تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الزيارات تشترك في معنى واحد وهو بيان انتساب الحسين الى رسول الله صلى الله عليه واله ولنأخذ فقرة من باب المثال قول الامام الصادق في زيارة جده الحسين: (السلام عليك يا ابن علي المرتضى، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى)، ربما يسأل إنسان ما هو الداعي لتعريف الإمام الحسين بنسله؟ ليس المقصود بهذه الفقرة بيان النسل فحسب كما قد يظن البعض اذ هو أمر معروف وبالتالي يكون من باب تحصيل الحاصل وكذلك ليس قيمة الإنسان بنسله وان كان في ذروة الشرف كالحسين وإنما الإشارة إلى شجرة الاصطفاء. وعلينا ان نعرف ما المقصود بشجرة الاصطفاء؟ الله تبارك وتعالى اختار من بين الأنساب والأشجار والعوائل والقبائل، اختار هذه الشجرة التي بدأت من إبراهيم الخليل وانتهت إلى النبي محمد فهذه الشجرة تميزت على سائر الأشجار والقبائل، القرآن الكريم يعبر عن هذه الشجرة: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ) وفي الزيارة التي صدرنا الحديث بها حيث الإمام أراد أن يشير إلى شجرة الاصطفاء، أن الحسين قد ولد وانحدر من هذه الشجرة المباركة وهي شجرة إبراهيم وآل إبراهيم فهو ابن محمد وعلي وفاطمة وعبد المطلب إلى أن يصل إلى إبراهيم الخليل، الا ترى الحسين يوم عاشوراء كيف طبق هذه الآية على ولده علي الأكبر، فهو يريد أن يقول أن علي الأكبر يتميز على سائر الأنصار والأصحاب عن سائر الشباب المجاهد من غير بيت النبوة لأنه من المصطفين الأخيار، وكذلك عندما ودّعه الحسين، طبّق عليه الآية المباركة: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ﴾، فلم يكن الهدف بيان النسل وإنما كان بيان مكرمة وفضيلة وميزة وهي انحدار الحسين من شجرة الاصطفاء.