إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( عليّ إمام الفصحاء وسيّد البلغاء ))‎

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( عليّ إمام الفصحاء وسيّد البلغاء ))‎

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    إخواني وأخواتي الكرام...
    أحد مشايخ السلف يهرب من مناقشة علمية طلبها منه أحد شباب الشيعة حول كتاب نهج البلاغة
    فكما هي عادة السلفيين لاذ هذا الشيخ بالفرارمن المناقشة العلمية كما لاذ بالفرار أسلافه.
    وإليكم النص كما ورد في موقع الشيخ السلفي والرد عليه بالكامل ..



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جاء في ردكم على سؤال وجه إليكم حول كتاب نهج البلاغة وصحة خطبه ونسبته للإمام علي عليه السلام مما هو مخالف ومناقض للحقيقة فاسمح لي ياشيخ محمد بالرد والتوضيح وأرجو نشره في موقعكم وفقنا الله وإياكم إلى الحقيقة المرجوة .
    وإن لم تقوموا بنشر الرد فلي الحق بنشره في مواقع أخرى حتى يتبين للعوام من يستند في طرحه على النهج العلمي ممن يرمي التهم جزافا من دون أدلة ولا برهان.
    وإني لأستبعد ذلك منك يا شيخ لما لمسته من حرصك في الرد على كل الأسئلة والشبهات التي تطرح عليكم في الموقع، وإن كنا نختلف مع الكثير منها. آملا أن لايمنعكم هذا الإختلاف من نشرالرد حتى تثبت الحجة بالحجة والدليل بالدليل وتكون المناقشة العلمية والموضوعية هي الفيصل والقراء هم الحكم."


    جاء في السؤال وردكم عليه التالي:

    أود أن اسأل عن مدى مصداقية كتاب نهج البلاغة ورأي فضيلتكم فيه .
    الحمد لله
    كتاب "نهج البلاغة"من الكتب المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وفيه كثير من الأمور التي وقع فيها الخلاف بين المنتسبين إلى الإسلام ، وتبعا للقاعدة العلمية العظيمة التي سار عليها أئمة الإسلام امتثالاً للأمر الشرعي بالتثبُّت فإننا لا بدَّ أن نرجع إلى أهل العلم والاختصاص للتأكد من صدق ما ينسب إلى علي رضي الله عنه لأن ما ينقل عن الصحابة رضي الله عنهم له أثره في الشريعة ، لا سيما من كان مثل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي غلا في حقه من غلا وقصَّر من قصَّر ووفق الله أهل السنة للتوسط .
    وبالرجوع إلى كلام أهل العلم في هذا الكتاب وبالنظر والمقارنة بين ما فيه وما ثبت بالأسانيد الصحيحة عن علي رضي الله عنه ، يتبيَّن ما في هذا الكتاب من أمور تخالف ما ثبت عنه رضي الله عنه ، ولنترك الكلام لبعض هؤلاء الأئمة الأعلام :
    قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة المرتضى علي بن حسين بن موسى الموسوي (المتوفى سنة436هـ) قلت : هو جامع كتاب " نهج البلاغة" , المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي -رضي الله عنه- , ولا أسانيد لذلك , وبعضها باطل , وفيه حق , ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها , ولكن أين المنصف؟! وقيل : بل جمع أخيه الشريف الرضي ... وفي تواليفه سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فنعوذ بالله من علم لا ينفع . سير أعلام النبلاء 17/589 .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( أكثر الخطب التي ينقلها صاحب "نهج البلاغة "كذب على علي ، وعليٌّ رضي الله عنه أجلُّ وأعلى قدرا من أن يتكلم بذلك الكلام ، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح ، فلا هي صدق ولا هي مدح ، ومن قال إن كلام علي وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه ، وكلاهما مخلوق ... وأيضا فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره ، لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي ، ومنه ما يحكى عن علي أنه تكلم به ، ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر من كلام غيره ، ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي ، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها ، فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا علم أن هذا كذب ، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك ، ومن الذي نقله عن علي ، وما إسناده ، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد ، ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها ؛ علم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها ). منهاج السنة النبوية 8/55 .

