تويت
في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (138)
قال تعالى( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) سورة البقرة من الاية 257 الى 258 .
نتعرض في هذه الاية الى مطالب
اولا : ضرورة التخصص في علم الكلام والعقيدة الالهية
يعتبر علم الكلام والعقيدة من اشرف العلوم لان بها يمكن اثبات اصول الدين من التوحيد والصفات الالهية والنبوة والامامة والمعاد والتي هي المبتنيات الفكرية للانسان واثبات ذلك بالدليل والحجة والبرهان، ولذا يجب التخصص في مثل هذا العلم العظيم من اجل بناء المجتمع الاسلامي بناء فكريا صحيحا بعيدا عن الخرافات والابتداع في الدين وتأثير بعض العقائد الفاسدة عليهم، وكذلك من اجل الدفاع عن العقيدة الالهية امام الخصم والمجادل والمحاجج من الاديان والملل الاخرى التي تنكر هذه المعارف والعقائد .؟
ثانيا :اهل البيت اول من اسس للتخصص في العلوم
اهل البيت عليهم السلام هم رحمة الله المهداة الى البشرية ولكن البشرية بسوء افعالها حرمت نفسها من هذه النعمة ،وهم اول من اسس للتخصص في مختلف العلوم والمعارف سواء الالهية او المادية ، وهذه المناظرة شاهد ودليل على كيف ان الامام الصادق استطاع ان يصنع بعض من الرجال لعلم التخصص وكل شخص حسب تحمله ووضعه وما يستطيع ،يقول هشام بن سالم كنا عند ابى عبدالله(عليه السلام) جماعة من أصحابه فورد رجل من أهل الشام فاستأذن بالجلوس فأذن له، فلما دخل سّلم فأمره ابو عبدالله(عليه السلام) بالجلوس ثم قال له: ماحاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت اليك لأناضرك، فقال ابو عبدالله(عليه السلام) فيماذا؟ قال: في القرآن، فقال ابو عبدالله(عليه السلام) يا حمران بن أعين دونك الرجل، فقال الرجل: انما اريدك انت لا حمران فقال ابو عبدالله(عليه السلام): إن غلبت حمران فقد غلبتني فأقبل الشامى يسأل حمران حتى ضجر ومل و حمران يجيبه ،فقال ابو عبدالله(عليه السلام) كيف رأيت يا شامى؟ قال: رأيته حاذقاً ما سألته عن شيء إلا أجابني ثم قال الشامى: اريد ان اناظرك في العربية، فالتفت ابو عبدالله(عليه السلام) فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره حتى غلبه، فقال الشامى: اريد ان أناظرك في الفقه فقال ابو عبدالله: يا زرارة ناظره، فناظر حتى غلبه فقال الشامي: اريد ان أناظرك في الكلام فقال الامام(عليه السلام): يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فغلبه، ثم قال: اُريد ان أناظرك في الاستطاعة فقال الامام(عليه السلام): يا هشام بن سالم كلمه فكلمه فغلبه، ثم قال: اريد ان اتكلم في الامامة فقال الامام(عليه السلام): لهشام بن الحكم كلمه، فغلبه ايضاً فحارَّ الرجل و سكت.و اخذ الامام يضحك فقال الشامي له: كأنك اُردت ان تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ فقال الامام(عليه السلام): هو ذلك .
ثالثا : النمرود يسقط في المحاججة امام ابراهيم عليه السلام
المشهور بين المفسرين ان الشخص والملك الذي حاججه ابراهيم عليه السلام هو النمرود بن كنعان بن سام بن نوح ، وكان ابراهيم عليه السلام قد دعا الى توحيد الله ونبذ عبادة الاصنام وتحقيق العدالة في المجتمع ، ولكن كما هي العادة ان اول من يقاوم مشروع التغيير الاجتماعي في الامة هم الحكام والطغاة واهل الامتياز لا لانهم يؤمنون بعقيدتهم ويدافعون عنها ولكن خوفا على مواقعهم وامتيازاتهم التي يتوهمون انها سوف تزول منهم ،ولذلك قال النمرود لابراهيم عليه السلام من ربك ؟ قال إبراهيم ،ربي الذي يهب الحياة لمن يشاء ، ثم ياخذها كما اعطاها فهو القادر على ذلك وحده ،وهنا النمرود ومن اجل ان يثبت هذه الخصيصة له امام المجتمع الجاهل ويبطل حجة ابراهيم قال وانا اقدر فجاء برجلين فقتل احدهما وعفى عن الاخر ،وهنا ابراهيم عليه السلام راى ان هذه مغالطة قد استخدمها النمرود ويمكن ان تمرر على هؤلاء الجهلة والحمقى من اتباعه،ولذلك استخدم اسلوبا اخر لا يمكن للنمرود ان يرده ويصده فقال له ان الله خلق الشمس لتشرق من جهة المشرق فهل تستطيع ان تاتي بها من جهة المغرب (فَإِنَّ اللَّهً يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ) وهنا قد سقط النمرود ولم يستطع الجواب على هذا الدليل الذي ساقه نبي الله ابراهيم عليه السلام والنتيجة هي كما قال تعالى {وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وذلك لان بعض الناس مع اقامة الحجة عليهم يبقون معاندين والله يتركهم في ضلالهم يعمهون .
