إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ضياء العين في زيارة الإمام الحسين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضياء العين في زيارة الإمام الحسين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    الخواص والفضائل على حالات الزائر، فان زائر الحسين 7 ينال في كلّ حالة من حالاته فضيلة من الفضائل تفوق بعضها على بعض ـ فجمع المصنف تل? الحالات والفضائل من خلال الروايات في ستّة عشر حالة وفضيلة ؛ وهي كما يلي إجمالاً:

    1 ـ إذا همّ بزيارة الحسين 7 أي قصد زيارته :

    قال الصادق 7: «إنّ لله ملائكة موكّلين بقبر الحسين 7، فاذا همّ الرجل بزيارته أعطاهم الله ذنوبه ، فإذا خطا محوها، ثمّ إذا خطا ضاعفوا له حسناته ، فلم تزل حسناته تضاعف حتّى يوجب له الجنّة ، وإذا اغتسل حين همّ بزيارته ، ناداه محمّد 6: يا وافداً لله أبشر بمرافقتي في الجنّة ، وناداه علي 7: أنا ضامن لقضاء حوائجكم ، واكتنفا عن يمينه وشماله حتّى ينصرف ـ وفي نقل آخر : ـ ثمّ التقاهم النّبي 6 عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم »[1] .


    2 ـ إذا أخذ في جهازه من حمل الأثاث ومقدّمات السفر وجوازه كما في عصرنا هذا فانّه تباشر به أهل السماء.

    3 ـ مضاعفة الثواب لمن أنفق في جهازه للزيارة ، فانّه في حديث : يعطيه الله بكلّ درهم أنفقه مثل جبل اُحد من الحسنات ، ويخلف عليه أضعاف ما أنفق ، ويصرف عنه من البلاء، ممّا قد نزل ليصيبه فيدفع ويحفظ في ماله .

    وفي رواية ابن سنان : قال : قلت لأبي عبدالله 7: جعلت فدا? إنّ أبا? كان يقول في الحجّ يحسب بكلّ درهم أنفقه ألف ، فما لمن ينفق في المسير إلى أبي? الحسين 7؟ فقال : «يابن سنان يحسب لهم بالدرهم ألف وألف وألف ، حتّى عدّ عشرة ـ أي عشرة آلاف بكل درهم ـ ثمّ قال : ورضا الله خير له ، ودعاء محمّد ودعاء أميرالمؤمنين 7 ودعاء الأئمّة : خير له ، فالله يرضى عنه والرسول وأهل بيته يدعون له ، وإنّ دعائهم مستجاب لا يرد فهو خير له في الدنيا والآخرة ».

    4 ـ تشيع الملائكة : فانّه إذا خرج من منزله شيّعه ستمأة مل? في جهاته الست : (الفوق والتحت والشمال والجنوب والشرق والغرب ) أي يحاط بالملائكة ويكون
    كالدرّة في قبضة اليد الملائكيّة الطاهرة والقدسيّة ، وكذل? تشيعه وتستقبله صنف آخر من الملائكة :


    عن الإمام الباقر 7 قال : «أربعة الآف مل? شعث غُبر يبكون الحسين 7 إلى يوم القيامة فلا يأتيه أحد إلّا استقبلوه ، ولا يرجع أحد من عنده إلّا شيّعوه ، ولا يمرض أحد إلّا عادوه ، ولا يموت أحد إلّا شهدوه » وفي آخر «ويصلّون عليه إذا مات ».

    5 ـ خطواته ومشيه : فانّه إذا مشى لا يقع قدماه على شيء إلّا دعى له ، فاذا خطا كان له بكلّ خطوة خطاها ألف حسنة ، وإذا كان في سفينة وانكفأت بهم ـ وكذل? في عصرنا الطائرة أو السيّارة من باب وحدة المناط والملا? ـ نودوا ـ أي نادتهم الملائكة ـ إلّا طبتم وطابت لكم الجنّة ، وإذا رفعت دابته يدها ـ أو دوران عجلة السيارة مثلاً في عصرنا ـ كان له بكل يد ـ ودورة ـ رفعتها ألف حسنة .

    6 ـ أصابه الشمس : وإذا أصابته الشمس في طيّ رحلته ، فانّه أكلت ذنوبه كما تأكل النّار الحطب[2] .


    7 ـ صبّ العرق من الحرارة أو التعب :

    روى في المزار الكبير انه يخلق من عرق زوار الحسين في كلّ عرقة سبعون ألف مل? ، يسبّحون الله ويستغفرون لزوار الحسين 7 إلى أن تقوم الساعة .

    8 ـ ثواب الاغتسال : فانّه يستحب غسل الزيارة ، إلّا انّه جمعاً بين الأخبار قيل في المرّة الأولى عند دخوله يزور الإمام 7 بما عليه من غبار السفر كزينب
    الكبرى سلام الله عليها، وفي المرات التالية يغتسل ، ويكفيه غسل النهار إلى ليله ، وليله إلى نهاره ، كما فعل جابر الأنصاري رضوان الله تعالى .


    فاذا اغتسل بماء الفرات للزيارة تساقطعت ذنوبه ، ثمّ ناداهم رسول الله محمّد 6: «يا وافداً لله أبشر بمرافقتي في الجنّة »، ثمّ ناداهم علي أميرالمؤمنين 7 : «أنا ضامن لقضاء حوائجكم ورفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة » ودعا له الأئمّة الأطهار :.

    9 ـ ثواب الأقدام : إذا مشى بعد الغسل كتب الله له بكلّ قدمٍ يرفعها أو يضعها مأة حجّة مقبولة ومأة عمرة مبرورة ومأة غزوة مع نبيّ مرسل إلى أعدى عدوٍ له[3]


    أقول : ومع الاعتقاد ـ كما في تربة سيّد الشهداء 7 من الشفاء ـ كيف لا يتبرّ? بعرق زوّار الإمام الحسين ، بل وكيف لا يستشفي به بمسحه على موضع الألم ، ففي كلّ عرقة سبعون ألف مل? من جند الله يذكرون الله ويسبّحونه ويستغفرون لزوّار الإمام الحسين 7 ولم يكن الاستغفار والتسبيح في مقطع زماني خاص بل يستمر ذل? إلى يوم القيامة وعلمه عند الله سبحانه .

    ولا تعجب من هذا الثواب العظيم بل عند الله قليل ، وإنّما نستكثره لشحّ أنفسنا ـ كما في دعاء عالية المضامين ـ ثم في العلم الرياضي والحسابات يقال : إن أيّ عددٍ في مقابل اللا نهاية يُعدّ صفرآ، مثال ذل? : علامة اللا نهاية هي العدد الثامن في الأعداد الانكليزية بنحو اُفقي ، أي بهذا الشكل ( 2__) فإذا جعلته قياسآ بعدد، كواحد وأمامه مآة ألف من الأصفار بحيث يخرج عن وهم العدّاد والحاسوب ، فانه يعدّ لا شيء، وانّه بمنزلة الصفر، وهذا ما يقال في معرفة الله سبحانه ، فان الله في صفاته ووجوده المحض إنّما هو بلا نهاية ، فأيّ شيءٍ مهما كان في نفسه عظيمآ بعظمة الله، كرسول الله محمّد 6 الّذي هو اشرف خلق الله، فانه بالقياس إلى الله سبحانه يكون عدمآ ولا شيء، وانه عبده المفتخر بربّه في حدوثه وبقائه ، ومن ثم يقال : (لا يقاس بالله أحدى) لأنّ الله سبحانه بلا نهاية ، وما سواه فهو محدود بالبدء والختم ، فهو منتهٍ ، وفي قبال اللا نهاية يكون بمنزلة الصفر واللّا شيء، وممن هذا المنطق : فما 7 يقال في ثواب زيارة الإمام الحسين 7 فانه : باعتبار فضل الله ورحمته الواسعة والتي بلا نهاية ويعدّ كالصفر واللّا شيئيّة ، ثمّ ما يذكر من الثواب في هذا الباب ، إنّما يدلّ على عظمة الإمام الحسين 7 عند ربّه جلّ جلاله ، فانّه قدّم كل شيء لربّه ، فكيف لا يقدم الله كل شيء عنده لوليه ؟!

    ولتقريب هذا المعنى السامي نروي هذه القصة من كتاب (الكنز الخفي) للعلّامة الشيخ عبدالنبي العراقي (ص 112) قال : ذكر في كتاب تاريخي انّ أنو شيروان خرج ذات يوم برفقة بعض خواصّه للصيد، فابتعد عنهم كثيرآ، حتّى عطش وجاع ، بينما هو كذل? إذ لاح له بيت من الشّعر، فقصده ، فوجد فيه امراة ، فاستطعمها، فذبحت له ما عزآ كانت عندها، فلمّا طعم وشبع سألها عن حالها، فقالت له : إنّها مع ابنها تعيش في هذه البادية ، فسألها عن معيشتها؟ فقالت : اني اتقوّت من الماعز الّتي ذبحتها ل? ، فتعجب منها، وبعد ذل? قدِم عليه أصحابه ، فحكى لهم ماجرى ، وسألهم : ما جزاء من صنع معى ذل? ؟ قال بعضهم : اعطها عشرآ من الماعز: وقال آخر: بل أعطها مأه . وقال ثالث : بل أعطها مائة من الماغز ومنزلا، أو هكذا.. فلم
    يقبل المل? شيئآ ممّا اقترحوه عليه ، فسألوه : وبماذا يجب أن تكافئها؟


    فقال : تعد أعطتني كلّ ما تمل? ، فلو اعطيتها أنا كلّ ما أمل? لم أزد على ان كافأتها بالمثل ، ولها فخر السبق !

    قال المصنف 1: ومن هنا يتجلّى حال سيّد الشهداء لكلّ عاقل ، فانه 7 قد قدّم في نهضته وخروجه والّذي كان بأمر إلهى وتكليف شرعي ، وعن اختيار وعلم لكلّ ما وقع وحدث ، بأخبار جدّه وأبيه واُمّه وجوده كلّه ، وضحّى بالأنفس والأموال وما يمل? من الدنيا، وبكلّ الحيثيات في سبيل الله، فلو ان الله تعالى أعطاه الدنيا والآخرة جميعآ ـوخزائن السموات والأرض وماورائهماـ لم يكن ذل? سوى مجازات له بالمثل ليس غير، أرجو ان لا يكون هذا سوء أدب معه تعالى ـ لأنّه يجب ان يقال ذل? في وليه الإمام الحسين 7، فهذه الفضيلة وهذه المثوبة كلّها، لا قيمة لها بازاء هذا الفعل . ولقد أقسم الإمام الصادق 7 أكثر من مرة ، بأنّه لو لا ما سيكون لذكر عظيم شأن زيارته وفضلها، بل في بعض الأخبار الحث الأكيد على زيارته ، حتّى لو لحق بالزائر ضرر كبير يصلّ إلى القتل ، وذكر أيضآ ثواب ذل? الضرر والقتل للزائر.

    ثم قال : فيا أيّها العزيز، كلّ شيء في الوجود من أجلهم ، والوليّ والعد وجلوس على مائدة نعمتهم ، فلا يليق إظهار التعجّب من عظيم هذا الثواب . انتهى كلامه رفع الله مقامه .

    10 ـ استقبال الملائكة عند قربه من كربلاء: فلعله عند دنوّ من كربلاء المعلّى مصارع عشّاق الله ـ تستقبله أصناف من الملائكة ، منهم الأربعة الآف الذين جاؤوا
    لنصرته يوم عاشوراء، ثمّ أمروا بمجاورة قبره ، ومنهم سبعون ألفاً، ومنهم أعداد اُخر كما ورد وفي الأخبار.



  • #2
    11 ـ النظرة الحسينية ودعوة الملائكة والأنبياء ووسام النور :

    فمن زار القبر نظر إليه سيّد الشهداء الإمام الحسين 7، ثمّ دعى له ، ثمّ يسأل أباه وجده أن يستغفروا له ، ثمّ تدعوا له الملائكة ،، ثمّ يدعو له جميع الأنبياء والرسل ، ثمّ يكتب له جميع ما ذكرنا من ثواب مجموع العبادات ، ثمّ تصافحه الملائكة ، ثمّ يوسم بوجهه بميسم من نور العرش ، هذا زائر قبر ابن خاتم الأنبياء6 وسيّد الشهداء 7.

    12 ـ فانّه إذا رجع الزائر إلى أهله شيعته أصناف من الملائكة ، فيشيعه بالخصوص جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ويشيعه الأربعة الآف ، ويشيعه السبعون ألف ، ويشيعه بالخصوص ملكان ، فاذا انصرف ودّعاه وقالا له : يا وليّ الله مغفور ل? ، أنت من حزب الله وحزب رسول الله 6 وحزب أهل بيته ، والله لا ترى النار بعين? أبداً، ولا ترا? ولا تطعم? أبداً، ثمّ ناداه منادٍ: طوبى ل? طبت وطابت ل? الجنّة[4] .


    عن صفوان الجمّال عن أبي عبدالله 7 قال : إنّ الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين 7 شيّعه سبع مأة مل? من فوق رأسه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه ، حتّى يبلغوا به مأمنه ، فاذا زار الحسين 7 ناداه مناد: قد غفر الله ل? فاستأنف العمل ، ثمّ يرجعون معه مشيّعين له من منزله ، فاذا
    صاروا إلى منزله قالوا: يستودع? الله، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته ، ثمّ يزورون قبر الحسين 7 في كلّ يوم وثواب ذل? للرجل .


    أقول : الظاهر من باب الاشترا? في الأحكام بين الرجال والنساء، لا يختص هذا الثواب بالرجال بل يشمل النساء أيضاً، وذكر الرجل من باب المثال ، فتأمّل فإنه كتب زيارة الإمام الحسين 7 على النساء كما كتب على الرجال كما سنذكر.

