إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل اخطأ الحسين(ع) في خروجه كما يقول المفتي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل اخطأ الحسين(ع) في خروجه كما يقول المفتي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    صوت من انكر الاصوات يعلو قديما وحديثا ينادي بتخطئة الحسين (ع) في خروجه على يزيد كابن تيمية من الماضين ومفتي السعودية عبد العزيزالشيخ من المعاصرين ومما قاله الثاني وهو يذكر يزيد والحسين(ع)(..واصبح اماما معترفا به لا يجوز الخروج عليه والتعدي على خلافته...)
    ونحن هنا بصدد الرد على هذا الكلام الضار بتظليله عقول البسطاء الممرض لنفوسهم(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ( 10 )البقرة ونجمل الموضوع بعدة نقاط :
    1- النصوص الشريفة على منزلة الحسين (ع):
    من بديهيات الشريعة الغراء عدالة الله سبحانه وان ليس بين الله وبين احد قرابة وقد اكد القرآن هذا الامر قال تعالى(...من يعمل سوءا يجز به..)النساء 123
    وقال تعالى(فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) المؤمنون101
    ولهذا يقرر النبي لأمته هذه الحقيقة ففي صحيح البخاري كتاب الوصايا باب هل يدخل النساء والولد في الاقارب(..ويا فاطمة بنت محمد ص سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا)
    بل ان الله يوضح هذا الامر باجلى صورة بقوله تعالى(ولو تقول علينا بعض الأقاويل ( 44 ) لأخذنا منه باليمين ( 45 ) ثم لقطعنا منه الوتين ( 46 ) فما منكم من أحد عنه حاجزين الحاقة( 47
    بعد ان بينا هذا المحور الاسلامي نشير الى بعض النصوص في فضل الحسين-ع- .
    *:- صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل اهل بيت النبي (ص)عائشة خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء على فادخله ثم قال( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)الاحزاب33
    قال ابن الاثير في النهاية في غريب الحديث في باب الراء مع الجيم( الرجس : القذر ،وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح ...)
    في هذا الحديث الصحيح حدد النبي (ص) اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس باسلوب رائع ومنهم الحسين(ع)
    *:- في مستدرك الحاكم قال رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما .هذا حديث صحيح.
    تؤكد الاية الكريمة ذهاب الرجس عن الحسين(ع) من نعومة اظفاره وطهارته طهارة مطلقة من رجس الذنوب وطبيعي ان يكون سيد شباب اهل الجنة كما يبين الحديث .
    مقام شامخ ودرجة رفيعة تخضع لها الرقاب , طهارة من الذنوب, وسيد العالم في عالم الاخرة وهذه المنزلة لم تأتي الا بالاخلاص وانصهار ارادته(ع) بارادة الله سبحانه بحيث لم تبقى له ارادة قبال ارادة الله , فلم يتحرك حركة ولم يقوم بامر الا ولله فيه رضا
    وبقى على هذا الحال الى اخر عمره بل ان العبرة بخواتيم الاعمال ففي صحيح مسلم كتاب القدر باب حجاج آدم وموسى (ع) قال(ص): ( إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار وان الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة) .
    فهنا لا بد ان تكون مسيرة الحسين (ع) برضا الله وخصوصا خاتمة حياته الشريفة ولذا بلغ ما بلغ من هذه السيادة الاخروية على باقي البشر.
    واذا كان اخطأ في خروجه-كما زعموا- وسبب الفساد بخروجه وكان سبب في قتل الكثير من المسلمين وسن هذه السنة في الخروج على الحكام الظلمة على طول التأريخ كيف ينسجم مع النص بطهارته من الرجس وسيادته؟
    هل ان الله لا يعلم بخروجه؟
    ام ان هذه النصوص محاباة له ولجده المصطفى(ص)؟
    ام ان هذا الخروج امر مرضي عند الله الى اقصى الحدود فتوج الحسين(ع) به حياته السائرة بأوامره سبحاته والمطهرة من المعاصي؟ وهو الحق.
