إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

👨 دور الاب في تو فير الامن لطفل ****

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 👨 دور الاب في تو فير الامن لطفل ****

    دور الأب في توفير الأمن للطفل

    يحمل الطفل غالباً انطباعاً عن والده بأنه الأقوى والأعلم والأقدر في محيط الأسرة، وهو الذي يصدر الأوامر والنواهي ويواجه مختلف الأحداث.
    فالطفل يذكر عادةً ما يحتاجه لوالديه حتى يقوما بتوفيره، لكنه يلجأ إلى أبيه ويعتبره مديناً له في توفير أمنه. فهو قد شاهد عدة مرات كيف أن جميع أفراد الأسرة يلجأون إلى الأب عند الحالات الصعبة والظروف الحساسة، ولا يعتقد - عملياً- بوجود من هو أكثر كفاءة أو قدرة منه.


    تأثير الأمن على النمو:
    ويحتاج الطفل بشدة إلى الأمن في كل أقسامه، فهو يحتاج إلى الأمن في المجال الاقتصادي، والانضباط لدى مواجهته لمختلف الحوادث، والأمن الفكري والعاطفي وغير ذلك.
    ولا يمكن أن يتم نموّ الطفل إلاّ في محيط الأسرة الآمِن، ويصدق هذا حتى على النموّ الجسمي أيضاً.
    إذ سيتوقف نموّ الجسم فيما لو انعدم الأمن بالمقدار الكافي كما أشارت إلى ذلك مختلف الدراسات والبحوث. ويتسم مثل هؤلاء الأطفال بأجساد هزيلة وأجسام نحيلة ونحيفة، وأنهم ينظرون إلى عالم الوجود بنظرات موحشة، ويحملون انطباعاً لا يمكن معه الاعتماد على أي إنسان أبداً، ويشعرون بأن الظلام والبرق والرعد يهددهم ولا ملجأ لهم سوى الآباء الذين يمكنهم أن يحموهم ويطردوا عنهم الخوف، وهذا الإحساس ضروري لنموّ الطفل جسدياً وعاطفياً وخُلُقياً.


    الوظائف في هذا الطريق:
    لذا يمكن القول إنّ وظيفة الأب لا تقتصر على توفير نفقات الأسرة وما تحتاج إليه من المأكل والملبس فقط، بل عليه إضافة إلى ذلك أن يتواجد بين أفراد أسرته، وذلك التواجد مهم لتوفير الأمن لهم.
    ويمكن وصف الأب في محيط أسرته كالبطل الذي ينجز جميع المهمات، ويعوّض جميع النواقص.
    إذ ما فائدة توفير الحاجات فيما لو لم يتمكن الأب من توفير الأمن إلى جانبها، حيث إن الطفل سيفقد قابلية الاستفادة من تلك الحاجات.
    كما يعتبر الأب الرابط بين البيت وخارجه، ويمكن للحوادث التي تطرأ خارج البيت أن تأخذ طريقها إلى داخل البيت فتزرع الخوف والقلق في قلوب أفراد الأسرة، ولا يتمكن سوى الأب أن يهدِّئ من روع الأفراد ويحثّهم على الصبر والاستقامة.
    مَنْ الذي يُدخل الاطمئنان إلى قلب الطفل عندما تمرض أمّه؟
    مَنْ الذي يُشجّع الطفل ويدافع عنه عندما يشعر بالخوف من الناس أو من زملائه وأصدقائه في المدرسة فيزيل عنه هذا الكابوس ويدفعه لأن يتقدم في حياته؟


