إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفة مع خطبة السيّدة زينب عليها السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفة مع خطبة السيّدة زينب عليها السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون)
    كذلك افتتحت السيّدة زينب عليها السلام خطبتها التي ألقتها في وجه الطاغية يزيد لتؤكّد له انحرافه وبعده عن الدين وتكذيبه واستهزاءه بآيات الله تعالى.
    1- النصر الماديّ لا يعني الكرامة عند الله: أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار (بأطراف) الأرض وآفاق (أكناف) السماء وأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أنّ بنا على الله هواناً، وبك عليه كرامة؟ وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك ونظرت في عِطفك، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متّسقة.
    2- التأكيد على أحقّيتهم بالملك والخلافة: وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، وقد أمهلت ونفست؟ مهلاً مهلاً أنسيت قول الله تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ).
    3- فقدانه العدالة والمروءة: أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك نساءك (حرائرك) وإماءك، وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوهن، وأصلحت صوتهن مكتئبات...
    4- تأكيدها أنّ يزيد استمرار لنهج قريش الفاسد: أتقول: "ليت أشياخي ببدر شهدو"، غير متأثمّ ولا مستعظم، وأنت تنكت بمخصرتك ثنايا أبي عبد الله سيّد شباب أهل الجنّة...
    5- بيان سوء عاقبة عمله: فوالله ما فريت إلّا جلدك، ولا جززت(حززت) إلّا لحمك...
    6- صغره وحقارته في نظرها: مع أنّي والله يا عدوّ الله وابن عدوّه، لئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك، إنّي لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، واستكبر توبيخك...
    7- عدم القدرة على القضاء على نهج الأئمّة الأطهار: فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها...
    8- تذكيره بخسرانه يوم القيامة: وهل رأيك إلّا فند، وأيامك إلّا عدد، وجمعك إلّا بدد، يوم يناد المناد ألا لعنة الله على الظالمين، فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة ولآخرنا بالشهادة والرحمة والمغفرة[1].
    لكن شجاعة السيّدة زينب عليها السلام وصلابتها في هذا الموقف لم يمنعاها من التأثّر والبكاء عند المصيبة الكبرى والفاجعة العظمى, فقد ذكر الرواة أنّها لمّا نظرت إلى جسد الحسين عليه السلام وهو بتلك الحالة, معفّر بدمائه مفقود من أحبّائه ندبت عليه بصوت مشج وقلب مقروح: يا محمّداه صلّى عليك مليك السماء هذا حسين مرمّل بالدماء مقطّع الأعضاء وبناتك سبايا, إلى الله المشتكى وإلى عليّ المرتضى وإلى فاطمة الزهراء وإلى حمزة سيّد الشهداء, هذا حسين بالعراء تسفي عليه الصبا قتيل أولاد الأدعياء وا حزناه وا كرباه اليوم مات جدّي رسول الله يا أصحاب محمّداه هؤلاء ذريّة المصطفى يساقون سوق السبايا... فأذابت القلوب القاسية والجبال الراسية..[2].


    [1] بحار الأنوار، ج45، ص133-135.

    [2] الحليّ ابن نما: مثير الأحزان ص 59.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X