إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تَوْصِيَاتُ السَّفَرِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تَوْصِيَاتُ السَّفَرِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    أولاً: من دعاء مكارم الأخلاق للإمام السجاد (عليه السلام): (وعمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعاً للشيطان؛ فاقبضني إليك).. هذا الدعاء -بحسب الظاهر- دعاء غريب، والبعض قد لا يرتاح له، ولكن الإمام (عليه السلام) ذكره، ومضمونه مقبول جداً.. نعم، الحياة جميلة، ولكن بشرط أن يكون الإنسان في الجادة الصحيحة.. أما عندما يصبح مرتعاً للشيطان، فإن الموت أفضل لبني آدم!.. لأن الشيطان يلعب في الإنسان في كل مجال: في علاقاته العائلية، ومع الناس، ومع نفسه؛ فالعلاقات كلها علاقات إبليسية.. مضمون الدعاء فيه دعاء على النفس، ولكنه دعاء بليغ؛ لأن من سعادة المرء ومن سعادة المؤمن، أن يتوفاه رب العالمين وهو في أفضل حالة.. مع الأسف هناك البعض من كبار السن، ممن يترحم على أيام شبابه!.. بينما يُفترض بالمؤمن أن يكون في حركة تقدمية، وفي حركة تكاملية!..
    ثانياً: يقول الإمام علي (عليه السلام): (من تساوى يوماه؛ فهو مغبون)؛ أي هذا الإنسان خاسر؛ فكيف إذا كان الإنسان في عد تنازلي؟!.. ولهذا المؤمن يقول: يا رب، أنت أعلم بحالي!.. -أنت تعلم بالرسم البياني- إذا وصلت إلى الذروة في القرب إليك، خذني إليك، حتى لو كنت في ريعان شبابي.. فالإنسان لا يعشق العمر بما هو عمر، إنما يعشق العمر بمعنى أن هذا العمر مزرعة.. ولهذا الذي يريد أن يبيع مزرعة فاكهة -مثلاً- فإنه يبيعها في الربيع، عندما تكون الأشجار مثمرة، والأغصان متدلية، في هذا الوقت يرغب المشتري في هذه الأرض.. أما بعد أن تصبح أرضاً قاحلة يابسة، فلا أحد يقدم على شرائها!.. ومن هنا المؤمن يقول: يا رب، عندما أصل إلى مرحلة الإثمار الكامل، خذ مني مزرعتي هذه، وحولها إلى حساب الآخرة.
    ثالثاً: قال الإمام العسكري (عليه السلام): (جاء رجلٌ إلى الصادق (عليه السلام) فقال: قد سئمت الدنيا فأتمنّى على الله الموت، فقال: تمنّ الحياة لتطيع لا لتعصي.. فلئن تعيش فتطيع؛ خيرٌ لك من أن تموت: فلا تعصي، ولا تطيع).. أيضاً هذه حالة يرثى لها: بعض الناس في تقدم العمر يصل إلى مرحلة يقول: يا رب، خذني إليك، سئمت الحياة.. هذا التعبير لا يليق بالمؤمن!.. هذه الأيام علماؤنا أعمارهم بين التسعين والمائة، هذه أعمار مباركة، رب العالمين بارك في هؤلاء، ومنحهم هذا العمر.. حتى أن بعض المراجع قبيل الموت، كان يفكر في تنقيح مسألة شرعية، يموت وهو يفكر في مسألة شرعية جزئية؛ يا لها من التفاتة، ومن استعداد للورود على رب العالمين!..


    فإذن، تمني الموت أمر مرفوض.. ولكن بالنحو الذي علمنا الإمام زين العابدين (عليه السلام)؛ فهو أمر مطلوب!..

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X