قال تعالى( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) سورة البقرة من الاية 257 الى 258 .
نتعرض في هذه الاية الى مطالب
اولا : ضرورة التخصص في علم الكلام والعقيدة الالهية
يعتبر علم الكلام والعقيدة من اشرف العلوم لان بها يمكن اثبات اصول الدين من التوحيد والصفات الالهية والنبوة والامامة والمعاد والتي هي المبتنيات الفكرية للانسان واثبات ذلك بالدليل والحجة والبرهان، ولذا يجب التخصص في مثل هذا العلم العظيم من اجل بناء المجتمع الاسلامي بناء فكريا صحيحا بعيدا عن الخرافات والابتداع في الدين وتأثير بعض العقائد الفاسدة عليهم، وكذلك من اجل الدفاع عن العقيدة الالهية امام الخصم والمجادل والمحاجج من الاديان والملل الاخرى التي تنكر هذه المعارف والعقائد .؟
ثانيا :اهل البيت اول من اسس للتخصص في العلوم
اهل البيت عليهم السلام هم رحمة الله المهداة الى البشرية ولكن البشرية بسوء افعالها حرمت نفسها من هذه النعمة ،وهم اول من اسس للتخصص في مختلف العلوم والمعارف سواء الالهية او المادية ، وهذه المناظرة شاهد ودليل على كيف ان الامام الصادق استطاع ان يصنع بعض من الرجال لعلم التخصص وكل شخص حسب تحمله ووضعه وما يستطيع ،يقول هشام بن سالم كنا عند ابى عبدالله(عليه السلام) جماعة من أصحابه فورد رجل من أهل الشام فاستأذن بالجلوس فأذن له، فلما دخل سّلم فأمره ابو عبدالله(عليه السلام) بالجلوس ثم قال له: ماحاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت اليك لأناضرك، فقال ابو عبدالله(عليه السلام) فيماذا؟ قال: في القرآن، فقال ابو عبدالله(عليه السلام) يا حمران بن أعين دونك الرجل، فقال الرجل: انما اريدك انت لا حمران فقال ابو عبدالله(عليه السلام): إن غلبت حمران فقد غلبتني فأقبل الشامى يسأل حمران حتى ضجر ومل و حمران يجيبه ،فقال ابو عبدالله(عليه السلام) كيف رأيت يا شامى؟ قال: رأيته حاذقاً ما سألته عن شيء إلا أجابني ثم قال الشامى: اريد ان اناظرك في العربية، فالتفت ابو عبدالله(عليه السلام) فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره حتى غلبه، فقال الشامى: اريد ان أناظرك في الفقه فقال ابو عبدالله: يا زرارة ناظره، فناظر حتى غلبه فقال الشامي: اريد ان أناظرك في الكلام فقال الامام(عليه السلام): يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فغلبه، ثم قال: اُريد ان أناظرك في الاستطاعة فقال الامام(عليه السلام): يا هشام بن سالم كلمه فكلمه فغلبه، ثم قال: اريد ان اتكلم في الامامة فقال الامام(عليه السلام): لهشام بن الحكم كلمه، فغلبه ايضاً فحارَّ الرجل و سكت.و اخذ الامام يضحك فقال الشامي له: كأنك اُردت ان تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ فقال الامام(عليه السلام): هو ذلك .
ثالثا : النمرود يسقط في المحاججة امام ابراهيم عليه السلام
المشهور بين المفسرين ان الشخص والملك الذي حاججه ابراهيم عليه السلام هو النمرود بن كنعان بن سام بن نوح ، وكان ابراهيم عليه السلام قد دعا الى توحيد الله ونبذ عبادة الاصنام وتحقيق العدالة في المجتمع ، ولكن كما هي العادة ان اول من يقاوم مشروع التغيير الاجتماعي في الامة هم الحكام والطغاة واهل الامتياز لا لانهم يؤمنون بعقيدتهم ويدافعون عنها ولكن خوفا على مواقعهم وامتيازاتهم التي يتوهمون انها سوف تزول منهم ،ولذلك قال النمرود لابراهيم عليه السلام من ربك ؟ قال إبراهيم ،ربي الذي يهب الحياة لمن يشاء ، ثم ياخذها كما اعطاها فهو القادر على ذلك وحده ،وهنا النمرود ومن اجل ان يثبت هذه الخصيصة له امام المجتمع الجاهل ويبطل حجة ابراهيم قال وانا اقدر فجاء برجلين فقتل احدهما وعفى عن الاخر ،وهنا ابراهيم عليه السلام راى ان هذه مغالطة قد استخدمها النمرود ويمكن ان تمرر على هؤلاء الجهلة والحمقى من اتباعه،ولذلك استخدم اسلوبا اخر لا يمكن للنمرود ان يرده ويصده فقال له ان الله خلق الشمس لتشرق من جهة المشرق فهل تستطيع ان تاتي بها من جهة المغرب (فَإِنَّ اللَّهً يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ) وهنا قد سقط النمرود ولم يستطع الجواب على هذا الدليل الذي ساقه نبي الله ابراهيم عليه السلام والنتيجة هي كما قال تعالى {وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وذلك لان بعض الناس مع اقامة الحجة عليهم يبقون معاندين والله يتركهم في ضلالهم يعمهون .