إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شبهات وردود في اية المودة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهات وردود في اية المودة

    شبهات وردود واسئلة واجوبة في اية المودة

    السؤال: ثبوتها في حق أهل البيت (عليهم السلام)يقول البعض: بأنّ الأحاديث الواردة في آية المودّة (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23) على أنّها في آل بيت محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كلّها موضوعة، والسبب أنّ آية المودّة في سورة الشورى وهي مكّية، وأنّ الإمام عليّ وفاطمة(عليهما السلام) قد تزوّجا بعد وقعة بدر، أي كانوا في المدينة، فما هو ردّكم عليه؟
    الجواب:


    لا شكّ ولا شبهة في ورود الأخبار المأثورة عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة(عليهم السلام) على أنّ آية المودّة نازلة في حقّ أهل البيت(عليهم السلام) بشهادة المصادر المتواترة(1).
    وأمّا وجودها في سورة مكّية فلا يضرّ بالمعنى - وكم له نظير من ورود آيات مكّية في سور مدنية وبالعكس - بعدما ثبت عند الكثير من العلماء والمفسّرين، أنّ هذه الآية مع ثلاث آيات بعدها قد نزلت في المدينة المنوّرة(2).
    فتحصّل أنّ نسبة الوضع لهذه الأحاديث ممّا لا ينبغي فرضها، فضلاً عن صدورها عن أحد.




    (1) منها ما رواه الحسكاني في شواهد التنزيل عن ابن عباس، قال: ((لمّا نزلت: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى ))، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: (عليّ وفاطمة وولدها)))(شواهد التنزيل 2: 189)، وكذا بقية ما ذكره الحسكاني، المستدرك على الصحيحين 3: 172 خطبة الحسن بعد شهادة عليّ(رضي الله عنه)، المعجم الكبير للطبراني 3: 47 بقية أخبار الحسن بن عليّ، تفسير الطبري 25: 33 قوله تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا... ))، الدر المنثور 6: 7 سورة الشورى، أسد الغابة 5: 367 حبيب بن أبي ثابت، تاريخ مدينة دمشق 41: 335 علي بن الحسن بن القاسم، أسباب النزول للواحدي: 251 سورة الشورى، المحاسن للبرقي 1: 144 باب (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا... ))، قرب الاسناد: 78، 129، الكافي 1: 295 باب (الإشارة والنص على أمير المؤمنين(ع))، وغيرها من المصادر.
    (2) أُنظر: روح المعاني 25: 10 سورة الشورى، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 16: 1سورة الشورى، زاد المسير 7: 70 سورة الشورى.



    السؤال: القربى المقصودون في الآية
    قال الله تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23). ما هي المودة ولمن؟
    عادتي إذا سألني أحد من الشرفاء - أي السادة - أدفع له المبلغ بنيّة المودّة، وتوسل إلى سيدنا محمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، رجاء من قوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الزموا مودتنا أهل البيت, فإنّه من لقى الله تعالى وهو يودّنا أهل البيت دخل الجنّة بشفاعتنا, والذي نفسي بيده: لا ينتفع عبد بعمله إلاّ بمعرفة حقنا)(1)، فهل المودة لكلّ شرفاء أو خاص بالمعصومين(عليهم السلام)؟
    (1) المحاسن للبرقي 1: 61 كتاب (ثواب الأعمال) الحديث (105).


    الجواب:


    يظهر من الروايات أنّ المقصود بالقربى هم أهل البيت(عليهم السلام)، فعن أبي جعفر(عليه السلام) أنّه سئل عن قوله تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى ))؟ فقال: (هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أهل بيته)(1).
    وعن أبي جعفر(عليه السلام) أيضاً، أنّه أجاب عن الآية، وأنّ المقصود بالقربى هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحلّ لهم(2).
    وفي (قرب الإسناد) للحميري: ((أنّ الإمام الصادق(عليه السلام) سأل الأحول: ما يقول أهل البصرة في هذه الآية: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى ))؟ قال: جعلت فداك يقولون: إنّها لقرابة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولأهل بيته، قال: (إنّما نزلت فينا أهل البيت في الحسن والحسين وعليّ وفاطمة أصحاب الكساء) ))(3).
    ولكن ما تعمله من الإنفاق على بعض السادة المنتسبين لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو من الأعمال الجيدة، وبه تنال شفاعة الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بإذن الله، وإن لم يدخل أولئك في القربى المذكورين في الآية، فعن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنّه قال: (إنّي شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذرّيتي عند الضيق، ورجل أحبّ ذريتي باللسان وبالقلب، ورجل سعى في حوائج ذرّيتي إذا طردوا وشردوا)(4).




