إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التغيرات العضوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التغيرات العضوية

    التغيرات العضوية


    ترافق مرحلة المراهقة حصول تغيرات بايولوجية عديدة تترك بالتدريج آثارا على نفسية وعواطف وسلوك الشخص ، ومن الطبيعي أن هذه الحالة هي أوسع وأسرع لدى الفتيات كما وهي ليست مسالة خاصة ببلد أو عرق معين.
    تفقد الفتيات شيئا فشيئا الإيقاع السابق لنموهن ، ويأخذ التغير لديهن ، منحنى آخر الى درجة قد يؤدي بهن الى أن يفقدن توازنهن النفسي والعاطفي بشكل خطير ما لم يكن قد إستعدن لمواجهة مثل هذه الحالة مسبقا.
    إن التغيرات في مرحلة المراهقة هي من الكثرة بحيث قال البعض : المراهقة هي دورة من التغير العضوي والفسيولوجي ، التي نفهم من خلالها حلول مرحلة المراهقة عند الطفل . كما ووصفت هذه السن أيضا ، نتيجة بهذه التغيرات ، بمرحلة التحول والتبدل في الشخصية.
    التغيرات الجسمية

    يمكن تحديد مرحلة ما قبل البلوغ لدى غالبية الفتيات في سن 10 ـ 12 أو في سن 9 ـ 12 فالكثير من حالات الحيض لدى الإناث تحصل بعد هذه الفترة مباشرة ، غير أننا لا نعدم في الوقت ذاته وجود حالات نادرة تحيض فيها الفتاة قبل سن العاشرة.
    تحصل في هذه الفترة تغيرات جسمية لدى الفتاة ، فتطول قامتها ، وتزداد قوتها العضلية ، وتحتلف هيئة أعضائها عن السابق ، وبالتالي تضطرب أخلاقها

    وسلوكها زتغادر عاداتها الطفولية الى حد ما (1). كا وتلفت هذهالتطورات العضوية إنتباهها الى نفسها والى هويتها أحيانا الى درجة تقلقها بعض أعراض الحلة من قبيل طلوع ما نسميه بحب الشباب في وجهها أو نبوت الشعر فوق شفتها العليا.
    ضرورة التغير

    لابد من التأكيد على التغيرات العضوية والنفسية التي تحصل خلال مرحلة ما قبل البلوغ ، هي حالة طبيعية وضرورية في الوقت ذاته من أجل بلوغ درجة النضوج الإنساني ، ومن هنا ينبغي أن لا ينظر الى هذه المسالة نظرة سلبية بإعتبارها حالة مضرة.
    وبعبارة أخرى ، فإن التطورات العضوية والنفسية لدى الفتاة في مرحلة المراهقة هي حالات ضرورية وطبيعية في حياتها ، لأنها تساهم في زيادة وعيها وفهمها لهويتها وشخصيتها من جهة ، وتؤدي كذلك الى نموها الفكري وإكتشاف طاقاتها وميولها العملية من جهة أخرى.
    فالفتاة التي تستفيد ، خلال هذه المرحلة ، من الخبرات والتجارب الإيجابية لأمها أو لأختها الأكبر في الحياة النسوية قد يحصل لديها ميل مبكر نحو الإنخراط في حياة الكبار ، وحتى قد تراودها أفكار وآمال في أن تصبح يوما زوجة وأما ، لكنه يوجد ايضا إحتمال أن يراود بعض الفتايت القلق والخوف من الكبر نتيجة شعورهن بثقل المسؤولية في هذه الحالة ، والتي تتطلب بطبيعتها مغادرة حياة اللهو والطفولة ، أو بسبب سماعهن آراء سلبية من الأخريات حول صعوبة ومشاكل حياة الكبار.
    (1) البلوغ موريس دبس ، ص 8 .