    وممن أشار إلى الكذب فيه أيضاً الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/161 ، وكذلك القاضي ابن خلكان ، والصفدي وغيرهم ، وخلاصة المآخذ التي قيلت فيه يمكن حصرها في التالي :
    بين مؤلف الكتاب وبين علي رضي الله عنه سبع طبقات من الرواة وقد قام بحذفهم كلهم ، ولهذا لا يمكن قبول كلامه من غير إسناد لو ذكر هؤلاء الرواة فلا بد من البحث عنهم وعن عدالتهم . عدم وجود أكثر هذه الخطب قبل ظهور الكتاب يدل على وضعها . المرتضى ـ صاحب الكتاب ـ ليس من أهل الرواية بل إنه من المتكلم في دينه وعدالته . ما فيه من سب لسادات الصحابة كافٍ في إبطاله . ما فيه من الهمز واللمز والسب مما ليس هو من أخلاق المؤمنين فضلا عن أئمتهم كعلي رضي الله عنه . فيه من التناقض والعبارات الركيكة ما يعلم قطعاً أنه لا يصدر عن أئمة البلاغة واللغة . كونه أصبح عند الرافضة مسلَّماً به ومقطوعاً بصحته كالقرآن مع كل هذه الاعتراضات يدل على عدم مراعاتهم في أمور دينهم لأصول التثبت والتأكد السليمة .

    وبناءً على ما تقدم ذكره يتبين عدم ثبوت نسبة هذا الكتاب لعلي رضي الله عنه ، وعليه ؛ فإن كل ما فيه فإنه لا يحتج به في المسائل الشرعية أيًّا كانت ، أما من قرأه ليطالع بعض ما فيه من الجمل البلاغية فإن حكمه حكم بقية كتب اللغة ، من غير نسبة ما فيه لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه . (أنظر كتاب " كتب حذًّر منها العلماء" 2/250 ) .


    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد
    ------------------

    الرد
    اولا:في الرد عليكم:
    ذكرتم أن (نهج البلاغة من الكتب المنسوبة إلى أمير المؤمنين). وهذه مغالطة كبرى لأن الكتاب هو جامع لخطب وكلام أمير المؤمنين عليه السلام وهناك فرق شاسع بين أن يكون الكتاب جامع لكلام الإمام علي وبين أن يكون الكتاب منسوبا له.
    ثانيا:على ما قاله الإمام الذهبي:
    1_ قال الذهبي : إن جامع كتاب نهج البلاغة هو المرتضى علي بن حسين بن موسى الموسوي المتوفى سنة436هـ).والحال وكما هو مشهور ومتواتر عند الشيعة أن جامع الكتاب هو أخيه الأصغر السيّد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن موسى الملقب بالشريف الرضي المولود سنة ( 359 هـ) والمتوفي (سنة 406 هـ) وبما أن الكتاب ينسب إلى الشيعة فهم أعرف بمن جَمَعه ،وبمراجعة ترجمة الشريف الرضي رحمه الله سيتضح لكم ذلك.

    و(عدم تيقن الإمام الذهبي من شخصية جامع الكتاب) وحده كاف لنسف ما إدعاه وإبطال ما قال في حقه.لأن عدم علمه ومعرفته بجامعه يدل على أنه لم يكن ملما إلماما كاملا وشاملا بالكتاب ومحتواه.و إذا علمنا بأن الذهبي قد ترجم للمرتضى علي، فإنه بذلك يكون قد وقف على سيرته واطلع على كتبه لما تقتضيه الترجمة من تتبع سيرة وآثارالمترجَم له. ولكان قد تبين له شخصية جامع النهج جزما لا ظنا.. وبعدم ثبوت جامع الكتاب عنده، يتبين لنا أنه لم يجده في كتب ومؤلفات المرتضى حينما قال :
    وقيل : بل جمع أخيه الشريف الرضي).

