إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماهي العلاقة بين الحسين (ع) والأسباط في القرآن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهي العلاقة بين الحسين (ع) والأسباط في القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا﴾
    صدق الله العلي العظيم
    الحسين بن علي «صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين» نلاحظ ثلاث جهات:
    الجهة الأولى: ما هي علاقة الأسباط بالوحي؟
    إن الرسول عبّر عن الحسين بن علي بأنَّه سبطٌ من الأسباط، في الحديث الذي أورده الفريقان من الشيعة والسنة، ورواه الترمذي والطبراني في معجمه الكبير عن النبي : ”حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، حسين سبط من الأسباط“، ما معنى كلمة الأسباط؟ هل معنى هذه الكلمة أن الحسين ابن بنت كسائر أبناء البنات؟!

    هذا لا معنى له، لا بد لمعنى الأسباط من دلالة، لا بد لعنوان الأسباط من مفهوم معين، النبي عندما يقول: ”حسين سبط من الأسباط“ فهو يشير للآية القرآنية التي قرأناها، ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ﴾، هناك صفوة من البشر، هناك نخبة من البشر يلقّبون بالأسباط، يسمّون بالأسباط، فمن هم الأسباط الذين ذكرتهم الآية المباركة، وأشار الرسول إلى أن الحسين منهم؟
    الأسباط ليسوا من الأنبياء، ولكنهم من الأوصياء، الأسباط ميزتهم أنهم يشاركون الأنبياء في خصلةٍ معينةٍ، وإن لم يكونوا أنبياء، لكنهم يشاركون الأنبياء في خصلة معينة، ألا وهي أنهم يوحى إليهم، الأسباط يوحى إليهم، وإن لم يكونوا أنبياء، ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ﴾، الأسباط غير النبيين، لكنهم مع ذلك ممن يوحى إليهم، فما معنى أن الأسباط يوحى إليهم مع أنهم ليسوا بأنبياء؟
    نستفيد هذا المعنى من الآية المباركة التي تقول: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾، البشر يمكن أن يكلمه الله، لكن هناك ثلاث طرق لكلام الله مع البشر، ﴿إِلَّا وَحْيًا﴾ الوحي يعني الإلهام، يمكن للبشر أن يكلمه الله عن طريق الإلهام الصائب، ﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ بأن يخلق الله الكلام في جسم من الأجسام، فيسمعه البشر، كما سمع موسى بن عمران «عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام»، عندما وصل لطور سيناء سمع الكلام من الشجرة، ﴿وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾، ﴿أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا﴾ أي: أو ينزل جبرئيل عليه، فهناك ثلاث طرق لكلام الله مع البشر.
    النبي هو من يصل إليه جبرئيل، كلام الله مع النبي يختلف عن كلام الله مع الوصي، كلام الله مع الوصي يختلف عن كلام الله مع الولي، لكل درجةٍ درجةٌ من كلام الله، النبي يكلمه الله بإرسال جبرئيل، الوصي أيضًا يكلمه الله وإن لم يكن نبيًا، لكن لا عن طريق إرسال جبرئيل، بل عن طريق أن هذا الوصي يلهم الله قلبه المعاني الصائبة والمضامين الصحيحة، فالوصي ممن يوحى إليه، الوصي ممن كلمه الله، لكن كلمه عن طريق الإلهام. بل حتى غير الأوصياء الله يكلمهم، نحن نقرأ القرآن في حق مريم بنت عمران، مريم ليست نبيًا ولا وصيًا، ومع ذلك القرآن تحدث أن الله تبارك وتعالى أرسل إليها الملائكة، ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾، الملائكة حدثت مريم مع أنها ليست نبيًا ولا وصيًا.
    بل الأعظم من ذلك، أم موسى، مريم امرأة معصومة، القرآن تحدث عن عصمتها، ﴿اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾، ولكن أم موسى ليست امرأة معصومة، ومع ذلك كلمها الله، أي: أوحى إليها، ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾، أم موسى أوحي إليها، فكيف نستغرب أن الأوصياء يوحى إليهم؟! إذا كانت أم موسى التي ليست نبيًا ولا وصيًا ممن أوحي إليه، فكيف نستغرب أن الأسباط - أي: الأوصياء - أوحي إليهم؟! وإذا كانت مريم ممن أوحي إليه وكلمه الله، وأم موسى ممن أوحي إليه وكلمه الله، فالأسباط - أي: الأوصياء - هم الذين أيضًا كلمهم وأوحى إليهم عن طريق الإلهام.
    وهذا ما أراد النبي الأعظم محمد أن يشير إليه: ”حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، وأبغض الله من أبغض حسينًا، حسين سبط من الأسباط“، أي: وصي من الأوصياء، ممن كلمهم الله، ممن أوحى الله إليهم.