    وهنا يتبين وبدون اي شبهة بطلان ما يدعيه البعض من خطأ الحسين (ع) في خروجه.
    *:-قال تعالى(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى..).
    امر متفق عليه ولم ارى فيه خلاف بين الفريقين وهو الحب في الله والبغض في الله فكلما كان الانسان قريب الى الله بالطاعة ينبغي علينا ان نحبه ونواليه على قدر طاعته حتى نصل الى اقرب الناس الى الله وهو الحبيب المصطفى (ص) فلا بد ان تفوق محبته كل محبوب:
    ففي صحيح البخاري كتاب الايمان قال(ص)( فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده)
    وفي قبال ذلك لابد ان نتبرء من اهل المعاصي على قدر معاصيهم وان كانو من ذوي القربى
    قال تعالى(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ... ) المجادلة22
    لقد حددت النصوص القرابة الذين امرنا بمودتهم في الاية الكريمة بعلي وفاطمة وابناهما(ع)
    ففي المعجم الكبير للطبراني عن بن عباس قال لما نزلت قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما رضي الله عنهم.
    وبهذا نصل الى نتيجة وهي :
    ان الله يريد منا حب القرابة الذين حددتهم الروايات الشريفة باصحاب الكساء-ومنهم الحسين(ع).
    والحب لا يأمر به الله سبحانه لأحد الا وهو سائر على شريعته ومنهاجه.
    والا لكان هناك تناقض فلوكان خروج الحسين (ع) غير مرضي عند الله وفيه مفسدة لما امرنا الله بحبه وهو الذي يأمرنا بنبذ المفاسد والتبرء منها ومن اصحابها .
    وبهذا يثبت ان خروج الحسين(ع) مرضي عند الله سبحانه بل هو من اقرب القربات ولذا امرنا الله بحبه حبا مطلقا بدون قيد او شرط.
    يتبع ان شاء الله

  • #2
    بسم الله
    2-عدم طاعة المخلوق في معصية الخالق
    نصوص كثيرة وصريحة لا ينكرها الا متجانف الى اثم او مدل بباطل وهي التي تامر بعدم طاعة المذنبين والجبارين والآمرين بالمعصية ونوجزها بما يلي:-
    قال تعالىكنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..)ال عمران 110
    تبين الاية الكريمة الميزة البارزة لافضلية هذه الامة وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    وفي صحيح مسلم كتاب الايمان: النبي(ص) من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان)
    اي ان التغيير باليد ارفع الايمان كما يقرر مسلم في هذا الحديث.
    وفي صحيح مسلم كتاب الايمان ايضا قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي الا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل.
    وهذا الحديث الصحيح حسب موازين الناكرون على الحسين(ع) خروجه يوضح الامر بصورة جلية لا ريب فيها .
    وحينما نأتي الى استخلاف يزيد نجده خارج الموازين الشرعية وقلب لميزان الشرائع وتحريف لدين الله وجعله ملكا عضوضا
    نقل الهيثمي في مجمع الزوائد باب فيمن استعمل احد من المسلمين محاباة عن النبي(ص)(قال من ولى من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم...)
