إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتظار الفرج عند غيبة الامام عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتظار الفرج عند غيبة الامام عليه السلام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ************************
    انتظار الفرج عند غيبة الامام عليه السلام
    حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدَّثني محمّد ابن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير؛ ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: حدَّثني أبي، عن جدِّي، عن آبائي عليهم السلام : علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه، قال عليه السلام : ... انْتَظِرُوا الفَرَجَ ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّهِ، فإنَّ أحبَّ الاَعَمالِ إلى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ انْتِظَارُ الفَرَجِ، مَا دَامَ عَلَيْهِ العَبْدُ المُوَمِنُ ... والمُنْتَظِرُ لاَمْرِنَا كَالمُشحِّطُ بِدَمِهِ في سَبيلِ اللّهِ .
    عن عليّ قال: مَنْ أدركَ ذلك الزَّمانَ فلا يَطعَنْ برمحٍ، ولا يَضْـرِبْ بسَيفٍ، ولا يَرْمِ بِحَجَرٍ، واصْـبِرُوا! فإنَّ العاقِبَةَ للمُتَّقين
    قال عليه السلام : انتظار الفرج من أعظم الفرج .
    قال عليه السلام : انتظار الفرج من الفرج .
    أفضل عبادة الموَمن انتظار فرج اللّه .
    قال زيد بن صوحان العبدي: يا أمير الموَمنين!فأيّ الاَعمال أحبّ إلى اللّه عزَّ وجلَّ؟قال عليه السلام:انتظار الفرج .
    ابن الوليد، عن الصفّارعن الرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي جعفرعليه السلام قال: قال أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ : قوام الدِّين بأربعة: بعالم ناطق مستعمل له وبغني لا يبخل بفضله على أهل دين اللّه، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه، وبجاهل لا يتكبّـر عن طلب العلم.فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني بماله، وباع الفقير آخرته بدنياه واستكبر الجاهل عن طلب العلم، رجعت الدُّنيا إلى ورائها القهقرى فلا تغرّنكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة.قيل: يا أمير الموَمنين! كيف العيش في ذلك الزَّمان؟فقال عليه السلام : خالطوهم بالبرّانية يعني في الظاهر وخالفوهم في الباطن.المرء ما اكتسب وهو مع مَنْ أحبَّ وانتظروا مع ذلك الفرج من اللّه عزَّ وجل.
    أبي، عن محمّد بن عيسى، عن خلف بن حماد، عن عليّ بن عثمان بن رزين، عمّن رواه عن أمير الموَمنين عليه السلام قال: ست خصال مَنْ كُنَّ فيه كان بين يدي اللّه وعن يمينه: إنّ اللّهَ يحبُّ المرء المسلم الذي يحبُّ لاَخيه ما يحبُّ لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه، ويناصحه الولاية ويعرف فضلي ويطأ عقبي وينتظر عاقبتي .
    وروى لي محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عَنْ أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدَّثني الحسن بن القاسم قراءة قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن المعلّـى قال: حدَّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن خالد قال: حدَّثنا عبد اللّه بن بكر المرادي عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدِّه عن عليِّ بن الحسين عن أبيه عليهم السلام.قال: بينا أمير الموَمنين عليه السلام ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب إذ أتاه شيخ عليه شحبة السفر، فقال: أينَ أمير الموَمنين؟ فقيل: هو ذا هو فسلَّم عليه ثمَّ قال: يا أمير الموَمنين! إنّي أتيتك مِنْ ناحية الشّام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيكَ مِنَ الفضل ما لا أحصي وإنّي أظنّك ستغتال فعلّمني ممّا علَّمك اللّه.قال عليه السلام: نعم يا شيخ! مَنِ اعتدلَ يوماه فهو مغبون، وَمَنْ كانت الدُّنيا همته اشتدَّت حسرته عند فراقها وَمَنْ كان غده شر يوميه فهو محروم وَمَنْ لم يبال بما رزي من آخرته إذا سلمت له دُنياه فهو هالك، وَمَنْ لم يتعاهد النقص مِنْ نفسه غلب عليه الهوى وَمَنْ كان في نقص فالموت خير له.يا شيخ! إرض للنّاس ما ترضى لنفسك وأئت إلى النّاس ما تحبُّ أن يوَتى إليك.ثمَّ أقبل على أصحابه، فقال: أيُّها النّاس! أما ترون إلى أهل الدُّنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى فبين صريع يتلوّى وبين عائد ومعود وآخر بنفسه يجود وآخر لا يُرجى وآخر مسجّى وطالب الدُّنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وعلى إثر الماضي يصير الباقي.فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير الموَمنين أيّ سلطان أغلب وأقوى؟ قال عليه السلام:الهوى قال: فأيّ ذل أذل؟ قال عليه السلام:الحرص على الدُّنيا، قال: فأيّ فقر أشد؟ قال عليه السلام الكفر بعد الاِيمان، قال: فأي دعوة أضل؟ قال عليه السلام:الدّاعي بما لا يكون.قال: فأيّ عمل أفضل؟ قال عليه السلام :التقوى قال: فأيّ عمل أنجح؟ قال عليه السلام :طلب ما عند اللّه عزَّ وجلَّ، قال: فأيّ صاحب لك شر؟ قال ـ عليه السلام :المزيّن لكَ معصية اللّه عزَّ وجل، قال: فأيّ الخلق أشقى؟ قال عليه السلام: مَن باع دينه بدنيا غيره قال: فأيّ الخلق أقوى؟ قال عليه السلام:الحليم قال: فأيّ الخلق أشح؟ قال عليه السلام:مَنْ أخذ المال من غير حلّه، فجعله في غير حقّه.قال: فأيّ النّاس أكيس؟ قال عليه السلام:مَنْ أبصرَ رشدهُ مِنْ غيّه فمال إلى رشده، قال: فَمَنْ أحلم النّاس؟ قال عليه السلام : الذي لا يغضب، قال: فأيّ النّاس أثبت رأياً؟ قال عليه السلام : مَنْ لم يغرّه النّاس مِنْ نفسه، ولم تغرّه الدُّنيا بتشوّقها، قال: فأيّ النّاس أحمق؟ قال عليه السلام : المغترّ بالدُّنيا وهو يرى ما فيها مِنْ تَقَلّب أحوالها، قال: فأيّ النّاس أشدّ حسرة؟ قال عليه السلام : الذي حُرِمَ الدُّنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، قال: فأيّ الخلق أعمى؟ قال ـ عليه السلام ـ الذي عمل لغير اللّه، يطلب بعمله الثواب مِنْ عند اللّه عزَّ وجلَّ، قال: فأيّ القنوع أفضل؟ قال عليه السلام : القانع بما أعطاه اللّه عزَّ وجلَّ، قال: فأيّ المصائب أشدّ؟ قال عليه السلام : المصيبة بالدين.قال: فأيّ الاَعمال أحبّ إلى اللّه عزَّ وجلَّ، قال عليه السلام : انتظار الفرج، قال: فأيّ النّاس خيرٌ عند اللّه؟ قال عليه السلام : أخوفهم للّه وأعملهم بالتقوى وأزهدهم فيالدُّنيا، قال: فأيّ الكلام أفضل عند اللّه عزَّ وجلَّ؟ قال عليه السلام : كثرة ذكره والتضرّعإليه بالدعاء، قال: فأيّ القول أصـدق؟ قال عليه السلام : شهــادة أن لا إلـه إلاّ اللّه.قال: فأيّ الاَعمال أعظم عند اللّه عزَّ وجلَّ؟ قال عليه السلام : التسليم والورع، قال: فأيّ النّاس أصدق؟ قال عليه السلام : مَنْ صدق في المواطن.ثمَّ أقبل عليه السلام على الشيخ، فقال: يا شيخ! إنَّ اللّه عزَّ وجلَّ خلق خلقاً ضيّق الدُّنيا عليهم، نظراً لهم فزهَّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها، وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند اللّه عزَّ وجلَّ مِنَ الكرامة، فبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان اللّه.وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا اللّه عزَّ وجلَّ وهو عنهم راضٍ، وعلموا أنَّ الموت سبيل مَنْ مضى وَمَنْ بقي، فتَزوَّدوا لآخرتهم غير الذهب والفضّة ولبسوا الخشن وصبروا على البلوى، وقدَّموا الفضل وأحبّوا في اللّه وأبغضوا في اللّه عزَّ وجلَّ، أُولئِكَ المصابيح وأهل النعيم في الآخرة والسَّلام.قال الشيخُ: فأين أذهب وأدع الجنّة وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أمير الموَمنين، جهّزني بقوَّةٍ أتقوى بها على عدوّك؟فأعطاه أمير الموَمنين عليه السلام سلاحاً وحمله وكان في الحرب بين يدي أمير الموَمنين عليه السلام يضرب قُدماً وأمير الموَمنين عليه السلام يعجب ممّا يصنع.فلمّـا اشتدَّ الحرب أقدم فرسه حتى قُتل رحمة اللّه عليه واتَّبعه رجلٌ مِنْ أصحاب أمير الموَمنين عليه السلام فوجده صريعاً ووجد دابَّته ووجد سيفه في ذراعه، فلمّـا انقضت الحرب أتى أمير الموَمنين عليه السلام بدابَّته وسلاحه، وصلّـى عليه أمير الموَمنين عليه السلام وقال: هذا واللّه السَّعيد حقّاً فترحّموا على أخيكم .
