك سيجعل الطفل يشعر باليأس والإحباط وبالتالي الكآبة والعزلة وربما الانفصام في الشخصية. أما النظر إليها على أنها رحمة ومغفرة ومحبة من اللَّه للإنسان سيخفف من وقعها وآثارها السلبية. هناك فرق في تلقي أثر هذا الحدث بين الأطفال من جهة العمر أو الجنس (الكبار والصغار، الإناث والذكور) فما هو هذا الفرق؟

    طبيعي أن الوقع مختلف والصغير (1 - 4 سنوات) قد يبكي لأنه يرى الكبار يبكون وهذا في فترة الوفاة الأولى، إلا أنه لا يلبث أن ينسى الحدث ويعيش حياته بشكل طبيعي إلى حد ما. أما الكبار فمن يدرك معنى الوفاة (10 وما فوق) فيمكن أن نرجع إلى القاعدة الآنفة الذكر، وأما من هم دون ذلك، فالأمر متفاوت ويمكن إيضاح الحدث بأسلوب مبسّط يتناسب ووعي الطفل ومستوى نضجه. وفي المرحلة الأولى الفتاة (البنت) تلجأ إلى حضن أمها فيما نرى الفتى يخرج إلى الخارج بمعنى إما الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة، وإما الشعور بالضياع، لأنه فقد الحامي وصمام الآمان بالنسبة له. لا شك بوجود فراغ عاطفي رعائي عند الأطفال بغياب الأب، فما هو دور الأم للتعويض عن ذلك؟ إذا كانت الأم هي التي ستقوم بالتربية والرعاية (وهذا هو الأمر الطبيعي)، فمن الضروري أن تقنع نفسها أولاً وتعرف على أن ذلك مشيئة اللَّه سبحانه وتعالى، وأنه مصدر قوة لا مصدر ضعف. فالأم هي القدوة والمثال الحي للأطفال. إذ أنها عندما تتعامل مع الموضوع برباطة جأش وتتحلى بالإيمان والقوة سينعكس ذلك على أولادها فلا يرون الضعف والفراغ. وهناك مجموعة من الأعمال يمكنها القيام بها لتعزيز الإيمان من جهة ولتغذية نفسها وأولادها للانطلاق في الحياة بصبر وثبات من جهة أخرى:


    1 - المحافظة على الذِّكر والدعاء بالإضافة إلى الاستفادة بالمعلومات الخاصة بالحضانة.
    2 - أن تعي مسؤوليتها من جوانبها المختلفة
    :

    أ - المسؤولية الروحية: وهي الخزّان الذي يغذّي الجوانب الأخرى وذلك من خلال الصدقة، وذكر الأب فيها مثلاً، قراءة الفاتحة والقرآن وإحياء مجالس العزاء عن روحه، زيارة القبر من وقت آخر، وهي تشرك في كل ذلك الأولاد.
    ب - الجانب التربوي: ويتجلى في عدم استسلامها للمصاعب التحدث عن الموت كواقع مقبول، الاستعانة بالأقارب من الرجال (عم خال جد...) حسب قدرة هؤلاء على الإعانة وقبول الأولاد لهم. المتابعة الدائمة لنمو الأطفال وحاجاتهم النفسية والمعنوية والفكرية (التنمية الفكرية والروحية)، متابعة أوضاعهم الدراسية وشؤونهم التعليمية والاجتماعية.
    ج - الجانب التدبيري: وهذا يعنى بشؤون البيت، فعدم التململ الكثير أمام الأولاد (التأفف والاحتجاج على الواقع) على الرغم من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها، لتكن شكواها إلى اللَّه تعالى: (إنما أشكو بثي وحزني إلى اللَّه) (يوسف: 86). استدراك المشاكل قبل وقوعها. وتوزيع المهام داخل المنزل وخارجه كل حسب قدرته ونضجه.
    د - الجانب المالي الاقتصادي : عدم الإسراف في المال ومعالجة الأمور المالية بحكمه. ومن جانب آخر لا تُشعر الأولاد بالضعف أمام الحاجة المادية قدر الإمكان، وليكن التعويض العاطفي بدل المادي. هذه الرعاية بجوانبها المختلفة كفيلة بأن تغطي وربما تلغي كل المشاكل التي قد تنشأ عند الطفل.

    هنا يأتي دور الأسرة والأقارب؟ فما هو دورهم؟

    من الضروري توطيد العلاقة مع الأقارب خصوصاً (المألوفين: الجد الخال العم...)، وهنا يأتي دورهم مكملاً لدور الأم فيمكن لأحد الأقارب أن يكون ممثلاً للأب في بعض الجوانب: أن يأخذ الأولاد بنزهة مثلاً، الاستماع إلى مشاكلهم، مساعدتهم في بعض الشؤون الصعبة (المواقف التي تحتاج إلى تدخل رجل). هنا نقطة أساسية يجب الالتفات إليها وعدم إغفالها وهي أن مركزية القرار تبقى عند الأم (عدم تعدد مراكز القرار) حتى لا يكون الاهتزار أو التذبذب والاضطراب وإذا أعطت الأم هذا الدور لشخص آخر فليكن بالتوافق ولا يكون مختلفاً عن قرارها هي. ملاحظة: الرعاية أو الولاية التي هي للجد أو حتى للوصي لا تكون إلى في الجانب المادي وليس له صلاحية بمعنى الولاية الشرعية في أخذ دور الأم، نعم قد يكون له رأي ويمكن أن يتابع وضع الأولاد، لكن تبقى الأم هي صاحبة الكلمة والقرار الأساس في مجال التربية والتوجيه.


    ألا يوجد دور للمدرسة؟ وكيف يمكن أن تواجه المشاكل التي قد تنشأ عنده؟


    الأم هي المسؤولة الأولى عن إعلام المدرسة بوضعه الجديد، وعلى المدرسة بهيئتها التعليمية والإدارية.. أن تباشر إلى احتضان هذا اليتيم وتفهم وضعه، لكن حذار من التمييز في المعاملة بمعنى مراعاة وضعه في عدم محاسبته على الخطأ، أو التقصير في واجباته أو سلوكه، فهو يبقى التلميذ المسؤول لكن بدون كسر جانحه وإيذائه. قد يكون هناك رفق بحاله وذلك بإظهار المحبة له وتفهمه بشرط عدم التغاضي عن إهماله أو أخطائه. تبقى مسؤولية المجتمع، فإما أن يهمل هذا اليتيم وإما أن يبالغ في تدليله، فما رأيك؟ المجتمع والمؤسسات الرعائية والدولة والحاكم الشرعي.. كل أولئك تكمن مسؤوليتهم في الجانب المادي الاقتصادي والتعليمي والتربوي، فعلى الدولة أن تولي هذا الموضوع الأهمية والرعاية الكافية (تخصيص جزء من الميزانية للأطفال). وعلى المؤسسات أن تتابع أوضاع الأيتام داخل بيوتهم ومع أسرهم، لا أن تخصص دوراً خاصاً لهم حتى لا يتم الفصل بينهم وبين المجتمع، وتتكّون بذلك عند اليتيم فكرة الحالة الخاصة (ربما تصورها الشاذة عن المجتمع) فيشعر أنه منبوذ منه، بل لا بد من الدمج مع الآخرين. إذا ما راعينا هذه الأمور مع احتضان الطفل نكون قد ملأنا فراغ الطفل وبالتالي تلافينا كل هذه المشاكل وأوجدنا سبل الوقاية قبل الوقوع في المشكلة التي يمكن أن يصل إليها الأولاد.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X