إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَدْخَلٌ عَقَديٌّ إلَى مَعرِفَةِ الصِدِّيِقَةِ الزَهْرَاءِ ,عَليهَا السَلامُ,:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَدْخَلٌ عَقَديٌّ إلَى مَعرِفَةِ الصِدِّيِقَةِ الزَهْرَاءِ ,عَليهَا السَلامُ,:

    مَدْخَلٌ عَقَديٌّ إلَى مَعرِفَةِ الصِدِّيِقَةِ الزَهْرَاءِ ,عَليهَا السَلامُ,:
    _________________________________________

    بَيّنَ سَمَاحَةُ السَيّدِ أحمَد الصَافي , الوكيل الشَرعي للمَرجعيّةِ الدينيّةِ الشريفةِ ,في خطبةِ الجُمعةِ الأولى,

    وبمناسَبةِ ذِكرى شَهادَةِ السَيّدَةِ فَاطمَة ,عليها السَلامُ, أهميةَ مَعرفتها وبقَدَرِهَا العظيمِ في حياتِها الخَاصَةِ ,

    ومَا قَدّمَته مِن آثارٍ وعَطاءٍ رغمَ قِصَرِ عُمرِهَا الشَريفِ,.

    إنَّ السَيّدةَ الزَهراءَ , هي شخصيةٌ عظيمةٌ ينبغي معرفتها بملاحظةِ أهميتها وعظمتها عند اللهِ ورسولِه الكريمِ مُحمدٍ

    , صَلى اللهُ عليه وآله وسَلّم,
    وعند أمير المؤمنين , علي ,والمعصومين, عليهم السَلامُ,.

    ومُمكِنُ الدخولِ إلى معرفتِها مِن مورِدَين مُهمين هُمَا:

    المَورِدُ الأوّلُ:
    _________

    معرفتها مِن اسمِها الشَريفِ (فاطمة ) ونحنُ نَعلمُ أنَّ وضعَ الأسمَاءِ للذواتِ في أغلبه يكونُ ارتجَالاً دون اعتبارٍ

    للمُنَاسبةِ بين الاسمِ والمُسَمّى ,
    كَمَا لو سَمّى أحدهم ولَدَه ب (كريم) وهو لم يتصف بالكَرَمِ ,ولكن عندما نَأتي

    إلى بعضِ الشَخصياتِ العظيمةِ نرى أنّّ القرآنَ الكريمَ قد اهتمَ بالاسمِ واعتنى به عنايةً خاصةً ,
    بحيث يَجعله جَعْلاً خَاصاً يَحكي عن مناسبةٍ بينه وبينه الذواتِ والشخصيةِ ,كما حَكا ذلك في قصةِ النبي يحيى , عليه السلامُ ,

    ((
    يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ))(7)مريم , وكذلك في جَعلِ اسمِ نبينا الكريمِ ,

    (( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ)) (6)الصَف.

    وهذا الأمرُ قد تَكرّرَ مع السَّيدةِ فَاطمَةِ , عليها السَلامُ, ولم يكن جَعلُ اسمِها وَليدَ وضعٍ ارتجالي , بَل كانَ ضِمنَ وظيفةٍ

    أُعدّتْ لها الزهراءُ, تؤديها في عُمرهِا القصير ,وهذه تستوجبُ منا التركيزَ على هذه الخصوصيةِ .

    والسؤالُ هنا لماذا سُميَتْ السيّدةُ فاطمةُ بهذا الاسمِ ؟

    وهَل هذا الاسمُ ارتجاليٌ , أو أنَّ أمها السيّدةَ خديجةَ أو النبيّ هُما من سَمّاها ,وقطعاً أنَّ النبيَ الكريمَ لا يُسَمي ارتجالاً

    دون مناسبةٍ ,لأنّه حكيمٌ ,ويهدفُ إلى بيانِ العلاقةِ والغرضِ وطبيعةِ الوظيفةِ بين الاسمِ وذاتِ الزهراءِ , عليها السَلامُ,.