    13 ـ إذا مات في الطريق :

    إذا مات في طريق الزيارة بأيّ سبب كان فقد ورد عن الإمام الصادق 7 انّه قال : «تشيّعه الملائكة وتأتيه بالحنوط والكسوة من الجنّة ، وتصلّي عليه إذا كفّن ، وتكفّنه فوق أكفانه ـ وكفن الملائكة يعني النور لتجرّدهم النوري فلا تغفل ـ وتفرش له الريحان تحته ، وتدفع الأرض حتّى تصور من بين يديه مسيرة ثلاثة أميال ، ومن خلفه مثل ذل? ، وعند رأسه مثل ذل? ، وعند رجليه مثل ذل? ، ويفتح له باب من الجنّة إلى قبره ، ويدخل عليه روحها وريحانها حتّى تقوم الساعة »[5] .


    أقول : يرى ذل? في هذه الدنيا الدنيّة من فتح له بصره البرزخي ، وانكشف له الأمر، وأني على يقين من ذل? ، ولا غرو من يدعى انه على حق اليقين ، فكن من أهله ، حتّى تعرف حقيقته ، والله المعين والمسدّد والناصر.

    14 ـ زيارة الإمام الحسين 7 ايّاه بعد موته :

    فانه إذا مات بعد الزيارة بسنة أو سنتين شهدت الملائكة جنازته ، واستغفروا له بعد موته ، ثمّ يزوره الحسين 7.

    فقد روى انه قال : «من زارني زرته بعد موته » وزيارته يمكن أن تكون أوّل الموت أو عند وضعه في القبر ليلة الوحشة ، بل هنا? من يزوره عند احتضاره ، وكم لنا على ذل? من شواهد قاطعة لعلمائنا الأعلام وخَدَمة الإمام الحسين 7.

    ثمّ هل لزائر الحسين 7 وحشة أو خوف أو كربة في قبره ؟! والإمام 7 يزوره ويسلّم عليه ، ثمّ بمقدار معرفت? وزيارت? له وتكرارها وشوق? إليه ، سوف يزور? 7، ويونس? في وحشت? ، ويكون قبر? روضة من رياض الجنة[6] .


    15 ـ من أصابه الضرر أو الحبس أو الضرب في الطريق من الأعداء:

    فقد ورد عن الإمام الصادق 7: «ان له بكل يوم حبس ويغتم ، فرحة إلى يوم القيامة »، قلت له : فان ضرب بعد الحبس في اتيانه ، قال : «له بكل ضربة حوراء، وبكل وجع يدخل عليه ألف ألف حسنة ، ويمحي بها عنه ألف ألف سيئة ، ويرفع له بها ألف ألف درجة ، ويكون من محدّثي رسول الله 6 حتّى يفرغ من حسابه ، ويصافحه حملة العرش ، ويقال له : سل ما أحببت ، ويؤتى بضاربه للحساب فلا يسأل عن شيء، ولا يحتسب بشيء، ويؤخذ بضبيعيه حتّى ينتهي به إلى مل? يحبوه ، ويتحفه بشربة من الحميم ، وشربة من الغسلين ، ويوضع على جبال في النار، ويقال : ذق ما قدّمت يدا? فيما أتيت إلى هذا الذي ضربته ».

    والمضرر في سبيل الحسين : هو وفد الله ووفد رسوله 6، ويؤتى به إلى باب جهنّم ويقال له : انظر إلى ضارب? وما قد لقي : فهل شفيت صدر? ، وقد اقتص ل? منه ؟! فيقول : الحمد لله الذي انتصر لي ولولد رسوله منه[7] .



    16 ـ المقتول في سبيل الحسين 7:

    فانه إذا قتل الزائر في سبيل الإمام الحسين 7 فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق قال : «أوّل قطرة من دمه يغفر له بها كلّ خطيئة ، وتغسل طينته التي منها خلق الملائكة ، حتّى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين ـ وهذا مقام عظيم لا يلقاه إلّا ذو حظٍّ عظيم ـ ويذهب عنها ما كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر، ويغسل قلبه ، ويشرح صدره ، ويملأ ايماناً، فيلقى الله وهو مخلص من كل ما تخالطه الأبدان والقلوب ، وتكتب له الشفاعة في أهل بيته ، ولألفٍ من إخوانه ، وتؤتى الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل ومل? الموت (عزرائيل ) ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنّة ، ويوسّع قبره عليه ، وتأتيه الملائكة بالتحف من الجنّة ، ويرفع ثمانية عشر يوماً إلى حظيرة القدس ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النّفخة التي لا تبقى شيئاً.


    فاذا كانت النفخة التالية ، وخرج من قبره ، كان أوّل من يصافحه رسول الله6 وأميرالمؤمنين 7 وأوصياءه صلوات الله عليهم ، ويبشّرونه ويقولون له : الزمنا، ويقيمونه على الحوض ، فيشرب منه ويسقي من أحبّ »[8] .


    أقول : اللّهمّ بحقّ دم الحسين الزكيّ، وبحقّ محمّد وآله الطاهرين ، وباسم? الأعظم الذي إذا ادعيت به على مغالق أبواب السماء للفتح انفتحت ، ارزقنا الشهادة والقتل في سبيل الإمام الحسين 7 وكيف لا نهتف ونصرخ ليسمعنا العالم أجمع ، جيلاً بعد جيل (لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتي? زحفاً سيّدي يا حسين ) ولا نُبالي بالموت وقع علينا، أم وقع علينا مادمنا على حق ، ومع أهل البيت :، وفي سفينة الإمام الحسين 7 ونهجه وخطّه المبار? ، حتى ولو فجّرونا ـ في عصرنا هذا بالأحزام الناسفة والهاونات والصواريخ والعبوات والرّمي بالقناصات ، بل كما حدثني سماحة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي دام عزّه ـ امام جمعة كربلاء ـ انّه في يوم عاشوراء في سنة مواقع من قرب الحرمين الشريفين (الحسينيّة والعبّاسيّة ) تفجّرت المتفجّرات وسقط مئات القتلى والجرحى ، وكان الحادث الرهيب والمؤلم في الساعة العاشر، وتلوّنت أرض كربلاء بالدماء الزكيّة مرّة اُخرى ، وإذا به بعد ساعتين فقط نزل عزاء الطوريج المعروف بعشرات الآلاف ، وكأنه لم يكن الموت ، بل بكلّ بسالةٍ وبطولة وتحدّي للارهابيّين والمنافقين ، خرجت الجماهير الحسينيّة من المؤمنين بحماس وفداء، وهكذا عاشوراء وهكذا كربلاء في كلّ زمان ومكان .

    وما ذكر في بيان حالات الزائر منذ اللحظة الاولى وقصده وهمّه للزيارة ، فانّه ينال في كلّ حالة من حالاته مقام ومنزلة ومرتبة وفضيلة وأجر وثواب يفوق الفضائل ، وإلى موته ورحلته إلى جوار ربّه .

    ثمّ للزيارته مقامات عظيمة ومنازل رفيعة ومراتب جليلة لم تجد نظيرها في غيرها، وكان أنّ الله سبحانه لمّا بلغ الإمام الحسين قمّة العبوديّة لربّه ، أراد الله أن يبلّغه قمّة أوصاف الربوبيّة فيه ، من باب (العبوديّة جوهرة كنهها الربوبية) وانه ورد في الحديث القدسي : «عبدي أطعني حتّى أجعل? مَثَلي ، أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون » فالي? جملة من الروايات المعتبرة في فضائل الزيارة وما يترتّب عليها من الأجر العظيم والثواب الجزيل والآثار الماديّة والمعنويّة في الدنيا
    والآخرة ، وهو غيض من فيض ، وقطرة من بحر موّاج ومتلاطم بالعلم والمعرفة ومنها:






    تعليق


    • #3
      17 ـ غفران الذنوب ما تقدّم وما تأخّر ومناجاة الله إيّاه :

      فانه ما يقرّب من أربعين حديثاً من الصحاح المعتبرة تشير إلى انّ الله يغفر لزائر الإمام الحسين 7 ما تقدّم من ذنوبه وما تأخّر، وفي أحاديث أخرى يصير كيوم ولدته اُمّه ، وفي بعضها يمحّص من الذنوب كما يمحّص الثوب الوسخ في الماء[9] .


      ومن العجائب انه ورد: إنّما ذل? كلّه لأوّل خطوة ، ثمّ يقدّس بكل خطوة بعدها، ثمّ تبلغ مرتبته بأن يناجيه الله بقوله : (عبدي سلني أعط?) وفي رواية انه : يجيئه مل? بعد صلاة الزيارة ، فيقول له : ان رسول الله يقرء? السلام ، ويقول : قد غفر ل? ما مضى فاستأنف العمل .

      كام الزيارات بسنده عن الإمام الصادق 7 قال : ان جل ليخرج إلى قبر الحسين 7، فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة من ذنوبه ، ثمّ لم يزل يقدّس بكلّ خطوة حتّى يأتيه ، فاذا أتاه ناجاه الله فقال : عبدي سلني أعط? ، اُدعني أجب? ، اُطلب منّي أعط? ، سلني حاجت? أقضيها ل? ، قال : وقال أبو عبدالله 7 : وحقّ على الله أن يعطي ما بذل .

      قال الصادق 7 في حديث طويل : فاذا انقلبت من عند قبر الحسين 7 نادا? مناد لو سمعت مقالته لاقمت عمر? عند قبر الحسين 7 وهو يقول : طوبى ل? أيُّها العبد قد غنمتَ وسلمت ، قد غفر ل? ما سلف ، فاستأنف العمل .

      عن أبي عبدالله 7 قال : إنّ زائر الحسين صلوات الله عليه جعل ذنوبه جسراً على باب داره ثمّ عبرها، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذا عبر.

      عن أبي الحسن الماضي 7 قال : من زار الحسين 7 عارفاً بحقّقه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

      أقول : ما تقدّم من غفران الذنوب ، واضح ، وأمّا المتأخّر، فانّه إمّا أن يكون الزيارة بمنزلة قلعة حصينة ، من دخلها أمن ، أو يكون سبباً للتوبة ، فلا يموت إلّا مغفوراً له .

      قال أبو الحسن موسى الكاظم 7: أدنى ما يثاب به زائر الحسين 7 بشاطى الفرات إذا عرف حقّه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

      عن الصادق 7 قال : من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمّد 6 فليكن للحسين زائراً، ينال من الله أفضل الكرامة وحسن الثواب ، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا، ولو كانت ذنوبه عدد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر، ان الحسين بن علي 7 قُتل مظلوماً مضطهداً نفسه ، وعطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه .

      عن أبي إبراهيم الإمام الكاظم 7 قال : من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبدالله الحسين بن علي 7 وكّل الله به ملكاً فوضع إصبعه في قفاه ، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر، فاذا خرج من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره ثمّ قال له : أما ما مضى فقد غفر ل? ، فاستأنف العمل .

      عن الإمام الصادق عن آبائه :: من زاره يريد به وجه الله أخرجه الله منه
      ذنوبه كمولود ولدته اُمّه ، وشيعته الملائكة في مسيره ، فرفرفت على رأسه ، قد صفّوا بأجنحتهم عليه ، حتّى يرجع إلى أهله ، وسألت الملائكة المغفرة له من ربّه ، وغشيته الرحمة من أعنان السماء، ونادته الملائكة : طبت وطاب من زرت ، وحفظ في أهله .


      قال أبو عبدالله الصادق 7 لحسين بن ثوير: يا حسين انّه من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي 8 إن كان ماشياً كتبت له بكلّ خطوة حسنة ومحا عنه سيّئة ، وإن كان راكباً كتبت له بكل خطوة حسنة وحطّ بها عنه سيئة ، حتّى إذا صار في الحير ـ أي في الحائر الحسيني ـ كتبه الله من المفلحين المنجحين ، حتّى إذا قضى مناسكه ، كتبه الله من الفائزين ، حتّى إذا أراد الانصراف ، أتاه مل? ، فقال له : إنّ رسول الله يقرئ? السلام ويقول ل? : استأنف العمل فقد غفر الله ل? ما مضى[10] .


      عن أبي عبدالله 7 قال : من اغتسل بماء الفرات وزار قبر الحسين 7 كان كيوم ولدته اُمّه ، صفراً من الذنوب ولو اقترفها كبائر.

      وفي حديث آخر: تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته اُمّه .

      أقول : من المعلوم ان المولود يولد ولا ذنب عليه فيكون معصوماً طاهراً مطهّراً، ولمثل هذا يشبّه من يغفر له كلّ الذنوب بمثل اليوم الأوّل من ولادته ، أي يكون لا ذنب عليه ، وحينئذ عليه أن يستأنف الأعمال الصالحة ، ولا يقترب من الذنوب والقبائح والرذائل الافعاليّة والاخلاقيّة مرّة اُخرى ، وهذا من مصاديق يغفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر من يوم بلوغه وتكليفه وإلى يوم زيارته ، والظاهر في تكرار الزيارة تكرار الغفران ، فان الله هو التوّاب الرحيم ، والتوّاب صيغة مبالغة
      يصدق لمن يتوب كثيراً، فاذا تاب العبد كثيراً، تاب الله عليه كثيراً، فتوبة العبد رجوعه إلى ربّه ، وتوبة الله قبول عبده وغفرانه وتبديل سيّئاته حسنات ، وحسناته جنّات ، وجنّاته عاليات ، فمن كان له ربّ كريم غفور، وبلدة طيّبة كربلاء المقدّسة ، فهل يتهاون أو يتكاسل أو يتغافل عن زيارة سيّد الشهداء الحسين بن علي 7؟!