    روى البيهقي في السنن الكبرى(عن رسول الله (ص) من استعمل عاملا من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه واعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين)
    معاوية الذي خرج على امير المؤمنين وخليفة المسلمين لم يكتفي بهذه الموبقة بل جعل الخلافة وراثة لابنه الماجن يزيد, على منهاج كسرى وقيصر:
    في صحيح البخاري كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال خذوه..) نقل ابن حجر في شرح الحديث في فتح الباري ( فقال مروان سنّة أبي بكر وعمر فقال عبد الرحمن سنة هرقل وقيصر)
    يضع زمام هذا الدين بيد يزيد الفاسق:
    قال عنه الذهبي في سير اعلام النبلاء: ( ...وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا يتناول المسكر ويفعل المنكر)
    وقال: ( لما وثب أهل الحرة ، وأخرجوا بني أمية من المدينة ، بايعوا ابن الغسيل على الموت ، فقال : يا قوم ! والله ما خرجنا حتى خفنا أن نرجم من السماء ، رجل ينكح أمهات الأولاد ، والبنات ، والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة . قال : وكان(اي ابن غسيل الملائكة) يبيت تلك الليالي في المسجد ، وما يزيد في إفطاره على شربة سويق ، ويصوم الدهر ، ولا يرفع رأسه إلى السماء)
    وهكذا هلكت الامة برضاهم بيزيد وبعدم نصرة المجاهدين ضده:
    ففي صحيح البخاري كتاب الفتن عن النبي(ص): (هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش) قال ابن حجر في فتح الباري:(جاء المراد بالهلاك مبينا في حديث آخر لأبي هريرة رفعه أعوذ بالله من إمارة الصبيان قالوا وما إمارة الصبيان قال إن أطعتموهم هلكتم أي في دينكم وان عصيتموهم أهلكوكم أي في دنياكم بازهاق النفس أو باذهاب المال أو بهما وفي رواية ابن أبي شيبة أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين وهو كذلك فان يزيد بن معاوية استخلف فيها)
    وذكر الحاكم في مستدك الصحيحين عن النبي(ص) (يقول إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولا ومال الله نحلا وكتاب الله دغلا).(دغلا مخادعة يخدعون به الناس)
    هل من سلامة العقل او الدين ان يريد هؤلاء من الحسين(ع) ان ينقاد ليزيد بعد هذه النصوص وتركنا الكثير من امثالها روما للأختصار او هل من الرأي السديد ان يقبل (ع) ان يتسلم هؤلاء الجبابرة مقاليد الامور ويطيعهم وهو يعلم ان الله ارسل الرسل لمكافحة امثال هؤلاء وقتل من قتل منهم في سبيل ذلك, ايرضى ابو عبد الله(ع) ان تصادر جهود الانبياء ومنهم الحبيب المصطفى(ص) وما تحمل في سبيل ذلك وهو سيد شباب اهل الجنة فتكون سنة من بعده في متابعة الطواغيت فيصبح دين الله بخبر كان.
    ثم ان هناك حقيقة نشير اليها اشارة فقط والا فقد الفت فيها الكتب وهي كون الحسين(ع ) لم يكن خارج على امامه بل يزيد هو من خرج على امامه الحسين(ع) المفترض الطاعة ) .
    يتبع ان شاء الله

    تعليق


    • #3
      احسنتم وبوركتم ،اسأل العلي القدير ان يزيل الرين والظلمة من قلوبهم وان يهديهم للدين القويم والطريق المستقيم حب وولاية اهل البيت عليهم السلام

      تعليق


      • #4
        بسم الله
        شكرا اختي بنت الفواطم على التعليق


        3-النص على التمسك باهل البيت
        هناك نصوص كثيرة في التمسك باهل البيت منها حديث الثقلين وحديث السفينة ففي مستدرك الحاكم:- قال ص)( انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض * هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
        فهذا الحديث الصحيح يبين ان الله سبحانه تكرك للامة امامين الاول القران وامرنا باتباعه وان لا نحيد عنه والثاني اهل البيت نأتم بهم ولا نميل الى سواهم , واخبر الحديث انهما لن يتفرقا اي انهم لا يخالفون القران الكريم واوامره .
        وفي نفس المصدر قال(ص): ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
        وهذا الحديث يمثلهم بسفينة نوح وهي الوحيدة التي انجت الناس من الغرق فالتمسك بمنهجهم هو الحق المنجي وهل بعد الحق الا الضلال؟.
        وبهذا يتضح ان خروج الحسين(ع) على الطاغية يزيد عين الحق وكبد الحقيقة التي لم تفارق القران الكريم .
        4- بكاء النبي(ص) والامر بنصرته
        اخبر النبي(ص) باستشهاد الحسين (ع) وبكا عليه وامر بنصرته وكل هذا يدل على ان الحسين(ع) سائر ومحيي لسنة النبي(ص) بخروجه ولو كان غير ذلك لبين النبي(ص) خطأ الحسين .