    كما أنَّ اسمَ النبي ( أحمَد ) يَحكي عن أفضليته في الحَمدِ والثناءِ للهِ تعَالى واسمه هذا جُعِلَ له قبل أنْ يُولَدَ.

    وكذلك الزهراءُ , قد جُعِلَ لها عِدّةُ اسمَاءٍ كفاطمةَ والراضيةِ والمَرضيّةِ والبتولِ والشَهيدَةِ ,

    ( قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة : شَقّ اللهُ لَكِ يا فَاطمَةُ اسماً مِن أسمائه فهو الفاطرُ وأنتِ فاطمةٌ )

    : بحار الأنوارِ, المجلسي ,ج43,ص15.

    وعن الإمَامِ عَليٍّ (إنما سُميَتْ فاطمةُ ، فاطمة, لأنَّ اللهَ, عَزّ وجَلّ فَطَمَ مَن أحبّهَا مِن النارِ )

    : معاني الأخبار, الصدوق,ص64.

    و (أنَّ النبيَ , صَلى اللهُ عليه وآله, قَالَ : بأنّها بضعةٌ منه ، وأنَّ اللهَ يَرضى لرِضَاهَا ويَغضبَ لغضبِهَا)

    : منهاجُ الكرامة, العلامة الحلي,ص17.

    إنَّ هَذه العِنَايَةَ الخَاصَةَ باسمِ السَيّدةِ فَاطمَةِ وتَصريحَ الرواياتِ به وبآثارِه وثَمراتِه , يأتي في سياقِ أنَّ الاسمَ يُناسبُ

    الوظيفةَ والغرضَ , الذي خُلِقَتْ مِن أجله الزهراءُ , عليها السَلامُ, وهذا ما يَستَدعي التأمّلَ في هذا المَورِدِ.


    المَورِدُ الثَانِي:
    ____________

    إنَّ الإمامَ جَعفرَ الصَادِقَ , عَليه السَلامُ , يُعَرِّجُ عَلى عَظمَةِ السَيّدةِ فاطمةِ , , مِن جَانبٍ آخرٍ , فَرويَ عنه أنّه قَالَ :

    (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ,
    الليلةُ فَاطمةُ , والقَدْرُ اللهُ , فَمَن عَرفَ فاطمةَ حَقَّ معرفتها, فقد أدركَ ليلةَ القَدرِ ،

    وإنّمَا سُميَتْ فَاطمةٌ لأنَّ الخَلَقَ فُطِمُوا عَن مَعرفتها )

    : بِحَارُ الأنوار, المَجلسي ,ج43,ص65.

    فَمَا هو الرَبطُ بين معرفةِ السَيّدةِ فاطمةِ وليَلةِ القَدرِ ؟

    وليلةُ القَدرِ هي قضيةُ تكوينيةُ ومعرفةُ السيّدةِ فاطمةِ هي قضيةٌ تشريعيةٌ عَقديةٌ ,ونَضَعُ هُنا احتمَالاتٍ منها:

    1- أنَّ ليلةَ القدرِ في أغلبِ الرواياتِ هي ليلةٌ مجهولةٌ وعَظيمةُ الآثارِ.

    ( عن عليّ بن أبي حمزة قال : كنتُ عند أبي عبد اللَّه , الإمامِ الصادق, عليه السّلامُ, فقالَ له أبو بَصير :

    جُعِلتُ فداكَ الليلةُ التي يُرجَى فيها
    ما يُرجى أيّ ليلةٍ هي ؟ فقال : في ليلةِ إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين

    قال : فإنْ لم أقو على كلتيهما ، فقال : ما أيسرُ ليلتين فيما تَطلبُ ,

    .... ثمّ قالَ, عليه السّلامُ, : يُكتبُ في ليلةِ القَدرِ وَفد الحَاجّ والمَنايا والبلايا والأرزاقُ وما يكون إلى مِثلها في قابلِ
    ,فاطلبها في إحدى وعشرين ,وثلاث وعشرين ،)

    : مُنتهى المَطلَبِ , العَلاّمَةُ الحِلّي,ج9,ص453.


