إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقارنة بين السيدة فاطمة الزهراء وسيدة مريم عليهما السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقارنة بين السيدة فاطمة الزهراء وسيدة مريم عليهما السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته .


    إن تعالى اصطفى مريم بنت عمران (عليها السلام) سيدة على نساء عالمها فقط ، و لا يمكن أن نعدي كلمة (العالمين) -في هذه الآية- إلى الشمولية المطلقة و الدليل على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة الآية 7 : (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني فضلتكم على العالمين) فهل تستطيع أن تقول بأن أمة بني إسرائيل هي أفضل الأمم حتى من أمة النبي محمد (صلى الله عليه و آله) ؟ بالتأكيد لا ، إذا يكون تخريج هذا الإشكال هو الحصر في كلمة (العالمين) فتفضيل بني إسرائيل محصور على عالمهم فقط . قال تعالى في سورة الأعراف : (قال أغير الله أبغيكم إلهاً و هو فضلكم على العالمين) ، في سورة الدخان (و لقد آتينا بني اسرائيل الكتاب و الحكم و النبوة و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على العالمين) فلو دلت كلمة (العالمين) على الشمولية للزم ان تكون تلك الأئمة أفضل من أئمة النبي (صلى الله عليه و آله) ، بل يلزم أن تكون عبادة الله تبارك و تعالى في أحسن صورة هي عبادتهم و يلزمنا أن نتعبد بطريقتهم إذا كان مدلول هذه الكلمة الشمولية . إذاً فالآية تشير إلى أن الله فضلهم على عالمهم فقط بدليل و لا تشمل العالم الإسلامي و هذا ما صرح به تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس..) و قوله تعالى : (و جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فأمة النبي (صلى الله عليه و آله) هي خير الأمم على الإطلاق . و لو أجرينا هذا الكلام على باقي الآيات لوجدنا أن بعض الأنبياء (ع) أفضل من النبي (ص) كما قال تعالى : (إن الله اصطفى آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران على العالمين) فهل اصفطاء الأنبياء على العالمين يجعلهم في مقام أعلى من مقام النبي (ص) ؟ بالتأكيد لا ، بل الله اصطفى كل نبي على عالمهم ، ثم اصطفى النبي (ص) على جميع الانبياء و المرسلين .


    و عليه فإن الآية الكريمة التي تبين إصطفاء مريم على العالمين لا يعني منها أنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين ، بل هي سيدة نساء عالمها فقط ، و أن الزهراء البتول (عليها السلام) هي سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين . فحينما يعبر القرآن الكريم بأن مريم بنت عمران (عليها السلام) صديقة فإن الزهراء (عليها السلام) خير منها لأنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين فلذلك تسمى الزهراء (عليها السلام) بـ (الصديقة الكبرى) لأن مقام الصديقة التي هي عند الزهراء البتول أرفع و أسمى من مقام الصديقة التي عند السيدة العذراء ، و اللطيف في الأمر أن هناك بعض الروايات تسمي الزهراء بـ (مريم الكبرى) ، و لأن مريم بنت عمران (عليها السلام) لم تتزوج فالسبب راجع لأنه لا يوجد كفؤ لها في عالمها ، فأرسل الله لها عيسى بن مريم (عليه السلام) حتى يؤنسها ، و أما الزهراء البتول (عليها السلام) و هي الصديقة الكبرى فلابد أن يكون كفؤ لها هو (الصديق الأكبر) علي بن أبي طالب (عليه السلام) فمن هنا أخي السائل تستطيع ان تعرف سبب تسميته بالصديق الأكبر ، لأن الصديقة الكبرى لا كفؤ لها إلا الصديق الأكبر .


    هذا من جانب ، من جانب آخر : قلنا أن أمة النبي (ص) هي خير الأمم ، و النبي (ص) هو خير الأنبياء بل أفضلهم (ع) ، فيلزم أن يكون من صديق هذه الأمة أن يكون أفضل صديق على جميع الأمم ، و يلزم أن تكون أفضل امرأة في هذه الأمة أفضل امرأة على جميع الأمم ، فالسيدة الزهراء (عليها السلام) خير نساء الأولين و الآخرين إلى قيام يوم الدين .


    و لا بأس أن أذكر لك روايات في هذا المقام :


    في صحيح البخاري : 3667 - عن عائشة قالت:


    أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه و آله سلم ، فقال النبي صلى الله عليه و آله سلم: (مرحبا بابنتي). ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسر إليها حديثا فبكت ، فقلت لها : لم تبكين ؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت ، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عما قال ، فقالت: (ما كنت لأفشي رسول الله صلى الله عليه و آله سلم) حتى قبض النبي صلى الله عليه و آله سلم فسألتها ، فقالت : أسر إلي : (إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، و إنه عارضني العام مرتين ، و لا أراه إلا حضر أجلي ، و إنك أول أهل بيتي لحاقا بي) فبكيت ، فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة أهل الجنة ، أو نساء المؤمنين.فضحكت لذلك).

    أقول صححه الألباني و لكنه أضاف فيه عبارة (سيدة أهل الجنة عدا مريم بنت عمران) و لم أر أي طبعة موجود فيها هذه الإضافة ، و الحديث بهذه الإضافة لا يستقيم لما تقدم من أن خير نساء أمة النبي(ص) لا تكون إلا خير نساء العالمين من الأولين و الآخرين . و أني لا أرى هذه الزيادة إلا حقداً على السيدة الزهراء (عليها السلام) . هذا من جانب ، من جانب آخر هناك روايات أخرى في الصحيحن تتكلم عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) بأنها سيدة النساء من دون قيد (عدا مريم بنت عمران) .



    عن حذيفة أنه كان مع رسول الله (ص) ... إلى أن قال (ص) : (هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربي أن يسلم علي و يبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة و أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ) .

    أقول : اخرجه السيوطي عن الترمذي ، و نقلته عدة مصادر و فيها خلاف في كلمة (ملك) فالبعض كتبها (مالك) و هو الملك خازن النار ، و البعض كتبها ( ملك) يعني مجهول ، و لكن لا يضر هذا في لب المطلب و هو أن فاطمة الزهراء سيدة (ع) نساء أهل الجنة ، و أهل الجنة ليسوا فقط من أمة محمد (ص) بل فيها من كل الأمم ، ففاطمة الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين .



    روى الحكام عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و آله سلم قال : (حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون و خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ).

    أقول : أفضلية فاطمة الزهراء (عليها السلام) لأنها سيدة نساء أهل الجنة بمن فيهن هؤلاء النسوة الثلاث (عليهن السلام) و هل يتناسب أن تكون فاطمة الزهراء (ع) أفضل من أمها ؟ نعم ، و لم لا ، فالنبي (ص) أفضل من أبيه و جده و أمه بل أفضل الأولين و الآخرين ، هذا من جانب ، من جانب آخر يرى بعض علمائهم كالسبكي أن الخلاف حاصل بين الأعلام إلا أن المشهور بل الأقوى أن فاطمة أفضل نساء أمة محمد (ص) ثم أمها خديجة .


    فالسلام على فاطمة الزهراء يوم ولدت و يوم تموت و يوم تبعث حيا .

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X