        وللدلالة على ذلك نذكر ما نقله الحاكم في مستدركه عن الزبيرقال: (خرج يريد عليا فقال له علي أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول تقاتله وأنت له ظالم فقال لم اذكر ثم مضى الزبير منصرفا * هذا حديث صحيح.
        فها نحن نرى ان النبي(ص) يبين للزبير خطئة.
        وكذلك يبين لعائشة خطأها ففي مجمع الزوائد: (أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.
        ولم يكتف النبي(ص) بالبكاء واظهار الحزن عليه كما اظهره لعمه حمزة الشهيد بل امر بنصرته:
        نقل ابن الاثير في اسد الغابة في معرفة الصحابة(انس بن الحارث ...انه سمع النبي(ص) يقول:إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق فمن أدركه فلينصره. فقتل مع الحسين رضي الله عنه.
        وقد اخبر علي(ع) وعلمه من علم النبي(ص) ان جهاد الحسين(ع) من اعظم الجهاد لا يضاهييه جهاد الا جهاد اهل بدر الذين قاتلوا بظرف حاسم على الاسلام اما يجتث الاسلام او يثبت وهذا يدلل على ان في جهاد الحسين(ع) وخروجه احيى دين جده ولولا هذا الخروج لهدمت اركان الشريعة :
        ففي مجمع الزوائد(عن شيان بن محرم وكان عثمانيا قال إني لمع علي رضي الله عنه إذ أتى كربلاء فقال يقتل بهذا الموضع شهيد ليس مثله شهداء إلا شهداء بدر فقلت بعض كذباته وثم رجل حمار ميت فقلت لغلامي خذ رجل هذا الحمار فأوتدها في مقعده وغيبها فضرب الظهر ضربة فلما قتل الحسين بن علي انطلقت ومعي أصحابي فإذا جثة الحسين بن علي على رجل ذلك الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله . رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط ، وبقية رجاله ثقات .
        اما البكاء عليه فقد وردتنا عدة روايات بهذا الصدد نذكر منها واحدة فقط:
        في مجمع الزوائد ( ..قال دخلت على النبي( ص) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان قال بل قام من عندي جبريل عليه السلام قيل فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك ان أشمك من تربته قلت نعم قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني ان فاضتا . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجى بهذا.
        بل روي ما يبين شدة تفاعل النبي مع الحسين في خروجه:
        فقد نقل ابن الاثير في تاريخه (قال ابن عباس : رأيت النبي (ص) الليلة التي قتل فيها الحسين وبيده قارورة وهو يجمع فيها دما فقلت يا رسول الله (ص) ما هذا قال هذه دماء الحسين وأصحابه أرفعها إلى الله تعالى فأصبح ابن عباس فاعلم الناس بقتل الحسين وقص رؤياه فوجد قد قتل في ذلك اليوم.
        ورفعها الى الله دليل على المظلومية وصحة الجهاد.

        يتبع ان شاء الله

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          قال الامام الحسين ع
          ما خرجت اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا
          انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله ص
          الا واني خارج بهذه الثلة القليلة على قلة العدد وخذلان الناصر أأمر بالمعروف وانهي عن المنكر

          تعليق


          • #6
            بسم الله
            5- الغضب الالهي عند استشهاده(ع)
            حوادث كونية وبروايات متعددة يشد بعضها بعضا وبعضها باحاديث صحيحة السند ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد وغيره رافقت استشهاد الحسين (ع) تبين عظمة الجناية وغضب الله على قوم قتلوا سيد شباب اهل الجنة وهو يريد ان يحافض على شريعة جده(ص)
            من ذلك مطر السماء دما وخروج الدم تحت الصخور وتسايل حيطان دار الامارة دما واحمرار افق السماء وانقلاب الجزور المسلوبة الى دم ونوح الجن وغير ذلك, ونحن نذكر واحدة منها مع تعليق لاحد علماء اخواننا السنة.