    عن عبيد بن كثير معنعناً عن أمير الموَمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: أنا ورسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم على الحوض، ومعنا عترتنا، فَمَنْ أرادنا فليأخذ بقولنا، وليعمل بأعمالنا.فإنَّا أهل البيت لنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض، فانَّا نذود عنه أعداءنا، وسنقي منه أولياءنا وَمَنْ شَـرِبَ منه لم يظمأ أبداً وحوضنا مترع فيه مَثعبان ينصبّان من الجنّة، أحدهما ـ تسنيم والآخر مَعين على حافّتيه الزعفران وحصباه الدُّرُ والياقوت.وإنَّ الاَُمور إلى اللّه وليست إلى العباد ولو كانت إلى العباد ما اختاروا علينا أحداً ولكنّه يختصُّ برحمته مَنْ يشاء من عباده، فأحمد اللّه على ما اختصّكم بهِ مِنَ النعم وعلى طيب المولد.فإنَّ ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والاَسقام ووسواس الريب، وإنّ حبّنا رضى الربّ، والآخذ بأمرنا وطريقتنا معنا غداً في حظيرة القدس، والمنتظر لاَمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه، وَمَنْ سمع واعيتنا فلم ينصرنا أكبّه اللّه على منخريه في النّار.نحنُ الباب إذا بعثوا فضاقت بهم المذاهب، نحنُ باب حطّة وهو باب الاِسلام مَنْ دخله نجا، وَمَنْ تخلَّف عنه هوى.بنا فتح اللّه وبنا يختم، وبنا يمحو اللّه ما يشاء ويثبت، وبنا ينزِّل الغيث، فلا يغرِّنّكم باللّه الغرور لو تعلمون ما لكم في الغناء بين أعدائكم، وصبركم على الاَذى لقرَّت أعينكم، ولو فقدتموني لرأيتم أُموراً يتمنّى أحدكم الموت ممّا يرى مِنَ الجور والعدوان والاَثرة والاستخفاف بحقِّ اللّه والخوف، فإذا كان كذلك فاعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرَّقوا، وعليكم بالصبر والصلاة والتقيّة.واعلموا أنّ اللّه تبارَك وتعالى يبغض من عباده المتلوِّن، فلا تزولوا عن الحقِّ، وولاية أهل الحقِّ، فانَّه مَنْ استبدل بنا هلك وَمَنْ اتّبع أثرنا لحق، وَمَنْ سلك غير طريقنا غرق.وإنَّ لمحبّينا أفواجاً من رحمة اللّه، وإنَّ لمبغضينا أفواجاً مِنْ عذاب اللّه، طريقنا القصد وفي أمرنا الرشد أهل الجنَّة ينظرون إلى منازل شيعتنا كما يرى الكوكب الدَّريّ في السمّـاء، لا يضلَّ مَنْ اتّبعنا ولا يهتدي مَنْ أنكرنا ولا ينجو مَنْ أعان علينا [عدوَّنا]ولا يعان مَنْ أسلمنا، فلا تخلّفوا عنّا لطمع دُنيا بحطام زائل عنكم[وأنتم] تزولون عنه، فإنَّه مَنْ آثر الدُّنيا علينا عظمت حسرته وقال اللّه تعالى: يا حسرتي على ما فرَّطتُ في جنب اللّه (الزمر)سراج الموَمن معرفة حقّنا، وأشدُّ العمى مَنْ عمي من فضلنا وناصبَنا العداوة بلا ذنب إلاّ أن دعوناه إلى الحقِّ ودعاه غيرنا إلى الفتنة فآثرها لنا راية مَن استظلّ بها كنّته وَمَنْ سَبق إليها فاز ومَنْ تَخلّف عنها هلك، وَمَنْ تَمَسَّكَ بها نجا.أنتم عمّـار الاَرض [الّذين] استخلفكم فيها، لينظر كيف تعملون، فراقبوا اللّه فيما يرى منكم، وعليكم بالمحجّة العظمى فاسلكوها، لا يستبدل بكم غيركم سابقوا إلى مغفرة من ربّكم وجنَّة عرضها السموات والاَرض أُعدَّت للمتّقين (الحديد).فاعلموا أنَّكم لَنْ تنالوها إلاّ بالتقوى وَمَن ترك الاَخذ عمّن أمر اللّه بطاعته، قيّض اللّهُ له شيطاناً فَهوَ لَهُ قَرين ما بالكم قد ركنتم إلى الدُّنيا ورضيتم بالضَّيم، وفرَّطتم فيما فيه عزَّكم وسعادتكم وقوَّتكم على مَنْ بغي عليكم، لا مِنْ ربِّكم تستحيون ولا لاَنفسكم تنظرون.وأنتم في كلِّ يوم تضامون، ولا تنتبهون مِنْ رقدتكم ولا تنقضي فترتكم أما ترون [إلى] دينكم يبلى وأنتم في غفلة الدُّنيا قال اللّهُ عزَّ ذكره: ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار ومالكم من دون اللّهِ من أولياء ثمَّ لا تنصرون(هود)
    حدَّثنا عليُّ بن أحمد البندينجيُّ، عن عبيد اللّه بن موسى العلويِّ قال: حدَّثنا محمّد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد الورَّاق الجرجانيِّ، عن محمّد بن عليٍّ، عن عليِّ بن الحكم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الطفيل قال: سأل ابن الكوَّاء أمير الموَمنين عليَّ بن أبي طالب عليه السلام عن الغضب. فقال: هيهات الغضب هيهات موتات بينهنَّ موتات وراكب الذِّعلبة وما راكب الذِّعلبة مختلط جوفها بوضينها يخبرهم بخبر فيقتلونه ثمَّ الغضب عند ذلك.