    (1) المحاسن للبرقي 1: 144 كتاب (الصفوة والنور والرحمة) الحديث (46).
    (2) المحاسن للبرقي 1: 145 كتاب (الصفوة والنور والرحمة) الحديث (48).
    (3) قرب الاسناد: 128، أحاديث متفرقة الحديث (450).
    (4) الكافي للكليني 4: 60 الحديث (9) باب (الصدقة لبني هاشم).




    السؤال: المراد من المودة في القربى


    أحد مشايخ أهل السنّة ذكر، أنّ آية المودة في القربى كانت تخص كفار قريش, فكان يطلب منهم المودة في حياته, وبعد موته أصبحت الآية منقطعة. ما صحة هذا الكلام؟
    الجواب:


    قال السيد الطباطبائي في تفسير الميزان: ((وأمّا معنى المودة في القربى فقد اختلف فيه تفاسيرهم فقيل - ونسب إلى الجمهور - أنّ الخطاب لقريش, والأجر المسؤول هو مودتهم للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لقرابته منهم؛ وذلك لأنّهم كانوا يكذبونه ويبغضونه لتعرضه لآلهتهم على ما في بعض الأخبار, فأمر (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يسألهم: إن لم يؤمنوا به, فليودوه, لمكان قرابته منهم, ولا يبغضوه, ولا يؤذوه, فالقربى مصدر بمعنى القرابة, و(في) للسببية.
    وفيه أنّ معنى الأجر إنّما يتم إذا قوبل به عمل يمتلكه معطي الأجر, فيعطي العامل ما يعادل ما امتلكه من مال ونحوه, فسؤال الأجر من قريش، وهم كانوا مكذّبين له كافرين بدعوته، إنّما كان يصح على تقدير إيمانهم به(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ لأنّهم على تقدير تكذيبه والكفر بدعوته لم يأخذوا منه شيئاً حتّى يقابلوه بالأجر, وعلى تقدير الإيمان به - والنبوّة أحد الأصول الثلاثة في الدين - لا يتصور بغض حتّى تجعل المودة أجراً للرسالة ويسأل.
    وبالجملة, لا تحقق لمعنى الأجر على تقدير كفر المسؤولين, ولا تحقق لمعنى البغض على تقدير إيمانهم، حتّى يسألوا المودّة.
    وهذا الإشكال وارد حتّى على تقدير أخذ الإستثناء منقطعاً؛ فإنّ سؤال الأجر منهم على أيّ حال، إنّما يتصور على تقدير إيمانهم، والإستدراك على الإنقطاع إنّما هو عن الجملة بجميع قيودها فأجد التأمل فيه))(1).
    فالآية من حيث المعنى لا تتسق وطلب المودّة للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من قريش الكافرين، وإنّما مع طلب المودّة من المسلمين للقربى، كما هو واضح من ظاهر الآية ومن نصوص الروايات في شأن النزول.

    (1) تفسير الميزان 18: 43.




    السؤال: تدل على مودة أهل البيت (عليهم السلام)
    ليس المقصود من القربى في آية المودّة هم: عليّ وفاطمة وابناهما، وإنّما المقصود منها التودّد إلى الله تعالى بالطاعة والتقرّب، أي: لا أسألكم عليه أجراً إلاّ أن تودّوه وتحبّوه تعالى بالتقرّب إليه.
    الجواب:


    إنّ مستند هذا القول هو رواية منسوبة إلى ابن عباس عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: (لا أسألكم على ما أتيتكم به من البينات والهدى أجراً، إلاّ أن توادوا الله ورسوله وأن تقرّبوا إليه بطاعته)(1).
    ويرد على هذا القول عدّة أُمور، منها:
    1- إنّ في سند الرواية ضعف، كما صرّح بذلك ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري)(2).
    2- لم يرد في لغة العرب استعمال لفظ (القربى) بمعنى التقرّب، خاصّة مع سبقها بطلب المودّة.
    3- إنّ التقرّب إلى الله تعالى هو محتوى ومضمون الرسالة نفسها، فكيف يطلب النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) التقرّب إلى الله تعالى لأجل التقرّب إلى الله تعالى، وهذا أمر لا يعقل ولا يرتضيه الذوق السليم، لأنّه يؤدّي إلى أن يكون الأجر والمأجور عليه واحد.
    هذا وقد تكاثرت الروايات من طرق الفريقين على وجوب موالاة قربى الرسول(عليهم السلام) ومحبّتهم(3)، ونزول آية المودّة فيهم(عليهم السلام)، وأنّهم أهل بيته(4).