            نقل الطبري في تفسيره جامع البيان(عن السدي قال : لما قتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما بكت السماء عليه ، وبكاؤها حمرتها)
            ونقل الزرندي الشافعي في معارج الوصول ( وقال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي : لما كان الغضبان يحمر وجهه عند الغضب يستدل بذلك على غضبه ، وأنه إمارة السخط ، والحق سبحانه ليس بجسم ، فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين ( ع ) بحمرة الأفق ، وذلك دليل على عظم الجناية).
            وبهذا يتبين عظم الرزية وهول المصيبة وكبر الجناية لاهل السماء والارض وان الله سبحانه ساخط على يزيد واتباعه وراض على الحسين الشهيد(ع) واصحابه في خروجهم على يزيد ولم يكونوا مخطئين.
            6-رأي ائمة المذاهب بالخروج على الظالم.
            في عهد مالك ابن انس امام المذهب المالكي وابو حنيفة النعمان امام المذهب الحنفي قامت ثورات علوية على الطغاة كثورة زيد الشهيد وثورة ابراهيم ذو النفس الزكية وقد حضيت هذه الثورات بالتأييد من هذين العلمين ومن غيرهم وللمثال:
            في تاريخ الطبري وغيره(ان مالك بن أنس استفتى في الخروج مع محمد وقيل له إن في أعناقنا بيعة لأبي جعفر فقال إنما بايعتم مكرهين وليس على كل مكره يمين فأسرع الناس إلى محمد)
            وفي مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني : ( وكان أبو حنيفة يجهر في أمر إبراهيم جهرا شديدا ويفتى الناس بالخروج معه).
            بل قام اهل مدينة النبي(ص) التابعين وابناء الصحابة بثورتهم ضد يزيد
            وبهذا نكون قد بينا رأي هؤلاء العلماء الكبار وهو جواز الخروج على الظالمين ولا يقاس ابن تيمية ولا عبد العزيز الشيخ بهؤلاء الذين لهم الاكبارعند اهل السنة بحيث اوقفوا الاجتهاد عليهم وعلى الشافعي واحمد.
            اما اتباع ابن عبد الوهاب ومنهم عبد العزيزالشيخ فمن العجب تخطأتهم للحسين في الخروج وحركتهم بدئها شيخهم محمد بن عبد الوهاب بخروجه على الدولة الاسلاميةالعثمانية انذاك.
            ودارت معارك مريرة بين ولاة العثمانيين في مصر وبين ابن عبد الوهاب واتباعه.
            7-علم الحسين(ع) بمصرعه وتصريحه بمشروعية حركته.
            علي(ع) اقضى الامة وافقهها وقد درج الحسين(ع)على وحي جده وتقلب على باب علم النبي(ص) علي ابن ابي طالب(ع) ومن كان هذا حاله لا يمكن ان يكون بحال جاهل بتكليفه وحركته , فهو واع بما يقوم به مطبق لسيرة جده (ص) ومن تتبع حركته وخطبه(ع) يعلم بكونه عالم بما يقوم به عارف بما يأول اليه امره من الشهادة وقدذكرنا احد الروايات الكثيرة التي ذكرت بكاء النبي(ص) عليه واخباره باستشهاده في العراق, ومما قاله (ع) في سبب الخروج : في تاريخ الطبري:
            (... إن الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن رسول الله (ص) قال من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله إن يدخله مدخله ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفئ وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق من غير...)
            وذكر الزرندي الشافعي في كتابه معارج الوصول خطبة الحسين(ع): (خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، شوقي وما أولعني إلى أسلافي ، شوق يعقوب إلى يوسف وأخيه ، ولي مصرع أنا لاقيه ، كأني أنظر إلى أوصالي عبرا عفرا تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء..)
            وفي تاريخ الطبري: (أن أحد عمومته سأل الحسين عليه السلام أين تريد فحدثه فقال له إني أنشدك الله لما انصرفت فوالله لا تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف فإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطؤا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا فأما على هذه الحال التي تذكرها فإني لا أرى لك أن تفعل قال فقال له يا عبد الله إنه ليس يخفى على الرأي ما رأيت ولكن الله لا يغلب على أمره..)