    نمو القامة

    تطول قامات الفتيات في سن السابعة والثامنة 5 ـ 6 سانتمتر خلال العام الواحد وتتنازل هذه النسبة ، بحسب رأي بنيامين أسباك ، في سن التاسعة الى 4 سانتمتر في السنة ، وتستمر على هذه الوتيرة الى سن الحادية عشر ، ومن ثم يعاود النمو في الطول تصاعده ليبلغ 5 /7 سانتمتر في السنة الواحدة ، وتستمر علىهذا النمو لحين بلوغ الفتاة الثالثة عشر من العمر.
    فعلى أثر الإيقاع السريع في النمو ، خلال هذه المرحلة ، تكتسب الفتاة هيئة مرأة متكامة وناضجة من جميع الجوانب ، وتتغير ملامحها الشخصية الى درجة قد لا يعرفها من كان قد فارقها قبل ذلك بسنة أو بسنتين ، في حال رؤيتها مجددا .
    نمو في بقية الأعضاء

    كما وترافق نمو الطول لدى الفتاة زيادة وزنها أيضا . فحيث كانت الزيادة في الوزن الى ما قبل ذلك تبلغ لديها 5 /2 ـ 4 كيلوغرام في السنة ، تقفز هذه الزيادة الآن لتبلغ 5 /7 ت 11 كيلوغراما في السنة الواحدة . وكذلك تزداد القوة العضلية لدى الفتاة في سن 12 ـ 18 بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبا(1).
    ويتمركز النمو في جانب منه على الصدر ، فيشرع النهدان بالكبر شيئا فشيئا ، على اثر الإفرازات الهرمونية من الغدد الداخلية ، الى أن يكتملا وينضجا تماما . كما وتزداد نسبة الزيادة في النمو حول عظام الخاصرة أو العجز بمقدار 20 سانتمترا خلال الفترة الفاصلة بين سن العاشرة والخامسة عشر ، وبذلك تكتسب الفتاة هيئة إمرأة كاملة.
    وفي سن 9 ـ 10 تكبر عظام الحوض وتتسع لدى الفتاة ، وتتخذ حلمتي
    (1) البلوغ موريس دبس ، ص 8 .


    الثديين شكلا دائريا ، وفي سني 10 ـ 11 ينبت الشعر حول منطقة العانة ويزداد حجم الثديين . وفي سني 11 ـ 12 يحين موعد حصول الترشحات من الجهاز التناسلي . وفي سني 12 ـ 13 تظهر نقاط سوداء حول حلمتي الثديين ، وأخيرا ينبت الشعر تحت الإبط في سن 13 ـ 14 ، ويعد ذلك إيذانا ببداية سن الحيض للكثير من الفتيات.
    سرعة النمو

    قلنا إن إيقاع النمو سريع في هذه السنين ، ويبلغ درجة يمكن معها القول إنه يفاجئ الفتاة تماما ، حيث تكتشف نفسها على حين غرة وقد طالت قامتها الى الحد الذي أصبحت فيه ثيابها قصيرة عليها ولم تعد قابلة للإرتداء.
    إن سرعة النمو تبلغ ذروتها لدى الفتايت في حوالي سن الثالثة عشر ولدى الفتيان في سن السادسة عشر ، ومن ثم يتنازل إيقاع هذا النمو الى سن الثامنة عشر وعلى أية حال لابد لهذه السرعة في النمو أن تتوقف عند مرحلة معينة، ويبدو أنها تتوقف لدى الفتيات في حوالي سن السادسة عشر حيث تتضاءل بعد ذلك الى درجة كبيرة ولا تعد منظورة.
    وقد تعيق بعض العوامل أو تزيد إيقاع النمو في الأطراف خلال مرحلة المراهقة ، ومن هذه العوامل يمكن الإشارة الى سن افتيات أو الفتيان ، وإقترابهم من سن البلوغ الذي يساهم بحد ذاتها في تسريع النمو ، والأسباب الوراثية ، وطبيعة الأجواء والمناخات التي يعيشون فيها ، والوضع الغذائي ، والأوضاع الصحية والأمراض و ...
    المراهقة مرحلة حساسة من الحياة يكون فيها الشخص عرضة للإصابة بمختلف الإعتلالات والإختلالات العضوية والنفسية ، وهي فترة صعبة ومتعبة