      كلّا ثمّ ألف كلّا، بل (لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتي? زحفاً سيّدي يا حسين ) (أبد والله ما ننسى حُسيناً).

      من هذه الروايات الشريفة نستخلص ما يلي :

      1 ـ بأوّل خطوة غفران الذنوب . 2 ـ تقديس كلّ خطوة . 3 ـ اجابة السؤال والدعاء والطلب . 4 ـ الغنيمة والسلامة والغفران ما تقدم من الذنوب وما تأخّر لمن زاره عارفاً بحقّه وحرمته وولايته . 5 ـ في كرامة الله يوم القيامة . 9 ـ في شفاعة محمّد 6. 7 ـ حسن الثواب . 8 ـ غفران الذنوب الكثيرة ولو كانت بمقدار جبال تهامة . 9 ـ غفران ما مضى واستئناف العمل . 10 ـ كيوم ولدته اُمّه لمن زاره مخلصآ.

      11 ـ تشيع الملائكة حتّى يرجع إلى أهله . 12 ـ استغفار الملائكة له . 13 ـ غشيان الرحمة الرحيميّة من عنان السماء. 14 ـ الطيب وحفظ الأهل والفوز والفلاح والنجاح ، وأخيراً سلام النّبي الأعظم 6. 15 ـ غفران الذنوب كيوم ولدته اُمّه .

      18 ـ زائر الحسين يشفع للاخرين :

      عن أبي عبدالله الإمام الصادق 7 قال : زائر الحسين مشفع يوم القيامة لمأة رجل ، كلّهم قد وجبت لهم النار، ممن كان في الدنيا من المسرفين .

      عن سليمان بن خالد عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته يقول : انّ لله في كلّ يوم
      وليلة مأة ألف لحظة إلى الأرض ، يغفر لمن يشاء منه ، ويعذّب من يشاء منه ، ويغفر لزائري قبر الحسين 7 خاصّة ، ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائناً من كان ، قلت : وان كان رجلاً قد استوجبه النار؟ قال : وإن كان ما لم يكن ناصبيّاً.

      عن الإمام الصادق 7 قال : ينادي منادٍ يوم القيامة : أين شيعة آل محمّد؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلّا الله تعالى ، فيقومون ناحية من الناس ، ثمّ ينادي مناد: أين زوّار قبر الحسين 7؟ فيقوم اُناس كثير، فيقال لهم : خذوا بيد من أحببتم انطلقوا بهم إلى الجنّة ، فيأخذ الرجل من أحب ، حتّى انّ الرجل من الناس يقول لرجل : يا فلان أما تعرفني أنا الذي قمت ل? يوم كذا وكذا، فيدخله الجنّة لا يدفع ولا يمنع .

      19 ـ اتّصال زيارة الإمام الحسين إلى يوم القيامة :

      فان كلّ عمل ينقطع وان بقي ثوابه ، إذا مات المرء، فان الدنيا دار عمل والآخرة دار حساب ، فاذا مات المرء انقطع من أعماله ، إلّا من بعضها كولد صالح يستغفر له وصدقة جارية ، وعلم ينتفع منها الناس ، ومن أفضل الأعمال المتّصلة إلى يوم القيامة زيارة الإمام الحسين 7.

      عن صفوان عن أبي عبدالله الإمام الصادق 7 قال : إنّ الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين 7، شيّعه سبعمأة مل? من فوق رأسه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله ومن خلفه حتّى يبلغوا به مأمنه ، فاذا زار الحسين 7 ناداه منادٍ: قد غُفر ل? ، فاستأنف العمل ، ثمّ يرجعون معه مشيعين له إلى منزله ، فاذا صاروا إلى منزله قالوا استودع? الله، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته ، ثمّ يزورون قبر
      الحسين 7 في كلّ يوم ، وثواب ذل? للرجل .


      أقول : وما أعظم هذه الزيارة الملائكية الطاهرة والمقدّسة وان ثوابها لزائر الإمام الحسين 7 واطلاق الخبر يدل على ان هذه الزيارة الحسينيّة العظيمة في جوهرها وكنهها متّصلة إلى يوم القيامة ، وإذا كان هذا فضل الزائر فما هو فضل المزور 7؟!! وهذا ما اُركّز عليه في رياض العارفين ، أنّ من بلغ قمّة العبوديّة ، أعطاه الله كُنه الربوبيّة من تجلّى الاسماء الحسنى والصفات العليا، فان العبوديّة جوهرة كنهها الربوبيّة .

      20 ـ من ثواب الزيارة الحجّ مع رسول الله:

      فان الزائر يدر? بزيارته وكانه ما يستحيل وقوعه في الظاهر، وهو ثواب الحجّ رسول الله 6 وفي ذل? روايات عديدة منها:

      ما رواه موسى بن القاسم الحضرمي ، قال : قدم أبو عبدالله 7 في أوّل ولاية أبي جعفر ـ المنصور الدوانيقي ثاني خلفاء الدولة العبّاسيّة الغاصبة ـ فنزل النجف ، فقال : يا موسى اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق وانظر، فانه سيجيئ? رجل من ناحية القادسيّة ، فاذا دنى من? فقل له : ها هنا رجل من ولد رسول الله 6 يدعو? ، فسيجي مع? .

      قال : ذهبت حتّى أقمت على الطريق والحرّ الشديد، فلم أزال مقيماً حتّى كدتُ أعصي وأنصرف وأدعهُ ، إذ نظرت إلى شيء مقبل شبه رجل على بعير، قال : فلم أزل أنظر إليه حتّى دنى منّي ، فقلت له : يا هذا ها هنا رجل من ولد رسول الله 6 يدعو? ، وقد وصف? لي .

      قال : اذهب بنا إليه ، فجئت به حتّى اناخ بعيره ناحية قريباً من الخيمة ، قال : فدعى به ، فدخل الأعرابي إليه ، فدنوت أنا، فصرت إلى باب الخيمة اسمع الكلام ولا أراهما.

      فقال أبو عبدالله 7: من أين قدمت ؟

      قال : من أقصى اليمن .

      قال : أنت من موضع كذا وكذا؟ قال : نعم أنا من موضع كذا وكذا، قال : فبما جئت هاهنا؟ قال : جئت زائراً للحسين 7، فقال أبو عبدالله 7: فجئت من غير حاجة ليس الّا الزيارة ؟ قال : جئت من خير حاجة ليس الّا أصلّي عنده وأزوره واُسلّم عليه وأرجع إلى أهلي .

      قال له أبو عبدالله 7: وما ترون في زيارته ؟ قال : نرى في زيارته البركة في انفسنا وأهلينا وأولادنا وأموالنا ومعائشنا وقضاء حوائجنا. قال له أبو عبدالله 7 : أفلا أزيد? من فضله فضلاً يا أخا اليمَني ؟ قال : زدني يابن رسول الله، قال : ان زيارة أبي عبدالله 7 تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله 6 فتعجب فلم يزل أبو عبدالله يزيد حتّى قال : ثلاثين حجّة مبرورة متقبّلة زاكية مع رسول الله 6.

      وفي حديث آخر أن يكون حجّه حج الرسول بنفسه ، وهذا أكثر عظمة من قبله ، وربما أشبه شيء بالمستحيل في نفسه .

      عن الإمام الصادق 7: كان الحسين بن علي 8 ذات يوم في حجر النّبي 6 يلاعبه ويضاحكه ، فقالت عائشة : يا رسول الله ما أشدّ اعجاب? بهذا الصبي ، فقال لها: ويل? وكيف لا اُحبّه ولا أعجب به ، وهو ثمرة فؤادي وقرّة عيني أما ان اُمّتي
      ستقتله ، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجّة من حججي ، قال : يا رسول الله حجّة من حجج? ؟ قال : نعم حجتين من حججي ، قالت : يا رسول الله حجتين من حجج? ؟ قال : نعم وأربعة ، قال : فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتّى بلغ تسعين حجّة من حجج رسول الله 6 بأعمارها.

      تعليق


      • #4
        21 ـ وجوب الفرودس الأعلى للزائر الحسيني :

        ان الجنّة دار السعداء (وَأَمَّا آلَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي آلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا)[11] ومن طبقاتها جنّة الفردوس الأعلى ، وهي نهاية المأمول لمن آمن بالله ورسله واليوم الآخر، وممّا يوجب دخولها بنظرة رحيميّة من الله سبحانه زيارة الإمام الحسين 7، فانّه ورد في الرواية :

        إذا رآه الله ساهر الليل متعب النهار، نظر إليه نظرة توجب له الفرودس الأعلى .

        عن علي بن ميمون الصايغ عن أبي عبدالله 7 قال : يا علي بلغني قوماً من شيعتنا يمرّ بأحدهم السنة والسنتان لا يزور الحسين 7؟ قلت : جعلت فدا? إنّي اعرف اناساً كثيراً في هذه الصفة ، قال : اما والله لحظّه أخطأوا وعن ثواب الله زاغو وعن بوار محمّد 6 تباعدوا ـ إلى أن قال بعد أن سأله أن يخرج عن نفسه شخص هل يكفي ـ فقال 7: نعم وخروجه بنفسه أعظم أجراً وخيراً له عند ربّه ، يراه ربّه ساهر الليل له تعب النهار، ينظر إليه نظرة توجب له الفردوس الأعلى مع محمّد وأهل بيته ، فتنافسوا في ذل? ، وكونوا من أهله .

        وقال 7: حق على الغني أن يأتي قبر الحسين 7 في السنة مرّتين وحقّ على الفقير أن يأتيه في السنة مرّة .

        ثمّ لا يخفى ان روايات اقلّ ما يزار فيه الحسين 7 وأكثر ما يجوز تأخير زيارته مختلفة فراجع (البحار ج98 ص12 باب 2) فانّها تختلف باختلاف قرب المكان وبعده ، وباختلاف موسورية الزائر وغناه ، وعسره وفقره ، وباختلاف العلل والموانع واختلاف الناس في القدرة البدنيّة والاستطاعة الماليّة والسربيّة ـ أي الطريق ـ والكل يدخل تحت عنوان الاستطاعة والتكليف بما يطاق ، والظروف الخاصة والعامّة التي تحيط بالزائر.

        عن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبدالله 7: ما لمن زار قبر الحسين 7 في كلّ شهر من الثواب ؟ قال : له من الثواب مثل ثواب مأة ألف شهيد من شهداء بدر.

        22 ـ في زيارة الإمام الحسين زيادة الرزق والأعمار وتورث الاطمئنان في العقائد الحقّة ورفع الشبهات فما أعظم الآثار الماديّة والمعنويّة والمنافع والفوائد المترتّبة على زيارته 7 ومن أجلّها وأعظمها، انّها توجب زيادة اليقين ورفع الشبهات التي تثار بين حين وآخر من قبل أولياء الشياطين وحزبهم ، وهذا من أعلى الآثار فان كلّ أثر من الآثار والعوائد إنّما يتوقف عليه ، فمع الشبهة والش? والريب والترديد، ـ وكلّها من الجهل ، وإن الجهل من الظلمات ، فكيف يستنير الزائر بنور الإمام الحسين 7 ومصباحه الزاهر؟!

        (ان الحسين 7 مصباح الهدى وسفينة النجاة ).

        عن الإمام الصادق 7 في حديث : ومن زاره كان الله من وراء حوائجه ، وكفى


        ما أهمّه من أمر دنياه وانّه ليجلب الرزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق ، ويغفر له ذنوب خمسين سنة ، ويرجع إلى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلّا وقد محيت من صحيفته ، فان مات في سفره نزلت الملائكة فغسّلته وفتح له باب الجنّة يدخل عليها روحها حتّى يُنشر، وان سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق ، ويجعل بكلّ درهم أنفقه عشرة الآف درهم وذخر ذل? له ، فاذا حشر قيل له : ل? بكل درهم عشرة الآف درهم ، وان الله نظر ل? ، وذخرها ل? عنده .

        عن أبي جعفر 7 قال : مرّوا شيعتنا يزيارة قبر الحسين بن علي 8، فان اتيانه يزيد في الرزق ويمدّ في العمر ويدفع مدافع السوء، وايتانه مفروض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين بالامامة من الله.

        عن الإمام الصادق 7: زوّروا الحسين ولو كلّ سنة ، فان كلّ من أتاه عارفاً بحقّه غير جاحد لم يكن له عوض غير الجنّة ورزق رزقاً واسعاً، وآتاه الله من قبله بفرج عاجل .

        وفي حديث آخر: من أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين أنقص الله من عمره حولاً ولو قلت : ان أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقاً ـ إعلم ايّها القاري الكريم ان لله عزّوجلّ آجال معلّقة في لوح المحو والاثبات وأجل محتم في لوح أمّ الكتاب (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَيَستَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ )[12] ، ولكن في

        آجالهم المعلّقة يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب ، فمن كتب عليه الموت في هذا اللوح ، فانّه بزيارته للحسين 7 يصل إلى أجله المحتّم ، والذي ربما يكون بعد ثلاثين سنة ، فتدبّر، ثم قال 7. وذل? انكم تتركون زيارته ، فلا تدعوا زيارته يمدّ الله في أعماركم ، ويزيد في أرزاقكم ، وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وأرزاقكم ، فتنافسوا في زيارته ولا تدعوا ذل? ، فان الحسين بن علي شاهد لكم عند الله وعند رسوله وعند علي وفاطمة .

        عن الصادق 7: من لم يزر قبر الحسين 7 فقد حُرّم خيراً كثيراً ونقص من عمره سنة .