    الجهة الثانية: ما هي مظاهر الوحي؟
    ما هو معلم الوحي الذي أوحي إلى الحسين بن علي؟ كيف نعرف أن الحسين بن علي وصي أوحي إليه، وصي كلّمه الله كما كلّم هارون، كما كلّم آصف بن برخيا، كما كلّم شعيا، كما كلّم سائر الأوصياء، كيف كلّم الحسين؟ الحسين بن علي هو يتحدث عن نفسه، يخبرنا كيف يكون وكيف كان معلمًا للوصاية، يقول: ”رضا الله رضانا أهل البيت“، هذا هو الدليل، الدليل على أنني من الأوصياء أن رضا الله منوط برضاي.

    الحسين في هذه الكلمة التي قالها أمام الحجيج، وهو لا جبل الصفا، ”خُطَّ الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافني اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلا، بين النواويس وكربلا، فيملأن مني أكراشًا جوفى، وأجربة سغبى، لا محيص عن يوم خُطَّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفّينا أجور الصابرين“، ما معنى هذه الجملة التي هي معلم على وصاية الحسين، معلم على كون الحسين سبطًا من الأسباط، ”رضا الله رضانا أهل البيت“؟
    هنا العلماء يقولون: هذه الجملة لها معنيان: المظهرية والعينية. المعنى الأول: أن رضا الحسين طريقٌ إلى رضا الله، رضا الحسين كاشفٌ عن رضا الله، رضا الحسين ملمحٌ ومعلمٌ لرضا الله، فالعلاقة بين رضا الحسين ورضا الله عز وجل علاقة المظهرية، علاقة الكاشفية.
    والمعنى الآخر الذي يذكره بعض علمائنا: أن العلاقة هي علاقة العينية لا المظهرية، رضا الحسين هو رضا الله، ليس هناك اثنان، ليس هناك شيئان أحدهما رضا الحسين والآخر رضا الله، بل رضا الحسين هو رضا الله، بين رضا الحسين ورضا الله عينية، بين رضا الحسين ورضا الله هوهوية ووحدة، لا يوجد اثنينية، لا يوجد انفكاك، لا يوجد انفصال، رضا الله هو نفس رضا أهل البيت وليس شيئًا آخر، من لم يرض عليه أهل البيت فهو في الواقع لم يرض عنه الله عز وجل.
    ولذلك، أنت تقرأ في بعض أدعية شهر رجب المرجب: ”أسألك بما نطق فيهم من مشيئتك“، الأئمة المعصومون هم مشيئة الله، مشيئة الله هي نفسها هؤلاء الأنوار المعصومية، هذه الأنوار المحمدية العلوية الفاطمية الحسنية الحسينية، هذه الأنوار هي مشيئة الله، لا أنها مظهر لمشيئة الله أو طريق لمشيئة الله، هي هي بنفسها مشيئة الله، هم مشيئتك التي من خلالها أبدعت هذا الكون كله، ومن خلالها صغت التشريع كله، فمشيئتهم عين مشيئته جل وعلا.
    وكما قال النبي في الحديث عن ابنته فاطمة الزهراء : ”فاطمة بضعةٌ مني، يرضى الله لرضاها، ويغضب الله لغضبها“، كما قال الحسين عن نفسه قاله النبي عن فاطمة، كل هذه التعبيرات إشارة إلى العينية، إشارة إلى أنهم هم مشيئة الله عز وجل، ”السلام على محال معرفة الله، ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله، وحفظة سر الله، وحملة كتاب الله“.

    الجهة الثالثة: علاقة الاصطفاء الإلهي بالصبر.
    الحسين علّل، لماذا نحن مشيئة الله؟ لماذا نحن أوصياؤه، رضانا رضاه، نحن مشيئته، ما هو السبب؟ السبب: ”نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين“، كثير ممن صبروا لكن هؤلاء صبرهم متميز، هذه العلة أشار إليها القرآن الكريم نفسه في قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾، لا تعطى الإمامة لشخص لا يمتلك إرادة حازمة، لا تعطى الإمامة لشخص لا يمتلك أعلى طاقة من الصبر، وإلا لا تعطى له الإمامة.

