تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
1. من المهم جدا لكل مسلم وبالخصوص دارس العلوم الاسلامية دراسة علم الأديان المقارن، لأنه معرض للاحتكاك بأصحاب الديانات الاخرى والجواب على شبهاتهم،وقد تصدى لرد هذه المحاولات علماء أكفاء كان لزامًا عليهم أن يدرسوا هذه الديانات، وأن يتعمقوا في كتبها وتاريخها وأصولها وفروعها للرد على دعاتها، وكان أكثرهم لا يتصدون للرد إلا إذا بلغوا في فهمها بعيدًا، ويعدل أو يفوق شأن علمائها وأربابها، ولقد حفل التراث الإسلامي بأسماء لامعة عميقة في مجال الأديان والجدل مع أصحابها.
بل حتى باقي النظريات التي تحسب على اللادينيين فكثير منها فيه بعد متوجه لمحاربة الاسلام كنظرية ارنست رينان من الفلاسفة الفرنسيين له منهج ونظرية العرق في تفسير التاريخ والأفكار والأديان او قل بشكل عام الحضارات وهو متخصص في اللغات فدرس اللغات ووجد ان الاختلافات بين الحضارات لا يعود الى خلاف لغوي وانما يعود الى اساس عقلي فالعقلية السامية عقلية متدنية ومتخلفة واقل جدارة من العقلية الآرية ، وفي الحقيقة تابع فيها العالم الفرنسيجوزيف آرثر دو كونت غوبينو (1816- 1882)، وبنى على هذا الاختلاف فروقا في الذكاء وفي العلم ونحو ذلك وحاول انم يفسر التاريخ وفق هذه النظرية فنظر في منجزات المسلمين مثلا فبما انهم من الساميين فكل ما فيهم من حسنات فإنما هي لاختلاطهم بالجنس الآري وهي من بقايا اليونان والهنود وغيرهم مما هم من الجنس الآري، ويعلل اختيار المسلمين لدين التوحيد كونهم ذا عقلية بسيطة غير قابلة على التفكيك والتركيب، فانبرى له اثنان من كبار علماء المسلمين وكانا موجودين في فرنسا والأول هو جلال الدين الأفغاني ومحمد عبده تلميذه وكانا يومها اصدار مجلة العروة الوثقى، بعد ذلك اتضح انها نظرية ضعيفة لا تقوم على اساس علمي فرفضها علماء الأعراق والبيولوجيين وغيرهم، الا انها سببت الكثير من الفظائع لاستغلال بعض الطواغيت لها وقيامهم بالكثير من الفظائع.
وكان هناك ايضا مستشرق فرنسي ربما وصل الى وزير خارجية فرنسا اسمه جبرائيل هانوتو، واتهم الاسلام بانه دين جبري وان سبب تخلف المسلمين الى عقيدة الجبر عندهم، لذا نجدهم خاملين ولم يتقدموا فرد عليه محمد عبده بكتاب الاسلام والنصرانية مع العلم والمدنية.
2. ومن الفوائد المهمة التي تترتب على دراسة علم الاديان هو فهم الآيات المتعلقة بهذه الأديان التي غالباً ما تحتاج الى دراسة معمقة لتاريخهم وعقائدهم، لذا نجد العديد من الابحاث التاريخية في التفاسير والكتب العقدية.
3. وايضاً تبرز اهمية دراسة علم الاديان من جهة الدعوة الى الاسلام فإن الداعية الناجح لا يستطيع أن يدعو غير المسلمين بالتي هي أحسن إلا إذا درس ما عندهم من ديانات، ووقف على الملل والنحل التي يدين بها غير المسلمين ومعرفة الخلل في عقيدتهم وبيانها ومقارنتها بموقف الاسلام.
4. كما ان دراسة الاديان تقوي اعتقاد المسلم بدينه من خلال التعرف على ضعف وخواء ادلة باقي الأديان والمذاهب.
5. ان دراسة الأديان توفر للباحث المعرفة الكاملة بتاريخ الامم والتعرف على اسباب انحرافها عن انبيائها وغير ذللك للاعتبار والحذر من السقوط في نفس اخطائهم
وقد قال رسول الله فيما رواه الفريقان: "و الذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنن بني إسرائيل".
تعليق