    2_ ذكر الذهبي أن (الكتاب لا أسانيد له) وهذا لشيء عجاب أن يصدر مثل هذا الكلام عن الذهبي وهو العالم الرجالي. حيث أن أسانيد الخطب والكلام في الكتاب موجودة في أمهات الكتب والمصادر عند الفريقين وحينما جمعها الشريف الرضي رحمه الله لم يكن بحاجة لذكر الأسانيد لأنها كانت معروفة ومتواترة آنذاك.

    فقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى سنة 655 هـ نموذجا من مصادروتأريخ تلك الخطب. فقال في موضع من شرحه لنهج البلاغة في ذيل الخطبة الشقشقيّة (الخطبة الثّالثة) عن ابن الخشّاب أنّه قال: (والله، لقد وقفتُ على هذه الخطبة في كتب صُنِّفت قبل أن يُخلَق الرّضيّ بمائتي سنة. ولقد وجدتُها مسطورة بخطوطٍ أعرفها، وأعرف خطوط مَنْ هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يُخلَق النقيب أبو أحمد والد الرّضيّ).

    ويضيف ابن أبي الحديد قائلاً: (وقد وجدتُ أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البَلْخيّ إمام البغداديّين من المعتزلة قبل أن يُخلَق الرّضيّ بمدّة طويلة، ووجدتُ أيضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر بن قبّة أحد متكلّمي الإماميّة، وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب (الإنصاف) ومات ابن قبّة في ذلك العصر قبل أن يكون الرّضيّ رحمه الله تعالى موجوداً).

    أقول:وقد صُنِّفت كتب ورسائل مستقلّة في أسانيد الخطب،والكلمات القصار في نهج البلاغة. وذُكر فيها عنوان كلّ رواية في عددٍ من الكتب أو الرّسائل بنحو مستقل.
    وبمراجعة لكتب من قبيل(استناد نهج البلاغة) لامتياز علي خان القرشي، و (مصادرنهج البلاغة وأسانيده) للسيد عبدالزهراء الحسيني، و (دراسة في أسناد نهج البلاغة ومداركه) بالفارسيّة للسيّد محمّد مهدي الجعفريّ، و (مدارك نهج البلاغة) لرضا أستادي، و (مصادر ومراجع نهج البلاغة) لمحمّد دشتي وكاظم محمّديّ سيتبين لكم نماذج من أسناد نهج البلاغة.

    3_ وأما عن قوله (في تواليفه سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) فلابد أن نعرف ماهو تعريف السب ؟؟هل إن كل من انتقص فضيلة من فضائل الصحابة يعتبر قد سبهم؟ على سبيل المثال هل كل من قال بأفضلية الإمام علي على أبابكر يكون قد سب أبابكر؟؟ هل كل من انتقد فعل صحابي يكون بذلك قد سبه؟ هل كل من قال عن صحابي أنه قصير أو طويل أو مأ أشبه فقد سبه؟؟

    ثم أن شبهة سب الصحابة تتوكأ على أساس أنّ الصّحابة كلّهم عُدول،علماً أنّ نظرية عدالة الصحابة جميعهم من مبتدعات السّياسة الأمويّة، وهذه حقيقة أقرّ بها الباحثون من مختلف المذاهب، خاصّة أنّ أنصار هذه النّظرية يذهبون إلى أنّ (كلّ من رأى النّبيّ صلّى الله عليه وآله ولو لحظة ،وآمن به ومات على ذلك) يُعدّ صحابيّاً.