            وفيه ايضا: (... قال أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس ثم قال الحسين والله لان أقتل خارجا منها بشبر أحب إلى من أن أقتل داخلا منها بشبر وأيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم ووالله ليعتدن على كما اعتدت اليهود في السبت.
            ونستفيد من ذلك ان الحسين(ع) اخرجه دينه وحركته طهارته التي لا يريد ها ان تتدنس بالاقرار والطاعة للظالمين وهو احق من غيره بذلك قال تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) هود 113
            يتبعه ان شاء الله شبهات وردود تتعلق بالموضوع

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              شبهات وردود
              1- المغفرة للغزوة التي فيها يزيد.
              يذكر البعض حديث ويجعله فضيلة ليزيد ويريد ان يجعه ملمعا لما ارتكبه من جرائم ونحن نذكر الحديث ثم نبين بطلانه من عدة وجوه :
              في صحيح البخاري: (...قال النبي (ص): أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم...)
              ولعل الامر الاول الذي يواجهنا في الحديث هو ان رجال سنده من اهل الشام الذين يكنون العداء لأهل البيت(ع) بشكل عام ويوالون بني امية ولا غرابة ان يكون الحديث موضوعا لكسب فضيلة ليزيد ولكن نطوي صفحا عن ذلك ونذكر ثلاث نقاط كفيلة بنسف هذه الفضيلة :
              1- لم يكن يزيد في هذا الجيش حينما وصل الى الروم ولم يهمه امره او امر الفتح وقد صرح بهذا وهو جالس على الانماط متخلف وهو متمارض كذبا بعد ان ارسله معاوية لكي يكسبه سمعه جيدة تمهيدا لمبايعته بالخلافة:
              ففي الكامل في التاريخ لابن الاثير(ذكر غزوة القسطنطينية في هذه السنة وقيل سنة خمسين سير معاوية جيشا كثيفا إلى بلاد الروم للغزاة وجعل عليهم سفيان بن عوف وأمر ابنه يزيد بالغزاة معهم فتثاقل واعتل فأمسك عنه أبوه فأصاب الناس في غزاتهم جوع ومرض شديد فأنشأ يزيد يقول : ( ما أن أبالي بما لاقت جموعهم * بالفرقدونة من حمى ومن موم ) ( إذا اتكأت علي الأنماط مرتفقا * بدير مران عندي أم كلثوم ) وأم كلثوم امرأته ، وهي ابنة عبد الله بن عامر . فبلغ معاوية شعره فأقسم عليه ليلحقن بسفيان في أرض الروم ).
              في معجم البلدان: (هذا الدير بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة ، وبناؤه بالجص وأكثر فرشه بالبلاط الملون ...)
              وفي الأغاني لابي الفرج الاصفهاني : ( فأصابهم جدري فمات أكثر المسلمين ، وكان ابنه يزيد مصطبحا بدير مران مع زوجته أم كلثوم ، فبلغه خبرهم فقال . . . البيتين)
              وفي تاريخ دمشق : ( بعث معاوية جيشا إلى الروم فنزلوا منزلا يقال له الفرقدونة ، فأصابهم بها الموت وغلاء شديد فكبر ذلك على معاوية ، فاطلع يوما على ابنه يزيد وهو يشرب وعنده قينة تغنيه..)
              اذن لم يكن هو في الغزوة بل وصلت الغزوة الى الروم واصابها ما اصابها وهو يتلذذ بمعاصي الله بين الشراب والغناء والاسترخاء وهو يتعلل كاذبا بحجة المرض ولم يهمه موت ومرض هذا الجيش ومن ثم التحق بهم جبرا , ومن كان هذا حاله لا يكون بحال مشمولا في الحديث ان صح عن النبي(ص)
              2- ذكرنا في النقطة الاولى ان يزيد لم يكن من الجيش الغازي واذا تنزلنا وقلنا انه من اهل هذه الغزوة وان الحديث صحيح فإن المغفرة لا تشمله وقد اكد ذلك البعض من علماء السنة :
              قال العيني في عمدة القاري في شرح الحديث(قلت : أي منقبة كانت ليزيد وحاله مشهور ؟ فإن قلت : قال ، صلى الله عليه وسلم ، في حق هذا الجيش : مغفور لهم . قلت : لا يلزم ، من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص ، إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله ، صلى الله عليه وسلم : مغفور لهم ، مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم ، فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم ..).
