إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب مكارم الأخلاق...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في رحاب مكارم الأخلاق...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم


    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    في رحاب مكارم الأخلاق...
    يشمل علم الأخلاق مجموعة الطبائع والعادات والصفات والمشاعر الراسخة في خلجات النفس البشرية, فهي تشكل اساس الملكات التي تظهرعادة بشكل عنف ويدون تفكير ويطلق عليها صفة الخير اوالشر.
    اما السلوكيات الغير راسخة والتي تصدر بصورة غير ارادية يطلق عليها مصطلح الغضب. اما اذا صدرت بعد التأمل وكبت الرغبات انذاك يطلق عليها مصطلح الأخلاق المصطنعة ,كعطاء البخيل بقصد الشهرة او المصلحة وكسب السمعة.
    الذي يقول عنه التربوي نصير الدين الطوسي: انه الملكة الذاتية في السيطرة على الرغبات المكبوتة وحجب الأفعال او ردودها من الصدور والتي تتم عادة بفعل التريث والتأمل والتفكير الصائب,وهذه الملكة يمتلكها كل انسان لكن بنسب متفاوتة طبقا لدرجة تعليمه وسعة تجاربه وشدة مزاجه و طبيعة سريرته و تركيبته النفسية وبالتالي مدى اختلاطه بمجتمعه,

    في علم الأخلاق فيشمل الأخلاق الحسنة والأخلاق السيئة ,و تنقسم الأعمال بدورها الى جيدة واخرى رديئة,وهذه الأعمال ما هي الا عبارة عن افرازات طبيعة للأنسان تعكس مكنوناته النفسية التي تعبر في الغالب عن فضائل او عن رذائل وقد جاء في سورة القلم وانك لعلى خلق عظيم كما جاء على لسان الرسول الأعظم :انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . و جاء في حكم الأمام علي بن ابي طالب عليه السلام- حسن الخلق افضل الدين -لا قرين كحسن الخلق -اكرم الحسب الخلق الحسن .
    لقد اهتم الباحثون بدراسة الأخلاق الرذيلة دراسة مستفيضة وتوصلوا الى انها افرازات للألام والأوجاع الروحية, علاجها يكمن في الأقلاع عنها او محاولة تغييرها , علما ان الأخلاق الفاضلة تعتبر غذاء صالحا للروح وطبا صائبا للنفوس
    جاء عن النبي (ص) قوله ...( من ساء خلقه عذب نفسه ) ,كما جاء في اقوال الأمام علي عليه السلام كل داء يداوى الا سوء الخلق, من ساء خلقه ضاقرزقه , ان الخلق المذموم من ثمار الجهل وأخيرا: سوء الخلق يوحش القريب وينفر البعيد )
    في علم الأخلاق فيشملا لثابت والمتغير لعل سائل يسأل: هل ان الصفات الخلقية ثابتة عند الأنسان ؟ وهل انها مرهونة بالتعليم والتهذيب ؟ . يعتقد علماء النفس انه اذا كانت الأخلاق عند الأنسان فطرية , صعب تغييرها اما اذا كانت اكتسابية امكن ذلك, مشروط في استجابة الفرد المرشح لعملية التغيير . كما ان الأخلاق قد تكون ممزوجة بين الفطرية والمكتسبة معا .
    لا شك فيه ان في مخالطة الأشرارتأثيرات خطيرة على سلوك الفرد وقد يتحولهذا الفرد بمرور الزمن الى شرير, بعدما تهبط صفة الرذيلة الى اغوار نفسه وتستقر فيها , والذئب عادةلا يولد الا ذئبا .فالصالحين من الناس هم اولئك الذين كانوايخالطون الصالحين في حياتهم اليومية و يجالسون المهتدين منذ بدأ نشأتهم , هكذا ساروا في طريق الهداية والصلاح. علما ان الجماعات الأنسانيةهم ليسوا دائما على نسق واحد , بل يتفاوتون في طرائق بيئتهم وتنشئتهم وقد يعتريهم احيانا بعض الخلط نتيجة ظروف طارئة, او تغيير احوال المجتمعوحرمان افراده الى التعليم الصحيح , كما يحدث عادة في زمن الحروب
    يتسائل البعض فيما لو كانت الأخلاق الفطرية ملتصقة بطبع الأنسان كألتصاق الحرارة بالنار ؟ ان الصفات الأخلاقية الراقية هي تلك التي تكونذات الطابع الفطري فهي كالفاكهة الطيبةالتي لن يتذوقها الأشرار. ويضيف : املنا ان يلتحق الجاهلون الأشرار بالناس المهتدين الأخيارحيث ان الأنسان الخام الذي لم يتطبع بعدب سلبيات محيطه يكون له إستعداد اكبر ومأهلا اكثرلأستقبال الأخلاق الحميدة ليغدو في النهاية انسانا سويا,ومن هنا ركزت الأديان وخاصة الدين الأسلام يعلى اهمية مكارم الأخلاق مؤكدا على تأثيرها الفاعل في العلاقات الأجتماعية السليمة ومعتبر اياهابمثابة الفسيلة الحية التي تورق وتزدهر ثم تثمر .
    ان كمالات النفس خمسة : وهي الصفاء واليقين والطاعة واليقظة والمواظبة
    وان نقائض النفس خمسة :الظلمة والشكوك والمعصية والغفلة والهجران
    وان مواطن عز النفس خمسة:العادة والهداية والمشاهدة والطاعة والتباعد
    وان مواطن ذل النفس خمسة :القطيعة والضلال والحجبة والمعصية والأنعكاس
    وان تربية النفس خمسة: الحكمة والمفيد والمهلة واليقظة والعمل
    في رحاب مكارم الأخلاق...
    وان بواطن النفس خمسة:الفهم والعلم واليقين والأيمان والمشاهدةفلذة العقل الفهم ولذة النفس العلمولذة الفكراليقين ولذة القلب الأيمان
    وان مراتب النفس خمسة :الدرجة والمكان والبقاء والحركة والصفاءفدرجتها بالعبودية و مكانها العجز وبقائها بالهدايةوحركتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكروصفائها بالعلم الصحيح والعمل الصالح
    ان افعال النفس خمسة : وهي التدبير والنية والأعتقاد والقول والعملوان التدبير هو مابين صواب وخطأوالنية هي ما بين طيب وخبيث والأعتقاد هو ما بين صحة وفسادوالقول هو ما بين صدق وكذب والعمل هو ما بين خير وشر
    والجدير بالذكر انه عندما وجد النبي الكريمان عادات المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة في العام الأول للهجرة قد تحسنت كثيراوسارت في اتجاه مكارم الأخلاق بفضل احاديثه التهذيبية ونصائحه الخلقية وقد تحرروا من عاداتهم البالية التي ورثوها من زمن الجاهلية فقد جمعتهم روح الوئام والمحبة وبذلك اصبحوا اخوانا , في هذه المرحلة , بعد ما شهد تحقيق برنامجه الأصلاحي في جمع شمل المسلمين وترقية سلوكهم نحو الأفضل اطلق على مجتمع المدينة المنورة مصطلح ( الطيبون ) .والملاحظ ان النبي الكريم قد ارسى الصفات الحميدة في المجتمعات البشرية ضمن منظومة – الدين والأخلاق - بغية رفع مستوى الأنسان السلوكي ليصبح في مقدوره بناء الصرح الحضاري اللائق بالمجتمع المتحضر. ان الصفات العالية مثل الحق والخيروالجمال كلها تنضوي بنحو او بأخر تحت مظلة مكارم الأخلاق المرتكز على الصفات الأيجابية,كالصدق مثلا , والمطلوب هو صدق العلاقةبين بني البشر في اوسع مجالاته , فهي تبدأ من احترام الكبير والعطف على الصغير والتسامح مع الأخرين وموأساة المظلومين ومساعدة المحتاجين و الترحم على من في الأرض .
    اذا فمكارم الأخلاق هي كالخريطة الصحيحةا لتي تقود الأنسان الى الدرب الصحيح وتخلصه من المتاهات , تضيئ له الطريق وتنيرله المعابر وتمكنه من الوصول الى هدفه, دون انيتعرض الى المخاطر والأهوال
    ان الطروحات الأخلاقية السائدة تعتبر بأن علم الأخلاق والمادة نقيضان, وان المفردات الأخلاقيةلها علاقة وثيقة بالمادة لأن الأخلاق كما قلنا هي مجرد اطار يرشد ويوجه ,ان الأخلاق الفاضلة هي تهذيب للمادة تتفاعل معهاوترتفع بها بأتجاه الأعتدال والجمال ,فالأخلاق تجرد المادة من الجمود والطغيان وتحميها من خطر الأنزلاق والتهادي ….الأخلاق تنتشل المادة من الأبتذال وتبعدها عن الفساد و بأن الأخلاق الأسلامية هي مادة مهذبة
    .