    عن أمير الموَمنين عليٍّ عليه السلام قال: وَيُنَادِي مُنَادِي الجَرْحَى عَلى القَتْلَى ودَفْنِ الرِّجَالِ، وَغَلَبَةُ الهِنْدِ عَلَـى السِّنْدِ وَغَلَبَةُ القَفْصِ على السَّعِيرِ وَغَلَبَةُ القِبْطِ على أَطْرافِ مِصْـرَ وَغَلَبَةُ أنْدَلُسَ على أطْرَافِ أَفْرِيقِيَة. وَغَلَبَةُ الحَبَشَةِ على اليمنِ. وَغَلَبَةُ التُّـرْكِ عَلَـى خَراسَانَ. وَغَلَبَةُ الرُّوْمِ على الشَّام. وَغَلَبَةُ أَهْلِ أَرْمِينيَةَ. وَصَـرَخَ الصَّارِخُ بِالعِراق: هُتِكَ الحِجَابُ وَافْتُضَّتِ العَذْرَاءُ وَظَهَرَ عَلَمُ اللَّعينِ الدَّجَّالِ. ثمَّ ذَكَرَ خُرُوجَ القائِمِ عليه السلام.
    أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن طارق عن منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي قال:جُعِلَتْ في هذهِ الاَُمّةِ خَمْسُ فِتَنٍ: فِتْنَةٌ عامّةٌ ثمَّ فِتْنَةٌ خاصَّةٌ، ثُمَّ فِتْنَةٌ عامَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ خاصَّةٌ ثُمَّ تَأتي الفِتْنَةُ العَمْياءُ الصَّمّاءُ المُطْبِقَةُ التي يَصيرُ النّاس فيها كالاَنْعامِ .
    أخبرنا عليُّ بن أحمد قال: حدَّثنا عبيد اللّه بن موسى العلويُّ قال: حدَّثناعبداللّه بن حماد الاَنصاريُّ قال: حدَّثنا إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء قال:حدَّثني أبي عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام : أنّ أمير الموَمنين عليه السلام حدَّث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم، فقال الحسين: يا أمير الموَمنين متى يطهّر اللّه الاَرض من الظالمين؟ فقال أمير الموَمنين عليه السلام:لا يُطهّرُ اللّهُ الاَرضَ مِنَ الظَّالِمينَ حتَّى يُسْفَك الدَّمُ الحرَامُ ـ ثُمَّ ذَكَرَ أَمرَ بَني أُميَّة وبني العبّاس في حديثٍ طويلٍـ ثُمَّ قال: إذا قام القائم بِخُراسَانَ، وَغَلَبَ على أَرْضِ كوفانَ ومُلتانَ، وجَازَ جَزيرَةَ بني كاوانَ وقامَ منَّا قائمٌ بِجيلانَ وأجابَتْهُ الآبرُ والدَّيْلَمــانُ] وَظَهَرَتْ لِولَدِي رَايَاتُ التُّرْكِ مُتَفَرِّقاتٍ في الاَقْطَارِ والجَنَباتِ وَكَانوا بَيْـنَ هَنَاتٍ وَهَناتٍ إذَا خَرِِبَتْ البَصْـرَةُ وَقَامَ أميرُ الاِمْرَةِ بِمَصْـرَ فَحَكَى عليه السلام حِكايةً طَويلةً ثُمَّ قال: إِذا جُهِّزَتِ الاَُلُوفُ وَصُفَّتُ الصُّفُوفُ وَقَتَلَ الكَبْشُ الخَروفَ هُناكَ يَقُومُ الآخِرُ وَيَثُورُ الثَّائِرُ وَيَهْلِكُ الكَافِرُ ثُمَّ يَقومُ القائِمُ المأمُولُ والاِمامُ المَجْهُولُ لَهُ الشَّـرَفُ وَالفَضْـلُ وَهُوَ مِنْ وُلْدِكَ يا حُسَيْـنُ لا ابْنَ مِثْلُهُ يَظْهَرُ بَيْنَ الرُّكنَينِ في دَرِيسَيْـنِ بالِيَيْـنِ يَظْهَرُ على الثَّقَلَيْـنِ ولا يَتْرِكُ في الاَرْضِ دَميْـنِ طُوبى لِمَنْ أَدْرَكَ زَمَانَهُ، وَلحِقَ أَوَانَهُ، وَشَهِدَ أَيَّامَهُ .
    حدثنا أبو معاوية وأبو أُسامة ويحيى بن اليمان عن الاَعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي قال: يُنْقَضُ الدِّينُ حَتَّى لا يَقُولَ أَحَدٌ لا إِلهَ إلاَّ اللّهُ ـ وقال بعضُهُمْـحَتَّى لا يُقَالَ: اللّهُ اللّهُ ثُمَّ يَضرِبُ يَعسُوبُ الدَّينِ بِذَنَبِهِ ثُمَّ يَبْعَثُ اللّهُ قَوماً قَزعُ (كذا) كَقَزَعِ الخَريفِ، إِنِّي لاَعْرِفُ اسْمَ أَمْيرِهْم وَمُنَاخَ رِكَابِهِمْ
    أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمّد أبي الفهم التنوخي بقراءتي عليه قال: حدَّثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر بن العطّار البزار قراءةً عليه قال: أخبرنا أبو جعفر محمّد بن الحسيني الخثعمي قال: حدّثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا عمر بن شبيب المسلي، عن محمّد بن سلمة، عن كهيل، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن مسبب بن خيثمة عن علي عليه السلام قال في حديث:... واللّهِ لَيظْهَرَنَّ عَلَيْكُمْ هَوَلاءِ باجْتِماعِهِمْ على باطِلِهمْ، وَتَخاذُلِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، حَتَّى يَسْتعْبدُونَكُمْ (كذا) كَما يسْتَعْبِدُ الرَّجُلُ عَبْداً، إذا شَهِدَ جَزَمَهُ، وإذا غابَ سَبَّهُ، حَتَّى يَقُومَ الباكيانِ، الباكِي لِدينهِ والباكِي لِدُنْياهُ، وَأَيْمُ اللّهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ حَجرٍ لَجَمَعَكُمْ لِشَـرِّ يَوْمٍ لَهُمْ، وَالّذِي خَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرأَ النَّسْمَةَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنيا إلاّ يَوْمٌ لَطَّولَ اللّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ حَتَّى يَمْلِكُ الاَرْضَ رَجُلٌ مِنِّي يَمْلوَ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَـا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، فإذا كانَ ذَلِكَ لَـمْ تَظُنُّوا (تَطْعَنُوا) فِيهِ بِرُمْحٍ وَلَمْ تَضْـرِبِوا فِيهِِ بِسَيْفٍ وَلَـمْ تَرْمُوا فِيهِ بِسَهْمٍ وَلَـمْ تَرْمُوا فيِهِ بِحَجَرٍ، فَاحْمَدُوا اللّهَ، فَإِذَا كانَ ذَلِكَ وَرَأَيْتُمْ الرَّجُلَ مِنْ بَني أُميّة غَرِقَ في البَحْرِ فَطأوهُ على رَأْسِهِ فَوَالَّذِي خَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرأَ النَّسْمَةَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إلاّ رَجُلٌ واحِدٌ لَبَغَى لِدِينِ اللّهِ عَزَّ وَجَّلَ شَـرّاً.
    عن علي قال: تُملاَ الاَرْضَ ظُلماً وجوراً حتى يدخِلَ كلَّ بَيتٍ خوفٌ وحزنٌ يسألون درهمين وجريبين فلا يعطونه فيكون قتالٌ بِقتالٍ ويسارٌ بيسارٍ حتى يحيط اللّه بهم في مصرِه، ثم تملاَ الاَرضُ عدلاً وقسطاً .
