إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ألامام الحسين ومشروع الحب الوجودي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألامام الحسين ومشروع الحب الوجودي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم


    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى)
    المودة هي حالة شعورية يتخلص فيها ألانسان من الكراهية ليصل الى الحب الحقيقي وهو حب المخلوق للخالق , ومن هذا الحب يكون للكائنات جميعا نصيبا منه فيتحول المشهد الى وئام وأنسجام , وتقدير وأحترام , وعطف والتزام , فتظهر العدالة بحلتها الحقيقية , فتصان الحقوق , وتتقارب النفوس وتتصدر العقول للقيادة والعلم للريادة , وعندها تتحقق السعادة .
    الحب الوجودي الحسين اصحاب الحسين

    " قل لا أسئلكم عليه أجرا ألا المودة في القربى "

    المودة هي حالة شعورية يتخلص فيها ألانسان من الكراهية ليصل الى الحب الحقيقي وهو حب المخلوق للخالق , ومن هذا الحب يكون للكائنات جميعا نصيبا منه فيتحول المشهد الى وئام وأنسجام , وتقدير وأحترام , وعطف والتزام , فتظهر العدالة بحلتها الحقيقية , فتصان الحقوق , وتتقارب النفوس وتتصدر العقول للقيادة والعلم للريادة , وعندها تتحقق السعادة .
    ولكن دروب الحياة فيها وعثاء وأشواك , فينحرف الناس عن مشروع الحب الوجودي , فيظهر الحب غير الحقيقي الذي سموه بالعشق والوله والذي يقع بين المراهقين عمريا , وأحيانا بين غير تلك الفئة العمرية , ولذلك تسمى تلك الحالة بالمراهقة لأنها تتصف بعدم النضج والتسرع حتى إمتد مفهوم هذه الحالة الى السياسة , فيقال لغير المكتمل وغير الناضج سياسيا بالمراهق .
    وفي القرآن الكريم إشارات لذلك التسرع وألانحراف عن جادة " المودة " والحب الحقيقي , وهو حب المخلوق للخالق , فيتحول الحب الى ممارسة خاطئة في تفاصيل ثانوية وفرعية , فيضيع المتحول عن مسلك الرشد وألالهام , قال تعالى " كلا بل تحبون العاجلة " - 20–- القيامة – " وتذرون ألاخرة " 21- القيامة – ثم قال تعالى في سورة ألانسان " إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا " – 277- ألانسان – وهؤلاء الذين يحبون العاجلة وهي الدنيا سنرى منهم طغاة " كفرعون , " إذهب الى فرعون أنه طغى " – 177- النازعات – " فأما من طغى " – 37- النازعات – " وأثر الحياة الدنيا " – 38- النازعات – ويزيد بن معاوية مثالا ظهر في حياة ألامام الحسين وعاث فسادا , فهو شارب الخمر التي تذهب بالعقول , قال الشاعر :-
    شربت ألاثم حتى ضل عقلي*** وإن ألاثم يذهب بالعقول ؟
    ويزيد هو القائل :-
    لعبت هاشم بالملك فلا*** خبر جاء ولا وحي نزل ؟
    ومن يبلغ هذا الحد من ألاعتقاد الفاسد , لم يعد ينتمي للاسلام لأنه منكر للوحي وللرسالة , وهذا ألانكار يفسد مشروع الحب الوجودي , وذلك ألانحراف هو الذي أسس لكل أنواع ألاسراف وألابتذال العاطفي الذي يصل الى حد التحلل الخلقي ومن هنا نفهم سلوك التكفيريين الوهابيين ألارهابيين الذين قطعوا قبل أيام رأس أحدهم ظنا منهم أنه عراقي يناصر النظام السوري لأنه قال عفويا : يالله , يامحمد , ياعلي , ياحسين .