    لكن: هل يمكن أن يكون الصّحابي بهذه الوصف عادلاً بالضّرورة ؟
    ألا تتضارب هذه النّظريّة مع بعض الآيات القرآنية الصّريحة الّتي تتحدّث عن وجود المنافقين، أو(الّذين يؤذون رسول الله) بين الصّحابة ؟
    ألم تتعارض مع حقائق التّاريخ وتصطدم بها ؟
    يضاف إلى هذا، ألم يستحقّ الذمّ والتقريع من كان صحابيّاً ثمّ خرج على الخليفة الشّرعيّ للمسلمين وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ورفع لواء الحرب ضدّه، وشهر سيفه لقتال المسلمين ؟!
    ألا يمكننا أن ننتقد عمل من اتّخذ طابع الصّحابي، ثمّ ملك بساتين البصرة والمدينة وخرجت ثروته عن حدّ الإحصاء إبّان الترف النسبيّ للمسلمين بعد الفتوحات ؟! ناهيك عن أنّ ما جاء في نهج البلاغة وتُشمّ منه رائحة التّعريض بمثل هؤلاء هو تبيان لحقائق زخر بها التّاريخ الإسلاميّ، مع تعفّف وترفّع عن أسلوب السّبّ والفحش والمساءة. حتّى عندما سمع عليه السّلام قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشّام في صفّين قال: (إنّي أكرهُ لكم أن تكونوا سَبّابين، ولكنّكم لو وَصَفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوَب في القول، وأبلغ في العذر).
    ثالثا:على ما قاله شيخ الإسلام إبن تيمية
    1_ إدعى الشيخ إبن تيمية جزافا بأنكثر الخطب هي كذب على علي)!! ولم يأتي بدليل واحد يثبت إدعاءه و لم يذكر لنا خطبه واحدة او موضوعا واحد يدور حوله هذا الكذب المزعوم وكما يعلم الجميع بأن هذا ليس اسلوب النقاش العلمي الموضوعي.
    والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الداعي الى الكذب على علي عليه السلام؟ هل لإثبات فضائله؟ أم لإثبات مظلوميته؟ فكلاهما ثابتة ومسلمة عند الشيعة التي تزخر كتبهم ومصادرهم بالأحاديث الدالة عليها.

    2_ قال: (من قال إن كلام علي وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه). فهل هناك أحد من الشيعة ادعى أن كلام الإمام علي عليه السلام فوق كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
    طبعا لا.وإنما كلام نهج البلاغة هو مما تعلمه وتلقاه الإمام علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله فكلامه وإن كان فوق مستوى المخلوق فلا يدخل ضمنه النبي صلى الله عليه وآله لأنه معلمه وأستاذه وهو منهل العلوم ومصدرها. وإنما المقصود من هم دون النبي وعلي فإنهم لايستطيعوا الإتيان بمثل هذا الكلام.

    3_ إن قوله بأن (المعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيرهلهذه من الأمور التي التبست على شيخ الإسلام للأسباب التالية:
    أ: إن كلّ من ذاق حلاوة الأدب العربيّ وخَبَره يسيراً أدرك بعد التأمّل في نهج البلاغة أنّ ألفاظه لم تصدر عن شاعر أو خطيب عادي، ولم تتيسّر إلاّ لأمير خطباء العرب وفصحائهم وهو علي بن ابي طالب وهو الّذي قال فيه ابن أبي الحديد: (عليّ إمام الفصحاء، وسيّد البلغاء) وإذا شارف الأدباء والخطباء برمّتهم هذا الكتاب نطقوا بالثناء عليه من جهة، واعترفوا بعجزهم عن وصفه ، فأكبروه وعدّوه منهل البلاغة والخطابة ، حتّى إنّهم رأوا في كلّ نظرة متجدّدة إليه قبسات بديعة وتعاليم رفيعة.

    ب: إنّ كثيراً ممّا جاء في نهج البلاغة في الميادين الكلاميّة والأخلاقيّة والاجتماعية وغيرها، ينسجم مع ما أُثِر عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وعن الإمام علي عليه السلام في هذا المجال. وهذا الانسجام واضح وملموس.

