تويت
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لطالما شنًع الوهابية على الشيعة في أمور كانت متعارفة عند المسلمين بل كانت من الموروثات الفكرية والعقائدية والدينية لكل المسلمين ...ومن هذه الامور زيارة قبورالانبياء والائمة والاولياء والصالحين والتشفع بأصحابها ..بل كانت من هذه الاعمال من المسلمات عند كل المسلمين ..وذلك لعدم الدليل على المنع لا من كتاب أو سنة أو سيرة متشرعة ..بل السيرة على خلاف ذلك ..بل كانت السيرة ترى زيارة المراقد من الامور الحسنة التي يمدح فاعلها ...فهذه قبور الائمة والاولياء والصالحين شاهدة على ذلك ..ففي بغداد مثلا نرى أن مرقد الإمامين الجوادين ملاذا للزائرين في كل يوم وفي كل ساعة..وكذلك مرقد السفراء الاربعة ..وهذا قبر أبي حنيفة النعمان كان ولازال يغص بالزائرين في ليلة الجمعة ..وكذلك قبر الشيخ عبد القادر الكيلاني ...وغيره من مراقد العلماء ..من السنة والشيعة ...ولم يسمع من أحد منع أو حظر الى أن جاء الوهابية بإعتقاداتهم المنحرفة ..وجاءوا بدينهم الجديد القائم على منع كل شيء وتكفير كل العباد ..وبين أيدينا اليوم حادثة تاريخية ومناظرة وقعت بين (الإمام مالك) أحد الأئمة الاربعة عند أهل السنة (وليس هو من الشيعة) وبين المنصور الدوانيقي(أبو جعفر المنصور العباسي)..في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله..وأنقل لكم المناظرة ثم أنقل لكم تصحيح هذه الرواية وهذه الحادثة من قبل أهل الاختصاص ..لنرى أن رأي الوهابية هو خلاف ما عليه أهل الاسلام سواء السنة أو لشيعة ...
(ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) الآية، ومدح قوما فقال (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) الآية، وذم قوما فقال (إن الذين ينادونك) الآية وإن حرمته ميتا كحرمته حيا فاستكان لها أبو جعفر وقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عيه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله قال الله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) الآية[1].
..وقد حاول أبن تيمية أنكار هذه الحادثة وتكذيبها كعادته ...فلذا نأتي بأقوال علماء السنة على هذه الحادثة وهل هي صحيحة أم لا
1- إبن حجر الهيتمي -(وإنكار أبن تيمية لهذه الحكاية عن مالك حتى لايرد إنكاره التوسل والتشفع به صلى الله عليه وسلم من خرافاته وتهوراته..كيف وقد جائت عنهربالسند الذي لامطعن فيه)[2]
وهنا ترى أن أبن حجر يصف ابن تيمية بالمخرف والمتهور
2- الزرقاني المالكي :- ردا على تكذيب ابن تيمية للقصة(هذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها ابو الحسن علي ابن فهر في كتابه (فضائل مالك )بإسناد لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عدة شيوخ من ثقات مشايخه فمن اين أنها كذب ,وليس في إسنادها وضاع ولا كذاب )[3]..
3- السمهودي :_ (وقال عياض في الشفاء بسند حيد عن ابن حميد أحد الرواة عن مالك)[4]
4- الشيخ يوسف ابن إسماعيل النبهاني :_( ذكره القاضي عياض في الشفاء وساقه بإسناد صحيح)[5]..........
والآن أعيد عليكم بعض العبارت من كلام الامام مالك
1- وهو وسيلتك
2- ووسيلة أبيك آدم عيه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة
3- بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله قال الله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم)
4- قرأتم ماهو رأي ابن حجر بأبن تيمية وأنه يصفه بالخرف المتهور
5- لاحظوا أسماء الكتب التي ألفها العلماء أعلاه وكيف يبدو من أسماء العناوين كيف انهم يدافعون عن مبدأ الزيارة الى قبره الشريف صلوات الله عليه(الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم)-( وفاء الوفا بإخبار دار المصطفى)-( شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق)...
فهل زيارة مرقد النبي الاكرم ومراقد أهل بيته من بدع الشيعة....؟؟؟؟؟
وهل التشفع بالنبي بدعة من بدع الشيعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المصادر
[1] -القاضي عياض _الشفا بتعريف حقوق المصطفى- ج2ص-41-دار الفكر بيروت-ط1406
[2]- ابن حجر الهيتمي _الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم ص0129 دار جوامع الكلم- القاهرة
[3]- الزرقاني المالكي _شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج12- ص149 دار الفكر بيروت ط1- 1417
[4]- السمهودي ..وفاء الوفا بإخبار دار المصطفى ج4- ص-196 دار الكتب العلمية ط1 - 1427
[5]- يوسف النبهاني -شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ص116 -دار الكتب العلمية بيروت ط3- 2007م