    (1) أُنظر: مسند أحمد 1: 268 مسند عبد الله بن عباس.
    (2) فتح الباري 8: 434 سورة الشورى، باب (قوله إلاّ المودة في القربى).
    (3) أُنظر: مسند أحمد 1: 229، 286 مسند عبد الله بن عباس، صحيح البخاري 4: 154 باب المناقب، و 6: 37 كتاب تفسير القرآن، سنن الترمذي 5: 54 الحديث (3304) سورة الشورى، المستدرك على الصحيحين 2: 444.
    (4) أُنظر: المعجم الأوسط للطبراني 2: 337، المستدرك على الصحيحين 3: 172، جامع البيان للطبري: 25، 33 سورة الشورى، تفسير ابن أبي حاتم 10: 3276 الحديث (18473)، تفسير الثعلبي 8: 310، شواهد التنزيل للحسكاني 1: 544 الحديث (588).




    السؤال: الحكمة من وراء طلب الأجر لقربى النبي (صلى الله عليه وآله)
    يقال في آية المودّة: انّه لا يناسب النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يطلب أجراً على الرسالة في مودّة قرباه، فما هو الردّ؟
    وشكراً لكم.
    الجواب:


    إنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عندما يطلب المودّة لأقربائه، ويجعلها أجراً على رسالته، لا يعني بذلك جميع أقربائه، لأنّ ذلك ينافي صريح القرآن! إذ كيف يطلب رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) مودّة من لعنه الله في كتابه - كأبي لهب - وإنّما يطلب المودّة لجماعة خاصّة، وأفراد معيّنين من أقربائه، والذين بهم يتمّ حفظ الرسالة الإسلامية، والنبوّة المحمّدية، ومنهم يؤخذ الدين الصحيح، وبهم النجاة من الإختلاف والإنحراف، وهم الأئمّة المعصومون من أهل البيت(عليهم السلام).
    ثمّ إنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عندما يطلب الأجر، فهو بالحقيقة عائد إلى المسلمين لا إلى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولا إلى أهل بيته(عليهم السلام)، لأنّهم لم يكونوا بحاجة إلى هذه المودّة بالقدر الذي يفيد سائر الأمّة في الحفاظ على مبادئ الدين، وكتاب الله المبين، وسيرة سيّد المرسلين(صلّى الله عليه وآله وسلّم).




    السؤال: الاستثناء فيها منقطع لا متصل
    قال ابن منظور في باب (ودد): ((لأنّ المودّة في القربى ليست بأجر))(1)، بناء على أنّ الإستثناء هنا منقطع، فما هو الجواب؟
    (1) لسان العرب 3: 454.


    الجواب:


    أولاً: ينبغي تقديم مقدّمة عن ظهور الإستثناء ودلالاته عند استعماله، فنقول:
    قال العلاّمة التستري: ((الظاهر أنّ دعوى الإختلاف إختلاق من الناصب الذي ليس له خلاق، لما تقرّر عند المحقّقين من أهل العربية والأُصول: أنّ الإستثناء المنقطع مجاز واقع على خلاف الأصل، وأنّه لا يحمل على المنقطع إلاّ لتعذّر المتّصل، بل ربّما عدلوا عن ظاهر اللفظ الذي هو المتبادر إلى الذهن، مخالفين له لغرض الحمل على المتّصل، الذي هو الظاهر من الإستثناء، كما صرّح به الشارح العضدي، حيث قال: واعلم أنّ الحقّ أنّ المتّصل أظهر، فلا يكون مشتركاً [لفظاً] ولا للمشترك [معنى] بل حقيقة فيه ومجاز في المنقطع، ولذلك لم يحمله علماء الأمصار على المنفصل إلاّ عند تعذّر المتّصل، حتّى عدلوا للحمل على المتّصل عن الظاهر وخالفوه...، فيرتكبون الإضمار وهو خلاف الظاهر ليصير متّصلاً، ولو كان في المنقطع ظاهراً لم يرتكبوا مخالفة ظاهرٍ حذراً عنه))(1).
    ثمّ قال السيّد المرعشي النجفي معلّقاً: ((إنّ المستثنى إن لم يكن داخلاً في المذكور كان استثناؤه عنه لغواً غير صالح لأن يذكر في كلام العقلاء، فالمستثنى عند انقطاع الإستثناء أيضاً داخل في المذكور بنحو من الدخول، وليس الإستثناء إلاّ إخراج ما لولاه لدخل، ومعلوم أنّ الإخراج فرع الدخول بالضرورة العقلية، والبداهة الأوّلية...، والذي هو الفارق بين المتّصل والمنقطع من الإستثناء بعد اشتراكهما في دخول المستثنى في المستثنى منه، دخوله فيه على نحو الحقيقة في المتّصل، وبنحو من أنحاء الدخول غير الدخول على نحو الحقيقة في المنقطع.
    فتحصّل: أنّ مصحّح الإستثناء دخول المستثنى في المستثنى منه بنحوٍ من الدخول، وإلاّ فلا يسوغ في قانون المحاورات العرفية استثناؤه عنه، فلابدّ لمن يريد فهم مفاد الآية الكريمة: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23) بحسب المحاورات العرفية، أن يحاول التفهّم والتفحّص عن مصحّح استثناء المودّة في القربى عن أجر الرسالة))(2).
    فتبيّن ممّا قدّمنا:
    1- إنّ الأصل في الإستثناء هو الحمل على المتّصل مهما أمكن، ولو بارتكاب مخالفة ظاهر أو ما شابه، وإلاّ فإنّه منقطع.
    2- وعلى التسليم بأنّ الاستثناء هنا منقطع يتمّ به المطلوب أيضاً، حيث إنّ الاستثناء لا يصحّ إلاّ لوجود علاقة بين المستثنى والمستثنى منه ولو بنحو من الدخول، كأن يكون من توابعه، أو من شأنه وليس داخلاً حقيقة، كما سنوضّحه لاحقاً.
    ثانياً: لننقل الكلام الآن في البحث عن سبب صرفهم الآية عن ظاهرها، والإستثناء عن ظاهره أيضاً، وهو كونه متّصلاً وجعله منقطعاً، فنقول:
    إنّهم فعلوا ذلك للأسباب التالية:
    أ - لقولهم: بأنّ المودّة ليست بأجر؛ لأنّها ليست أجراً دنيوياً مادّياً، فلا يصحّ إدخالها في جملة الأجور التي تقدّم مقابل أيّ شيء، لاسيّما تبليغ الرسالة.
    ب - عدم جواز سؤال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الناس أن يكافؤوه ويشكروه، وينتظر منهم الأجر على ما قدّمه لهم من نصح وهداية، وتبليغ رسالة ربّه لهم؛ لأنّ ذلك ينافي الإخلاص، وانتظار الأجر والثواب من الله تعالى.
    ج - مخالفة هذه الآية لآيات أُخَر كثيرة تذكر حوار الأنبياء والرسل، وكذلك نبيّنا(صلّى الله عليه وآله وسلّم) نفسه مع قومه، كما حكى سبحانه عنهم: (( وَمَا أَسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِن أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ )) (الشعراء:109)، وقوله: (( وَيَا قَومِ لا أَسأَلُكُم عَلَيهِ مَالاً إِن أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ )) (هود:29)، وقوله: (( يَا قَومِ لا أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِن أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعقِلُونَ )) (هود:51)، وقوله: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِن هُوَ إِلاَّ ذِكرَى لِلعَالَمِينَ )) (الأنعام:90) وغيرها من الآيات، فهذه أهمّ ما يمكن أن يتسبّب في قولهم بالاستثناء المنقطع.
    وللجواب عن هذه الأُمور نقول:
    أ - يجوز أن تكون المودّة والمحبّة لأهل البيت(عليهم السلام) أجراً للنبي(صلى الله عليه وآله) لعدّة أسباب:
    1- كونه ظاهر الآية، وكذلك كونه ظاهر الاستثناء، كما بيّنا في المقدّمة، من وجوب البناء على كونه متّصلاً، إلاّ إذا استحال ذلك، وعلى أقلّ تقدير كون المتّصل أظهر من المنقطع، أو أنّه حقيقة والمنقطع مجاز، ما شئت فعبّر، فظاهر القرآن جعل المودّة أجراً.