    خطر فقدان الأمن:
    لابدّ من توفير المقدمات التي يطلبها تحقيق الأمن، وينبغي على الأب أن يقوم بدوره في هذا المجال بأحسن شكل.
    وقد قلنا سابقاً بأن فقدان الأمن يؤثّر سلباً على نموّ الطفل في مختلف المجالات، وسيكون عاجزاً عن أداء دوره في المجتمع وعن أن يكون عضواً فعّالاً فيه.
    فقد أظهرت الدراسات العديدة التي أجريت بهذا الشأن أن فقدان الأمن يقلّل من الشهية للطعام، ويصيب الطفل بعسر الهضم والهزال والمرض أخيراً، كما أنه يؤدي أيضاً إلى إيجاد الخوف والاضطراب عند الطفل مما يجعله جاهزاً لممارسة بعض التصرّفات المرفوضة كالادعاءات الكاذبة والشقاوة والعصيان، وبعض الاضطرابات السلوكية الأخرى.
    وقد كشفت الدراسات أيضاً بأن الأطفال الذين لا يشعرون بالأمن إلى جانب آبائهم يتصفون بالنفاق والخوف والصمت والهدوء والكآبة أحياناً، أو يصابون بعقد نفسية في أحيان أخرى، وينصاعون إلى القوانين دون نقاش ويكونون بالنتيجة أفراداً غير أسوياء.
    وأشارت دراسة أخرى إلى أن الطفل الذي يشعر بحاجته إلى الأمن يلجأ بلا شك إلى شخص أو أشخاص آخرين فيما لو قصّر والده في هذا المجال، وسوف يبتعد في الحقيقة عن عائلته وأسرته وينفصل عنها، وهذا يشكّل بحدِّ ذاته الأساس للعديد من المفاسد (الأخلاقية) والسلوكية التي يصاب بها الطفل.
    وسوف ينظر إلى والده يائسا منه لأنه يحمل عنه انطباعاً بأنه ضعيف وغير منضبط.


    الأب هو الملاذ:
    فالأب هو ملاذ الأسرة وحاميها، ويجب عليه أن يترجم هذا المفهوم عملياً لأطفاله، لأن الأولاد بحاجة إلى دعمه وحمايته في جميع أمورهم، وسوف يشعرون باليأس فيما لو أدركوا بأن الأب عاجز عن تحقيق ذلك.
    فينبغي على الأب أن يتصرّف في محيط أسرته بصورة تسمح للطفل بأن يرتمي في أحضانه متى ما أدركه الخطر، وأن يشعر بالاستقرار عندما يكون إلى جانب أبيه، وهذا من ضروريات نموّ الطفل وسلامته.
    لذا حريّ بالأب أن يكون شجاعاً جريئاً ومقاوماً لمختلف الحوادث، فالأب الذي يعتريه الخوف والاضطراب عندما ينظر إلى مشهد مخيف أو تواجهه مشكلة معينة لا يمكنه أن يوفّر الأمن لطفله، ويجب عليه أن لا يكشف عن اضطرابه أمام طفله أبداً.
    فالطفل يحتاج إلى أب شجاع وقوي يقف إلى جانبه في الأزمات والمشاكل، ويكون قادراً على ممارسة وظيفته ومسؤوليته في توفير الأمن والاستقرار النفسي والخُلُقي، وهذا من حاجات الطفل الضرورية حتى في السنوات الأولى من عمره.


    الأمن في الأسرة:
    البيت هو المكان الآمِن والملاذ لجميع أفراد الأسرة عندما تواجههم المشاكل.
    وإنه لذنب عظيم قيام الأب بتشجيع أولاده للهروب من البيت من خلال تصرفاته السيئة وشعورهم بفقدان الأمن، وسبب ذلك هو عدم وعي الأب لمسؤوليته.
    فالأب هو الذي يرفع معنويات أفراد أسرته ويكون ملاذاً لأطفاله في الشدائد، ويوفّر لهم الأجواء الملائمة للحركة والنشاط.
    ويمكن لعامل الأمن أن يساهم في تفعيل النشاط الفكري للطفل وتوجيهه نحو مجالات مفيدة، ودفعه إلى الأمام دائماً.
    وحريّ بالأب أن يتصرّف وفق سلوك بيّن حتى يكون الولد قادراًَ على العيش مرفوع الرأس ومفتخراً، إذ لا يكفي الشعور بالجرأة والشجاعة لوحده عندما يصاب الطفل بحالات الخوف والاضطراب.
    وأخيراً فإنّ الطفل لا يمكنه التقدّم والتحلّي بالصدق والأمانة إلاّ في ظل المحيط الآمِن للأسرة.