              وقال المناوي في فيض القدير(لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفورا له لكونه منهم إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمع محققون حل لعن يزيد به حتى قال التفتازاني : الحق أن رضى يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحادا فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه . قال الزين العراقي : وقوله بل في إيمانه أي بل لا يتوقف في عدم إيمانه بقرينة ما قبله وما بعده.
              3- وذا كان اصحاب منهج طاعة الحاكم وان كان فاسقا يتحججون بهذا الحديث فنقول ان يزيد خارج بحديث اخر متأخر تحققه عن الحديث الاول فيكون الثاني مقيد للحديث الاول .
              فالحديث الاول اذا كان يخص الغزوة التي التحق بها يزيد كما يقولون فانها كانت بحياة ابيه واما الحديث الثاني فوقع في السنة الثانية من حكم يزيد الاستبدادي وهو:
              في صحيح البخاري: (قال علي رضي الله عنه ما عندنا كتاب نقرؤه الا كتاب الله غير هذه الصحيفة قال فأخرجها فإذا فيها ... المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل...)
              في المستدرك رسول الله (ص)( ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب ... والمتسلط بالجبروت يذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي ...صحيح الاسناد).
              وفي مصنف ابن ابي شيبة: (قال رسول الله (ص): " من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، من أخافها فقد أخاف ما بين هذين " - وأشار إلى ما بين جنبيه.
              ويزيد تسلط بالجبروت واستحل من العترة ما حرم الله وترك السنة.
              وقد اخاف يزيد اهل المدينة واباحها لجيشه ايام للقتل والسلب والنهب والزنا
              قال ابن قيم الجوزية في شرح منظومة ابن لقيم :
              (وكانت وقعة الحرة ...فقتل بها بقايا المهاجرين والأنصار وخيار التابعين وهم ألف وسبعمائة وقتل من أخلاط النّاس عشرة آلاف سوى النساء والصبيان وقتل بها من حملة القرآن سبعمائة رجل من قريش سبعة وتسعون قتلوا جهرا ظلما في الحرب وصبرا كذا ذكر القرطبي رحمه الله في التذكرة ...)
              ونقل العيني في عمدة القاري: (...ووقعوا على النساء حتى قيل : إنه حبلت ألف امرأة في تلك الأيام . وعن هشام بن حسان : ولدت ألف امرأة من أهل المدينة من غير زوج) .
              اي خوف اعظم من هذا قتل ذريع واغتصاب فضلا عن السلب والنهب بمدينة النبي(ص), فبهذا يكون الحديث متوجه الى يزيد فلعنة الله والملائكة والناس اجمعين منصبة عليه ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا واللعن هو الطرد من رحمة الله).
              يتبع ان شاء الله

              تعليق


              • #8
                بسم الله
                2-قالوا في خروجه مفسدة وقد غرر به(ع).
                اعتبر هؤلاء ان في خروج الحسين(ع)مفسدة وان اهل الكوفة غرروا به وصوروا الامر وكأنه خارج الى الملك فلم يصل الى مراده(ع).
                ولو كان القائل لهذا القول انسان عادي غير مطلع فلا غرابة ولكن ان يتفوه به من مثل مفتي السعودية عبد العزيز الشيخ فهنا يكون العجب والاستغراب كون هذا الشيخ مطلع على كتب علمائه وفيها ما يظهر الحقيقة ونحن نذكر هنا ما يبين بطلان هذا القول وكون الخروج ليس فيه مفسدة:
                ذكرنا في طيات البحث كون الحسين(ع) عالما بمصرعه وبهذا يبطل قول القائل بكون الامام اراد الملك وذكرنا ان الله اذهب عنه الرجس والفساد وطهره تطهيرا وبهذا يتضح ان خروجه ليس فيه مفسدة.