    إن الذين أعطوا للحب الجسدي إهتماما وبالغوا فيه بحيث أنساهم كل شيئ من مناقب العقل وألاخلاق قال شاعرهم :-
    واها لريا ثم واها واها*** ياليت عيناها لنا وفاها
    وموضع الخلخال من رجلاها*** بثمن نعطي به أباها
    إن أباها وأبا أباها*** قد بلغا في المجد غايتاها
    ولذلك ظلت نفوس هؤلاء ضائعة بين عشق لايملكون حقيقته , وبين لهو لايفضي الى مكرمة قال أمرء القيس :-
    ألا زعمت بسباسة اليوم أنني** *كبرت وأن لايحسن اللهو أمثالي
    وقال أبن هرمة :-
    إن سليمى والله يكلؤها **** ظنت بشيئ ماكان يرزؤها
    وقال عمر بن أبي ربيعة :-
    ثم قالوا تحبها قلت بهرا ****** عدد القطر والحصى والتراب ؟

    وألامام الحسين عليه السلام في حركته لاصلاح مافسد من نفوس وما إنحرف من عقول , لم يكن داعية سلطة كما قد يتصور البعض , وإن كان الحكم العادل ضرورة من ضرورات ألاجتماع , قال تعالى " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط " والقسط هو العدل , ويزيد بن معاوية أفسد العدل وشوه الحكم ومن قبله أبيه معاوية الذي قال عنه ألامام علي مستبقا ألاحداث برؤية تكشف هوية المصطفين وهي ثقافة قرآنية غيبت بتعمد واضح من قبل بني أمية , ثم جاء من سايرهم في إنحرافهم , فوضعت الروايات المنحرفة الموضوعة , حيث قال ألامام علي عليه السلام : " سيليكم من بعدي رجل واسع البلعوم مندحق البطن يأكل مايجد , ويطلب ما لايجد , وسيأمركم بشتمي والبراءة مني , أما الشتم فأشتموني فأنها نجاة لكم وزكاة لي , وأما البراءة , فلا تتبرأوا مني , فأني ولدت على ألايمان بالفطرة , وهو تعبير عن الحب الوجودي بين المخلوق والخالق , والذي جسده النبي يوسف عليه السلام عندما واجه إغراءات زليخة زوجة بوتيفار عزيز مصر " وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت ألابواب وقالت هيت لك , قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي أنه لايفلح الظالمون " – 23- يوسف –
    وعبارة " أنه ربي الذي أحسن مثواي " هو التعبير عن الحب الوجودي بين المخلوق والخالق والذي يسمو على كل حب أخر , ثم هو تعبير عن الوفاء لمن خلق ثم هدى , وألامام الحسين جسد هذا الحب في حركته ألاحتجاجية ضد الظلم وهمجية الطغيان ومن معالم التجسيد والتطبيق الذي يدل على أحتراف عرفاني عالى البناء , وهذا ألاحتراف العرفاني قصر عنه بعض الخلص من الصحابة دون ألاساءة الى شخصياتهم مثل " عبد الله بن عباس وهو حبر ألامة , ومثل " عبد الله بن عمر , الذي قال للامام الحسين : أرجع فقد سمعت رسول الله "ص" يقول : أن أبني هذا يقتل بشط الفرات " وعندما سمع ألامام الحسين ذلك قال لعبد الله بن عمر : هذا يدل على وجوب توجهي الى كربلاء وصحة مشروعي ألاصلاحي , وهو من قال : ما خرجت أشرا ولا بطرا ولكن لطلب ألاصلاح في أمة جدي "
    ومن ثقافة الحب الوجودي ماكان يردده ألامام الحسين عليه السلام : " عميت عين لاتراك متى غبت حتى تحتاج الى دليل " ؟
    ومن معالم ثقافة الحب الوجودي الذي ترجمه ألامام الحسين , ماقاله لأصحابه وهم خير أصحاب " إن القوم يطلبونني , أما أنتم فهذا الليل فأتخذوه جملا " فأبوا وقالوا : لا والله يابن رسول الله حتى نفديك بأنفسنا " فترجم أصحاب ألامام الحسين كذلك معنى الحب الوجودي الذي يسمو على حب الزوجة وألاولاد والعيال والمال والدنيا وما فيها , وهذه المواقف تذكرنا بمواقف الحب الوجودي عند النبي إبراهيم وولده النبي إسماعيل " فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى , قال ياأبت أفعل ماتؤمر ستجدني أن شاء الله من الصابرين " – 102- الصافات – وهذا هو مشهد التعبير عن الحب الوجودي بين المخلوق والخالق الذي لايترك مجالا للهو واللعب , وإنما يجعل حياة المحبين مملوءة بالجد والحيوية والعمل والبناء , قال ألامام الصادق عليه السلام مجيبا على سؤال لعلماء عصره عندما قالوا له : يأبن محمد على ماذا بنيت أمرك ؟ قال : بنيت أمري على أربع , علمت أن الله يراقبني فأستحييت , وعلمت أن عملي لايقوم به أحد غيري فأجتهدت , وعلمت أن رزقي لايأخذه أحد غيري فأطمأننت , وعلمت أن الموت مدركي فأستعددت " .
