بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
نص الشبهة:
يزعم الشيعة أن وجوب نصب الأئمة يرجع لقاعدة « اللطف » (أي أن الإمامة ـ عندهم ـ كالنبوة ، لطف من الله ، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلف النبي ، من وظائفه هداية البشر وإرشادهم وتدبير شؤونهم ومصالحهم . . الخ . انظر : « الإمامة والنص » للأستاذ فيصل نور ، ص 290 .) . والعجيب أن إمامهم الثاني عشر اختفى وهو صبي ولم يخرج إلى اليوم ! فأي « لطف » لحقَ المسلمين من جراء نصبه إماماً ؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
أولاً : إن اختفاء الإمام المهدي « عليه السلام » لم يكن قراراً ولا فعلاً إلهياً ، بل كان الناس هم الذين رفضوا الاستجابة للأوامر الإلهية بقبول ما اختاره لهم ، وأصروا على معصية الله تعالى فيه . . وتسببوا هم بحرمان أنفسهم من بركات وجود الإمام .
ولو أنهم رضوا بما اختاره الله لهم ، وأطاعوا الله سبحانه ، فإن الإمام سيظهر ، وسيمارس الوظائف الموكلة إليه ، وسيقوم بالواجبات الملقاة على عاتقه ، كما كان يقوم بواجباته في غيبته . أما ظهوره « عليه السلام » وهم مصممون على قتله ، وليس معه إلا فئة قليلة لا تستطيع الدفاع عن نفسها ، وتعجز عن حمل عبء المسؤولية التي يفرضها ظهوره « عليه السلام » ، فليس فيه فائدة ولا عائدة ، بل فيه الشقاء والعناء ، والمحنة والبلاء . .
ثانياً : إن حال المهدي « عليه السلام » هو نفس حال الأنبياء مع الناس ، فإنهم حين أرادوا قتل عيسى « عليه السلام » وصلبه ، رفعه الله تعالى إليه ، وحرموا أنفسهم من بركات وجوده ، وسيعود إليهم حين يكفون عن مناوأته ، ويأمن جانبهم ، ويتمكن من القيام بواجبه ، وما أوكله الله تعالى إليه .
ثالثاً : بالنسبة لانتفاع الناس بالإمام « عليه السلام » في غيبته نقول :
إن وجود الخضر« عليه السلام » هو الآخر لطف بالناس ، كما أظهرته قصة خرق السفينة ، وإقامة الجدار ، وقتل الفتى . وقد حصل ذلك بحضور نبي الله موسى « عليه السلام » ، ليعرفنا الله تعالى أن لطفه بالناس لا ينحصر بالنبي المعلن بأمره ، بل هناك حجج لله تعالى يمارسون وظائفهم في حفظ عباد الله ، وفي رعايتهم ، دون أن يشعر أحد بوجودهم أصلاً .
ولعل إلى هذا يشير الحديث الشريف المروي عن الإمام الحجة « عليه السلام » : « وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب » 1 .
رابعاً : بالنسبة لكون الإمام الحجة قد اختفى وهو صبي نقول :
إن صغر السن لا يضر الإمام ، ولا ينقص من قدره ، ولا من قدراته .
كما أن صغر سن يحيى لم يضعفه عن القيام بواجباته ، فقد قال تعالى : ï´؟ ... وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 2.
وقال تعالى عن بني الله عيسى « عليه السلام » : ï´؟ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 3.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 4 .
المصادر
1. الإحتجاج للطبرسي ج 2 ص 284 والخرائج والجرائح ج 3 ص 1115 وبحار الأنوار ج 52 ص 92 وج 53 ص 181 و ج 75 ص 380 والأنوار البهية ص 373 ومستدرك سفينة البحار ج 10 ص 404 وإعلام الورى ج 2 ص 272 .
2.القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 12، الصفحة: 306.
3.القران الكريم: سورة مريم (19)، الآيات: 29 - 31، الصفحة: 307.
4. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ،
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
نص الشبهة:
يزعم الشيعة أن وجوب نصب الأئمة يرجع لقاعدة « اللطف » (أي أن الإمامة ـ عندهم ـ كالنبوة ، لطف من الله ، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلف النبي ، من وظائفه هداية البشر وإرشادهم وتدبير شؤونهم ومصالحهم . . الخ . انظر : « الإمامة والنص » للأستاذ فيصل نور ، ص 290 .) . والعجيب أن إمامهم الثاني عشر اختفى وهو صبي ولم يخرج إلى اليوم ! فأي « لطف » لحقَ المسلمين من جراء نصبه إماماً ؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
أولاً : إن اختفاء الإمام المهدي « عليه السلام » لم يكن قراراً ولا فعلاً إلهياً ، بل كان الناس هم الذين رفضوا الاستجابة للأوامر الإلهية بقبول ما اختاره لهم ، وأصروا على معصية الله تعالى فيه . . وتسببوا هم بحرمان أنفسهم من بركات وجود الإمام .
ولو أنهم رضوا بما اختاره الله لهم ، وأطاعوا الله سبحانه ، فإن الإمام سيظهر ، وسيمارس الوظائف الموكلة إليه ، وسيقوم بالواجبات الملقاة على عاتقه ، كما كان يقوم بواجباته في غيبته . أما ظهوره « عليه السلام » وهم مصممون على قتله ، وليس معه إلا فئة قليلة لا تستطيع الدفاع عن نفسها ، وتعجز عن حمل عبء المسؤولية التي يفرضها ظهوره « عليه السلام » ، فليس فيه فائدة ولا عائدة ، بل فيه الشقاء والعناء ، والمحنة والبلاء . .
ثانياً : إن حال المهدي « عليه السلام » هو نفس حال الأنبياء مع الناس ، فإنهم حين أرادوا قتل عيسى « عليه السلام » وصلبه ، رفعه الله تعالى إليه ، وحرموا أنفسهم من بركات وجوده ، وسيعود إليهم حين يكفون عن مناوأته ، ويأمن جانبهم ، ويتمكن من القيام بواجبه ، وما أوكله الله تعالى إليه .
ثالثاً : بالنسبة لانتفاع الناس بالإمام « عليه السلام » في غيبته نقول :
إن وجود الخضر« عليه السلام » هو الآخر لطف بالناس ، كما أظهرته قصة خرق السفينة ، وإقامة الجدار ، وقتل الفتى . وقد حصل ذلك بحضور نبي الله موسى « عليه السلام » ، ليعرفنا الله تعالى أن لطفه بالناس لا ينحصر بالنبي المعلن بأمره ، بل هناك حجج لله تعالى يمارسون وظائفهم في حفظ عباد الله ، وفي رعايتهم ، دون أن يشعر أحد بوجودهم أصلاً .
ولعل إلى هذا يشير الحديث الشريف المروي عن الإمام الحجة « عليه السلام » : « وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب » 1 .
رابعاً : بالنسبة لكون الإمام الحجة قد اختفى وهو صبي نقول :
إن صغر السن لا يضر الإمام ، ولا ينقص من قدره ، ولا من قدراته .
كما أن صغر سن يحيى لم يضعفه عن القيام بواجباته ، فقد قال تعالى : ï´؟ ... وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 2.
وقال تعالى عن بني الله عيسى « عليه السلام » : ï´؟ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 3.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 4 .
المصادر
1. الإحتجاج للطبرسي ج 2 ص 284 والخرائج والجرائح ج 3 ص 1115 وبحار الأنوار ج 52 ص 92 وج 53 ص 181 و ج 75 ص 380 والأنوار البهية ص 373 ومستدرك سفينة البحار ج 10 ص 404 وإعلام الورى ج 2 ص 272 .
2.القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 12، الصفحة: 306.
3.القران الكريم: سورة مريم (19)، الآيات: 29 - 31، الصفحة: 307.
4. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ،