تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى ما للدعاء من اهمية في منظومة العبادات وعلاقة الإنسان بربه، لذا نجد القرآن الكريم جعله سبب التفات الله تعالى لعبده وانه لولاه لم يعبأ به، قال تعالى:قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُم فَقَد كَذَّبْتُم فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامَاً.إنَّ هذا التعبير (ما يعبؤُ بِكُم...) والذي يعني عدم اهتمام الله بكم لو لم تدعوا، لم يستعمل في العبادات الاخرى مثل الحج والصوم والجهاد وغير ذلك، وقد استخدم في الدعاء فقط، وهو تعبير يعني بإطلاقه أنّ الذي يجعل الله يهتم بكم ويعتني رغم الذنوب والآثام هو الدعاء، فقدروا هذه العبادة وثمّنوها.
ومما يؤيده ما روي عن الإمام الصادق (ع) عن جده أمير المؤمنين (ع) حيث قال: أحب الأعمال إلى الله في الأرض الدعاء،...الحديث.
ومن مواطن استجابة الدعاء الأماكن والأوقات الشريفة المجتمعة في مناسك الحج، لما ورد من ان الحاج والمعتمر ممن يستجاب لهم، فقد روى ثقة الإسلام الكليني عن الإمام الصادق (ع)قَالَ: sالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ إِنْ سَأَلُوهُ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَإِنْ شَفَعُوا شَفَّعَهُمْ وَإِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ وَيُعَوَّضُونَ بِالدِّرْهَمِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
من هنا تتأكد أهمية الدعاء وانه روح ومخ العبادة، عن النبي (ص): الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ...، ومن دونه تكون جميع العبادات فارغة المحتوى وجسم بلا روح.
لكن السؤال المهم الذي ينبغي ان نجيب عنه هو: لماذا لا يستجيب الله لنا احياناً؟
فمن الواضح ان الدعاء من دون استجابة ضعيف الجدوى، من هنا لابد ان نتعرف على اسباب عدم استجابة الدعاء ليكون دعائنا منزهاً عنها.
وبعبارة ثانية: ان الله تعالى وعد باستجابة دعاء الداعين بقوله: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ..‚، وقوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي، لكننا لا نجد الإجابة للكثير من دعائنا، فما هو السبب وراء ذلك؟