    اعلم إن من نعم الله تعالى عليك نعمة الأولاد والذرية الصالحة .. وهذه نعمة وأمانة من الله تعالى متوجهة إليك وقد جعلك وليّا عليها ، فعليك أن ترعاها حق رعايتها ، وإلا كان لصاحبها الحق في مؤاخذتك على تضييع أمانته ، كما أن له إكرامك لو رددت أمانته إليه كما أرادها منك . فإذا رأيت حياء في وَلدك ، فاعلم أن ذلك علامة من علامات العقل ، فابذل جهدك في تربيته ، لئلا تكون مقصراً في تضييع فطرته ، فإن نفس الطفل خالية من أي نقش ، ولا رأي ولا عزيمة له في شيء .
    وإليك بيان ما يجب عليك تجاه الأبناء :


    أولاً : الترغيب في الآداب الشرعية ، وما تقتضيه السنة النبوية.


    ثانيا: مدح الصالحين عنده ، بل ومدحه على أفعاله الحسنة، وذمّه عند صدور أدنى قبيح منه ، لئلا يعاود الذنب مرة أخرى.


    ثالثا: منعه من الإسراف في الماكل والمشرب بل في مطلق اللذائذ .. فعليك أن تفهمه أن الغرض من الطعام هو كسب القوة لا اللذة ، فإن الغذاء كالدواء جُعل لدفع ألم الجوع ، ومنع الأسقام.. فالمطلوب هنا تحقير أمر التلذذ بالطعام عنده ، ومن المناسب - في هذا المجال - تعويده على صنف واحد منه وأفضله اللحم.. ومنعه من الأطعمة المتنوعة ، فإنها تورث المرض والكسل.


    رابعا: تشجيعه على الإيثار في المأكل وغيره من مباهج الزينة في الحياة.


    خامسا: النهي عن معاشرة من هم على خلاف أسلوبك في تربيته ، وإذا رأيت فيه مخالفة لأمرك ، فإياك وإياك والتوبيخ والتقريع ، وخصوصاً إذا رأيت مخالفته لك في السر لا في العلن!.


    سادسا: تعليمه محاسن كلام أهل البيت (ع) والشعر الهادف ، وتحذيره من الشعر الذي يولّد فيه الهوى والعشق ، فإنها مفسدةٌ للأحداث.


    سابعا: تعليمه الآداب الواردة في الطعام مما ذكره الفقهاء العظام في كتبهم الفقهية : كعدم التعجيل في الأكل ، وعدم النظر في وجوه الآكلين ، والأكل مما يليه ، وتصغير اللقمة ، وجودة المضغ ، وغيرها من الآداب المذكورة في محلها.


    ثامنا: تعليمه آداب النوم ، ومنعه من النوم في النهار ، لئلا يصير بليد الفهم ، وكذلك منعه من النوم بين الطلوعين ، ليكون مؤثراً في تحسين لونه ، وتعديل مزاجه ، وتقوية ذكائه ، وزيادة رزقه.


    تاسعا: تعويده على شيء من الخشونة في المعيشة ، ليشتد صلبه ويقوى عوده.


    عاشرا: تعويده على إكرام الغير كبيراً كان أو صغيراً .. ومراعاة أدب المجالس كعدم القهقهة ، والتثاوب ، والتربع ، والهذر ، والابتداء بالكلام قبل السؤال وغير ذلك.


    الحادي عشر: تعويده على الصدق والصمت ، و ترك الوعود الكاذبة ، وعدم الحلف كاذباً أو صادقاً ، وتجنب خبث القول والسب واللعن واللغو والتغني ، بل تعويده على حسن القول وجميله.


    الثاني عشر: تعويده على أن يخدم نفسه بنفسه ، وأن يخدم معلمه ومن هو أكبر منه سناً ، وتحذيره من إيذاء الغير، بل أمره بالرفق والمداراة.. ومنعه من قبول الأموال ، لئلا يتعود على الطمع في الدرهم والدينار ، ضرورة أن حب الذهب والفضة من السموم المهلكة.


    الثالث عشر: أن يأذن له في اللعب الذي لا ضرر فيه ، ليستريح من تعب التـأديب ، فلا ينبغي أن يتوقع من الصغير ما يتوقعه من الكبير الذي حنّكته التجارب .


    الرابع عشر: مراعاة الآداب الشرعية الواردة من الختان ، والعقيقة ، والتوسعة في الإنفاق وغير ذلك .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X