    فَكمَا أنَّ ليلةَ القَدرِ عَظيمةٌ ومَجهولةُ المَعرفةِ فكذلك السَيّدةَ فاطمةَ مَجهولةٌ بكنهها ,ولها ثِمَارٌ وخصوصياتٌ .

    وفي الروايةِ المأثورة ِ( بأنّ الإمامَ أمير المؤمنين , عليه السَلامُ , لما انتهى مِن تغسيلِ الزهراءِ, عليها الَسلامُ ،
    وأتى أبناؤها لوداعها ، رَمَى الحَسنانُ جسديهما على جسدِ أمهما وأخذا يبكيان فأنّتْ الزهراءُ أنّه
    وأخرجتْ يديها من الكفنِ وضمتهما إلى صدرها, يقولُ الراوي : فسمعنا صَوتاً مِن السَمَاءِ يقولُ :
    يا عَليُّ أبعدْ الحَسنين عن أمهما فقد أبكيا ملائكةُ السَمَاءِ )

    : مُختصرٌ مُفيدٌ, السَيّد جَعفر العاملي,ج7,ص95.

    2- إنَّ الاحتمالَ الثانيَ أنَّ ليلةَ القدرِ هي الليلةُ الفارقةُ في الوجودِ والأمورِ , قَالَ تَعَالى:

    (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6))),الدخان.

    فكذلك السيدةُ فاطمةُ , عليها السَلامُ ,هي الممُيِّزةُ والفارِقَةُ بين الحَقِّ والباطلِ , ومِن هنا جَاءَ الاهتمامُ الشَديدُ والأكيدُ

    بقضيةِ الزَهرَاءِ ,
    مع قِصَرِ عُمرِهَا الشَريفِ .

    3- إنَّ ليلةَ القَدرِ تَحوي عَلَى جميعِ البَركَاتِ وهي في نفسِها تَمتَازُ بالخيريّةِ المُطلقةِ وجوداً وتكويناً وجوهراً ,

    ((وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4))),القدر.

    وواقعاً ما هو خيرُ ليلةِ القَدرِ , وما هو مَددُها فهذا مَا لا نَعلَمَه .

    فالزهراءُ كذلك ,ولكن ما نَعلمه أنَّ الزهراءَ ,وعَاءٌ للإمامةِ المعصومةِ المَنصوبةِ , وظَرفٌ لها وواسطةٌ بينها من طريق أمير المؤمنين

    وبين النبوةِ مِن طريقِ النبي الكريم,.

    إذن يتَبيّنَ مِن ذلك كُلّه أنَّ السيّدةَ فاطمةَ , عليها السَلامُ, هي أصلٌ مُقدّسٌ عَالٍ وأعظمُ.

    هذا ما يَتجَلّى في عنايةِ اللهِ تعالى بها وعنايةِ النبي الكريم الخاصةِ,

    إذ كان كثيراً ما يستأذنُ في الدخولِ عليها ,والأئمةُ المَعصومون , عليهم السلام, قد ذكروا أنَّ الكوثرَ هو فاطمةٌ

    من بابِ تطبيق الخيرِ كُلّه على الزهراءِ,.

    وهذا ما يَستدعي تسليطَ الضوءِ والوقوفَ عند المَعاييرِ القرآنيةِ والنبويةِ في مَعرفَةِ قَدَرِ ومَقامِ

    وثَمَرَاتِ السَيّدةِ فاطمةِ الزهراءِ, عَليها السَلامُ.


    ______________________________________________

    تَقريرُ وتَخرِيجُ : مرتضى علي الحلي . بِتَصَرِّفٍ مِنِّي .

    _____________________________________________

  • #2
    الأخ الكريم

    ( مرتضى علي الحلي )

    احسنتم جزيتم خيرا

    على هذا الاختيار الطيب

    جعله الله في ميزان حسناتكم

    دمتم بخير


    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      وأحسنَ اللهُ إليكم وجُزيتم خيرا.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X