    حدَّثنا وكيع ويزيد بن هارون قالا: أخبرنا عمران بن حدير عن رفيع أبي كبيرة قالا: سمعت أبا الحسن عليّاً يقول:تَمْتَلِيءُ الاَرْضُ ظُلْماً وَجَوْراً حَتَّى يَدْخُلَ كُلَّ بَيْتٍ خَوْفٌ وَحَربٌ، يَسْأَلُونَ دِرْهَمَيْـنِ وَجَريبَيْـنِ فَلا يُعْطَوْنَهُ فَيَكُونُ تِقْتَالُ بِتِقْتَالٍ، وَتَسْيَارُ بِتَسْيَارٍ حَتَّى يُحِيطَ اللّهُ بِهِمْ في قَصْـرِهِ ، ثُمَّ تُمْلاَُ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً .
    أخبرنا عليُّ بن الحسين قال: أخبرنا محمّد بن يحيى، عن محمّد بن حسّان الرازي عن محمّد بن عليٍّ الكوفي عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عليّ بن محمّد بن الاَعلم الاَزدي عن أبيه عن جدِّه.قال: قال أمير الموَمنين عليه السلام : بَيْـنَ يدي القائم موتٌ أحمرٌ وموتٌ أبيضٌ وَجَرادٌ في حينه وجَرادٌ في غير حينه أحمرٌ كالدم فأمّا الموتُ الاَحمر فبالسيف وأمّا الموتُ الاَبيض فالطاعون .وجدت بخط المحدّث الاَخباريّ محمّد بن المشهدي باسناده عن محمّد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن مشايخه، عن سليمان الاَعمش، عن جابر بن عبد اللّه الاَنصاري قال: حدّثني أنس بن مالك، وكان خادم رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال:لمَّا رَجَعَ أميرُ الموَْمنينَ عليُّ بن أبي طالب عليه السلام مِنْ قِتَالِ أهْلِ النَّهْرَوانِ نَزَلَ بُراثَا وَكَانَ بِهَا راهبٌ في قِلاّيَتِهِ وَكَانَ اسْمُهُ الحَبَّابَ، فَلَمَّـا سَمِعَ الرَّاهِبُ الصَّيْحَةَ والعَسْكَرَ أَشْرَفَ مِنْ قِلاّيَتِه إلى الاَرضِ فَنَظَرَ إلى عَسْكَرِ أَميرِ الموَمنين عليه السلام فَاسْتَفْظَعَ ذَلِكَ ونَزَلَ مُبادِراً قَالَ: مَنْ هذَا، وَمَن رَئِيسُ هذا العَسْكَرِ؟ فَقِيلَ لَهُ: هذَا أميرُ الموَمنين وقَدْ رَجِعَ مِنْ قِتَالِ أهْلِ النَهرَاونِ. فَجَاءَ الحَبَّابُ مُبادِراً يَتَخَطَّى النَاسَّ حَتَّى وَقَفَ على أَميرِ الموَمنين عليه السلام فَقَالَ: السَلامُ عَلَيكَ يا أَميرَ الموَمنينَ حَقّاً حَقّاً، فَقالَ لَهُ: وَما أَعْلَمَكَ بِأَنِّي أَميرُ الموَْمِنينَ حَقّاً حَقّاً؟ قَالَ لَهُ: بِذَلِكَ أَخْبَـرَنَا عُلَماوَُنَا وَأَحَبَارُنَا. فَقَالَ لَهُ: يا حَبَّابُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: وَمَا عِلْمُكَ بِاسْمي؟! فَقَالَ: أعلمني بِذَلِكَ حَبيبي رَسُولُ اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ، فَقَالَ لَهُ حَبَّابُ: مُدَّ يَدَكَ فَأَنا أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلاَّ اللّهُ، وَأَنَّ مُحمَّداً رَسُولُ اللّهِ، وَأَنَّكَ عليُّ بن أبي طالبٍ وصيُّهُ، فَقَالَ لَهُ أَميْـرُ الموَمنين عليه السلام : وأينَ تَأوي؟ فَقَالَ: أَكُونُ في قِلاَّيَةٍ لي ها هُنَا، فَقَال لَهُ أميرُ الموَمنين ـ عليه السلام ـ : بَعْدَ يَوْمِكَ هذَا لا تَسْكُنْ فِيهَا، وَلكِنْ ابْنِ هاهُنا مَسْجِداً وَسَمِّهِ بِاسْمِ بانِيهِ فَبَناهُ رَجُلٌ اسْمهُ بُراثَا فَسَمَّى المَسْجِد بِبُراثَا بِاسْمِ البانِـي لَهُ ثُمَّ قَالَ: وَمِنْ أَينَ تَشْـرَبُ يَا حبَّابُ؟ فَقَالَ: يَا أَميرُ الموَمنين مِنْ دِجْلَةَ ها هُنَا. قَالَ: فَلِمَ لا تَحْفِرُ ها هُنَا عَيْناً أو بِئْراً؟ فَقَالَ لَهُ: يا أَميرَ الموَمنينَ كُلَّما حَفَرْنَا بِئْراً وَجَدْنَاهَا مَالِحَةً غَيْـرَ عَذْبَةٍ. فَقَالَ لَهُ أَميرُ الموَمنين عليه السلام : احْفِرْ ها هُنَا بِئْراً فَحَفَر، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ لَمْ يَسْتَطِيعُوا قَلْعَهَا، فَقَلَعَهَا أَمِيرُ الموَْمِنينَ عليه السلام فَانْقَلَعَتْ عَنْ عَيْـنٍ أَحْلى مِنَ الشَّهْْدِ، وَأَلذَّ مِنَ الزّبدِ، فَقَالَ لَهُ: يا حَبَّابُ! سَتُبْنى إلى جَنْبِ مَسْجِدِكَ هَذا مَدِينَةٌ وَتَكْثُرُ الجَبَابِرَةُ فيها، وَيَعظَمُ البَلاءُ، حَتَّى أنَّهُ لَيُرْكَبُ فِيهَا كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ سَبْعُونَ أَلْف فَرْجٍ حَرَامٍ، فَإِذا عَظُمَ بَلاوَُهُم سَدُّوا على مَسْجِدِكَ بِفطوة ثُمَّ (وابْنِهِ بَنين ثُمّ وابْنِهِ لا يَهْدِمُهُ إلاّ كافِرٌ ثُمَّ بَيْتا) فَإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ مُنِعُوا الحَجّ ثَلاثَ سِنينَ، وَاحْترَقَتْ خُضَـرُهُمْ وَسَلّطَ اللّهُ عَلَيْهِم رَجُلاً مِنْ أَهْلِ السَّفَحِ لا يَدْخُلُ بَلَداً إلاّ أهْلَكَهُ وَأَهْلَكَ أَهْلَهُ. ثُمَّ لِيعد عَلَيْهِمْ مَرَّة أُخرى، ثمَّ يَأْخُذُهُم القَحْطُ والغَلا ثَلاثَ سِنينَ حَتَّى يَبْلُغَ بِهِمُ الجَهْدُ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يدْخُلُ البَصْـرَةَ فَلاَ يَدَعُ فِيهَا قَائِمَةً إلاَّ سَخَطَهَا وَأَهْلَكَهَا وَأَهْلَكَ أَهْلَهَا، وَذَلِكَ إِذَا عَمَرت الخَرِبَةُ وَبُنِيَ فِيهَا مَسْجِدٌ جَامِعٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ هَلاَكُ أَهْلِ البَصْـرَةِ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَدِينَةً بَنَاهَا الحَجَّاجُ يُقَالُ لَهَا واسِطُ، فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَتَوَجَّهُ (نَحْوَ بَغْدَادَ) فَيَدْخُلُها عَفْواً، ثُمَّ يَلْتَجيءُ النَّاسُ إلى الكُوفَةِ، وَلا يَكُونُ بَلَدٌ مِنَ الكُوفَةِ إلاّ تَشَوَّشَ لَهُ الاَمْرُ، ثُمَّ يخرُجُ هُوَ والَّذِي أَدْخَلَهُ بَغْدَادَ نَحْوَ قَبْـرِي لِيَنْبُشَهُ فَيَلْقَاهُمَا السُّفْيَانِـيُّ فَيَهْزِمُهُمَا ثُمَّ يَقْتُلُهُمَا، وَيَتَوَجَّهُ جَيْشٌ نَحْوَ الكُوفَةِ فَيَسْتَعْبِدُ بَعْضَ أَهْلِهَا، وَيَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ فَيُلْجِئُهُمْ إلى سُورٍ فَمَنْ لجَأ إِلَيْهَا أَمِنَ، وَيَدْخُلُ جَيْشُ السُّفْيَانيِّ إلى الكُوفَةِ فَلا يَدَعُونَ أَحَداً إلاَّ قَتَلُوهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيَمُرُّ بِالدُّرَّةِ المَطْرُوحَةِ العَظِيمَةِ فَلا يَتَعَرَّضَ لَهَا، وَيَرَى الصَّبِيَّ الصَّغِيرَ فَيَلْحَقُهُ فَيََقْتُلُهُ.