    2- كون الأجر غير محصور بالأجر المادّي، وإنّما يشمل المعنوي أيضاً؛ لأنّه عمل اختياري ذو قيمة محترمة، ومعتدّ بها شرعاً وعقلاً وعرفاً، فتدخل المودّة في مصاديق عنوان الأجر.
    فالمحبّة لله ولرسوله ولأهل البيت وللمؤمنين عموماً ثابتة، ومأمور بها شرعاً، كقوله تعالى: (( وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاء بَعضٍ )) (التوبة:71)، وقوله: (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) (آل عمران:31)، فبيّن سبحانه وتعالى في هذه الآية: بأنّ محبّتنا لله وللرسول لها أجر، هو مبادلتنا الحبّ مع غفران الذنوب، وهذا يدلّ على قيمة هذا العمل واحترامه والأمر به.
    3- الكثير من الروايات(3)، والكثير من المتقدّمين والمتأخّرين ينصّون عند تفسير آية المودّة على جعل المودّة أجراً بصراحة ووضوح(4)، وهذا يدلّ على صحّة كون المودّة أجراً.
    4- كون المودّة والمحبّة أنسب أجرٍ يقدّمه المهتدي لهاديه، مع نفعه العظيم لنفس المكلّف، فإنّ المحبّة تستلزم الاتباع المطلق والولاية المطلقة، ومحبّة أولياء الله الكاملين، وتستلزم أيضاً محبّة الطرف الثاني له، والشفاعة له والحشر معه، فـ((من أحبّ قوماً حشر معهم))(5).
    5- كون المحبّة والمودّة لأهل البيت(عليهم السلام) عمل يستطيع كلّ مكلّف فعله، لقدرة الجميع عليها، فيناسب جعلها أجراً لعدم اختصاصها بشخص دون شخص، وبلا فرق بين صغير وكبير، رجل وامرأة، صحيح ومريض، مطيع وعاصٍ، غني وفقير، وبلا استثناء أو تخلّف.
    فتبيّن: أنّ توهّمهم بأنّ المودّة لا تكون أجراً واضح البطلان.
    ب - قد يجاب عن هذه النقطة، وهذا الإشكال بأُمور منها:
    1- إنّ طلب الجزاء والشكر من قبل المحسن، من الذين أحسن إليهم ليس مستحيلاً ولا معيباً، بل هو أمر وارد وعقلائي وعرفي، بل وقرآني، فقد حكى القرآن الكريم ذلك عن الله تعالى، إذ قال: (( إِنَّ اللهَ لَذُو فَضلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَــكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يَشكُرُونَ ))(6)، وقوله تعالى: (( لِتُؤمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً )) (الفتح:9)، وراجع الآيات التالية أيضاً: آية (37) من سورة إبراهيم، وآية (73) من سورة النمل، وآية (73) من سورة ياسين.
    وكذلك ما يؤخذ من أجور من مثل الخليفة والقاضي والطبيب ومعلّم القرآن وغيرها من الأعمال القربية والتعبّدية، ولا ينافي أخذهم الأجر الدنيوي لمعاشهم، مع طلبهم الثواب منه سبحانه.
    2- قد ثبت طلب النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لبعض الأُمور والمنافع له - كما هو الحال هنا - ولم ينكره أحد، كطلبه من أُمّته الصلاة والسلام عليه(7)، وكذلك لمن يسمع الأذان، أو يؤذّن أو يقيم أن يسأل له(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود(8)، وكذلك طلب من الناس محبّته ومحبّة أهل بيته(9)، وعدم أذيته أو أحد من أهل بيته في كثير من الأحاديث المستفيضة، فهذا كهذا سيّان.
    3- في هذا الطلب بيان من النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) على أهمّية أهل بيته(عليهم السلام)، والاهتمام بهم ومحبّتهم والإحسان إليهم، وأنّ ذلك يريحه ويفرحه، ويكون وفاءً حقيقياً له، وشكرهم وامتنانهم لهذا البيت الطاهر على ما قدّمه وضحّى وصبر من أجلهم.
    4- إنّ كون طلب الأجر هنا لا ينافي الإخلاص، لأنّه جاء بأمر من الله تعالى، فإنّه أمر نبيّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يطلب الأجر على الرسالة بمودّة أهل بيته.
    ج - أمّا ادعاء التعارض بين ظاهر هذه الآية والآيات الكريمة الأُخرى التي تنفي سؤال الأنبياء والرسل الأجر من الناس على أداء وتبليغ رسالة ربّهم ودينهم، فنقول:
    يمكن تصنيف الآيات الواردة في موضوع الأجر إلى أربعة أصناف، وهي:
    1- أمره سبحانه بأن يخاطبهم بأنّه لا يطلب منهم أجراً، قال سبحانه: (( إِن هُوَ إِلاَّ ذِكرَى لِلعَالَمِينَ ))(10)، أو قوله تعالى: (( قُل مَا أَسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ )) (ص:86).
    2- ما يشعر بأنّه طلب منهم أجراً يرجع نفعه إليهم دون النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فيقول سبحانه: (( قُل مَا سَأَلتُكُم مِّن أَجرٍ فَهُوَ لَكُم إِن أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ )) (سبأ:74).
    3- ما يعرف أجره بقوله: (( قُل مَا أَسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ إِلاَّ مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً )) (الفرقان:57)، فكان اتخاذ السبيل إلى الله هو أجر الرسالة.