        23 ـ زيارة الإمام الحسين 7 تدفع البلايا وانها مفروضة على المؤمن والمؤمنة :

        فان الدنيا دار بالبلاء محفوفة مطلقآ من البلايا الخاصّة والعامّة ، كالزلازل والهدم والغرق ، وانه لله سبحانه كتاب المحو والاثبات ، فمن كتب عليه البلايا في مثل هذا اللوح والكتاب ، فانه جعل لمحوها أسباب ، كبرّ الوالدين وصلة الأرحام ودفع الصدقات ، ومنها زيارة قبر الإمام الحسين 7.

        عن الإمام أبي جعفر محمّد الباقر 7 قال : مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي 8 فانّ زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع ، وزيارته مفترضة على من أقرّ للحسين بالامامة من الله عزّوجلّ[13] .


        أقول : لابدّ من ملاحظة مفردات هذا الحديث الشريف وغيره كقوله 7 (مروا شيعتنا) (تدفع ) أي قبل أن ينزل البلاء، وذل? للفرق بين الدفع والرفع (مفترضة ) (من أقرّ للحسين 7 بالامامة ) فانّ لها دلالات فقهيّة وأخلاقيّة وولائيّة ، فتدبّر.


        تعليق


        • #5
          24 ـ زيارة الإمام الحسين فريضة من الله سبحانه على الرجال والنساء ومكمّل الإيمان والدين .

          عن اُمّ سعيد عن أبي عبدالله 7 قالت : قال لي : يا اُمّ سعيدة تزورين قبر الحسين ؟ قالت : قلت : نعم ، قالت : فقال لي : يا اُمّ سعيدة فانّ زيارة الحسين واجبة على الرجال والنساء.

          قال أبو عبدالله 7: لو انّ أحدكم حجّ دهره ، ثمّ لم يزر الحسين بن علي 8 لكان تاركاً حقّاً من حقوق رسول الله 6، لأنّ حقّ الحسين 7 فريضة من الله، واجبة على كلّ مسلم .

          عن أبي عبدالله 7 قال : من لم يأت قبر الحسين 7 حتّى يموت كان منتقص الدين منتقص الإيمان ، وإن أدخل الجنّة كان دون المؤمنين في الجنّة .

          وعنه 7 قال : من لم يأت قبر الحسين 7 وهو يزعم انّه لنا شيعة حتّى يموت فليس هو لنا شيعة ، وإن كان من أهل الجنّة فهو من ضيفان أهل الجنّة .

          أقول : أي يكون ضيفاً على أهل الجنّة ، لا انّه ضيف الله في الجنّة ، وكم فرق بين الضيافتين والكرامتين ؟!

          عن أبي عبدالله 7 قال : سألته عمّن تر? الزيارة ، زيارة قبر الحسين 7 من غير علّة ؟ قال : هذا رجل من أهل النار.

          وفي حديث آخر له طويل : أتاه رجل فقال : هل يزار والد? ؟ فقال : نعم ، فقال فما لمن يزوره ؟ قال : الجنّة إن كان يأتمّ به ـ أي يعتقد بامامته الحقّة وخلافته لرسول الله كما في حديث خلفائي اثنى عشر كلّهم من قريش ـ قال : فما لمن تركه رغبة عنه ؟ قال : الحسرة يوم الحسرة .

          وعن علي بن ميمون قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : لو أنّ أحدكم حجّ ألف حجّة ، ثم لم يأت قبر الحسين بن علي 8 لكان قد تر? حقّاً من حقوق الله وسئل عن ذل? ؟ فقال : حق الحسين 7 مفروض على كلّ مسلم .

          25 ـ زيارة الإمام الحسين من علائم حبّ أهل البيت ::

          إنّ حبّ أهل البيت من حبّ الله ورسوله (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ آلْمَوَدَّةَ فِي آلْقُرْبَى )[14] فالمودّة والحبّ لأهل البيت أجر الرسالة المحمّديّة ، وانّه (احبّ الله من

          أحبّ حسيناً) ثمّ لكلّ شيء علامة ، ومن علائم حبّ الله وحبّ رسوله وأهل بيته أن يكثر المؤمن زيارة قبر الإمام الحسين 7.

          عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر الإمام الباقر 7 قال : سمعته يقول : من أراد أن يعلم انه من أهل الجنّة فليعرض حبّنا على قلبه ، فان قبله فهو مؤمن ، ومن كان لنا محبّاً فليرغب في زيارة قبر الحسين 7، فمن كان للحسين 7 زوّاراً عرفناه بالحبّ لنا أهل البيت ، ومن كان من أهل الجنّة ولم يكن للحسين زوّاراً ـ صيغة مبالغة تدلّ على كثرة الزيارة ـ كان ناقص الإيمان .

          26 ـ ثواب زيارة ملائكة السماء لزوّار الإمام الحسين 7 في الأرض :

          فان الملائكة تزور الإمام الحسين 7 ويثابون على ذل? إلّا انه جعل ثوابهم ثواباً لمن زاره 7.

          عن سدير قال : قال أبو عبدالله 7: يا سدير تزور قبر الحسين 7 في كلّ يوم ؟ قلت : لا، قال : ما أجفاكم ، قال : تزوره في كلّ جمعة ؟ قلت : لا، قال : تزوره في كلّ
          شهر؟ قلت : لا، قال : فتزوره في كلّ سنة ؟ قلت : قد يكون ذل? ، قال : يا سدير ما أجفاكم بالحسين 7 أما علمت ان لله ألف مل? شعثاً غبراً يبكون ويرثون ـ من الرثاء والنياحة ـ لا يفترون ، زوّاراً لقبر الحسين 7 وثوابهم لمن زاره .


          أقول : في هذا الحديث الشريف كغيره دلالات عديدة ، فانه من الوفاء للامام 7 لمن كان بجواره أن يزوره كلّ يوم ، ولمن بعد قليلاً فكلّ اُسبوع ، وهكذا كلّ شهر، ولا أقل أن يكون ذل? كلّ سنة مرّة لمن كانت شقته ودياره بعيداً، اذ انّه من لم يزره هكذا فانه من الجفاء ـ والجفاء بمعنى البعد عن الشيء وتر? الصلة والبرّ وغلظ الطبع ، والمعنى الأوسط هو المراد في الظاهر ـ ثمّ زيارة الملائكة للامام الحسين 7 ولا يتعبون ولا يفترون في زيارته ، وان زيارتهم مع النوح والبكاء والرّثاء، ثمّ ثواب زيارتهم يكتب لمن زار الإمام الحسين في الأرض ، فما أعظم هذه المنزلة للزائر حيث يصب في حساب زيارته ثواب الملائكة .

          27 ـ الفضل والخير الكثير لمن زار الإمام الحسين 7:

          عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : عجباً لأقوام يزعمون أنّهم شيعة لنا يقال : ان أحدهم يمرّ به دهره لا يأتي قبر الحسين 7 جفاء منه وتهاوناً وعجزاً وكسلاً، أما والله لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون ولا كسل ، قلت : جعلت فدا? وما فيه من الفضل ؟ قال : فضل وخير كثير، أما أوّل ما يصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه ويقال له : استأنف العمل .

          أقول : مثل هذا التعبير ورد لمن حجّ بيت الله الحرام ، فانه بعد الطواف وصلاته يأتيه مل? ويضرب على كتفه ويقول : أمّا الماضي فقد غفر الله ل? فاستأنف العمل ، فالزيارة الحسينيّة والحجّ الالهي يصبّان في مصبّ واحد من حيث المبادئ والمقاصد والمقدّمات والنتائج والأجر والثواب ، فاغتنموا الفرص يا اولى الألباب .

          28 ـ مسؤوليّة وجهاء الشيعة ومشايخهم ورؤسائهم في زيارة الإمام الحسين 7 أكثر من غيرهم .

          عن أبان بن تغلب قال : قال لي جعفر بن محمّد 8: يا أبان متى عهد? بقبر الحسين 7؟ قلت : لا والله يا ابن رسول الله مالي به عهد منذ حين .

          قال : سبحان ربي العظيم وبحمده ، وأنت من رؤساء الشيعة تتر? الحسين لا تزوره ، من زار الحسين كتب الله له بكلّ خطوة حسنة ، ومحى عنه بكلّ خطوة سيّئة ، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، يا أبان بن تغلب لقد قتل الحسين صلوات الله عليه ، فهبط على قبره سبعون ألف مل? شعث غبر يبكون عليه ، وينوحون عليه إلى يوم القيامة[15] .


          قال العلّامة المجلسي 1 في موسوعته الكبرى القيّمة (بحار الأنوار) (ج 98 ص10):

          (ثمّ اعلم انّ ظاهر أكثر أخبار هذا الباب وكثير من أخبار الأبواب الآتية وجوب زيارته صلوات الله عليه ، بل كونها من أعظم الفرائض وآكدها، ولا يبعد بوجوبها في العمر مرّة مع القدرة ـ ويكون مثل الحجّ لمن استطاع إليه سبيلاً ـ وإليه كان يميل الوالد العلّامة نوّر الله ضريحه ، وسيأتي التفصيل في حدّها للقريب والبعيد، ولا يبعد القول به أيضاً، والله يعلم . انتهى كلامه رفع الله مقامه .

          29 ـ الأمن من الفزع الأكبر وبشارة الملائكة بالفوز:

          عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر ـ الإمام الباقر ـ 7 ما تقول فيمن زار أبا? على خوف ؟ قال : يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، وتلقّاه الملائكة بالبشارة ، ويقال له : لا تخف ولا تحزن ، هذا يوم? الذي فيه فوز? .

          عن ابن بكير عن أبي عبدالله ـ الإمام الصادق ـ 7 قال : قلت له : إنّي انزل الارَّجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبي? ، فاذا خرجت فقلبي مشفق وَجل ، حتّى أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح فقال : يا ابن بكير أما تحبّ أن يرا? الله فينا خائفاً، أما تعلم انّه من خاف لخوفنا أظلّه الله في ظلّ عرشه ، وكان محدّثه الحسين 7 تحت العرش ـ أي الإمام يحدّثه تحت عرش الله فما أعظم هذه المنزلة فإن المحدّث الإمام الحسين 7 ريحانة رسول الله 6، والمكان تحت العرش ، فأي حديث يكون هذا؟! هل هو أسرار اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى ؟! ـ وآمنه الله من أفزاع القيامة ، يفزع الناس ولا يفزع ، فان فزع وقرته الملائكة وسكّنت قلبه بالبشارة .


          تعليق


          • #6
            30 ـ من آثار من يزور الإمام الحسين 7 على خوف ووجل ـ من سلطان جائر أو عدو قاهر أو في عصرنا هذا من الارهابيين ومن متفجراتهم ـ الأمن يوم الفزع الأكبر والانصراف بالمغفرة وسلام الله الملائكة وزيارة النّبي والدعاء له والانقلاب بنعمة الله وغيره .

            عن محمّد بن مسلم ـ في حديث طويل ـ قال لي أبو جعفر محمّد بن علي 7: هل تأتي قبر الحسين 7؟ قلت : نعم على خوف ووجل . ـ وهذا يعني ان بطش الطغاة
            والفت? بزوّار الإمام الحسين 7 لم يكن جديداً بل منذ اليوم الأوّل بعد شهادته إلى يومنا هذا، هنا? من يحارب الإمام الحسين 7 ويحارب شعائره ومآتمه وزيارته ، فتزوره الناس على خوف ووجل ـ فقال له : ما كان من هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف ، ومن خاف في اتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لربّ العالمين ، وانصرف بالمغفرة ، وسلّمت عليه الملائكة ، وزاره النّبي 6 ودعا له ، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء، واتّبع رضوان الله.


            31 ـ امنيّة أهل القيامة زيارة الإمام الحسين لما فيها من الثواب والفضائل :

            عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر 7 قال : لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين من الفضل لماتوا شوقاً، وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات ، قلت : وما فيه ؟ قال : من أتاه تشوّقاً، كتب الله له ألف حجّة متقبّلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقة مقبولة ، وثواب ألف نسمة اُريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظاً سنته من كلّ آفة أهونها الشيطان ، ووكّل به مل? كريم يحفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، ومن فوق رأسه ، ومن تحت قدمه .

            فان مات سنته حضرته ملائكة الرحمة ، يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ، ويؤمنه الله من ضغطة القبر، ومن منكر ونكير أن يروعانه ، ويفتح له باب إلى الجنّة ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويعطى يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب .

            وينادي منادٍ: هذا من زوّار قبر الحسين بن علي شوقاً إليه ، فلا يبقى أحد في
            القيامة ، إلّا تمنّى يومئذٍ انه كان من زوّار الحسين بن علي 8.


            وعن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبي عبدالله 7: ما لمن ان أتى قبر الحسين ؟ قال : من أتى قبر الحسين شوقاً إليه كان من عباد الله المكرمين ، وكان تحت لواء الحسين بن علي 8 حتّى يدخلهما الله جميعاً الجنّة .

            32 ـ زائر الإمام الحسين سعيد ويخوض في رحمة الله:

            عن القدّاح عن أبي عبدالله 7 قال : قلت له : ما لمن أتى الحسين بن علي 8 زائراً عارفاً بحقّقه غير مستنكف ولا مستكبر؟ قال : يكتب له ألف حجّة مقبولة وألف عمرة مبرورة ، وإن كان شقيّاً كتب سعيداً، ولم يزل يخوض في رحمة الله.

            أقول : ممّا يدلّ هذا الحديث الشريف على ان السعادة والشقاوة ليستا من الذاتيّات في الانسان كما عند الأشاعرة ومن اشتبه عليه الأمر، بل في لوح المحو والاثبات ، من كتب شقياً، فانّ هنا? عوامل تمحو شقاوته وتكتبه سعيداً، كالدعاء وصلة الأرحام والصدقة ، ومن أفضلها زيارة الإمام الحسين 7 ثمّ بعد سعادته يخوض في رحمة الله الرحمانيّة والرحيميّة ، كمن يخوض ويغوص في البحار لاستخراج اللئالي والمجوهرات من أسرار التوحيد والكون ، فتدبّر وأنت من العارفين في روضة المقرّبين .

