بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ولئن ذهبَ قولُهم: المرء يُحْفَظُ في ولده،مثلاً سائراً فإن لذلك أصلاً قرآنياً أدّبَ اللهُ به عباده المؤمنين، على لسان عبده الصالح الخضر، حيث أقام الجدار الذي كان للغلامين اليتيمين في المدينة، معلّلاً بأنّه (كَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) (الاَية 81 من سورة الكهف 18) فلصلاح أبيهما استحقّ الغلامانِ تلك الخدمة من الخضر. لكنّ كثيراً ممّن ينتسب إلى أُمّة النبيّ محمّد صلّى الله عليه واَله وسلّم، لم يُكرموا آلَ محمّد، من أجل الرسول، ولم تُمهل الأُمّة أهلَ البيت، أكثر من أن يُغمِضَ الرسولُ عينيه، ولمّا يقْبر جسده الشريف، عَدَوْا على آله، فغصَبُوا حقّهم في خلافته، ثم انهالوا عليهم بالهتك والضرب، حتّى أقدموا على إضرام النار في دار الزهراء ابنته، وأسقطوا جنينها، وأغضبوها، حتّى قضت الأيّام القلائل بعد أبيها معصّبةَ الرأس، مكسورة الضلع، يُغشى عليها ساعة بعد ساعة، وماتت بعد شهور فقط من وفاة أبيها، وهي لهم قالية وما كان نصيب الغلامين، السبطين، الحسن والحسين، من الأمّة بأفضل من ذلك بل تكوّنتْ - على أثر ذلك التصرّف المشين - فرقة سياسيّة تستهدف آل النبيّ بالعداء والبغضاء، فدبّرت المؤامرة التي اغتالت عليّاً في محرابه، وطعنت الحسن في فسطاطه، وقتلت الحسين في وضح النهار يوم عاشوراء في كربلائه، كما يذبح الكَبْش جهاراً، أمام أعين الناس، من دون نكير ولم يكن هذان الغلامان بأهونَ من غلامي الخضر، إذ لم يكن أبوهما أصلح من رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم، قطعاً.
ولقد جابه الحسينُ عليه السلام بهذه الحقيقة واحداً من كبار زعماء المعادين لاَل محمّد، والمعروف بنافع بن الأزرق، في الحديث الاَتي:
(203) قال له الحسين: إنّي سائلك عن مسألة: } وَأَمَا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَينِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ { (الاَية 81 من سورة الكهف 18) يابن الأزرق: مَنْ حُفِظَ في الغلامين؟ قال ابن الأزرق: أبوهما، قال الحسين: فأبوهما خيٌر، أم رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم؟ (1) إنّها الحقيقة الدامغة، لكن هل تنفع مَنْ أُشربوا قلوبهم النفاق، وغطّى عيونهم الجهل، والحقد، والكراهية للحقّ؟
لقد كان من نتائج هذا الضياع أنّه لم يمضِ على وفاة الرسول خمسون عاماً، حتّى عَدَتْ أُمَتُه على وديعته، و ريحانته الحسين، وقتلته بأبشع صورة وهل يُتصوّرُ ضياع أبعد من هذا؟
وكان من نتائج ذلك الضياع المفضوح، أنّ التاريخَ المشوّه، وأهله العملاء (2) تغافلوا عن وجود أهل البيت، طيلة الأعوام التي تلتْ وفاة النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم، حتّى خلافة الإمام عليّ عليه السلام، فهذا الحسينُ، لم نجدْ له ذكراً مسجّلاً على صفحات التاريخ طيلة العهد البكري، ولا العُمَريّ، ولا العُثماني، سوى فلتاتٍ تحتوي على كثير من أسباب ذلك التغافل.
----------------------------------------
1- مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7 / 130و 131).
2- وهناك فلتات من المؤرّخين الّذين تصدّوا لتسجيل بعض الحقائق،