فَعِندَ ذَلِكَ يَا حَبَّابُ يُتَوَقَّعُ بَعْدَهَا هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أُمورٌ عِظَامٌ، وَفِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِم. فَاحْفَظْ عَنّي ما أَقُولُ لَكَ يا حَبَّابُ
    أخبرنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن الحسن الحسني البطحائي ـ بقراءتي عليه بالكوفةـ قال: أخبرنا محمّد بن جعفر التميميُّ ـ قراءة عليه ـ قال: أخبرنا محمّد بن محمّد بن سعيد قال: أخبرني الحسن بن علي بريع قال: حدَّثنا القاسم بن عبد اللّه العبدي قال: حدَّثنا أبي قال: سمعت عبد الرحيم بن نصر البارقي قال: سمعت الاِمام أبا الحسين زيد بن عليٍّ عليهما السلام يقول: قال عليُّ بن أبي طالب عليه السلام :إِذَا كانَ زَعِيمُ القَوْمِ فَاسِقَهُمْ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ اتّقاءَ شَـرِّهِ، وعُظِّمَ أَرْبَابُ الدُّنْيَا، واسْتُخِفَّ بِحَمَلَةِ كِتابِ اللّهِ، وَكَانَتْ تِجارَتُـهُمْ الربَا، وَمَأْكَلُهُمْ أَمْوالَ اليَتَامى، وَعُطِّلَتِ المَسَاجِدُ، وَأَكْرَمَ الرَّجُلُ صَدِيقَهُ وَعَقَّ أَبَاهُ، وَتَواصَلُوا على الباطِلِ، وَعَطَّلُوا الاَرْحَامَ، واتّـخَذُوا كِتَابَ اللّهِ مَزامِيرَ، وَتُفُقِّهَ لِغَيْـرِ الدِّينِ، وَأَكَلَ الرَّجُلُ أَمانَتَهُ، وَاوَتُمنَ الخَائِنُ، وَخُوِّنَ الاَُمَنَاءُ، وَاسْتُعْمِلَتْ كَلِمَةُ السُّفَهَاءِ، وَزُخْرِفَتِ المَسَاجِدُ، وَزُخْرِفَتِ الكَنَائِسُ وَرُفِعَتِ الاَصوَاتُ في المَسَاجِدِ، وَاتُّخِذَتْ طَاعَةُ اللّهِ بِضَاعَةً، وَكَثُـرَ القُرَّاءُ، وَقَلَّ الفُقَهاءُ، وَاشْتَدّ سَبُّ الاَتْقِياءِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَقَّعُوا ريحاً حَمْراءَ وَخَسْفاً وَمَسْخَاً وَقَذْفاً وَزَلازِلَ وَأُمُوراً عِظَاماً .
    عدَّة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن موسى بن عمر الصيقل عن أبي شعيب المحاملي، عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي عبد اللّه عليه السلام (قال):قَالَ أَميرُ الموَمنين عليه السلام: لَيَأْتِينَّ عَلَـى النَّاسِ زَمَانٌ يُظَرَّفُ فِيهِ الفَاجِرُ وَيُقَرَّبُ فيهِ الماجِنُ، وَيُضَعَّفُ فيهِ المُنصِفُ.قال: فقيل له: متى ذاك يا أميرَ الموَمنينَ؟فقال: إذا اتُخِذَت الاَمَانَةُ مَغْنَماً والزَّكاةُ مَغْرَماً وَالعِبادَةُ اسْتِطالَةً، والصِّلَةُ مَنّاً.قال: فقيل: متى ذلك يا أمير الموَمنينَ؟فقال: إذا تَسَلْطَنَ النِّسَاءُ وَسَلَّطْنَ الاِمَاءَ وَأُمِّرَ الصِّبْيَانُ
    عن عليٍّ عليه السلام قال: يأتي على النّاسِ زمانٌ همّتهم بطونهم، وشرفهُم متاعُهم، وقبلتُهم نساوَُهم، ودينُهم دراهمُهم ودنانيرُهم، أُولَئِكَ شِـرارُ الخلق لا خلاق لهم عند اللّه .
    عن عليٍّ عليه السلام قال: يأتي على النّاسِ زمانٌ لا يُتبعُ فيه العالمُ، ولا يُستحيى فيه من الحليم ولا يوقّر فيه الكبيرُ ولا يُرحَمُ فيه الصغيرُ، يقتُل بعضهم بعضاً على الدُّنيا.قلوبُهم قلوبُ الاَعاجم وألسنتهم ألسنة العرب لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون مُنكراً.يمشي الصالحُ فيهم مستخفياً أُولَئِكَ شِـرار خلق اللّه لا ينظرُ اللّهُ إليهم يوم القيامة.
    حدّثني محمّد بن عليّ ماجيلويه ـ رحمه اللّه ـ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ القرشي، عن سفيان الجريري، عن عليّ بن الحزوّر عن الاَصبغ بن نباتة قال: لمّا أقبل أمير الموَمنين عليه السلام من البصرة تلقّاه أشراف الناس فهنّوَوه وقالوا: إنّا نرجو أن يكون هذا الاَمر فيكم ولا ينازعكم فيه أحد بداً فقال: هيهات في كلام له أنّى ذلكَ ولمّا تَرمون بالصّلعاء قالوا: يا أمير الموَمنين وما الصّلعاء؟ قال: توَخذ أموالكم قسراً فلا تمنعون .
    حدَّثني محمّد بن عليّ ماجيلويه ـ رحمه اللّهـ عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ القرشيّ، عن الحسين بن سفيان الجريري، عن سلام بن أبي عمرة الاَزديّ، عن معروف بن خربوز، عن أبي الطفيل أنّه سمع أمير الموَمنين عليه السلام يقول: إنّ بعدي فتناً مظلمة عمياء مشكّكة لا يبقى فيها، إلاّ النُّومَة قيل: وما النُّومة يا أمير الموَمنين؟ قال: الّذي لا يدري النّاس ما في نفسه .
    وروى الاَصبغ بن نباتة عن أمير الموَمنين عليه السلام قال: سمعته يقول: يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الاَزمنة نسوة كاشفات عاريات متبرّجات من الدين، داخلات في الفتن مائلات إلى الشهوات مسرعات إلى اللذات، مستحلاّت للمحرمات في جهنّم خالدات .