    4- ما يجعل مودّة القربى أجراً للرسالة، فيقول: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23).
    فتبيّن من مجموع هذه الآيات: بأنّه هناك أجر دنيوي وأُخروي، وما تجمع على نفيه جميع هذه الآيات هو الأجر الدنيوي، فيبقى الأجر الأُخروي.
    فنستطيع فهمه على الاتصال، كما يلي:
    إنّ الأجر المطلوب من الناس للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، مطلوب من أُناس يريدون أن يتقرّبوا إلى الله تعالى، ويتّخذوا له سبيلاً، فبهذه المودّة يثبت لهم ما يريدون، فإنّه بالتالي يكون التزامهم بالمودّة وإرادتهم سبيل الله تعالى، يكون نفعه عائد إليهم أوّلاً، ومن ثمّ يعود أجره وثوابه للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)؛ لأنّ الدالّ على الخير كفاعله(11)، فهو السبب والدليل لجميع القربات، فيرجع له(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أجر أيضاً، وبالتالي نستطيع إثبات أنّ المودّة أجر دون أيّ مانع، أو تصادم أو تعارض.
    وكلّ ذلك على القول بأنّ الإستثناء هنا متّصل.
    وأمّا على القول بالانقطاع، فثبوت ذلك أسهل وأوضح دون أيّ مشكلة، بل أكثر علمائنا أكّدوا على وجوب كون الاستثناء هنا منقطعاً؛ لأنّه بذلك يثبت المدّعى بسهولة ويسر ووضوح، فنقول لبيان ذلك:
    قال الشيخ السبحاني: ((إنّ مودّة ذي القربى وإن تجلّت بصورة الأجر، حيث استثنيت من نفي الأجر لكنّه أجر صوري، وليس أجراً واقعياً، فالأجر الواقعي عبارة عمّا إذا عاد نفعه إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكنّه في المقام يرجع إلى المحبّ قبل رجوعه إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)؛ وذلك لأنّ مودّة ذي القربى تجرّ المحبّ إلى أن ينهج سبيلهم في الحياة، ويجعلهم أسوة في دينه ودنياه، ومن الواضح أنّ الحبّ بهذا المعنى ينتهي لصالح المحبّ....
    إنّ طلب المودّة من الناس أشبه بقول طبيب لمريضه بعدما فحصه وكتب له وصفة: لا أُريد منك أجراً إلاّ العمل بهذه الوصفة، فإنّ عمل المريض بوصفة الطبيب وإن خرجت بهذه العبارة بصورة الأجر، ولكنّه ليس أجراً واقعياً يعود نفعه إلى الطبيب، بل يعود نفعه إلى نفس المريض الذي طلب منه الأجر.
    وعلى ذلك فلابدّ من حمل الاستثناء على الاستثناء المنقطع، كأنّ يقول: قل لا أسألكم عليه أجراً، وإنّما أسألكم مودّة ذي القربى، وليس الاستثناء المنقطع أمراً غريباً في القرآن، بل له نظائر مثل قوله: (( لاَ يَسمَعُونَ فِيهَا لَغوًا إِلاَّ سَلاَمًا )) (مريم:62).
    وعلى ذلك جرى شيخ الشيعة المفيد في تفسير الآية، حيث طرح السؤال، وقال: «... والاستثناء في هذا المكان ليس هو من الجملة، لكنّه استثناء منقطع، ومعناه: قل لا أسألكم عليه أجراً، لكن ألزمكم المودّة في القربى وأسألكموها))(12)(13).
    وقال السيّد المرعشي النجفي: ((والذي لا ينكره ذو نظر سليم، وفهم مستقيم غير منحرف عن جادّة الإنصاف، أنّه بعد قيام القرائن الخارجية على أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يطالب من الناس أجراً لرسالته، لكون تحمّله لأعباء الرسالة خالصاً لوجه الله الكريم ومرضاته، إنّ المصحّح لاستثناء المودّة في القربى عن أجر الرسالة دخولها في أجر الرسالة شأناً (كما بيّننا آنفاً في الاستثناء المنقطع)، وأنّ المودّة في قربى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أجر لرسالته، لولا أنّ الرسالة لا تقبل الأجر عن الناس، فتبيّن إنّ مفاد الآية: أنّ أجر الرسالة لولا كون مقام الرسالة أجل من أن يؤدّي الشاكرون ما يحاذيها من العوض، وكون مقام النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أرفع من سؤال الأجر على تحمّل الرسالة، وأسنى من تنزيل شأن الرسالة إلى حيث يقابلها الناس بشيء ممّا يقدرون عليه من الأعواض والأبدال، وبنى الأمر على ما هو طريقة العقلاء من مطالبة الأعواض بإزاء المنافع الواصلة منهم إلى الناس، لا يكون ممّا طلبه النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بإزاء رسالته إلاّ المودّة في قرباه، وقد أمره الله بهذه المطالبة تنبيهاً لجماعة المسلمين على أمرين:
    الأوّل: إنّ الاهتمام بالمودّة في قربى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أشدّ عند الله من سائر الحسنات طرّاً، بحيث كانت هي التي تنبغي مطالبتها أجراً للرسالة.
    الثاني: بيان شدّة محبّة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لقرباه، بحيث لو بنى على مطالبته من الناس أجراً على رسالته لم يطالب منهم أجراً إلاّ المودّة في قرباه، والإحسان إليهم))(14).