    بالنسبة لمن يتعامل معها من اولياء الأمور والمربين ، خصوصا لأولئك الذين لا يتمتعون بطول النفس ويعانون الى جانب ذلك فقرا معلوماتيا في هذا المجال.
    ويعود سبب صعوبة التعامل مع المراهق خلال هذه الفترة في الغالب الى ما يلاحظ على وضعه وسلوكه من عدم إعتدال ، ومن ذلك ما يرتبط بجانب النمو ، حيث تنمو ، على سبيل المثال ، اليدان أكثر من الرجلان ،وبالتالي يفقد المراهق أو المراهقة توازنه وإذا ما حمل إناءً أو وعاء فقد يسط من يده ويتحطم ، وهو ما يترك آثارا سيئة على نفسيته وعلى طبيعة تعامله مع الوسط المحيط به.
    صحيح أن الشخص خلال هذه الفترة يكون قد نمى من الناحية العضوية وطالت أطرافه وكبرت ، لكن الصحيح أيضا هو أن هذه الأطراف ما زالت طرية وغي مستحكمة ، وبالتالي فإنه يعاني صعوبات قد لا تكون قليلة في حفظ توازنه خلال الحركة والعمل أو في نقل الأشياء من مكان الى آخر ، وهو الأمر الذي يشكو منه الكثير من أولياء الأمور والمربين.
    النمو والقلق

    إن مسالة النمو وفقدان التوازن لدى المراهق أو المراهقة لا تعد مشكلة لأولياء الأمور والمربين وحسب ، بل هي مشكلة لشخص المراهق أيضا ، حيث أنه يواجه وضعا جديدا يعاني إرباكا شديدا في الإنسجام معه والتعامل مع حاجاته ومتطلباته خلاله.
    فالبعض من افتيات ، خلال هذه المرحلة ، يعاني من قصر القامة فيما يعاني بعض آخر منهن من طول القامة ، وهاذان الحالان يربكان الوضع ويثيران القلق والإضطراب.
    كما وتكتشف الفتاة في بعض الحالات ، نموا متزايدا في منطقة الصدر ، فتعما على إخفاء ذلك من خلال التحديب في الوقوف أو الحركة ، الأمر الذي

    يؤدي بالتدريج الى تقوس ظهرها ويترك مضاعفات خطيرة عليها في المستقبل .
    ومن الطواهر الشائعة في سني المراهقة حالة السمنة . ويعود السبب في ذلك الى تراكم المواد الدهنية في الجسم . وتستمر هذه الحالة لدى الفتايت الى سن السادسة عشر أو السابعة عشر . كما ويرافق ذلك إختلالات نفسية وعضوية أخرى أيضا . وهذه الأمور بمجموعها تساهم في إثارة قلق افتاة وزيادة حساسيتها خضوضا عندما تشعر أن الأنظار تتجه الى عيوبها ونقائصها.
    فالحالة الطبيعية في مثل هذه السن ، حيث النمو وزيادة الوزن ، هي إن أغلب المراهقين ، وخصوصا الفتيان ، يتمتعون بشهية جيدة وإقبال متزايد على تناول الطعام ، الا أنه توجد أيضا بعض الحالات التي يعاني فيها بعض أفراد هذه الفئة من أنسداد الشهية والإدبار النفسي عن الطعام ، ويعود السبب في ذلك الى عوامل نفسية عديدة منها تعرضهم الى تندر وإنتقاد الآخرين أو أولياء الأمور بسبب التصرفات والحركات غير الموزونة التي تصدر منهم ، وكذلك بسبب عوامل الحزن والقلق والإكتئاب و ...
    إن إنسداد الشهية والإدبار عن الطعام يؤدي أحيانل الى تناقص وزن المراهق أو المراهقة بشكل مخيف ، وقد يصل تناقص الوزن في حوالي سن السادسةة عشر حتى 30 ـ 35 كيلوغراما . وقد تتضاعف هذه الحالة أكثر وتجر الى عواقب وخيمة جدا فيمراحل لاحقة.
    وهناك بعض الأمراض العضوية ناشئة من عوامل نفسية عديدة فالفتيات اللاتي يتعرضن للضغوط النفسية قد يصبن بحالات مرضية كالإختناق والقرحة ، والصداع ، وإرتفاع الضغط ، إنسداد الشهية و ... ويمكن القضاء على مثل هذه الحالات أو الحد منها من خلال توفير أجواء هادئة بعيدة عن التوترات والمشاكل للشخص في السرة.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X