    عن علي قال: ستَليكم أئمّة شَـرُّ أئمّةٍ! فإذا افترَقوا على ثلاث راياتٍ فاعلموا أنّه هلاكُهم .
    بهذا الاِسناد عن الحسين عن ابن سيابة عن عمران بن ميثم، عن عباية ابن ربعيِّ قال: دخلت على أمير الموَمنين عليه السلام وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنّاً فسمعته يقول: حدَّثني أخي رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وآله و سلَّم أنّه قال: إنّي خاتم ألف نبيُّ وإنّك خاتم ألف وصيُّ وكلّفت ما لم يكلّفوا .فقلت: ما أنصفك القوم (يا أمير الموَمنين) فقال: ليس حيث تذهب يا ابن أخ، واللّه (إنّي) لاَعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمّد صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم وإنّهم ليقروَون منها آية في كتاب اللّه عزَّ وجلَّ وهي وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الاَرض تكلّمهم أنَّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون (النمل) وما يَتدبّرونها حقَّ تَدبُّرها.ألا أُخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلى يا أمير الموَمنين قال: قتل نفس حرام في يوم حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة قلنا: هل قبل هذا من شيء أو بعده؟ فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها .
    روى مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول: خطب الناس أمير الموَمنين عليه السلام بالكوفة فحمد اللّه وأثنى عليه.ثمَّ قال: أنا سيّد الشيب وفي سنّة من أيوب وسيجمع اللّه لي أهلي كما جمع ليعقوب شمله وذلك إذا استدار الفلك وقلتم: ضلَّ أو هلك.ألا فاستشعروا قبلها بالصبر وبووَا إلى اللّه بالذّنب فقد نبذتم قدسكم وأطفأتم مصابيحكم وقلّدتم هدايتكم مَنْ لا يملك لنفسه ولا لكم سمعاً ولابصراً.ضعف واللّه الطالب والمطلوب هذا ولو لم تتواكلوا أمركم ولم تتخاذلوا عن نصرة الحقِّ بينكم ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يتشجّع عليكم مَنْ ليس مثلكم ولم يقوَ مِنْ قوي عليكم وعلى هضم الطاعة وإزوائها عن أهلها فيكم.تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى وبحقّ أقول: ليضعّفنَّ عليكم التيه من بعدي، باضطهادكم ولدي ضعف ما تاهت بنوإسرائيل.فلو قد استكملتم نهلاً، وامتلاَتم عللاً، عن سلطان (الشجرة الملعونة في القرآن).لقد اجتمعتم على ناعق ضلال ولاَجبتم الباطل ركضاً، ثمَّ لغادرتم داعي الحقِّ، وقطعتم الاَدنى من أهل بدر ووصلتم الاَبعد من أبناء الحرب.ألا ولو ذاب ما في أيديهم لقد دنى التمحيص للجزاء، وكشف الغطاء، وانقضت المدَّة وأزف الوعد، وبدا لكم النجم من قبل المشرق وأشرق لكم قمركم، كمل شهره وكليلة تمَّ.فإذا استبان ذلك، فراجعوا التوبة، وخالعوا الحوبة.واعلموا أنَّكم إن أطعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم فتداريتم من الصّمم واستشفيتم من البكم وكفيتم موَنة التعسّف والطلب ونبذتم الثقل الفادح عن الاَعناق.فلا يبعد اللّه إلاّ مَنْ أبى الرحمة وفارق العصمة وسيعلم الّذينَ ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون .
    عليُّ بن أحمد المعروف بـابن الحماميِّ عن محمّد بن جعفر القاري عن محمَّد بن إسماعيل بن يوسف، عن سعيد بن أبي مريم، عن محمَّد بن جعفر بن كثير، عن موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليِّ عليه السلام أنَّه قال: لتُمْلاَنَّ الاَرْضَ ظُلْماً وَجوْراً حَتَّى لا يَقُولَ أَحَدٌ: اللّه إلاَّ مُسْتَخْفِياً، ثُمَّ يَأْتِـي اللّهُ بِقَوْمٍ صَالِحِينَ يَمْلَوَُونَهَا قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَـا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وجوراً .
    عن أبي وائل قال: خطبَ عليٌّ الناس بالكوفة فسمعته يقول في خطبته: أيُّها الناس! إنّه من يتفقّرُ افتقرَ، ومن يُعَمّـر يُبْتَلى، ومن لا يستعدُّ للبلاءِ إذا ابتلي لا يصيرُ، ومن ملك استأثر، ومن لا يستشيرُ يندمُ! وكان يقول من وراء هذا الكلام: يوشك أن لا يبقى من الاِسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه. وكان يقول: ألا ! لا يستحي الرجل أن يتعلّم، ومن يسأل عمّـا لا يعلم أن يقول: لا أعلم، مساجدكم يومئذٍ عامرةٌ، وقلوبكم وأبدانكم خربةٌ من الهدى، شرُّ من تحت ظلِّ السمَّـاءِ فقهاوَكم، منهم تبدو الفتنة وفيهم تعودُ فقام رجلٌ فقال: ففيم يا أمير الموَمنين؟! قال: إذا كان الفقه في رذّالكم، والفاحشة في خياركم، والملك في صغاركم، فعند ذلك تقوم الساعة.
    عن كتاب عبد اللّه بن بشار رضيع الحسين عليه السلام :إذَا أَرادَ اللّهُ أنْ يُظْهِرَ آلَ مُحَمَّدٍ، بدَأ الحَرْبَ مِنْ صَفَر إلى صَفَرٍ وَذَلِكَ أَوَانُ خُرُوجِ المهدِي عليه السلام .قال ابن عبّاسٍ: يا أمير الموَمنين! ما أقْرَبُ الحوادِثِ الدّالَّةِ على ظُهُورِهِ؟فَدَمَعَتْ عَيْناهُ وقَالَ: إذَا فُتِقَ بَثْقٌ في الفُراتِ، فَبَلَغَ أَزِقَّةَ الكُوفَةِ، فَلْيَتَهَيَّأ شِيعَتُنَا لِلِقَاءِ القَائمِ .
    حدَّثنا يحيى بن اليمان عن كيسان الرواشي القصار وكان ثقة قال: حدَّثني مولاي قال: سمعت عليّاً يقول: لا يَـخْرُجُ المَهْدِيُّ حتّى يُقْتَلَ ثُلْثٌ، وَيَمْوتَ ثُلْثٌ، وَيَبْقَى ثُلْثٌ .
