بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
التأويل مصطلح ورد في القرآن الكريم وصرحت به الاحاديث الشريفة ,وإستعمله المسلمون منذ صدر الاسلام,كما حظي بالدراسة والمناقشة من قبل العلماء المختصين بعلوم القرآن حتى عد من العلوم القرآنية المهمة ,واليه يرجع الكثير من الخلافات المذهبية الموجودة بين المسلمين لاسيما في قضايا الفكر والعقيدة ,كالبحث في ذات الله تعالى وصفاته ,وإشكالية الجبر والتخيير و.......
ولعل من أهم أسباب إختلافهم هذا ,هو إختلافهم في معنى التأويل نفسه :
· فمنهم من يرى أن المقصود بالتأويل هو التفسير لاغير .
· ومنهم من يرى أن التاويل لايكون إلا لما فيه غموض يفتقر الى التفسير .فالتاويل –قرآنيا –تفسير ولكن لما فيه غموض.
· ومنهم من يرى أن التأويل هو المعنى المخالف لظاهر اللفظ ,او أنه بمعنى العدول باللفظ عن معناه الظاهر الى معنى آخر لادليل عليه.
· ومنهم من يرى أن التأويل ليس معنى مخالفا للظاهر بل هو معنى من معاني الآية لايعلمه إلا الله تعالى ,أو –على رأي آخر –إلا الله والراسخون في العلم ,فيرجع الامر الى أن للآية المتشابهة معاني متعددة بعضها تحت بعض منها هو تحت اللفظ يناله جميع الافهام ومنها هو أبعد منه لايناله إلا الله سبحانه أو هو تعالى والراسخون في العلم .
· ومنهم من يرى أن التأويل هو وجود معان مترتبة بعضها على بعض ترتب الباطن على ظاهره.
· ومنهم من يرى أن التأويل ليس من مقولة المفاهيم والمعاني اللفظية أي ليس من قبيل المعاني المرادة باللفظ ,بل هو حقائق خارجية وأمور عينية وحالات في الخارج يعتمد عليها النص القرآني .
ومن الذاهبين الى هذا الرأي العلامة الطباطبائي إذ يرى أن التأويل ليس من مقولة الالفاظ والمفاهيم ,ولا من سنخ المفهوم الذي يبتني على أمر خارجي بل هو رجوع حقيقة خارجية الى حقيقة خارجية أرفع منها.النسبة بينهما نسبة الممثل للمثال ,وإن جميع المعارف القرآنية أمثال مضروبة للتأويل عند الله
تعليق