تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي الإثارات والمغالطات التي يثيرها المخالفون لأهل الحق، وقد كثرت هذه الإشكالات حول موضوع الشعائر نذكر منها قولهم ان اهتمام الشيعة بمقتل الحسين فاق اهتمامهم بمقتل النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) مع انهما افضل منه بالاتفاق؟!وجوابه: نعم وذلك امتثالا للأوامر الشرعية الواردة في أحاديث النبي (ص) وأهل بيته (ع) فلمقتل الحسين (ع) خصوصية اراد الشارع التركيز عليه ولا يدل ذلك على انه افضل منهم (ع) ولا يضر ذلك بأفضلية النبي وأمير المؤمنين عليه، فرغم الأحاديث الكثيرة المتواترة المركزة على مقتل سيد الشهداء في المقابل لم يؤثر عن النبي (ص) اي متواتر يدعو لاحياء مقتل شخص آخر غير الحسين بالشدة الآنفة.
ففي مقتله (ع) خصوصية لا توجد في مقتل غيره تقتضي شدة الاهتمام بها نظير الخصوصية الموجود في الحجر الأسود المقتضية لتقبيله والطواف حوله حتى من النبي (ص) مع ما لشرافته (ص) على الحجر بلا قياس.
نذكر منها : ما اخرجه الحاكم في مستدركه بسنده الى ابي نعيم عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى الى محمد (ص) : اني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا واني قاتل بابن بنتك سبعين الفا وسبعين الفا. ثم علق عليه: وهو صحيح على شرط مسلم. مستدرك الحاكم ج3 ص178.
والحديث صريح فهو نص ظاهر في ان حرمة سيد الشهداء (ع) كحرمة انبياء الله تعالى ورسله ومن جنسها ، فهي تبين ان مقدار الدية المنصوص عليها أكبر شأنا في الحسابات السماوية والمقررات الالهية من دية نبي الله يحيى(ع).
فان الله لا يغضب لأحد بالمقدار الآنف الا لنبي وهذا ما جزم به القرطبي وابن عساكر وغيرهما تعقيبا على الحديث المذكور قالوا قال سعيد بن المسيب سبعون الفا هي دية كل نبي. تاريخ مدينة دمشق 64/ 210، وتفسير القرطبي 10/219.
بل نقل الامام السبكي في فتاواه 2/ 593: ان دية كل نبي خمس وخمسون الفا.
فالحديث نص في ان غضبه تعالى لمصيبة الحسين يوازي في اقل الفروض غضبه جل وعلا لرسول الله لرسول الله يحيى.
فوجوب تعظيم الحسين بالنظر لذلك لا يندرج في باب تعظيم الأولياء والصالحين والصحابة كما فهم البعض خطأ، بل يندرج في باب تعظيم الأنبياء والأوصياء بنص الحديث الآنف، وقد ذهب السبكي في فتاواه ج2 ص593 الى القول: ان تعظيم عموم الصحابة من شعائر الله.
تعليق