    أحمد بن محمّد الكوفيُّ، عن جعفر بن عبد اللّه المحمّديّ، عن أبي روح فرج ابن قرَّة، عن جعفر بن عبد اللّه، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللّه ـ عليه السلام ـ قال: خطب أمير الموَمنين عليه السلام فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّـى على النبيِّ وآله، ثمّ قال: أمّا بعد فإنَّ اللّه تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهر إلاّ من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر كسر عظم [من] الاَُمم إلاّ بعد أزل وبلاء.أيّها النّاس! في دون ما استقبلتم من عطب واستدبرتم من خطب معتبر، وما كلُّ ذي قلب بلبيب، ولا كلُّ ذي سمع بسميع، ولا كلُّ ذي ناظر عين ببصير، عباد اللّه! أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه، ثمَّ انظروا إلى عرصات من قد أقاده اللّه بعلمه كانوا على سنّة من آل فرعون أهل جنّات وعيون، وزروع ومقام كريم، ثمَّ انظروا بما ختم اللّه لهم بعد النضرة والسرور والاَمر والنهي ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان واللّه مخلّدون وللّه عاقبة الاَُمور.فيا عجباً ومالي لا أعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها لا يقتفون أثر نبيّ، ولا يعتدُّون بعمل وصي، ولا يوَمنون بغيب، ولا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا ، والمنكر عندهم ما أنكروا، وكلُّ امرىَ منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات، فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلاّ خطاء، لاينالون تقرُّباً ولن يزدادوا إلاّ بعداً من اللّه عزَّ وجلَّ، أُنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض، كلُّ ذلك وحشةً ممّا ورَّث النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ونفوراً ممّا أدّى إليهم من أخبار فاطر السموات والاَرض.أهل حسرات، وكهوف شبهات، وأهل عشوات، وضلالة وريبة، من وكله اللّه إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله غير المتّهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هوَلاء بأنعام قد غاب عنها رعاوَها.وواأسفاً من فعلات شيعتنا من بعد قرب مودَّتها اليوم، كيف يستذلُّ بعدي بعضها بعضاً، وكيف يقتل بعضها بعضاً؟ المتشتّة غداً عن الاَصل، النازلة بالفرع، الموَمّلة الفتح من غير جهته كلُّ حزب منهم آخذ منه بغصن أينما مال الغصن مال معه، مع أنَّ اللّه وله الحمد سيجمع هوَلاء لشرِّ يوم ـ لبني أُميّةـ كما يجمع قزع الخريف. يوَلّف اللّه بينهم، ثمَّ يجعلهم ركاماً كركام السحاب، ثمَّ يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم كسيل الجنّتين سيل العرم حيث نقب عليه فارة فلم تثبت عليه أكمة، ولم يردَّ سننه رصُّ طود، يذعذهم اللّه في بطون أودية، ثمَّ يسلكهم ينابيع في الاَرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويمكّن بهم قوماً في ديار قوم، تشريداً ـ لبني أُميّة ـ ولكي لا يغتصبوا ما غصبوا، يضعضع اللّه بهم ركناً، وينقض بهم طيَّ الجنادل من إرم، ويملاَ منهم بطنان الزيتون.فو الّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليكوننَّ ذلك، وكأنّي أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم، وأيم اللّه ليذوبنَّ ما في أيديهم بعد العلوِّ والتمكين في البلاد كما تذوب الاَلية على النار، من مات منهم مات ضالاّ ً وإلى اللّه عزَّ وَجلَّ يفضي منهم من درج، ويتوب اللّه عزَّ وجلَّ على من تاب، ولعلَّ اللّه يجمع شيعتي بعد التشتّت لشرِّ يوم لهوَلاء، وليس لاَحد على اللّه عزَّ ذكره الخيرة، بل للّه الخيرة والاَمر جميعاً.أيّها النّاس! إنَّ المنتحلين للاِمامة من غير أهلها كثير، ولو لم تتخاذلوا عن مرِّ الحقِّ، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجّع عليكم من ليس مثلكم ولم يقوَ من قوي عليكم، وعلى هضم الطاعة وإزوائها عن أهلها، لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى عليه السلام .ولعمري، ليضاعفنَّ عليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل، ولعمري أن لو قد استكملتم من بعدي مدّة سلطان ـ بني أُميّة ـ لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضلالة، وأحييتم الباطل وأخلفتم الحقَّ وراءَ ظهوركم، وقطعتم الاَدنى من ـ أهل بدر ـ ووصلتم الاَبعد من أبناء الحرب لرسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم .ولعمري، أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء، وقرب الوعد وانقضت المدَّة، وبدا لكم النجم ذو الذَّنب من قبل المشرق، ولاح لكم القمر المنير، فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة.واعلموا أنّكم إن اتّبعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج الرسول صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم فتداويتم من العمى والصمم والبكم، وكفيتم موَنة الطلب والتعسّف ونبذتم الثقل الفادح عن الاَعناق، ولا يبّعد اللّه إلاّ من أبى وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له وسيعلم الّذينَ ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.
    وَبِهِ عَنِ الحُصَيْـنِ بن عبد الرَّحمان عن أبيه، عن جدِّه عمرو بن سعدٍ ، قال: قالَ أمير الموَمنين عليه السلام : لا تَقُومُ القِيامَةُ حَتَّى تُفْقأ عَيْـنُ الدُّنيا، وتَظْهَرَ الحُمْرَةُ في
    السَّماءِ، وَتِلْكَ دُموعُ حَمَلَةِ العَرْشِ على أهْلِ الاَرضِ حَتّى يَظْهَرَ فيهِم عِصابَةٌ لا خَلاقَ لَهُمْ يَدْعُونَ لِوَلَدِي وَهُمْ بُرآءُ مِنْ وَلَدِي، تِلْكَ عِصابَةٌ رَديئَةٌ لا خَلاقَ لَهُمْ، عَلَـى الاَشْـرارِمُسَلَّطَةٌ، وَلِلجَبابِرَةِ مُفْتِنَةٌ، وَلِلْملُوكِ مُبِيرَةٌ، تَظْهَرُ في سَوادِ الكُوفَةِ، يَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ أَسْود اللَّونِ والقَلْبِ، رَثُ الدِّينِ، لا خَلاقَ لَهُ مُهَجْنٌ زَنِيمٌ عُتُلٌّ، تَداوَلَتْهُ أَيْدِي العَواهِرِ مِنَ الاَُمّهاتِ، مِنْ شَـرِّ نَسْلٍ لا سَقاهَا اللّهُ المَطَرَ في سَنَةِ إِظْهارِ غَيْبَةِ المتغِّيبِ منْ وُلْدِي صاحب الرَّايةِ الحَمراءِ، والعَلَمِ الاَخضَـر أيُّ يَومٍ للمخيَّبينَ، بَيْـنَ الاَنْبارِ وَهِيتَ، ذَلِكَ يَوْمٌ فيهِ صَيْلَمُ الاَكْرادِ والشُّراةِ، وَخَرابُ دارِ الفَراعِنَةِ وَمَسْكَنِ الجَبابِرَةِ، وَمَأوى الولاةِ الظَّلَمَةِ، وَأُمِّ البلاد وأُخْتِ العادِ، تِلْكَ وَرَبِّ عليٍّ يا عَمْرو بن سعدٍ بغدادُ، ألا لعنَةُ اللّهِ على العُصاةِ من بَني أُميَّةِ وبني العبّاسِ الخوَنَةِ الّذينَ يقْتُلُونَ الطيِّبينَ مِنْ ولدي ولا يُراقِبُونَ فيهم ذمّتي، ولا يَخافُونَ اللّهَ فيما يَفْعَلُونَهُ بِحُرمَتي، إنَّ لِبَني العبّاسِ يَوْماً كَيَوْمِ الطَّموحِ ولَهُمْ فيهِ صَـرخَةً كَصَرْخَةِ الحُبْلى، الويلُ لشِيعَةِ وُلْدِ العبّاسِ مِنَ الحَرْبِ التي سَنَحَ بَيْـنَ نَهاوَنْد والدَّيْنَور، تِلْكَ حَرْبُ صَعاليكِ شِيعةِ عليٍّ، يَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ مِنْ هَمْدانَ اسْمُهُ [عَلـى] اسمِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم .مَنْعُوتٌ مَوْصوفٌ بِاعْتِدالِ الخَلْقِ، وحُسْنِ الخُلْقِ، وَنَضَارَةِ اللَّونِ، لَهُ في صَوْتِهِ ضَجاجٌ، وفي أشْفارِهِ وَطَفٌ، وفي عُنُقِهِ سَطْعٌ أَفَرَقُ الشَّعْرِ مُفَلّجُ الثَّنايا، عَلَـى فَرَسِهِ كَبَدْرٍ تَمامٍ إذا تَجَلّـى عِنْدَ الظَّلامِ، يَسِيرُ بِعِصابَةٍ خَيْـرِ عِصابَةٍ آوَتْ وَتَقَرَّبَتْ وَدانَتْ للّهِ بِدِينِ تِلْكَ الاَبْطالِ مِنَ العَرَبِ الَّذِينَ يَلْحَقُونَ حَرْبَ الكَريهَةِ والدَّبرةُ ، يَوْمَئِذٍ على الاَعداءِ، إنَّ لِلْعَدُوِّ يَومَ ذَاكَ الصَّيْلَمَ والاستِئصالَ
    أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدَّثنا حميد بن زياد الكوفيُّ قال: حدَّثني عليّ بن الصباح المعروف بابن الضحّاك، قال: حدَّثنا أبو عليِّ الحسن بن محمّد الحضرميُّ، قال: حدَّثنا جعفر بن محمّد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة، عن عليٍّ عليه السلام أنّه قال: يأتيكم بعد الخمسين والمائة أُمراء كفرة، وأمناء خونة، وعرفاء فسقة، فتكثر التجّار وتقلُّ الاَرباح، ويفشو الرِّبا، وتكثرأولاد الزِّنا، وتغمر السفاح وتتناكر المعارف، وتعظم الاَهلّة وتكتفي النساء بالنساء، والرِّجال بالرِّجال.فحدث رجلُ عن عليٍّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قام إليه رجلٌ حين تحدَّث بهذا الحديث فقال له: يا أمير الموَمنين وكيف نصنع في ذلك الزَّمان؟ فقال: الهرب الهرب فإنّه لا يزال عدل اللّه مبسوطاً على هذه الاَُمّة ما لم يمل قرَّاوَهم إلى أُمرائهم وما لم يزل أبرارهم ينهى فجّارهم، فإن لم يفعلوا ثمَّ استنفروا فقالوا: لا إله إلاّ اللّه، قال اللّه في عرشه : كذبتم لستم بها صادقين .