    (1) شرح إحقاق الحقّ 3: 21 الرابعة قوله تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا... )).
    (2) شرح إحقاق الحقّ 3: 19، الهامش (1).
    (3) أنظر قرب الاسناد: 78 الحديث (254)، الأمالي للصدوق: 621، الخصال للصدوق: 213 باب (الأربعة) قول معاوية لابن عباس: اني لأحبك لخصال أربع، عيون أخبار الرضا(ع) 2: 211 باب (ذكر مجلس الرضا(ع) مع المأمون، أمالي المفيد: 152 المجلس التاسع عشر.
    (4) الأمالي للصدوق: 739 المجلس الثالث والتسعون، تفسير ابن أبي حاتم 1: 3277 الحديث (18477)، تفسير الثعلبي 8: 310 قوله تعالى: (( ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ... )).
    (5) المستدرك على الصحيحين 3: 18.
    (6) البقرة (29): 243، يونس (10): 60، غافر (40): 61.
    (7) قوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيمًا ))(الأحزاب (33): 56).
    (8) أنظر سنن النسائي 2: 27 كتاب (الأذان)، السنن الكبرى للبيهقي 1: 410 باب (الدعاء بين الأذان)، صحيح ابن خزيمة 1: 220، صحيح ابن حبان 4: 586، وغيرها.
    (9) أنظر مسند أحمد بن حنبل 4: 367، سنن الدارمي 2: 432 كتاب فضائل القرآن، صحيح مسلم 7: 123، وغيرها.
    (10) الأنعام (6): 90، يوسف (12): 104.
    (11) كما في الحديث، مسند أحمد 5: 374، 357.
    (12) تصحيح اعتقادات الإمامية: 141.
    (13) مفاهيم القرآن 10: 264.
    (14) شرح إحقاق الحقّ 3: 20 - 21.