    ج: على فرض ثبوت الكلام عن غير علي هل يسقط ذلك الأمر ما ورد عنه عليه السلام؟! وهل إن هذا الأمر لو حصل في عدد من الخطب أو الكتب، فهل يمكن أن نعدّه دليلاً على وصفها بالكذب والموضوعه!! علما أن ممّا هو مألوف في تاريخ الأدب، أن تُنسب رواية أو مقطع نثريّ أو كلام إلى اثنين أو أكثر من الشّعراء أو الخطباء، كما في الأحاديث النّبويّة، إذ ربما يُنسب حديث إلى صحابي واحد أو صحابيين.

    3_ ذكر الشيخ إبن تيمية أنه (يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي). ولم يبين لنا شيخ الإسلام ماهو الكلام المنقول عن غيرعلي وجعله صاحب النهج عن علي! ولم يأتي بمرجع أو دليل واحد حتى يتسنى لنا التحقيق والمتابعة ليتضح لنا هل إن الكلام المقصود هو عن غيرعلي وجُعِل عن علي أم هو عن علي وجعل عن غيرعلي!!
    نعم قد نقل صاحب النهج بعض الخطب عن الجاحظ ولكنها منسوبة للإمام علي عليه السلام.
    فقد ذكر محمّد أبو الفضل إبراهيم في مقدّمته على شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد:(من تضاعيف نهج البلاغة أنّ الشّريف الرّضيّ استخرج الخطب، والكتب، والحِكمَ من كتبٍ صُنِّفت قبله، منها: (البيان والتّبيين) للجاحظ، و (المقتضب) للمبرّد، و (المغازي) لسعيد بن يحيى الأمويّ؛ و (الجُمَل) للواقديّ، و (المقامات في مناقب أمير المؤمنين) لأبي جعفر الإسكافي، و (تاريخ الطّبريّ)، وحكاية أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام، ورواية اليمانيّ عن أحمد بن قتيبة، وما وُجد بخطّ هشام بن الكلبيّ، ومصادر أخرى).

    4_ ذكر الشيخ إبن تيمية : وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها).ولم يلتفت شيخ الإسلام إلى أن السيّد الشريف الرضي لم يكن هو أوّل من جمع بعض خطب الإمام علي عليه السلام بل أنّ هناك آخرين ممّن تقدّموا عليه بعشرات السنين سبقوه إلى ذلك ، وبادروا إلى جمع كلام الإمام ثمّ توالى تدوين كلام الإمام وخطبه حتّى جاء دور السيّد الشريف الرضي في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري. وهذه دلالة واضحة على أن مصادر الفريقين من السنة والشيعة كانت تزخر في الخطب والكلام المأثور عن الإمام علي عليه السلام.

    قال محمّد أبو الفضل إبراهيم في مقدّمته على شرح ابن أبي الحديد: (فقد حاول كثير من العلماء والأدباء على مرّ العصور أن يُفردوا لكلامه كتباً خاصّة ودواوين مستقلّة، بقي بعضها وذهب الكثير منها على الأيّام؛ منهم: نصر بن مزاحم الذي شهد معركة(صِفّين)، وأبو المنذر هشام بن محمّد السّائب الكلبيّ، وأبو مِخْنَف لوط بن يحيى الأزديّ، ومحمّد بن عمر الواقديّ، وأبو الحسن عليّ بن محمّد المدائنيّ، وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وأبو الحسن عليّ بن الحسين المسعوديّ، وأبو عبدالله محمّد بن سلامة القُضاعيّ، وعبدالواحد بن محمّد بن عبدالواحد التّميميّ، ورشيد الدّين محمّد بن محمّد المعروف بالوَطْواط، وعزّ الدّين عبدالحميد بن أبي الحديد، وغيرهم كثيرون).