    وألامام الحسين عليه السلام ترجم كل ذلك الحب الوجودي عندما خرج ومعه " 72" فقط من أصحابه وأهل بيته وهو يعلم أن يزيد وأبن زياد سيحشدون ألالاف لقتاله مما يجعل المواجهة غير متكافئة بالمنظور المادي , ومستحيلة بالمفهوم الدنيوي , ولكن ألامام الحسين حول كل ذلك الى واقع ملموس تتفاعل معه النفوس اللوامة , فيتحول الحر الرياحي من معسكر يزيد وأبن زياد الى معسكر الحسين في اللحظات ألاخيرة , ثم يترك مشروعه في الحب الوجودي ليفعل فعلته في ماتلا معركة الطف من إستيقاظ النفوس والضمائر على فعل مشين لايمكن أن يصدر من أسوياء , ولايمكن أن يقبله ألاحرار , لذلك كانت حركة الندم هي التعبير العرفاني عن حركة النفس اللوامة التي تتجاوز الخطأ بألالتحام بعروة الحب الوجودي كما فعلت زليخة زوجة عزيز مصر التي تحولت من العشق الجسدي الدنيوي الى العشق الوجودي كل ذلك حدث ويحدث لأن أصحاب هذا ألاتجاه ضيعوا بوصلة الحب الوجودي الذي صاغه ألامام الحسين وترجمه في مواقفه عبر مسيرة الطف , ثم عبر عنه في دعاء يوم عرفة , وهو يوم الحج ألاكبر , يوم العرفان الحقيقي للرب الخالق ولواجبات المخلوقين تجاه الخالق المعبود , قال عليه السلام :-
    " الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع , ولا لعطائه مانع , ولا كصنعه صنع صانع , وهو الجواد الواسع , فطر أجناس البدائع , وأتقن بحكمته الصنائع , ولا تخفى عليه الطلائع , ولا تضيع عنده الودائع , جازى كل صانع , ورايش كل قانع , وراحم كل ضارع , ومنزل المنافع والكتاب الجامع بالنور الساطع , وهو للدعوات سامع , وللكربات دافع , وللدرجات رافع , وللجبابرة قامع , ثم يقول عليه السلام :" اللهم أني أرغب اليك , وأشهد بالربوبية لك , ثم يضيف , أوجبت علي حجتك بأن ألهمتني معرفتك , وروعتني بعجائب حكمتك , وأيقظتني لما ذرأت في سمائك وأرضك من بدائع خلقك , ونبهتني لشكرك وذكرك .