    هذا سؤال دائمًا يسأله الناس: لماذا اختار الله هؤلاء؟ لماذا اختار اثني عشر؟ هذا الكون، مليارات البشر، من يوم آدم إلى يوم القيامة، لا يوجد إلا اثنا عشر شخصًا؟! أين بقية الناس؟! لماذا أعطيت الإمامة لهؤلاء دون غيرهم؟! لماذا اصطفي هؤلاء دون غيرهم، ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾، لماذا اصطفى هؤلاء؟
    لأن الله علم أن هؤلاء حتى لو لم يعطهم إمامة، ولم يعطهم علمًا، ولم يعطهم عصمة، سيكونون أقوى الناس إرادة، وأشد الناس عزمًا، وأثبت الناس صبرًا، علم الله قبل أن يخلقهم، قبل أن يخلقهم هو علم بحالهم، علم أن هؤلاء إذا خلقهم سيكونون أشد صبرًا من أي مخلوق آخر، لذلك أعطاهم الإمامة والعلم والعصمة، ولذلك أنت تقرأ في زيارة السيدة الزهراء : ”يا ممتحنة امتحنك الله قبل أن يخلقك“، المسألة قبل أن تخلق، قبل أن توجد، قبل أن يخلقها الله علم أن هذه المرأة أشد الناس صبرًا، أقواهم إرادة، أثبتهم عزمًا، ”فوجدك لما امتحنك صابرة“.
    إذن، الملاك في الإمامة الصبر، الإمامة تعني الصبر، الملاك في الإمامة قوة الإرادة، ﴿لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾، ”نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين“، لأننا الصابرون أصبحنا الأسباط، لأننا الصابرون أصبحنا الأوصياء. من هنا يتبين لنا قيمة الشخصية، ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي : ”قيمة كل امرئ ما يحسنه“، يعني بقوة الصبر وقوة الإرادة، أي شخصية مقياس عظمتها بقوة الإرادة، بقوة الصبر، ولا يمكن أن يحسن الإنسان شيئًا إلا إذا كان ذا إرادة حازمة وصبر شديد، فميزان الشخصية دائمًا هو قوة الإرادة، قوة الصبر.
    لذلك، إذا أردنا أن نتعرف على شخصياتنا، نحن في أنفسنا هل نمتلك شخصية؟ كل إنسان يمتلك نفسه: هل أنا أمتلك شخصية جديرة بالاحترام؟ إذا أردت أن أتعرف على أنني أمتلك شخصية أم لا فلأبحث: هل أنا أمتلك إرادة أم لا؟ إذا كنت أمتلك إرادة أستطيع بها أن أقف أمام الشهوات، أمام الغرائز، أمام الأهواء، إذا استطعت بكل حزم أن أقف أمام الشهوة والغريزة فأنا صاحب إرادة، إذن أنا صاحب شخصية.
    أما إذا كنت إنسانًا تغريني الأموال، تغريني الألقاب، يغريني المنصب، تغريني الشهوة، تغريني الغريزة، إذا كنت إنسانًا أسترسل مع الإغراءات، وأنساق مع الإثارات، إذا ملكت المال نسيت الله، إذا ملكت المنصب نسيت الأرحام والمجتمع، إذا ملكت القوة والنفوذ نسيت كل شيء، إذا كنت إنسانًا ينساق مع الإغراءات والإثارات، لا أستطيع أن أقول: «لا» أمام نفسي الأمارة، أمام شهواتي، أمام غرائزي، فأنا لا أمتلك إرادة، وإذا لم تكن لي إرادة فكيف أمتلك شخصية وأنا لا أمتلك مقوّم الشخصية ألا وهو قوة الإرادة، قوة الصبر؟!
    من هنا، يركّز القرآن الكريم على قوة الإرادة، أنها هي المقياس، ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ﴾ ينهى النفس لأنه صاحب إرادة ﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾. القرآن يمتدح أقوياء الإرادة: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾، ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، عزم يعني قوة الإرادة.
    إذن، الحسين إمامٌ لأنه قوي الإرادة، الحسين سبطٌ من الأسباط لأنه أقوى الناس صبرًا، الحسين قدوتنا في أي شيء؟ قدوتنا في الصبر، قدوتنا في قوة الإرادة، قدوتنا في مواجهة الدنيا كلها بزخارفها، الحسين جاءت له الدنيا، ووقفت بين يديه، وكان بإمكانه أن يقول كلمة واحدة، ويقول: نعم رضيت بحكومة يزيد بن معاوية، كلمة واحدة يقولها بلسانه، وستنصب عليه الدنيا بثرواتها ومناصبها وزخارفها، لكن الحسين أبى ذلك، ووقف موقف الحزم والصبر وقوة الإرادة، ومثّلها عندما قال: ”ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة! يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون“.
    ويقول حميد بن مسلم: ما رأيت رجلًا موتورًا قد قُتِل أهله واستبيح حريمُه أربط جأشًا وأشد عزمًا من الحسين بن علي، وكان كلما تكاثر عليه القوم تهلل وجهه فرحًا. لأنه يمتلك قوة إرادة، لأنه يمتلك قوة صبر، لأنه مصداقٌ للنفس المطمئنة، فقد ورد عن الإمام الصادق في تفسير قوله عز وجل: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ قال: ”النفس المطمئنة جدي الحسين“، الاطمئنان فرع قوة الإرادة، لأن الحسين امتلك قوة إرادة فامتلك قوة الاطمئنان.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X