                وذكرنا النصوص الشرعية التي اوجبت على الامام الخروج وفي ذلك كفاية لاولي الالباب ونضيف هنا ايضا:
                ان الجهاد يعني الايثار وتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة , فالشهيد يقدم نفسه وماله فيقتل وينفق المال ولكن هذا لا يعتبر مفسدة بل مدحه الله ايما مدح وذلك كون هذا الجود في المال والنفس فيه مصالح كبيرة للمجتمع , وللشهيد ايضا بدخوله الجنان.
                فإذا كان قصدهم بالمفسدة كون الحسين(ع) استشهد وسبيت عياله فهذا مردود كونه سقى شجرة شريعة جده بدمه فأحياها من ان تكون هشيما تذرها الرياح على يد الاغيلمة الذين اخبر عنهم النبي(ص) , ثم الم نرى انبياء الله يقتلون في احياء شريعتهم فهل في ذلك مفسدة خذ يحيى(ع) مثلا فهو قتل بسبب مسألة شرعية فهل نقول انه اخطأ وما نتج من عمله مفسدة وليس مصلحة؟.
                واذا كان القصد من المفسدة كونه ازعج الدولة الظالمة فهو مردود بالنصوص التي مرت بوجوب مناهضة الطغاة.
                واذا كانت المفسدة كون الحسين(ع) لم يبلغ مراده ولم يحقق شيئا كما يصورون فهذه نظرة قاصرة, كونها ناظرة الى النصر العسكري فقط, ونحن قلنا ان الحسين(ع) يعلم باستشهاده فلم يخرج الى النصر الآني ولكن النصر الذي حققه على مدى الاجيال المتعاقبة لشريعة جده(ص) وهو القائل (وانى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ( ص ) ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ..) راجع معالم المدرستين.
                فهو يعلم باستشهاده ويعتبر خروجه صلاح وهذا منه(ع) ردا على من قال بفساد الخروج وهو على اقل تقدير صحابي تربى بحجر اقضى الامة علي بن ابي طالب(ع)
                ومن النتائج الاصلاحية التي حققها الامام بشهادته:
                احياء ارادة الامة التي اماتها بني امية فقد استسلمت الامة للظلم والاستبداد واصبحت امة منقادة لحكامها يعملون فيها بما ارادوا خلاف الموازين الشرعية وبذلك تهديد لاصل الرسالة ومحو لمعالمها التي جاهد من اجلها النبي(ص) واصحابة وضحوا من اجل ارسائها في الغالي والنفيس, فالحسين(ع) بدمه الطاهر حرك ارادة الامة ولذا نرى الثورات الاصلاحية كثرت بعد خروج الامام(ع) حتى سقطت دولة بني امية .
                فكان الحسين(ع) مصداق لقول الله تعالى: (..ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا..)
                ثم ان منزلة الحسين (ع) الدينية والاجتماعية اوجبت عليه الخروج فهو ابن بنت النبي(ص) وابن خليفته(ص) وسيد شباب اهل الجنة فاذا كان مثل يزيد الفاسق حاكما ومثل الحسين(ص) راض بهذا ومنقاد اليه لكانت حجة على الامة بعدم شرعية الخروج على الطغاة مهما بلغ من الطغيان وتغيير الشريعة وبهذا يكون سببا لمحو الشريعة اما بخروجه وخروج نسائه للسبي فكان علما يقتدى به للتضحية في كل شيئ, للدفاع عن بيضة الاسلام
                ومنها: ان الحسين(ع) يعلم ان اهل البيت هم الحملة لدين جدهم (ص) ومنهجهم هو الشريعة الحقة الغير محرفة , وان المنهج الذي قاده الامويون هو الانحراف عن الشريعة فبخروجه(ع) وقتله اظهر حقيقة هذا الخط المنحرف وبين مظلومية اهل البيت فكان ذلك سببا لعزوف الامة عن بني امية والطغاة في كل عصروميلهم لاهل البيت الذين بدورهم بينوا للأمة المنهج الاسلامي الاصيل,فكون بذلك طائفة حملت هذه العلوم الحقة الى الاجيال المتعاقبة.

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X