إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (103)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (103)

    في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (103)
    (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ،وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) سورة البقرة من الاية 200 الى 203 .

    نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة
    اولا : ذكر الله يجب ان يبقى يتجسد في حياة الانسان
    هناك حقيقة يجب ان نعترف بها وهو ان طبيعة الانسان يحب الافتخار بما فعله الاباء والاجداد كما نحن الان كشعب عراقي دائما نفتخر بحضارات مرت على وادي الرافدين كحضارة سومر واور وبابل وغيرها مما جاءت بعدها من القرون الماضية والسالفة، ولكننا نعيش التخلف والفوضى في زماننا هذا ولم نستفد من هذه الحضارات الا الاسم والذكرى فقط ،لذلك يلفت الله الانسان في هذه الاية وهو انك ايها الانسان عليك عندما تقضي المناسك ان تبقى على ذكر الله تبارك وتعالى وان يتحول الذكر الى سلوك عملي في الحياة ،يقول الامام زين العابدين عليه السلام ( إلهِي لَوْلا الْواجِبُ مِنْ قَبُولِ أمْرِكَ لَنَزَّهْتُكَ مِنْ ذِكْرِي إيَّاكَ، عَلى أَنَّ ذِكْرِي لَكَ بِقَدْرِي، لا بِقَدْرِكَ، وَما عَسى أَنْ يَبْلُغَ مِقْدارِي، حَتّى أُجْعَلَ مَحَلاًّ لِتَقْدِيسِكَ، وَمِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْنا جَرَيانُ ذِكْرِكَ عَلى أَلْسِنَتِنَا، وَإذْنُكَ لَنا بِدُعآئِكَ، وَتَنْزِيهِكَ وَتَسْبِيحِكَ ، إلهِي فَأَلْهِمْنا ذِكْرَكَ فِي الْخَلاءِ وَالْمَلاءِ، وَاللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَالإِعْلانِ وَالإِسْرارِ، وَفِي السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ وَآنِسْنا بِالذِّكْرِ الْخَفِيِّ، وَاسْتَعْمِلْنا بِالْعَمَلِ الزَّكِيِّ، وَالسَّعْي الْمَرْضِيِّ .........). ؟
    ثانيا : انسان الدنيا

    قسم الله الناس الى قسمين ؛ قسم لا يتعامل مع الواقع بعقلانية وانما يتعامل مع الحياة بشهوات نفسية خالصة ،لذلك هو يريد الدنيا فقط بلسان وواقع حاله ويرفض الاخرة والحديث عنها ؟ والقسم الاخر من الناس ؛ يتعامل بعقلانية مع واقع الحياة الدنيا ،فهو يعرف انه انسان مخلوق لله وعليه ان يكون عبدا لله تعالى، وكذلك فهو يعيش ضمن واقع الحياة وواقع الحياة يحتاج الى عمارة الحياة الدنيا ،لذلك مثل هذا الانسان كما يطلب التوفيق والسعادة في الدنيا، كذلك يطلب التوفيق والسعادة في الاخرة ..؟ومثل هذا الانسان يقع في وصف امير المؤمنين عليه السلام (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا، واعمل لاخرتك كأنك تموت ).
    وقد روي عن عليّ عليه السّلام « الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة ، وفي الآخرة الحوراء ، وعذاب النار امرأة السّوء » (،وعن الحسن : « الحسنة في الدنيا العلم والعبادة ، وفي الآخرة الجنّة ». و « قِنا عَذابَ النَّارِ » معناه : احفظنا من الشهوات والذنوب المؤدّية إلى النار . وروي عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أنّه قال : « من أوتي قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الدنيا وآخرته ، فقد أوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، ووقي عذاب النار » .وفي الكافي في صحيحة جميل عن الصادق ( ع ) رضوان اللَّه والجنة في الآخرة والمعاش وحسن الخلق في الدنيا )وهذه الروايات من باب الفرد والمصداق وليس كل الافراد .
    ثالثا : الله لا يبخل بعطائه للمؤمن والكافر

    الله ليس كما نتصوره في اذهاننا وعقولنا البسيطة ،فنحن في الحياة نتعامل مع الانسان الاخر وفق معطيات القرب والبعد ووفق الحالة الحزبية والولاء فنعطي لمن يظهر لنا الولاء ونمنع لمن لا يظهر لنا الولاء ،ولكن الله كريم وجواد يعطي الجميع ويشمل الجميع بلطفه وفضله وعطائه في الحياة الدنيا ،فهو كما يمد ويعطي للمؤمن كذلك يمد ويعطي للكافر الذي يريد الدنيا فقط .
    لذلك يقول تعالى ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىظ° لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَظ°ئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ،كُلًّا نُّمِدُّ هَظ°ؤُلَاءِ وَهَظ°ؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ غ? وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ).؟
    رابعا : ذكر الله في الايام المعدودات
    قال المفسرون ان الايام المعدودات هي أيام التشريق من ذي الحجة، وهي الحادي عشر ، والثاني عشر ، والثالث عشر منه ، وهي التي فرض فيها المبيت في منى ،واما المراد من ذكر الله في هذه الايام ، فقد ورد في الأحاديث الإسلامية أنها تعني هذا الذكر وهو تلاوة التكبيرات التالية بعد خمسة عشر صلاة في هذه الأيام ( ابتداء من صلاة الظهر من يوم العيد حتى صلاة الصبح من اليوم الثالث العشر ) وهي ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ) .
    ثم قال تعالى ( فَمَنْ تَعَجَّلَ ) استعجل النفر ( فِي يَوْمَيْنِ ) يوم القرّ وبعده ، أي : ومن نفر في أيّام التشريق بعد رمي الجمار ( فَلا إِثْمَ عَلَيْه ) باستعجاله ( ومَنْ تَأَخَّرَ ) في النفر حتى رمى في اليوم الثالث من أيّام التشريق ( فَلا إِثْمَ عَلَيْه لِمَنِ اتَّقى ) الصيد والنساء . ومعنى نفي الإثم بالتعجيل والتأخير التخيير بينهما والرّد على أهل الجاهليّة ، فإنّ منهم من أثّم المتعجّل ومنهم من أثّم المتأخّر ( واتَّقُوا اللَّه ) باجتناب معاصيه في مجامع أموركم ( واعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْه تُحْشَرُونَ ) للجزاء بعد الإحياء ، فيجازيكم على أعمالكم .
    اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرضا البهادلي; الساعة 12-12-2016, 06:38 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X