    ثم يقول : وأنا أشهد ياإلهي بحقيقة أيماني , وعقد عزمات يقيني , وخالص صريح توحيدي , وبطن مكنون ضميري , وعلائق مجاري نور بصري , وأسارير صفحة جبيني , وخرق مسارب نفسي " هنا أشارة الى علم أشارات الجسد " , وخذاريف مارن عرنيني , ومسارب صماخ سمعي , وما ضمت وأطبقت عليه شفتاي , وحركات لفظ لساني , ومغرز حنك فمي وفكي , ومنابت أضراسي " علم فسلجة وتشريح " ومساغ مطعمي ومشربي , وحمالة أم رأسي , وبلوغ حبائل بارع عنقي , وما أشتمل عليه تامور صدري , وحمائل حبل وتيني , ونياط حجاب قلبي , وأفلاذ حواشي كبدي , وما حوته سراشيف أضلاعي , وحقاق مفاصلي , وقبض عواملي , وأطراف أناملي , ولحمي ودمي , وشعري , وبشري وعصبي وقصبي , وعظامي ومخي وعروقي , وجميع جوارحي , وأما أنتسج على ذلك أيام رضاعي , وما أقلت ألارض مني , ونومي ويقظتي , وسكوني , وحركات ركوعي وسجودي , أن لو حاولت وأجتهدت مدى ألاعصار وألاحقاب لو عمرتها , أن أؤدي شكر واحدة من أنعمك , ما أستطعت ذلك ألا بمنك " عرفان حسيني ينتمي لعرفان النبوة " مثلما ينتمي عرفان دعاء الصباح للامام علي عليه السلام الى عرفان التوحيد الذي أخذه عن رسول الله "ص" .
    ثم يقول ألامام الحسين عليه السلام :" اللهم إجعلني أخشاك كأني أراك , وأسعدني بتقواك " وهذا هو قمة الحب الوجودي " ثم يقول عليه السلام :" اللهم ما أخاف فأكفني , وما أحذر فقني , وفي نفسي وديني فأحرسني , وفي سفري فأحفظني , وفي مالي وأهلي فأخلفني " .
    ثم يختم فيقول : اللهم أدرأ عني شر فسقة الجن وألانس " – مفاتيح الجنان – ص 369-
    ولا أدري لماذا لاتسلط ألاضواء على مثل هذا الكلام الذي يخلو من الطائفية والعنصرية وألاراء الفردية والنزعات الشخصية وألاوهام الجزافية , ولماذا لايقترب منه ألاعلام الذي أقترب من أشياء لاتسمن ولا تغني من جوع , ولماذا لاتنهل منه مناهج التربية والتعليم , وقد رأينا فيه علم أشارات الجسد الذي سبقتنا اليه كثير من ألامم , وعلم الفسلجة والتشريح وعلم التغذية , مثلما فيه علم العرفان وألاخلاق , ونحن بأمس الحاجة الى ذلك , مثلما نحن بأمس الحاجة لمعرفة الحب الحقيقي وهو الحب الوجودي بين المخلوق والخالق الذي برع فيه صاحب الحكمة المتعالية عندما رسم طريق العرفان من " الحق " الى الخلق , ومن " الخلق " الى الخلق " بالحق , ثم من الخلق الى " الحق " بالحق"
    لماذا نهجر كلام هؤلاء الرموز ونلهو بثرثرة وهذيان لايزيدنا ألا ضياعا في سراب بقيعة يحسبه الضمأن ماء , وهذا حالنا , وحال سياستنا وأعلامنا , فهل لنا أن نصحو على نداء الحسين ومشروعه في الحب الوجودي ؟



  • #2
    يا حسين الدين والفكر والعقيدة
    يا حسين الطفّ والإباء والشهادة
    يا حسين النفوس لمّا تعشق فيك الفداء والثورة
    يا حسين التأريخ لمّا يعبق صفحاتك بأريجه خلوداً وكرامة
    يا حسين الذكرى وفي ذكراك عينان:
    واحدة تدمع فرحاً للثالث من شعبان
    واُخرى تفيض حزناً حيث عاشوراء الإيمان، حيث تجلّى التحدي الإلهي لكل صور الطغيان
    يا حسين القلوب إليك ضمئى
    يا حسين هل من نظرة لعشاقك الثكلى؟!
    نبارك لكم ذكرى حلول الثالث من شعبان يوم ميلاد أبي الأحرار الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام
    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X