    وأما ما قاله الخطيب البغدادي بوصفه لصاحب الكتاب (المرتضى) المشتبه عليه (بأنه ليس من أهل الرواية فستجد الرد على بين السطور السابقة .وأما القول (بإحتواء الكتاب للتناقض والعبارات ركيكة
    فإنه مما لاشك فيه أن من قد أنس بالكلام والخطابة، وشدا طَرَفاً من علم البيان، وصار له ذوق في هذا الباب، لابدّ أن يفرّق بين الكلام الركيك والفصيح، وبين الفصيح والأفصح، وبين الأصيل والمولَّد. وإذا وقف على كرّاس واحد يتضمّن كلاماً لجماعة من الخطباء أو لاثنين منهم فقط، فلابدّ أن يفرّق بين الكلامين، ويميّز بين الطّريقتين.و إذا تأمّلنا نهج البلاغة وجدناه كلّه ماءً واحداً، ونَفَساً واحداً، وأسلوباً واحداً، كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهيّة.ولو كان بعض نهج البلاغة موضوعا، وبعضه صحيحاً لم يكن ذلك كذلك.


    أكتفي بهذا القدرمع ما اختصار الردود على الشبهات المطروحة في جواب الشيخ محمد فقط .. وأرجو منكم نشر الرد مع تعليقكم إن أمكن وشكرا.

    مهدي الطرفي
    1431 هـ








    انشروا بارك الله بكم وأجركم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
    السلام عليكَ يا سيد الوصيين يا علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته
    ونسألكم الدعاء
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 10-05-2010, 09:51 PM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم


    وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .


    أشكركِ أختي( ريحانة 88 )الكريمة على هذه المشاركة وا سمحيلي ببيان بعض الشي لاكمال الفائدة .


    وهو أن علماء أهل السنة ليس كلهم يقولون بان نهج البلاغة للسيد الرضي المرتضى على اختلافهم ؟ بل هناك منم يقول انه من كلام أمير المؤمنين بدليل بلاغة التي لايمكن ان يأتي بها من البلغاء إلا أمير المؤمنين ؟؟


    وأما الذين قالوا بأن نهج البلاغة للشريف الرضي خوفاً من الخطبة الشقشقية ومابها من حقائق تكشف اغتصاب الخلافة من الخلفاء الآخرين ؟؟ وكيف يقولون بصحتها ؟؟ ومثل هذا الكلام فيها . فخوفا وهروبا قالوا انه ليس من كلام امير المؤمنين .


    لكن هذا مردود عليهم لأنه خطب أمير المؤمنين كانت مشهورة قبل ولادة السيد الرضي (قده )


    ثانياً _ هناك أكثر من مئة كتاب جمع فيه مصادر ومسانيد كتاب نهج البلاغة كلها تأكد بأنها نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين .


    ثالثا_ هناك أدلة تقول بان كتاب نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين بالدلائل الآتية .


    1- متانة النص ونظمه الرفيع: فاذا ما اطلعنا على نصوص نهج البلاغة استخلصنا انه من المستحيل في بعضها أن يكون لغير الإمام علي (ع) ، ولهذا وصف (ع) ب "اخي القرآن".


    2- القرائن المتعددة والشواهد الكثيرة الدالة على صحة الرواية، وعلى سبيل المثال اعتماد الروايات التي لا سند لها من قبل العلما القريبين من زمن الرسول (ص) وأئمة الهدى (ع) .


    3- ان يكون للسلسلة سند صحيح اصطلاحا، وهذا القسم ليس فيه الكثير من الأحاديث، على خلاف القسمين الأول والثاني.
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      شرفني واسعدني مروركم المبارك أخي الكريم و إضافتكم القيمة للموضوع ، فلا حرمنا الله من طلتكم البهية
      وفقكم الله و سدد خطاكم لكل خير بجاه محمد وآله الطيبين الطاهرين


      نسألكم الدعاء
      وصل اللهم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X