            عن الإمام الصادق 7: لا تدع زيارة الحسين بن علي ، ومر أصحاب? بذل? ، يمدّ الله في عمر? ، ويزيد الله في رزق? ، ويحيي? الله سعيداً، ولا تموت الّا سعيداً، ويكتب? سعيداً.

            ومن الواضح ان السعيد يفوز بالجنّة لقوله تعالى : (وَأَمَّا آلَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي
            آلْجَنَّةِ )[16] . ومن فاز بالجنة فقد فاز فوزآ عظيمآ، ومثل هذا فليعمل العاملون .

            تعليق


            • #7
              33 ـ الألفيّة في زيارة الإمام الحسين 7 وبركات الآخرة :

              عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر 7 قال : لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين 7 من الفضل ، لماتوا شوقاً وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات ، قلت : وما فيه ؟ قال 7: من أتاه تشوّقاً كتب الله له ألف حجّة متقبّلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقة مقبولة ، وثواب ألف نسمة اُريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظاً سنته من كلّ آفةٍ ، أهونها الشيطان ، ووكّل به مل? كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه ـ أي من الجهات الست ـ فان مات سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ، ويؤمّنه الله من ضغطة القبر، ومن منكرٍ ونكير أن يروّعانه ، ويفتح له باب إلى الجنّة ، ويعطى كتابه بيمينه ويعطى له يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب .

              34 ـ فضل زوّار الحسين على غيرهم يوم القيامة :

              عن عبيدة بن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : انّ لزوّار الحسين بن علي 8 يوم القيامة فضلاً على الناس ، قلت : ما هو فضلهم ؟ قال : يدخلون الجنّة قبل الناس بأربعين عاماً، وسائر الناس في الحساب والموقف .

              35 ـ ثواب الحجّ والعمرة في زيارة الإمام الحسين 7:

              إنّ لكلّ شيء مقياس وميزان ، كلّ بحسب نفسه ، وفي بيان ثواب وأجر العبادات في أحاديث أئمّة أهل البيت : كان المقياس بالحجّ والعمرة ، كما كان بالشهيد وغيره ، والمقصود منها القرب من الله سبحانه واعمار القلب وحياته المعنويّة ، وإذا كان بعض العبادات يقاس بالحج ، وانّه حجّة مقبولة مع رسول الله، أو أنّه حجّتان ، أو ثلاث ، أو عشرة ، أو سبعين ، أو مأة ، أو سبعمأة ، أو الف ، أو عشرة الآف ، أو الف ألف ، كما ورد في فضيلة زيارة الإمام الرضا 7، فانّه يعني كليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، بمعنى انه يثاب ثواب عمر (83 سنة) تقريباً كلّها في عبادة الله وقربه ، وكان بليلة واحدة يمكن للمؤمن أن يتقرّب إلى الله بمقدار عمر وبمقدار ثمانين عاماً، فمثل هذا الاختلاف لا يدلّ على التهافت في الروايات حتّى يقال بضعفها، بل إنّما يدلّ على اختلاف معرفة الزائر بإمامه المزور، ورعايته للاداب والشرائط ، وانّه كالهدايا التي يعطى للتلامذة في المدارس ، فان ما يعطى لتلميذ الصف الأوّل الابتدائي غير ما يعطى لمن أكمل دراساته الجامعيّة ، أو في الصف الأول المتوسط ، أو الأوّل ، الثانويّة ، أو الأوّل في الجامعة ، وهكذا، وهذا أمر واضح في عالم الماديّات والعرفيّات ، فكذل? في المعنويّات والشرعيّات ، قربّ زائرٍ يثاب بحجّة واحدة في زيارته ، إذ انّه في الصف الأوّل الابتدائي في معرفة امامه 7، ومنهم من يُعطى عشر حجج ، إذ انّه في الصفّ الخامس الابتدائي مثلا، ومنهم من يعطى ألف ألف حجة ، إذ انّه أصبح استاذ في الجامعة ، أو انّه پرفيسور في العلوم والفنون .

              ثم المقياس في كل شيء بحسبه نفسه فيكون من الاُمور النسبية وليس المطلقة .
              كما يقال في ترفيع الدرجات ، فإذا كان في الحجّ مثلا في كل خطوة يرفع عشر درجات فان المقصود من الدرجات هي بالتبة إلى الحجّ نفسه ، وكذا في كلّ خطوة في زيارة الإمام الحسين 7 يرفع عشر درجات فالدرجات بالنسبة إلى الزيارة ،وهذا كالترفيع في الجيش في عصرنا هذا فانه ترفيع الجندي العادي يختلف عن ترفيع الضابط ، فإنّه في الضابط يكون رفع درجته بوضع نجمة ذهبيّة على كرسنه وهذا بخلاف رفع درجة الجندي بوضع خيط واحد على عضده ؟ فتدبّر. لتعرف بما جاء في الخبر، المروي عن سيّد البشر وعترته الغرر :، ولماذا الاختلاف في الدرجات وفي الحجج ؟


              ومن هذا المنطق ورد في أحاديث أهل البيت : في فضل زيارة الإمام الحسين 7: قال المحقّق التستري في كتابه (الخصائص الحسينيّة : 299): وتفاوت التأثيرات بتفاوت المعرفة بحقّ الحسين 7 فقد ورد في الروايات التقييد بكونه (عارفاً بحقّ الحسين ).

              أقول : وكذل? لمن يراعى آداب الزيارة وشرائطها، فإنّ هذه الرعاية من نتائج المعرفة أيضاً، ومن هذا المنطلق تذكر شروط الزيارة وآدابها الشرعيّة العامّة في كلّ العبادات ، والواردة في خصوص الزيارة ، بأن تكون خالصة لوجه الله تعالى ، وان يكون محتسباً لأشراً ولا بطراً ولا لسمعة ، أو تكون صلة لرسول الله 6، أو تكون رحمة للحسين 7، فيقصد بها جبر ما ورد عليه بزيارته ـ كما ورد في الروايات والأخبار الواردة في هذا الباب ـ ففي البحار وثواب الأعمال والتهذيب والكامل بأسانيد كثيرة ومعتبرة مستفيضة ورد عن الإمام الصادق 7: إذا زرت أبا
              عبدالله 7 فزره وأنت حزين كئيب مكروب شعث مغبر جائع عطشان ، فان الحسين 7 قتل كئيباً حزيناً مكروباً شعثاً مغبراً جائعاً عطشانآ.

              وقال 7: بلغني أن قوماً إذا زاروا الحسين 7 حملوا معهم السفرة فيها الحلاوة والأخبصة ـ حلوى معروفة ـ وأشباهه ، ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا.

              وفي رواية اُخرى قال لهم : تتخذون لذل? سفرة ؟ قالوا: نعم . قال : لو اتيتم قبور آبائكم واُمّهاتكم لم تفعلوا ذل? ، قلت : أيّ شيء نأكل ؟ قال : الخبز باللبن .

              وفي الكامل باسناد معتبر عن المفضل ، قال : قال أبو عبدالله 7: تزورون خير من ان لا تزوروه . ولا تزوروا خير من أن تزوروا. قال قلت : قطعت ظهري ، قال : تالله ان أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حزيناً، وتأتونه أنتم بالسُّفر ـ أي الموائد مع الأطعمة الملونة ـ، كلّا حتّى تأتونه شعثاً غُبراً. أي عليكم وعثاء السّفر وغباره ، وهذا كناية عن الحزن والمصاب .

              أقول : ما يفعله أهل المواكب الحسينيّة في عصرنا هذا من إطعام الطعام للزوّار الكرام ، ولاسيّما المشاة في زيارة الأربعين خارج عن هذا الأمر تخصصاً أو تخصيصاً، فانه لا يصدق عليه عنوان سفرة البهجة والفرح ، بل يفعل ذل? للبركة والتبر? ، ومن مصاديق البذل في سبيل قضية الإمام الحسين 7، وانه من أفضل القربات كما هو ثابت ، فلا تغفل ولا يلتبس علي? الأمر أو يلقى الشيطان وأتباعه من الشبهات في روع المؤمنين .

              ومن آداب الزيارة الغسل بماء الفرات ، فمن يزداد معرفة بامامه 7 ويراعى
              الآداب والشرائط ، فانه يزداد ثواباً ودرجة (يَرْفَعِ آللهُ آلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَآلَّذِينَ أُوتُوا آلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )[17] ، وربما لمثل هذا تتفاوت الحجج في زيارة الإمام 7 فأقلّ ما


              يعطي للزائر حجة واحدة مقبولة ، وحتّى تصل العطيّة والمحنة الالهيّة إلى ألف ألف حجّة مقبولة ومبرورة . وألف ألف عمرة مقبولة ومبرورة مع رسول الله 6، فأين الواحدة من ألف ألف ـ أي المليون كما في زيارة الإمام الرضا؟! ـ.

              وقال المحقّق التستري في كتابه (الخصائص : 307): وأصل الزيارة يعادل مع الحجّ ، وكذا الخطوات التي يخطوها بعد غسله من الفرات ، أو مطلقاً، فتبلغ معادلة أصل الزيارة إلى ألف ألف حجّة مع القائم عجّل الله فرجه الشريف ، وألف ألف عمرة مع رسول الله 6، وعتق ألف ألف نسمة ، وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله ـ كما ورد في الأخبار: كامل الزيارت : 172 والبحار :98 88).

              وبالنسبة للخطو ـ أي الخطا التي يخطوها الزائر ـ نحو الزيارة يكتب الله له بعد الغسل والتوجه ، بكل خطوة حجّة بمناسكها، وفي بعض الزيارات كل قدم مأة حجّة ـكما مرّـ. ثم لا بأس ان نشير إلى تعداد الحجّ لمن زار قبر الإمام الحسين 7.

              1 ـ عن البزنطي قال : سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا 7 عمّن أتى قبر الحسين صلوات الله عليه قال : تعدل عمرة . وفي آخر: تعدل عمرة مبرورة متقبّلة . وفي آخر: أربع عمر تعدل حجّة ، وزيارته تعدل عمرة ، ومن ثمّ لا ينبغي التخلّف عند أكثر من أربع سنين .

              2 ـ وعن الإمام الصادق 7: كتبت ل? اثنان وعشرون حجّة .

              3 ـ عن أبي جعفر 7: تعدل حجّة مبرورة مع رسول الله 6، وفي آخر : حجّة مبرورة .

              4 ـ وعن الإمام الصادق 7: تعدل حجّة وعمرة .

              5 ـ وعنه 7: حجّة وعمرة حتّى عدّ عشرة .

              6 ـ وعنه 7: كان كمن حجّ مأة حجّة مع رسول الله 6.

              7 ـ وعنه 7: كتب الله له ثمانين حجّة مبرورة .

              8 ـ وعنه 7: زاره في غير يوم عيد كتبت له عشرون حجّة وعشرون عمرة مبرورات متقبّلات .

              9 ـ قال رسول الله: كتب الله له حجّة من حججي وجحتين وأربعة ، وزاد حتّى بلغ تسعين حجّة من حجج رسول الله بأعمارها.

              10 ـ عن الصادق 7: حج ثلاث حجج مع رسول الله 6.

              11 ـ عنه 7: تعدل حجة مقبولة متقبّلة زاكية مع رسول الله 6، وحجّتين مبرورتين متقبّلتين زاكيتين مع رسول الله 6 وزاد حتّى قال ثلاثين حجّة مبرورة متقبّلة زاكية مع رسول الله 6.

              12 ـ عن الصادق 7: زيارته خير من عشرين حجّة .

              13 ـ وعنه 7: تعدل عشرين حجّة ، وأفضل من عشرين حجّة .

              14 ـ عنه 8: أحداً وعشرين حجّة .

              15 ـ وعنه 7: كمن حجّ مأة حجّة مع رسول الله 6.

              16 ـ عنه 7: حتّى بلغ خمسين حجّة فسكت .

              17 ـ عنه 7: يكتب له ألف حجّة مقبولة وألف عمرة مبرورة ، في خبر آخر : كلّها مع رسول الله 6.

              قال العلّامة المجلسي في بحاره في بيان هذه الأحاديث الشريفة : لعلّ اختلافات هذه الأخبار في قدر الفضل والثواب محمولة على اختلاف الأشخاص والأعمال وقلّة الخوف والمسافة وكثرتها، فان كلّ عمل من أعمال الخير يختلف ثوابها باختلاف مراتب الاخلاص والمعرفة والتقوى وساير الشرائط التي توجب كمال العمل ، على أنه يظهر من كثير من الأخبار أنهم كانوا يراعون أحوال السائل في ضعف ايمانه وقوّته لئلا يصير سبباً لانكاره وكفره ، وأنهم كانوا يكلّمون الناس على قدر عقولهم . انتهى كلامه رفع الله مقامه .

              عن أبي عبدالله 7 قال : من أتى قبر الحسين بن علي 8 فتوضّأ واغتسل في الفرات لم يرفع قدماً ولم يضع قدماً إلّا كتب الله له حجّة وعمرة[18] .


              وفي حديث آخر: من اغتسل في الفرات ، ثمّ مشى إلى قبر الحسين 7 كان له بكلّ قدم يرفعها ويضعها حجّة متقبّلة بمناسكها.