    في الحس الأخلاقي نلتمس الوئام لا الخصام واليسر لا العسر , يسعد بعضنا بعضا ,في الحس الأخلاقي ندرك جوهر رسالة الأسلام في قول رسولنا الأعظم –بعثت لأتمم مكارم الأخلاق تتعرض المفاهيم الأخلاقية هذه الأيام الى التزوير والتحريف على يد تجار الكلمة ومحبي المالومحتكري حق الحياة يساعدهم في ذالك بعضوعاظ السلاطين المفتونين بالجاه والأبهة, هذا التزوير الذي يقلب مكارم الأخلاق رأسا على عقب ويضعها اسيرة بيد الطغاة .
    يقول البعض ادفع بالتي هي احسن ....هذا حق لكن في طريقة الطرح يشم منهااحيانا رائحة التغاضي على باطل, بينما المقصود (بالأحسن)هنا هو خوض المعارك. ان عبارة (الأحسن)كثيرا
    ما تفهم سلبا وقد يؤدي الى التكاسل و الخنوع ,
    ومن هنا لابد من التركيز وتعميق دور الأخلاق الرّبانية في طباع وسلوك الرسول محمد (ص)وآل بيته الطيبين المنتجبين...من الأولياء المعصومين والأئمة الهادين المهديين..أنوار محمد وآل محمد ...نوراً بعد نور وصادقاً بعد صادق وصالحاً بعد صالح ويقيناً بعد يقين...وكأنهم ملائكة لله تسيربكلامه عزّ وعلا على الأرض بين بنو البشر,,
    فلنحيّ ميراث هذا السلف الصالح ولنعدّ النفس
    والروح والقول والعمل للأقتداء بهذه الجواهر الفذّة والإستنارة بهذه البيارق المشعّة الساطعة, ونسير درب الحياة...على أخلاق الله تعالى.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X