    حدَّثنا محمّد بن همّام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة قال: حدَّثني أحمد بن مابنداذ سنة سبع وثمانين ومائتين، قال: حدَّثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن عليِّ بن فضّال، قال: حدَّثنا سفيان بن إبراهيم الجريري، عن أبيه عن أبي صادق، عن أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ أنّه قال: ملك بني العبّاس يسر لا عسر فيه، لو اجتمع عليهم الترك والدَّيلم والسند والهند والبربر والطيلسان لن يزيلوه، ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتّى يشذَّ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهمويسلّط اللّه عليهم علجاً يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلاّ فتحها، ولا ترفع له راية إلاّ هدَّها، ولا نعمة إلاّ أزالها، الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتّى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي، يقول [بـ] الحقّ ويعمل به.
    أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدَّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن قيس، قال: حدّثنا الحسن بن عليِّ بن فضّال، قال: حدَّثنا ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيى، عن داود الدُّجاجيِّ عن أبي جعفر محمّد بن علي ـ عليهما السلام ـ قال: سئل أمير الموَمنين عليه السلام عن قوله تعالى: فاختلف الاَحزاب من بينهم فقال: انتظروا الفرج من ثلاث. فقيل: يا أمير الموَمنين وما هنَّ؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرَّايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان. فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أوما سمعتم قول اللّه عزَّ وجلَّ في القرآن: إن نشأ ننزِّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين هي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان.
    ومن خطبة له عليه السلام تسمّى التطنجية، ظاهرها أنيق، وباطنها عميق، فليحذر قارئها من سوء ظنّه، فإنّ فيها من تنزيه الخالق ما لا يطيقه أحد من الخلائق، خطبها أمير الموَمنين عليه السلام بين الكوفة والمدينة، فقال: ... يَا جابِرُ إِذَا صَاحَ النَّاقُوسُ، وَكَبَسَ الكَابُوسُ، وَتَكَلَّمَ الجَامُوسُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَجَائِبُ وَأَيُّ عَجَائِبٍ إذَا أَنَارَتِ النَّارُ بِبُصْـرى، وَظَهَرَتِ الرَّايَةُ العُثْمانِيَّةُ بِوَادِي سَوْدَاءَ، واضْطَرَبَتِ البَصْـرَةُ وَغَلَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَصَبَا كُلُّ قَوْمٍ إلى قَوْمٍ، وَتَحَرَّكَتْ عَسَاكِر خُراسَانُ، وَنَبَعَ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيميُّ مِنْ بَطْنِ الطَّالَقَانِ، وَبُويِعَ لِسَعِيدِ السَّوسِيِّ بِخُوزِسْتَانَ، وَعُقِدَتْ الرَّايَةُ لِعَمَالِيقَ كُرْدَانَ، وَتَغلَّبَتْ العَرَبُ عَلَـى بِلادالاَرْمَنِ والسِّقْلابِ، وَأَذْعَنَ هِرْقَلُ بِقُسْطَنْطِينَةَ لِبَطَارِقَةِ سِينَانَ، فَتَوَقَّعُوا ظُهُورَ مُكَلِّمِ مُوسَـى مِنَ الشَّجَرَةِ عَلَـى الطُّورِ، فَيَظْهَرُ هذَا ظِاهِرٌ مَكْشُوفٌ، وَمُعايَنٌ مَوْصوفٌ... ثُمَّ بَكَى صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَالَ: واهاً لِلاَُمَمِ، إِمَّا شَاهَدَتْ رَايَاتِ بَنِـي عُتْبَةَ مَعَ بَني كَنَامِ السَّائِرينَ أَثْلاثَاً، المُرْتَكِبينَ جَبَلاً جَبَلاً مَعَ خَوْفٍ شَدْيدٍ وَبُوَْسٍ عَتِيدٍ، ألا وَهُوَ الوَقْتُ الَّذِي وُعِدْتُمْ بِهِ، لاَحْمِلَنَّهُمْ عَلَـى نَجَائِبَ، تُحَفُّهُمْ مَرَاكِبُ الاَفْلاكِ، كَأَنِّي بِالمُنافِقينَ يَقُولُونَ نَصَّ عَليٌّ على نَفْسِهِ بِالرَّبَّانِيَّةِ، ألا فَاْشْهَدُوا شَهَادَةً أسْأَلَكُمْ بِهَا عِنْدَ الحَاجَةِ إليْهَا، أنَّ عليَاً نُورٌ مخلُوقٌ وعَبْدٌ مَرْزُوقٌ، وَمَنْ قَالَ غَيْـرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللّهِ ولَعْنَةُ اللاَّعِنينَ، ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ يَقُولُ: تَحَصَّنْتُ بِذِي الملكِ والمَلَكُوتْ، واعْتَصَمْتُ بذي العِزَّةِ والجَبَرُوتِ، وَامْتَنَعْتُ بِذي القُدْرَةِ والمَلَكُوتِ، مِنْ كُلِّ مَا أَخافُ وَأَحْذَرُ، أيُّها النَّاسُ مَا ذَكَرَ أَحَدُكُمْ هذِهِ الكَلِماتِ عِنْدَ نَازِلَةٍ أَوْ شِدَّةٍ إلاَّ وَأَزاحَهَا اللّهُ عَنْهُ .
    1-الخصال: 2/610 و 616 و 625 ، البحار: 52/123
    2-كنز العمال: 11/259
    3-البحار: 53/123
    4-الكافي: 5/291، ب (47)، ح 440
    5-مواعظ الصدوق: 61، البحار: 52/122
    6-البحار: 2/67، ح 9
    7-البحار: 27/89 ـ 90، ح 41
    8-مَن لا يحضره الفقيه: 4/273.
    9-البحار: 68/61، ح (113)، تفسير فرات: 137ـ 139
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 10-05-2017, 06:06 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X