              36 ـ الحشر مع الإمام الحسين 7:

              عن علي بن معمر عن بعض أصحابنا قال : قلت لأبي عبدالله 7: ان فلاناً أخبرني انه قال ل? : إنّي حججتُ تسع عشرة حجّة وتسع عشرة عمرة ، فقلت له : حجّ حجّة اُخرى واعتمر عمرة اُخرى تكتب ل? زيارة قبر الحسين 7 فقال : أيّما أحبّ إلي? أن تحجّ عشرين حجّة وتعتمر عشرين عمرة أو تحشر مع الحسين 7؟
              فقلت : لا بل اُحشر مع الحسين 7، فقال : فزر أبا عبدالله 7.


              وهذا غاية المأمول لكلّ موالٍ ومحبّ وشيعي أن يحشر مع سيّد الشهداء الإمام الحسين 7، فانه يحشر مع محمّد وآل محمّد : فان رسول الله 6 قال : حسين منّي وأنا من حسين .

              37 ـ زيارة الإمام الحسين 7 حجّ الضعفاء:

              عن يونس عن الرضا 7 قال : من زار الحسين 7 فقد حجّ واعتمر، قال : قلت يطرح عنه حجّة الإسلام ؟ قال : لا، هي حجّة الضعيف حتّى يقوّى ويحجّ إلى بيت الله الحرام ، أما علمت ان البيت يطوف به كلّ يوم سبعون ألف مل? حتّى إذا أدركهم الليل صعدوا، ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتّى الصباح ، وأنّ الحسين لأكرم على الله من البيت ، وانه في وقت كلّ صلاة لينزل عليه سبعون ألف مل? شعث غبر، لا تقع عليهم النوبة إلى يوم القيامة .

              38 ـ نتيجة زيارة الإمام الحسين ومن علائم قبولها في الدنيا السرور والنشاط والحيويّة والعافية :

              عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته وهو يقول : انّ الحسين 7 قتل مكروباً، وحقيق على الله أن لا يأتيه مكروب إلّا ردّه الله مسروراً.

              وعن أبي جعفر 7: ما آتاه مكروب قطّ إلّا فرّج الله كربته .

              وعنه 7: (ان الحسين صاحب كربلاء قتل مظلوماً مكروباً عطشاناً لهفاناً، فآلى الله عزّوجلّ على نفسه أن لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا من به عاهة ثمّ دعا عنده وتقرّب بالحسين بن علي 8 إلى الله عزّوجلّ
              إلّا نفّس الله كربته ، وأعطاه مسألته ، وغفر ذنبه ، ومدّ في عمره ، وبسط في رزقه) فاعتبروا يا اُولى الأبصار.


              قال الإمام الحسين 7: أنا قتيل العبرة قتلت مكروباً، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب إلّا ردّه الله وقلبه إلى أهله مسروراً.

              39 ـ زيارة الحسين 7 محط الآمال وشكوى الحوائج :

              عن ابن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبدالله 7: دعاني الشوق إلي? أن تجشّمت إلي? على مشقة ، فقال لي : لا تش? ربّ? ، فهلا أتيت من كان أعظم حقّاً علي? منّي ؟ فكان من قوله : (فهلّا أتيت من كان أعظم منّي حقّاً علي? منّي أشدّ عليّ من قوله لا تش?ُ ربّ? ).

              قلت : ومن أعظم عليّ حقّاً من? ؟ قال : الحسين بن علي إلّا أتيت الحسين فدعوت الله عنده وشكوت إليه حوائج? .

              أقول : ما أعظم هذه البشرى الصادقيّة ، فما أن قرأت هذا الحديث الشريف إلّا غمرتني الفرحة والسرور التي لا توصف ، فانّي ليل نهار أدعو ربّي أن يشرفني بلقاء مولاي وامام زماني صاحب العصر والزمان ، قطب عالم الامكان ، ولي الله الأعظم الحجّة بن الحسن العسكري 7 وعجّل الله فرجه الشريف ، وكأنّي أسمعه يقول 7 : فهلّا اتيت من كان أعظم حقّاً علي? منّي ، هلّا اتيت الحسين فدعوت الله عنده وشكوت إليه حوائج? .

              وأحمد الله وأشكره كما هو أهله ومستحقّه ، فانّه قبل اسبوع (مساء السبت ليلة الأحد من الساعة العاشرة وإلى ما بعد منتصف الليل في صفر المظفر سنة 1430
              ه .ق ) كنت زائراً لمولاي وجدّي سيّد الشهداء الإمام الحسين 7، ووفقّني الله في ليلة روحانيّة وإلهيّة ، بدخولي الضريح المقدّس بعد فتحه ، لاخراج ما فيه من النذورات ، فصلّيت صلاة الرزق والاستغفار داخل الضريح المقدّس ، وعند رأس الإمام الحسين 7 ثمّ دعوت الله بفنون الدعوات ، وكان من جملة الحضور سماحة الخطيب السيّد جاسم الطويرجاوي دام مجده ، والرادود الحسيني السيّد حسن الكربلائي دام عزّه ، فاستمعت لهما المأتم الحسيني وقصيدة اللطم بالبكاء والنحيب ، وذكرت هذا من باب (وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّ?َ فَحَدِّثْ )[19] فهذا من قضل ربّي ، فله الشكر


              أبد الآبدين ، كما أشكر الاُخوة المنتسبين في الروضة الحسينيّة ، وأخصّ بالذكر الأخ الكريم السيّد ضياء الموسوي والأخ الفاضل معاون سماحة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي بدعوتي لهذه المكرمة ، فجزاهم الله خيراً وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين .

              40 ـ أيّام الزيارة لا تعدّ من الآجال أي الأعمار:

              إنّ الله سبحانه ليحاسب العبد على أيّامه وساعاته ولحظات عمره ، إلّا انّه ما دام في زيارة الإمام الحسين 7، فلا تعدّ أيّامها من أجله وعمره ، فكأنّما زيادة عمر في طاعة الله سبحانه .

              قال الإمام الصادق 7: ان أيّام زائر الحسين بن علي 7 لا تعدّ من آجالهم .

              عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمّد 8 يقولان : إنّ الله تعالى عوّض الحسين 7 من قتله أن جعل الامامة في ذرّيته ، والشفاء في تربته ،
              وإجابة الدعاء عند قبره ، ولا تعدّ أيّام زائريه جائياً وراجعاً.


              41 ـ من أفضل الأعمال زيارة الإمام الحسين 7:

              لقد جعل الله في خلقه الفضل ، ففضّل بعض الرسل على بعض ، وكذل? في الأعمال فبعضها أفضل من بعض ، ومن أفضل الأعمال زيارة الإمام الحسين 7.

              عن أبي خديجة عن أبي عبدالله الإمام الصادق 7 قال : سألته عن زيارة قبر الحسين 7 قال : إنّه أفضل ما يكون من الأعمال .

              وقال : من أحبّ الأعمال إلى الله زيارة قبر الحسين 7.


              تعليق


              • #8
                42 ـ حضور الزهراء 3 واستغفارها لزوّار ولدها الحسين 7:

                عن الإمام الصادق 7 قال : إنّ فاطمة بنت محمّد 6 تحضر زوّار قبر ابنها الحسين 7 فتستغفر لهم .


                43 ـ ثواب صلاة الملائكة لزوّار قبر الحسين 7:

                عن الإمام الصادق 7: وكّل الله تبار? وتعالى بقبر الحسين بن علي بن أبي طالب 7 سبعين ألف مل? ، يعبدون الله عنده ، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميّين ، يكون ثواب صلاتهم لزوّار قبر الحسين 7، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين أبد الآبدين .

                43 ـ من زوّار الإمام الحسين الأنبياء : والملائكة والربّ جلّ جلاله :

                إنّ الأنبياء اُسوة حسنة وقدوة صالحة ، فبهداهم اقتده ، ومن هديهم وسفنهم في عالم البرزخ زيارة أرواحهم المقدّسة بقوالبهم المثاليّة بقبر الإمام الحسين 7 لعلمهم ما في زيارته من الفضل والثواب الذي لا يعلمه إلّا الله سبحانه ، ويعلم بعضه
                الراسخون في العلم ، فمن زوّاره موسى بن عمران برفقة سبعين ألف مل? .


                عن الحسين بن أبي حمزة قال : خرجت في آخر زمن بني اُميّة وأنا اُريد قبر الحسين 7 فانتهيت إلى الغاضريّة حتّى إذا نام الناس اغتسلت ، ثمّ أقبلت اُريد القبر حتّى إذا كنت على باب الحير، خرج إليّ رجل جميل الوجه طيّب الريح شديد بياض الثياب فقال : انصرف فانّ? لا تصل ، فانصرفت إلى شاطئ الفرات ، فأنست به ، حتّى إذا كان نصف الليل اغتسلت ثمّ أقبلت اُريد القبر.

                فلمّا انتهيت إلى باب الحائر خرج إليّ الرجل بعينه فقال : يا هذا انصرف فانّ? لا تصل ، فانصرفت فلمّا كان آخر الليل اغتسلت ثمّ أقبلت اُريد القبر، فلمّا انتهيت إلى باب الحائر خرج إليّ ذل? الرجل فقال : يا هذا انّ? لا تصل ، فقلت فلم لا أصل إلى ابن رسول الله 6 وسيّد شباب أهل الجنّة ، وقد جئت أمشى من الكوفة وهي ليلة الجمعة ، وأخاف أن أصبح ههنا وتقتلني مسلحة بني اُميّة ـ أي ازلام النظام الأمويّ والذي يحملون السلاح في وجه المظلومين ـ فقال انصرف فانّ? لا تصل ، فقلت : ولم لا أصل ؟ فقال : إنّ موسى بن عمران استأذن ربّه في زيارة قبر الحسين 7 فأذن له ، فأتاه وهو في سبعين ألف مل? ، فانصرف فاذا عرجوا إلى السماء فتعال ، فانصرفت وجئت إلى شاطئ الفرات حتّى إذا طلع الفجر اغتسلت وجئت فدخلت فلم أر عنده أحداً، فصلّيت عنده الفجر وخرجت إلى الكوفة .

                عن اسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : ليس نبي في السموات والأرض إلّا ويسألون الله تبار? وتعالى أن يؤذن لهم في زيارة الحسين 7، ففوج ينزل وفوج يعرج .

                عن صفوان الجمّال قال : قال لي أبو عبدالله 7: لمّا أتى الحيرة ـ الحائر ـ هل ل? في قبر الحسين ؟ قلت : وتزوره جعلت فدا? ؟ قال : وكيف لا أزوره والله يزوره في كلّ ليلة جمعة يهبط مع الملائكة اليه والأنبياء والأوصياء ومحمّد أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء.

                فقال صفوان : جعلت فدا? فنزوره في كلّ جمعة حتّى ندر? زيارة الربّ ؟ قال : نعم يا صفوان ، الزم تكتب ل? زيارة قبر الحسين وذل? تفضيل .

                قال العلّامة المجلسي في بيان الخبر: زيارته تعالى كناية عن إنزال رحمانيّته الخاصّة ـ المسمّى باللطف الخفي ـ عليه وعلى زائريه صلوات الله عليه (قوله 7) : (وذل? تفضيل) أي زيارة الربّ . انتهى كلامه .

                فلا نقول كما تقوله المجسّمة والحنابلة من نزول الله بجسده بما يتلائم وشأنه ، فان هذا يتنافى مع الأدلّة العقليّة والنقليّة ، فان الله سبحانه ليس بجسم وليس كمثله شيء، فلو كان للزم الاحتياج والافتفار، لافتفار الجزء إلى الجزء في تكون الكل ، والله واجب الوجود لذاته بذاته ، فيستحيل أن يكون جسماً مطلقاً، فهبوطه ونزوله يعني بحذف المضاف ، أي هبوط رحمته ونزول بركاته ، كما يقال (وَآسْألِ آلقَرْيَةَ ) أي اسأل أهل القرية .

                عن ابن سنان عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته يقول : قبر الحسين 7 عشرون ذراعاً في عشرين ذراعاً مكسراً ـ أي من الأطراف الأربعة ـ روضة من رياض الجنّة ، وفيه معراج إلى السماء، فليس من مل? مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا وهو يسأل الله أن يزوره ، ففوج يهبط وفوج يصعد.

                عن اسحاق بن عمّار عن أبي عبدالله 7 قال : ما بين قبر الحسين بن علي 7 إلى السماء السابعة مختلف الملائكة .

                وفي خبر نبوي : كلّ ليلة وكلّ نهار ينزل سبعون ألف مل? يسلّمون على قبر النّبي أوّلاً، ثمّ أميرالمؤمنين علي 7، ثمّ قبر الحسن المجتبى 7، ثمّ قبر الحسين الشهيد 7، وإن حول قبره أربعة الآف مل? شعثاً غبراً، يبكون عليه إلى يوم القيامة . وفي هذا المعنى روايات اُخرى كثيرة فراجع .

                45 ـ جوار النّبي وعلي وفاطمة : لمن زار الإمام الحسين 7:

                عن أُسامة قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : من أراد أن يكون في جوار نبيه 6 وجوار علي وفاطمة فلا يدع زيارة الحسين بن علي 7 والرحمة .

                46 ـ الكرامة العظمى لمن زار الإمام 7:

                عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله 7: كأنّي والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر الحسين 7، قال : قلت : فيترؤن له ؟ قال : هيهات هيهات قد لزموا والله المؤمنين حتّى أنّهم ليمسحون وجوههم بأيديهم ، قال : وينزل الله على زوّار الحسين 7 غدوة وعشيّة من طعام الجنّة ، وخُدّامهم الملائكة لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلّا أعطاها ايّاه .

                قال : قلت : هذه والله الكرامة قال يا مفضل أزيد? ؟ قلت : نعم سيّدي ، قال : كأنّي بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبّة من ياقوتة حمراء مكلّلة بالجوهر، وكأنّي بالحسين بن علي 7 جالس على ذل? السرير، وحوله تسعون ألف قبّة خضراء، وكأنّي بالمؤمنين يزورونه ويسلّمون عليه ، فيقول الله عزّوجلّ لهم :
                أوليائي سلوني فطالما اُوذيتم وذلّلتم وأُضطهدتم ، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الّا قضيتها لكم ، فيكون أكلهم وشربهم من الجنّة ، فهذه والله الكرامة التي لا يشبهها شيء.


