في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (81)
قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ،إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) سورة البقرة الاية 159 الى 160
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : المعلومة الحقيقية امانة بيد العلماء
وان كانت هذه الاية واردة في اهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى الله عليه واله لانهم كتموا الحقيقة عن امتهم ومجتمعهم ولم يبلغوها لهم حتى يستفيدوا من رسالة النبي واتباعه، ولكن على العموم هذه الاية وكما قلنا ان القران يجري مجرى الليل والنهار فهي تقرر مبدا عاما وهو ان المعلومة الصحيحة امانة بيد العالم بها فلا يجوز ان يكتمها ويتستر بها على الامة والمجتمع مع حاجتها وضرورتها للناس ،لك لان كتمان الحقيقة مع حاجة الناس اليها خيانة كبيرة سوف يضل الناس بسببها ،ومن هنا يجب على العالم بالحقيقة والمعلومة الصحيحة ابرازها للناس اذا طلبها الناس ،بل حتى اذا ما طلبها الناس اذا توفرت ظروف نشرها يجب عليه ذلك من اجل ان لا يضل الناس وينحرفوا عن الطريق الصحيح .
وقد يقول شخص ؟هل هناك في وقتنا الحاضر اخفاء للحقيقة يجب على العالم اظهارها
اقول ؟ في زماننا هذا كل الحقائق معروفة ولكن الناس لا تريد العمل بالحقيقة فالكثير يقدم المصلحة الدنيوية وغيرها من المصالح على المصلحة الاخروية والمباديء والقيم والاخلاق والثوابت الالهية .............؟
ثانيا : اللعنة الالهية اخطر واقوى عقاب للانسان المنحرف
رحمة الله كبيرة لا يمكن ادراكها (يا من وسعت رحمته كل شيء )وهي تشمل كل الموجوات في عالم الامكان والوجود بل كل ذرة من ذرات الوجود بحاجة الى رحمة الله في بقائها فلولا رحمة الله لما بقى حجر على حجر ،ولكن هذه الرحمة قد تنصرف عن بعض الناس اذا خرجوا بأي طريقة وانحرفوا عن المسار الصحيح للطريق والمنهج الالهي والديني، ومن هؤلاء الذين يطردون ويبعدون من رحمة الله تبارك وتعالى الذين يكتمون العلم والمعرفة عن الناس مع حاجة الناس اليه .؟ولذلك قال تعالى ( أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) ولا شك ان الذين يلعنون هؤلاء بالاضافة الى الله تعالى من لهم تاثير في اللعن وهم الملائكة والصالحون والانبياء عليهم السلام كما قال تعالى في اية اخرى ( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .
وناك احاديث كثيرة اكدت ذلك .
عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: «قرأت في كتاب عليّ : إنَّ اللّه لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهال، لأنَّ العلم كان قبل الجهل»
وكذلك عن النبي صلى الله عليه واله : «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه وإلاَّ فعليه لعنة اللّه...»
وعن النبيّ صلى الله عليه واله) قال: «من كان عنده علم فكتمه ألجمه اللّه يوم القيامة بلجام من نار» وهو قوله تعالى: ] أُولَـئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّه وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ
ثالثا : التوبة والرجوع تمحو الاخطاء
الله تعالى لا يمكن بل يستحيل ان يغلق باب التوبة والرحمة لمن رجع اليه تعالى لانه كريم ورحيم ، ولا يمكن للكريم ان يرجع احدا ومهما طلب منه فكيف بالله الذي بيده كل شيء، ولكن بشرط ان يكون الرجوع والتوبة مع الاصلاح وبيان ما كتموه للناس كي تصح التوبة والرجوع وان يرجع الناس عن ضلالهم وان لا يبقوا في انحرافهم عن الصراط القويم .
وفي كتاب فقه الرضا ،للشيخ بن باوبه القمي هذه القصة ، أنه كان في الزمان الأول رجل يطلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان عليه اللعنة فقال له : ألا أدلك على شئ يكثر دنياك ، ويعلو ذكرك به ؟ فقال نعم ، قال : تبتدع دينا وتدعو الناس إليه ، ففعل فاستجاب له خلق كثير ، وأطاعوه ، وأصاب من الدنيا أمرا عظيما ثم إنه فكر يوما فقال : ابتدعت دينا
ودعوت الناس إليه ، ما أدري ألي التوبة أم لا ، إلا أن أرد من دعوته عنه ، فجعل يأتي أصحابه فيقول : أنا الذي دعوتكم إلى الباطل ، وإلى بدعة وكذب ، فجعلوا يقولون له : كذبت ، لا بل إلى الحق دعوتنا ، ونحن غير راجعين عما نحن عليه ، ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه ، فلما رأى أن القوم قد تداخلهم الخذلة ، عمد إلى سلسلة وأوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه ، ثم قال : لا أحلها حتى يتوب الله علي وروي : أنه ثقب ترقوته وأدخلها فيها فأوحى الله تعالى إلى نبي ذلك الزمان : قل لفلان : لو دعوتني حتى تسقط أوصالك ما استجبت لك ، ولا غفرت لك ، حتى ترد الناس عما دعوت إليه .
قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ،إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) سورة البقرة الاية 159 الى 160
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : المعلومة الحقيقية امانة بيد العلماء
وان كانت هذه الاية واردة في اهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى الله عليه واله لانهم كتموا الحقيقة عن امتهم ومجتمعهم ولم يبلغوها لهم حتى يستفيدوا من رسالة النبي واتباعه، ولكن على العموم هذه الاية وكما قلنا ان القران يجري مجرى الليل والنهار فهي تقرر مبدا عاما وهو ان المعلومة الصحيحة امانة بيد العالم بها فلا يجوز ان يكتمها ويتستر بها على الامة والمجتمع مع حاجتها وضرورتها للناس ،لك لان كتمان الحقيقة مع حاجة الناس اليها خيانة كبيرة سوف يضل الناس بسببها ،ومن هنا يجب على العالم بالحقيقة والمعلومة الصحيحة ابرازها للناس اذا طلبها الناس ،بل حتى اذا ما طلبها الناس اذا توفرت ظروف نشرها يجب عليه ذلك من اجل ان لا يضل الناس وينحرفوا عن الطريق الصحيح .
وقد يقول شخص ؟هل هناك في وقتنا الحاضر اخفاء للحقيقة يجب على العالم اظهارها
اقول ؟ في زماننا هذا كل الحقائق معروفة ولكن الناس لا تريد العمل بالحقيقة فالكثير يقدم المصلحة الدنيوية وغيرها من المصالح على المصلحة الاخروية والمباديء والقيم والاخلاق والثوابت الالهية .............؟
ثانيا : اللعنة الالهية اخطر واقوى عقاب للانسان المنحرف
رحمة الله كبيرة لا يمكن ادراكها (يا من وسعت رحمته كل شيء )وهي تشمل كل الموجوات في عالم الامكان والوجود بل كل ذرة من ذرات الوجود بحاجة الى رحمة الله في بقائها فلولا رحمة الله لما بقى حجر على حجر ،ولكن هذه الرحمة قد تنصرف عن بعض الناس اذا خرجوا بأي طريقة وانحرفوا عن المسار الصحيح للطريق والمنهج الالهي والديني، ومن هؤلاء الذين يطردون ويبعدون من رحمة الله تبارك وتعالى الذين يكتمون العلم والمعرفة عن الناس مع حاجة الناس اليه .؟ولذلك قال تعالى ( أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) ولا شك ان الذين يلعنون هؤلاء بالاضافة الى الله تعالى من لهم تاثير في اللعن وهم الملائكة والصالحون والانبياء عليهم السلام كما قال تعالى في اية اخرى ( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .
وناك احاديث كثيرة اكدت ذلك .
عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: «قرأت في كتاب عليّ : إنَّ اللّه لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهال، لأنَّ العلم كان قبل الجهل»
وكذلك عن النبي صلى الله عليه واله : «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه وإلاَّ فعليه لعنة اللّه...»
وعن النبيّ صلى الله عليه واله) قال: «من كان عنده علم فكتمه ألجمه اللّه يوم القيامة بلجام من نار» وهو قوله تعالى: ] أُولَـئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّه وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ
ثالثا : التوبة والرجوع تمحو الاخطاء
الله تعالى لا يمكن بل يستحيل ان يغلق باب التوبة والرحمة لمن رجع اليه تعالى لانه كريم ورحيم ، ولا يمكن للكريم ان يرجع احدا ومهما طلب منه فكيف بالله الذي بيده كل شيء، ولكن بشرط ان يكون الرجوع والتوبة مع الاصلاح وبيان ما كتموه للناس كي تصح التوبة والرجوع وان يرجع الناس عن ضلالهم وان لا يبقوا في انحرافهم عن الصراط القويم .
وفي كتاب فقه الرضا ،للشيخ بن باوبه القمي هذه القصة ، أنه كان في الزمان الأول رجل يطلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان عليه اللعنة فقال له : ألا أدلك على شئ يكثر دنياك ، ويعلو ذكرك به ؟ فقال نعم ، قال : تبتدع دينا وتدعو الناس إليه ، ففعل فاستجاب له خلق كثير ، وأطاعوه ، وأصاب من الدنيا أمرا عظيما ثم إنه فكر يوما فقال : ابتدعت دينا
ودعوت الناس إليه ، ما أدري ألي التوبة أم لا ، إلا أن أرد من دعوته عنه ، فجعل يأتي أصحابه فيقول : أنا الذي دعوتكم إلى الباطل ، وإلى بدعة وكذب ، فجعلوا يقولون له : كذبت ، لا بل إلى الحق دعوتنا ، ونحن غير راجعين عما نحن عليه ، ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه ، فلما رأى أن القوم قد تداخلهم الخذلة ، عمد إلى سلسلة وأوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه ، ثم قال : لا أحلها حتى يتوب الله علي وروي : أنه ثقب ترقوته وأدخلها فيها فأوحى الله تعالى إلى نبي ذلك الزمان : قل لفلان : لو دعوتني حتى تسقط أوصالك ما استجبت لك ، ولا غفرت لك ، حتى ترد الناس عما دعوت إليه .