    يتبع

  • #2
    السؤال: كيف تدل على الإمامة
    هناك موضوع يختلج في ذهني، وهو: إنّ آية المودّة في القربى كيف تدلّ على الإمامة؟
    وبعبارة أُخرى: علمنا من الآية بأنّ مودّة ومحبّة ذوي القربى - وهم أهل البيت(عليهم السلام) - فرض وواجب كبقية الواجبات، ولكن من أين لنا أن نستنتج بأنّهم أئمّة وقادة؟ فإنّ المحبّة قد لا تستلزم وجوب الطاعة لهم؟
    الجواب:


    إنّ الروايات قد بيّنت أنّ المودّة ليست واجبة لجميع قرابة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فعن ابن عباس قال: ((لمّا نزلت: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودّتهم؟ قال: (عليّ وفاطمة وابناهما) ))(1).
    وفي رواية أُخرى عن ابن عباس أيضاً، قال: (عليّ وفاطمة وولدهما)(2).
    فالآية مع ضميمة الروايات المفسّرة لها، أوجبت مودّة هؤلاء - عليّ وفاطمة وولدهما(عليهم السلام) - وحيث انّ هذا التوادّ على نحو الإطلاق من غير تحديد بوقت أو صفة، فلابدّ أن يكون المؤمن دائماً موادّاً لأهل البيت(عليهم السلام).
    والمودّة المطلقة تستلزم وجوب الإتباع والإقتداء (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (آل عمران:33)، وإلاّ لم يكن لها معنى، لأنّه لو انفكت الموادّة في مورد واحد لكان ذلك خلاف ما تقدّم من الوجوب مطلقاً، وهذا يستلزم الإتباع والإقتداء.

    (1) أنظر: مجمع الزوائد 7 103 سورة حمعسق، المعجم الكبير 11 351 سعيد بن حبير عن ابن عباس، تفسير الثعلبي 8: 310 قوله تعالى: (( ذَظ°لِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ... ))، شواهد التنزيل للحسكاني 2: 193 الحديث (827) قوله تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا... ))، تفسير الرازي 27: 166.
    (2) شواهد التنزيل للحسكاني 2: 189 قوله تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجرًا... )) في عدّة روايات، الدر الكنثور 6: 7 سورة الشورى، تفسير ابن أبي حاتم 10: 3276 الحديث (18473)،ينابيع المودّة للقندوزي 3: 137.



    تعليق على الجواب (1)
    لا يوجد ربط بين الاية الاولى والثانية فالاولى تدل على مودة ال البيت بالوجوب اما الثانية فلا يوجد لها علاقة بال البيت
    عذرا ولكني ارى هذا تدليسا
    الجواب:


    ما ذكرناه من لزوم الاتباع مع صدق المحبة لم نذكره من عندنا بل يشاركنا الرأي في ذلك مفسريكم ففي جامع البيان للطبري ذكر سبب نزول هذه الاية فقال ان البعض قال ان علامة صدق المحبة لله يستدعي المتابعة فانظر بدقة الى هذه الملازمة بين المحبة والاتباع وهذا ما قلناه. فقال / الطبري 3/315 :
    (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (آل عمران:31)
    اختلف أهل التأويل في السبب الذي أنزلت هذه الآية فيه، فقال بعضهم : أنزلت في قوم قالوا على عهد النبي (ص) : إنا نحب ربنا، فأمر الله عز وجل نبيه محمدا (ص) أن يقول لهم : إن كنتم صادقين فيما تقولون فاتبعوني، فإن ذلك علامة صدقكم فيما قلتم من ذلك .
    ذكر من قال ذلك :
    حدثني المثنى، قال : ثنا إسحاق، قال : ثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن بكر بن الأسود، قال : سمعت الحسن يقول : قال قوم على عهد النبي (ص) : يا محمد إنا نحب ربنا! فأنزل الله عز وجل : (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم )) فجعل اتباع نبيه محمد (ص) علما لحبه، وعذاب من خالفه .
    حدثني المثنى، قال : ثنا علي بن الهيثم، قال : ثنا عبد الوهاب، عن أبي عبيدة، قال : سمعت الحسن، يقول : قال أقوام على عهد رسول الله (ص) : يا محمد إنا لنحب ربنا! فأنزل الله جل وعز بذلك قرآنا : (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم )) فجعل الله اتباع نبيه محمد (ص) علما لحبه، وعذاب من خالفه .
    حدثنا القاسم، قال : ثنا الحسين، قال : ثني حجاج، عن ابن جريج قوله : (( إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللَّهُ )) قال : كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله، يقولون : إنا نحب ربنا، فأمرهم الله أن يتبعوا محمدا (ص)، وجعل اتباع محمد علما لحبه .
    حدثني محمد بن سنان، قال : ثنا أبو بكر الحنفي، قال : ثنا عباد بن منصور، عن الحسن في قوله : (( إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ ... )) الآية، قال : إن أقواما كانوا على عهد رسول الله (ص) يزعمون أنهم يحبون الله، فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل، فقال : (( إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللَّهَ ... )) الآية. كان اتباع محمد (ص) تصديقا لقولهم .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X