                عن عبدالله بن بكير في حديث طويل قال : قال أبو عبدالله 7: يا ابن بكير إنّ الله اختار من بقاع الأرض ستة : البيت الحرام ، والحرم ، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقاتل الشهداء، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله.

                يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبدالله 7 إذ جهله الجاهل ؟ ما من صباح إلّا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي : يا باغي الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة ، وتأمن الندامة ، يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلّا الثقلين ـ أي الجنّ والانس للحجاب الموضوع لهم ـ ولا يبقى في الأرض مل? من الحفظة إلّا عطف إليه عند رُقاد العبد، حتّى يسبّح الله عنده ويسأل الله الرضا عنده ، ولا يبقى مل? في الهواء يسمع الصوت إلّا أجاب بالتقديس لله، فتشتدّ أصوات الملائكة ، فتجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتدّ أصوات الملائكة أهل السماء الدنيا حتّى تبلغ أهل السماء السابعة ، فيسمع أصواتهم النبيّون فيتزحّمون ويصلّون على الحسين 7، ويدعون لمن أتاه .

                عن أبي عبدالله 7 قال : ما من أحد يوم القيامة إلّا وهو يتمنّى انّه من زوّار الحسين بن علي 8 لما يرى ممّا يصنع بزوّار الحسين من كرامتهم على الله.

                عن محمّد بن أبي جيرير القمّي قال : سمعت أبا الحسن الرضا 7 يقول لأبي : من زار الحسين بن علي 8 عارفاً بحقّه ، كان من محدّثي الله فوق عرشه ، ثمّ قرأ (إِنَّ
                آلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِي?ٍ مُقْتَدِرٍ).


                عن ذريح المحاربي قال : قلت لأبي عبدالله 7: ما ألقى من قومي ومن بنيّ إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين من الخير انّهم يكذّبون ويقولون ان? تكذب على جعفر بن محمّد ـ أقول : ربّما بعضى من يقرء كتابي هذا يخطر على باله مثل هذا، وانّه ما هذه الكرامات والفضائل لمن زار قبر الحسين 7 فربما لا يتحمّله ، إذ انّه من الحديث الصعب المستصعب ، الذي لا يتحمّله إلّا مل? مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قبله بالايمان ـ كما ورد في الأخبار الشريفة ـ وحينئذ ينكر ذل? ، فاليه ما أجاب عند الإمام الصادق 7 في جواب ذريح عنه ما شكى قومه وبنيه من تكذيبه عند ما يذكر فضائل الزيارة ـ .

                قال 7: يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاؤوا، والله ان الله ليباهى بزائر الحسين بن علي 8، والوافد يفده الملائكة المقرّبين وحملة عرشه ، حتّى انّه يقول لهم : أما ترون زوّار قبر الحسين أتوه شوقاً إليه وإلى فاطمة بنت رسول الله محمّد، أما وعزّتي وجلالي وعظمتي لأوجبنّ لهم كرامتي ولأدخلنّهم جنّتي التي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورسلي ، يا ملائكتي هؤلاء زوّار قبر الحسين حبيب محمّد رسولي ومحمّد حبيبي ، ومن أحبّني أحبّ حبيبي ، ومن أحبّ حبيبي أحب من يحبّه ، ومن أبغض حبيبي وأبغضني كان حقّاً عليّ أن اُعذّبه بأشدّ عذابي ، واُحرقه بحرّ ناري ، وأجعل جهنّم مسكنه ومأواه ، واُعذّبه عذاباً شديداً، لا اُعذّبه أحداً من المعالمين .

                47 ـ إنّ مسكن ومأوى الزائر الحسيني الجنّة التي وعد الله المتّقين بها:

                عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله 7 وأبا جعفر 7 يقول : من أحبّ أن
                يكون مسكنه في الجنّة ومأواه الجنّة ، فلا يدع زيازرة المظلوم ، قلت : من هو؟ قال : الحسين بن علي صاحب كربلاء، من أتاه شوقاً إليه وحبّ رسول الله 6 وحبّ فاطمة وحبّ أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم ، أقعده الله على موائد الجنّة ، يأكل معهم والناس في الحساب .

                تعليق


                • #9
                  48 ـ زيارة الإمام الحسين 7 زيارة الله في عرشه :

                  عن الإمام الرضا 7 قال : من زار قبر الحسين 7 بشطّ الفرات ، كان كمن زار الله فوق عرشه . وفي حديث آخر: كان كمن زار الله فوق كرسيّه .

                  قال العلّامة المجلسي في بيان الخبر: أي عَبدالله هنا? ، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هنا? ـ من باب (إِنَّ آلَّذِينَ يُبَايِعُونَ?َ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ آللهَ) فان زيارتهم كزيارة الله، أو يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش مل?ٍ وزاره .

                  أقول : وربما يراد به كما في قوله تعالى : (وآدخُلي جَنَّتي ) جنّة اللقاء وجنّة الأسماء الحسنى والصفات العليا، فمن يزور الإمام الحسين 7 كان كمن دخل في جنّة الأسماء وكان مع زوّار الله سبحانه ، أي تجلت الأسماء الالهية فيه ، وكان مرآة ومجلى لأسمائه الحسنى ، وهذه مرتبة عظمى ، لا يلقّاها إلّا ذو حظّ عظيم . فينال بزيارة الحسين 7 زيارة الله عزّوجلّ ، بأن يفاض عليه من فيضه الأقدس من مقام الأحدية ، ومن فيضه المقدس من مقام واحديته ، فتنكشف له أسرار الكون وما في الطبيعة وما ورائها، ويسبّح مع المسبّحين بتسبيح تكويني (وَإِن مِن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )[20] كما يزيد عليهم بتسبيحه التشريعي ، فيتحد عنده عالم الغيب والشهادة ، والمل? والملكوت ، والظاهر والباطن ، والأمر والخلق ويتجلى فيه (كن فيكون) فيبدع في الخلق من العدم إلى الوجود وبيده الملكوت بإذن ربّ العزة والجبروت سبحانه وتعالى عمّا يصفون والحمد لله ربّ العالمين ، وينال من القرب قاب قوسين أو أدنى من العليّ الأعلى ، في مقعد صدق عند ملي? مقتدر، ولمثل هذا فليعمل العاملون .

                  قال العلّامة المحقّق الشيخ جعفر التستري 1 في كتابه القيّم (الخصائص الحسينيّة : 297) وأمّا الصفة الخاصّة التي تحصل للزائر بمقتضى الأخبار، وينبغي ذكرها مستقلّة فهي : ان من زار الحسين فقد زار الله في عرشه ، وهو كناية عن نهاية القرب إلى الله والترقي إلى درجة الكمال .

                  وفوق هذه الصفة صفة اُخرى ، انه يدر? بها زيارة الربّ ، فانّه قد ورد انه يزوره الله كلّ ليلة جمعة ، فمن زاره في ليلة الجمعة ، أدر? زيارة الرب له ، وزيارته للرب .

                  وزيارة الرب له ، كناية عن إفاضة خاصّة من الرحمة عليه في ذل? الوقت ، فمن أدركها لا يمكن أن يصير محروماً منها، ولا يتصوّر أن لا يناله نصيب منها، وزيارته للربّ كناية عن نهاية القرب إليه ، فاذا اجتمعا حصلت له خصوصيّة مرتبة من شمول الرحمة الالهيّة .

                  وفي رواية اُخرى : انه من أراد أن ينظر إلى الله يوم القيامة ، فليكثر من زيارة الحسين 7.

                  فهذه ثلاث عبارات : زيارة الله والزيارة مع الله والنظر إلى الله.

                  وهي عبارة عن نهاية ما يتصوّر للمخلوق من الترقي إلى درجات القرب ، ولهذا جعلت هذه الصفة باباً مستقلّاً، فانّها تقابل جميع القضايا وتفوق عليها. انتهى كلامه رفع الله مقامه .

                  49 ـ زائر الحسين 7 يكتب في أعلى عليّين :

                  عن الإمام الصادق 7: من أتى الحسين عارفاً بحقّه ـ امام مفترض الطاعة ـ كتبه الله في أعلا عليّين .

                  ورد الحديث الشريف بطرق عديدة ، وهذا نتيجة زيارة الله في عرشه ، فانّه العليّ الأعلى ، ثم سيكون ضيفاً على ربّه على مائدة النور والرحمة الّتي قريبة من المحسنين .

                  50 ـ زوّار الحسين 7 على موائد النور:

                  عن أبي عبدالله 7 قال : من سرّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة ، فليكن من زوّار الحسين بن علي 8.

                  51 ـ زيارة الحسين اعتكاف شهرين في المسجد الحرام :

                  عن اُمّ سعيد الأحمسيّة قالت : جئت إلى أبي عبدالله 7 الإمام الصادق فدخلت عليه ، فجاءت الجارية فقالت : قد جئت? بالدابّة ، فقال لي : يا اُمّ سعيد أيّ شيء هذه الدابّة ، أين تبغين تذهبين ؟ قالت : قلت : أزور قبور الشهداء، فقال : أخّري ذل? اليوم ، ما أعجبكم يا أهل العراق تأتون الشهداء من سفر بعيد ـ أي شهداء اُحد ـ وتتركون سيّد الشهداء لا تأتونه ؟ قالت : قلت له : من سيّد الشهداء؟ فقال : الحسين بن علي 7.

                  قالت : قلت له : إنّي امرأة فقال : لا بأس لمن كان مثل?ِ أن تذهب اليه وتزوره ، قلت : أيّ شيء لنا في زيارته ؟ قال : كعدل حجّة وعمرة ، واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما وخيرهما كذا، قالت : وبسط يديه وضمّها ضمّاً ثلاث مرّات .

                  52 ـ زيارة الحسين توجب تبديل السيّئات بالحسنات :

                  عن صفوان الجمّال : عن أبي عبدالله 7 قال : أهون ما يكسب زائر الحسن 7 في كل حسنة ـ أي في كلّ فعل جميل وعمل صالح ـ ألف ألف حسنة ـ أي مليون حسنة يضاعف له ـ والسيّئة واحدة ، وأين الواحدة عن ألف ألف ؟ ثمّ قال : يا صفوان أبشر انّ لله ملائكة معهما قضبان من نور، فاذا أراد الحفظة أن يكتب على زائر الحسين سيّئة ، قالت الملائكة للحفظة : كفّي فتكفّ ، فاذا عمل حسنة قالت لها : اكتبي اولئ? الذي يبدّل الله سيّئاتهم حسنات .

                  عن حنّان بن سدير قال : قال لي أبو عبدالله 7 زوروه ـ يعني الحسين 7 ـ ولا تجفوه ، فانه سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة .

                  53 ـ زيارة الحسين 7 زيارة رسول الله وتهوّن سكرات الموت :

                  قال : من سرّه أن ينظر إلى الله يوم القيامة وتهوّن عليه سكرة الموت وهول المطّلع ، فليكثر زيارة قبر الحسين 7 فان زيارة الحسين زيارة قبر رسول‌الله 6.

                  وفي حديث آخر: زائر الحسين زائر رسول الله 6.

                  54 ـ كُتب زيارة الحسين على النساء كما كُتب على الرجال :

                  عن زرارة عن أحدهما 8 أنّه قال : يا زرارة ما في الأرض مؤمنة إلّا وقد
                  وجب عليها أن تسعد فاطمة 3 في زيارة الحسين 7 قال : يا زرارة انه إذا كان يوم القيامة جلس الحسين 7 في ظلّ العرض وجمع الله زوّاره وشيعته ليبصروا من الكرامة والنصرة والبهجة والسرور إلى أمر لا يعلم صفته إلّا الله، فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من الجنّة فيقولون : أنا رُسل أزواجكم إليكم يقلن : انا قد اشتقناكم وأبطأتم عنّا، فيحملهم ما هم فيه من السرور والكرامة على أن يتولوا لرسلهم : سوف نجيئكم إن شاء الله.


                  في نوادر علي بن أسباط عن غير واحد من أصحابه قال : لمّا بلغ أحد البلدان شهادة أبي عبدالله 7 قدمت كل امرأة نزور، وكانت العرب تقول للمرأة : لا تلد أبداً إلّا أن تحضر قبر رجل كريم ]النزور التي لا تلد أبداً إلّا أن تخطّر قبر رجل كريم فلما قيل للناس ان الحسين بن رسول الله 6 قد وقع ـ أي قتل مظلوماً في كربلاء ـ أتته مأة ألف امرأة لا تلد، فولدت كلّهن [.

                  56 ـ أدنى ما في زيارة الحسين أن يكون الزائر في حفظ الله في الدنيا والآخرة :

                  عن عبدالله بن هلال عن أبي عبدالله 7 قال : قلت جعلت فدا? ما أدنى للزائر الحسين ؟ فقال لي : يا عبدالله ان أدنى ما يكون له ، أنّ الله يحوطه في نفسه وماله حتّى يرده إلى أهله ، فاذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له .

                  57 ـ زائر الحسين 7 يسقى من حوض الكوثر:

                  إنّ اُمنيّة كلّ مؤمن ومؤمنة أن يشرب من ماء حوض الكوثر، ولاسيّما من يد أميرالمؤمنين علي 7 ويروي عطش يوم القيامة بشربة لا ظمأن بعدها، وفي زيارة
                  الإمام الحسين 7 تتحقّق هذه الاُمنيّة .


                  عن محمد البصري عن أبي عبدالله 7 قال : سمعت أبي يقول لرجل من مواليه ، وسأله عن الزيارة ، فقال له : من تزور ومن تريد به ؟ قال : لله تبار? وتعالى ـ أي اُريد به الله خالصاً لوجهه ـ فقال : من صلّى خلفه صلاة واحدة ، يريد بها الله، لقى الله يوم يلقاه وعليه من نور ما يغشى له كلّ شيء يراه ، والله يكرم زوّاره ، ويمنع النار أن نغال منهم شيئاً، وأن الزائر له لا يتناهى له دون الحوض وأميرالمؤمنين 7 قائم على الحوض ، يصافحه ويرويه من الماء، وما يسبقه أحد إلى وروده الحوض حتّى يروي ، ثمّ ينصرف إلى منزله من الجنّة ، معه مل? من قبل أميرالمؤمنين ، يأمر الصراط أن يذلّ له ، ويأمر النار أن لا يصيبه من لفحها شيء حتّى يجوزها، ومعه رسوله الذي بعثه أميرالمؤمنين 7.

                  58 ـ زيارة الإمام الحسين 7 خالصة الله:

                  عن عبدالله بن بكير في حديث طويل قال : قال أبو عبدالله 7: يا ابن بكير ان الله اختار من بقاع الأرض ستّة : البيت الحرام ، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقاتل الشهداء، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله.

                  يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبدالله 7 إذ جهله الجاهل ؟ ما من صباح إلّا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي : يا باغي الخير أقبل إلى خاصلة الله، ترحل بالكرامة وتأمن الندامة ، يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلّا الثقلين ـ الجنّ والانس فلا يسمعون ـ ولا يبقى في الأرض مل? من الحفظة إلّا عطف إليه عند رقاد العبد يراجع الحديث في مكان آخر حتّى يسبّح الله عنده ويسأل الله الرضا
                  عنده ، ولا يبقى مل? في الهواء يسمع الصوت إلّا أجاب بالتقديس لله، فتشتدّ أصوات الملائكة فتيجبهم أهل السماء الدنيا، فتشتدّ أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا، حتّى أهل السماء السابعة ، فيسمع أصواتهم النبيّون فيترحمون ويصلّون على الحسين 7 ويدعون لمن أتاه .


                  59 ـ السلامة والغنيمة والفوز في زيارة الحسين 7:

                  عن جابر الجعفي قال : قال أبو عبدالله 7 في حديث طويل : فاذا انقلبت من عند قبر الحسين 7 نادا? مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمر? عند قبر الحسين 7 وهو يقول : طوبى ل? ايّها العبد قد غنمت وسلّمت ، وقد غفر ل? ما سلف ، فاستأنف العمل .

                  عن علي بن جعفر الهمداني قال : سمعت علي بن محمّد العسكري 7 يقول : من خرج من بيته يريد زيارة الحسين بن علي 8 فصار إلى الفرات فاغتسل منه كتب من المفلحين ، فاذا سلّم على أبي عبدالله 7 كتب من الفائزين ، فاذا فرغ من صلاته أتاه مل? فقال له : ان رسول الله 6 يقرئ? السلام ويقول ل? : اما ذنوب? قد غفرت ل? ، استأنف العمل[21] .


                  60 ـ الخير في حُبّ زيارته 7:

                  عن أبي عبدالله 7 قال : من أراد الله به الخير قذف في قلبه حبّ الحسين 7 وحبّ زيارته ، ومن أراد الله به السوء قذف في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته .

                  تعليق


                  • #10
                    55 ـ تلد العاقر ببركة زيارة الحسين 7:


                    61 ـ لمن يزور الإمام الحسين 7 يشمله دعاء الأئمّة : في الصباح والمساء:

                    عن عبدالله بن حمّاد البصري عن أبي عبدالله 7 قال : قال لي : ان عندكم ـ أو قال في قربكم ـ لفضيلة ما اُوتي أحد مثلها وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولاتحافظون عليها، ولا على القيام بها، وانّ لها لأهلاً خاصّة قد سمّوا لها، واُعطوها بلا حول منهم ولا قوّة ، إلّا ما كان من صنع الله لهم ، وسعادة حباهم بها، ورحمة ورأفة وتقدّم .

                    قلت : جعلتُ فدا? وما هذا الذي وصفت ولم تسمّه ؟ قال : زيارة جدّي الحسين 7، فانّه غريب بأرض غربة ، يبكيه من زاره ، ويحزن له من لم يزره ، ويحترق له من لم يشهده ، ويرحمه من نظر إلى قبر إبنه عند رجلين في أرض فلاة ، ولا حميم قُربه ولا قريب ، ثم مُنع الحق وتوازر عليه أهل الردّة حتّى قتلوه وضيّعوه وعرّضوه للسباع ، ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب ، وضيّعوا حقّ رسول الله 6 ووصيّته به وبأهل بيته ، فأمسى مجفوّاً في حفرته ، صريعاً بين قرابته وشيعته ، بين أطباق التراب ، قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جدّه ، والمنزل الذي لا يأتيه إلّا من امتحن الله قلبه للايمان وعرّفه حقّنا.

                    قلت له : جعلت فدا? قد كنت آتيه حتّى بليتُ بالسلطان ـ أي خلفاء الجور والحكام الجبابرة من الأمويّين والعبّاسيّين ـ وفي حفظ أموالهم وأنا عندهم مشهور، فتركت للتقيّة اتيانه ، وأنا أعرف من في اتيانه من الخير، فقال : هل تدري ما فضل من أتاه وماله عندنا من جزيل الخير؟ فقلت : لا، فقال : أمّا الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأمّا ما له عندنا، فالترحّم عليه كلّ صباح ومساء.

                    ولقد حدّثني أبي أنّه لم يخل مكانه منذ قُتل ، من مصلّ يصلّي عليه من الملائكة أو


                    من الجن أو من الانس أو من الوحش ، وما من شيء إلّا وهو يغبط زائره ويتمسّح به ـ للبركة ـ ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره ، ثمّ قال : بلغني إنّ قوماً يأتونه من نواحي الكوفة ، وناساً من غيرهم ، ونساء يندبنه ، وذل? في النصف من شعبان فمن بين قارئ يقرأ، وقاص يقص ـ قصّة عاشوراء ويوم الطفّ أي يقرء المقتل ـ ونادب يندب ، وقائل يقول المراثي ـ كالرواديد في يومنا هذا ـ فقلت له : نعم جعلت فدا? قد شهدت بعض ما تصف فقال : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا، ويمدحنا ويرثى لنا، وجعل عدوّنا ـ كالسلفيّة في يومنا هذا ـ يطعن عليهم من قرابتنا، أو غيرهم يهدرونهم ـ أي يسفكون دمائهم على الهويّة وعلى الزيارة ـ ويقبّحون ما يصنعون ـ أي يقولون ان ما تفعله الشيعة من الزيارة أمر قبيح وبدعة والبدعة ضلالة ، وهذا ما تقوله السلفيّة ومنهم الوهابيّة في يومنا هذا، فاعرف الحق واعرف الباطل تعرف أهل الحقّ وأهل الباطل ، وأنت المختار في أي المعسكرين وفي أي المدرستين تكون ؟ مدرسة الخلفاء، خلفاء بني اميّة وبني العبّاس وفي يومنا هذا حكّام العرب وملوكهم ، أو مدرسة أهل البيت وعترة الرسول الأكرم محمّد 6؟! (وَهَدَيْنَاهُ آلنَّجْدَيْنِ )[22] ، (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)[23] .



                    كامل الزيارات بسنده عن معاوية بن وهب قال : استأذنت على أبي عبدالله 7 فقيل لي : ادخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته ، فجلست حتّى قضى صلاته وسمعته وهو يناجي ربّه وهو يقول : اللّهمّ يا من خصّنا بالكرامة ، ووعدنا بالشفاعة ، وخصّنا بالوصيّة ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا


                    اغفر لي ولاخواني زوّار قبر أبي الحسين ، الذين أنفقوا أموالهم ، وأشخصوا أبدانهم في برّنا، ورجاءً لما عند? من صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّ? ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا ـ فهذه من أهمّ نوايا ومقاصد زيارة سيّد الشهداء 7 بعد الانفاق وتشخص الأبدان بحضورهم عند قبره لكي يبرّوا بهم أوّلاً، وأملاً بما عندهم في صلتهم (صلة آل محمّد ولادخال السرور على الرسول الأكرم ، واستجابة لأمر الأئمّة :، وإطاعةً في مقام الولاء، وادخال الغيض على أعدائهم في مقام البراءة ، كلّ ذل? يريدون به وجه الله ورضوانه ـ أرادوا بذل? رضا? فكافئهم عنّا بالرضوان وآكلأهم ـ احفظهم ـ باللّيل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف ، وأصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، وكلّ ضعيف من خلق? وشديد، وشرّ شياطين الجنّ والانس ، وأعطهم أفضل ما أمّلوا من? في غربتهم عن أوطانهم ، وما آثروا به على أبدانهم وأهاليهم وقراباتهم .

                    اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم على خروجهم ـ كالوهابيّة في يومنا هذا ـ فلم ينههم ذل? عن الشخوص إلينا، خلافاً منهم على من خالفنا ـ فكأنّما الإمام 7 قبل ألف سنة يتحدّث عن يومنا هذا، فانّهم مهما لبسوا أحزمتهم الناسفة ، ووضعوا عبواتهم الناسفة ، فهيهات هيهات منّا الذلّة ، بل لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتي? زحفاً سيّدي يا حسين ، فيزداد العدد بالملايين من كلّ أطراف العالم ، ولاسيّما العراق الحبيب ، ومن كلّ قطرة لشهيد تتفتح ورود من الشباب المتحمس والمقاوم والمتفادى في حبّ أهل البيت :، ومن هنا يدعو الإمام الصادق روحي فداه ويقول ـ:

                    فارحم تل? الوجوه التي غيّرتها الشمس ، وارحم تل? الوجوه التي تتقلّب على حفرة أبي عبدالله 7، وارحم تل? الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تل? القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تل? الصرخة التي كانت لنا، اللّهمّ إنّي أستودع? تل? الأنفس وتل? الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش .

                    فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلمّا انصرف قلت له : جعلت فدا? لو أنّ هذا الذي سمعته من? كان لمن لا يعرف الله، لظننت ان النار لا تطعم منه شيئاً أبداً، والله لقد تمنّينا إنّي كنت زرته ولم أحجّ ـ غير الواجب ـ فقال لي : ما أقرب? منه ، فما الذي يمنع? من زيارته ؟ يا معاوية لا تدع ذل? ، قلت : جعلت فدا? فلم أدر أن الأمر يبلغ هذا كلّه .

                    فقال : يا معاوية ومن يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض ، لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنّى انّ قبره كان بيده .

                    قال العلّامة المجلسى 1: بيان : أي يتمنّى أن يكون زاره 7 متيقّناً للموت حافراً قبره بيده ، أو يكون كناية عن أن يكون سبباً لقتل نفسه من جهة زيارته 7، أو المعنى انّه يتمنّى أن يكون الخروج من القبر باختياره فيخرج ويزور، وفي بعض النسخ (نبذه ) بالنون والباء الموحدة والذال المعجمة أي طرحه ، والأظهر انه تصحيف عنده كما سيأتي بأسانيد، أي يتمنّى أن يكون قتل لزيارته صلوات الله عليه وقبر عنده ، أو يكون القبر حاضراً عنده فيزوره في تل? الحالة ، والأوّل أظهر ـ انتهى كلامه .

                    قال الإمام الصادق 7: اما تحبّ أن يرى الله شخص? وسواد? فيمن يدعو له رسول الله 6؟ أما تحب أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة ، أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتّبع به ؟ أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يصافح رسول الله 6[24] .


                    كلّ هذا يمكن في زيارة مولانا وطبيب نفوسنا وشفيع ذنوبنا وإمامنا سيّد الشهداءالإمام الحسين بن علي 8.
                    ثُمّ أقول : هذا غيض من فيض في فضائل وثواب زيارة سيّد الشهدا الإمام الحسين 7، وقد أشار إلى غيرها المحقّق الشيخ جعفر التستري 1 في كتابه القيّم الخصائص
                    ------------------------------------------------------

                    [1] () كامل الزيارات : 133 والبحار :98 64.

                    [2] () كامل الزيارات .

                    [3] () الكامل 172، البحار: :98 78.

                    [4] () الكامل : 133 ـ 134 والبحار :98 24 ـ 25.

                    [5] () الكامل : 123 والبحار :98 78.

                    [6] () الكامل : 132 والبحار :98 25 والكامل 259 والبحار :98 15.

                    [7] () الكامل : 124 والبحار :98 79.

                    [8] () الكامل : 24 والبحار :98 79.

                    [9] () الكامل : 138 و141 و144 وأمالي الطوسي :2 28.

                    [10] () البحار :98 28 عن ثواب الأعمال للصدوق : 82.

                    [11] () هود: 108.

                    [12] () الأعراف : 34.

                    [13] () البحار: 101 ـ 1 عن كامل الزيارات : 109.

                    [14] () الشورى (42): 23.

                    [15] () الروايات من بحار الأنوار المجلد 98 من ص2 الى 80 فراجع .

                    [16] () هود: 108.

                    [17] () المجادلة : 11.

                    [18] () البحار: :98 146 عن الكامل : 189 والتهذيب : :6 52.

                    [19] () الضحى : 11.

                    [20] () الاسراء: 44.

                    [21] () البحار: :98 143 عن كامل الزيارات : 185.

                    [22] () البدر: 10.

                    [23] () الانسان : 3.

                    [24] () البحار: :98 8 عن كامل الزيارات : 116.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X